العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحــوار مع الــصـوفــيـــة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-10-05, 05:16 AM   رقم المشاركة : 1
ابو عساف
عضو فعال






ابو عساف غير متصل

ابو عساف is on a distinguished road


الأسماء السريانية عند الصوفية والشيعة هل هي فتوحات أم إلحاد ؟

نقلا عن كتاب: عقائد الصوفية في ضوء الكتاب والسنة - لمحمود المراكبي.
الأسماء السريانية عند الصوفية والشيعة :
هل هي فتوحات أم إلحاد ؟

أولا: الصوفية على آثار الشيعة:
إذا سألت أي صوفي عن الأسماء السريانية المنتشرة في ورده الذي تلقاه عن شيخه، قال لك هي لغة الملائكة، وهو لا يعرف كغيره من الباطنية أن اللغة السريانية هي إحدى أهم اللهجات الآرامية التي تعد فرعا من اللغات السامية، وهي لغة الآراميين، الذين سموا أنفسهم بالسريان، بعد إعتناقهم الدين المسيحي،وتنقسم السريانية تبعا لانقسام الكنيسة المسيحية، إلى سريانية شرقية، وهي: سريانية المسيحيين التابعين لتعاليم"نسطوريس"، ويسمون بالنسطوريين، والفرع الآخر وهو الخاص بالسريانية الغربية، وهي: السريانية التابعة لتعاليم "يعقوب البردعي" ويسمون باليعاقبة، وما زالت بعض البقاع بالشام يتحدث أهلها إلى اليوم باللغة السريانية، والتي كانت معروفة في جزيرة العرب في عهد النبوة، بل لقد تلقى رسول الله عليه الصلاة والسلام بعض الرسائل باللغة السريانية، حتى أنه حثّ زيد بن ثابت على تعلّمها وإتقانها. كما ورد في الحديث الذي يرويه أحمد في مسنده، حيث يقول: ﴿ قال زيد بن ثابت رضي الله عنه: قال لي رسول الله عليه الصلاة والسلام تُحسِنُ السريانية؟ إنها تأتيني كتب، قال: لا ، قال فتعلمها، يقول زيد فتعلمتها في سبعة عشر يوما﴾.
ولا نعرف كيف اعتقد الباطنيون أن لغة القرآن ليس فيها ما ينشدون من الأسرار حتى يبحثوا عنها في لغة النصارى،
ومن ثم أضافوا إليها خصائص باطنية، ولم يكتفوا بإدخال المفردات العربية في قوالب لغوية آرامية التركيب في أورادهم البدعية، مثل:"ناسوت،رحموت،رهبوت، لاهوت،جبروت،روحاني،نفساني،جسماني،شعشعاني،وحدانية، فردانية". ا هـ تاريخ التصوف الإسلامي لعبد الرحمن بدوي.
بل جعلوا ذكر الله باللغة السريانية من علوم الباطن، وينسب الشيعة إختصاص أئممتهم بهذه الفتوحات، بينما ينسبها الصوفية إلى المشايخ الكبار والأقطاب الكُمل.
والأسماء السريانية في زعمهم أسماء لله عز وجل، وتشتمل في إعتقادهم على أسرار عجيبة وخصائص باطنية، وهذه الأسماء لم يسم الله بها نفسه، ولم ينزلها في كتابه ولك يعلمها أحدا من أنبياء الله ورسله، وبالتالي لم ينقلها أحد عن الله عز وجل نقلا صحيحا متواترا، وليس في سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه ذكر الله عز وجل بأسماء غير عربية، فمن أين أتوا بها ؟
ومن الذي دلهم عليها ؟ ، وهذا ما يوضحه أثر يرويه الكليني-ثقة الشيعة الأكبر-، عن مفضل بن عمر الذي يقول:"أتيت باب أبا عبدالله ونحن نريد الإذن عليه ثم خرج إلينا فسمعناه يتكلم بكلام ليس بالعربية، فتوهمنا أنه بالسريانية، ثم بكى، فبكينا لبكائه، ثم خرج إلينا الغلام فأذن لنا فدخلنا عليه، فقلت أصلحك الله أتيناك نريد الإذن عليك، فسمعناك تتكلم بكلام ليس بالعربية، فتوهمنا أنه بالسريانية، ثم بكيت فبكينا لبكائك، فقال: نعم، ذكرت إلياس النبي، وكان من عباد أنبياء بني إسرايئيل، فقلت كما كان يقول في سجوده، ثم اندفع فيه بالسريانية، فلا والله ما رأينا قساً ولا جاثليقا]أي كبير القساوسة] ، أفصح لهجة منه به ، ثم فسّره لنا بالعربية". ا هـ الأصول من الكافي1-227.
فالذكر بالسريانية ميراث تزعمه الشيعة عن إلياس النبي، والقول أن إلياس والخضر على قيد الحياة قول باطل، فكيف تلقت الشيعة هذه الأسماء أمن كتب بني إسرائيل ؟ ، أم من مشاهدات واجتماعات روحية بين أئمتهم ونبي الله إلياس ؟
ثم كيف قبل الناس أن يعبدوا الله عز وجل بما لم يثبت عن المبعوث رحمة للعالمين، ثم ماسر تعلق الشيعة بأنبياء بني إسرائيل؟!.
إن أفكار الصوفية الغريبة التي أفتروها في دين الله عز وجل ليست من عند أنفسهم، وإنما هي من تقليد الشيعة، والشيعة على آثار اليهود يقتدون ويتنافسون، وعن آثار نبيهم يُعرِضون، والرابطة بن هذه الفرق الثلاث لايمكن تجاهلها، فالأمر واضح كالشمس في وضح النهار، لا ينكرها لإلا من كان فاقدا لنعمة البصر، وإن زعم أن له عينين، وصدق الله العظيم حيث يقول: ﴿لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها﴾الأعراف-179.
يقسِّسم الحكيم الترمذي علم الباطن﴾ فيقول:"علم البدء، وعلم الميثاق، وعلم المقادير، وعلم الحروف، فهذه هي أصول الحكمة، وهي الحكمة العليا، وإنما يظهر هذا العلم عن كبراء الأولياء، ويقبله عنهم من له حظ من الولاية". ا هـ الحكيم الترمذي ونظريته في الولاية للدكتور عبد الفتاح بركة2-314.
ويعلق الدكتور بركة بقوله:"والترمذي الحكيم يضع علم الأسماء والحروف على قمة العلوم، مع تمييزه بين علم الأسماء وعلم الحروف، وجعله علم الحروف في منزلة أعلى من علم الأسماء، كما يضع علماء هذا العلم في قمة الخاصة من الأولياء". نفس المصدر السابق ص2-321.

ثانيا: الصوفية المعاصرة والسريانية:



4.الطريقة الشاذلية:
يحدد بعض الشاذلية مكانة الأسماء السريانية بقوله:"اعلم أن هذه الأسماء هي من أسماء الله تعالى، ليشت بلسان من ألسنة عالم الملكوت، ولا بلغة من لغات العالمين، وإنما هي أسماء جبروتية، فمن ادعى القطبية الفردية،فليبين لنا عن هذه اللغة وعن أهلها."
﴿﴾
الطريقة الشاذلية:
تعد الطريقة الشاذلية من أكثر الطرق انتشارا وتشعبا ، وكلما مات شيخ من شيوخ الطريقة كلما انقسم أبناؤه إلى طريقتين ، أو أكثر ، ونادرا ما تستمر طريقة مجتمعة عبر ثلاثة أجيال أو أربعة إلا وتنقسم إلى فروع وتتشرذم إلى جماعات أكثر وهذا سر كثرة أسماء الطرق ، حيث يتعرف المريدون على طريقتهم بمعرفة اسم شيخهم ، أو خليفته ، ونبدأ هنا بتتبع أشهر أفرع الشاذلية وما ورد في أورادها من الأسماء السريانية .

الطريقة الشاذلية ودلائل الخيرات:
وقد ورد في كتاب "أدل الخيرات" من أوراد الشاذلية، للشيخ عبد الفتاح القاضي، ورد بعض صلوات الشيخ الفاسي نصه مايلي:"يالله يوه واه هو ياهو يامن هو أنت، أنت هو يوه هو يايوه هو ياجليل ياهو يامن لاهو إلا أنت هو"-كنوز الأسرار في الصلاة والسلام على النبي ص 79-
كما يعتقد الشاذلية فيما يسمى الدائرة، والخاتم، والسيف، وكلها أسماء لمسمى واحد، ويعتقدون أن من وضع هذه الدائرة على رأسه لايموت، ويروون الحكايات عن أقوام لك يموتوا إلا بعد أن خلعوا هذه الدائرة ، وتضم هذه الدائرة أشهر الألفاظ السريانية ، والمتفق عليها بين عدد كبير من الطرق الصوفية، وقد نقل شرح هذه الأسماء أحمد بن عياد في المفاخر العلية في المآثر الشاذلية ، يرويه عن أبي عبد الله اليافعي ، وشرح مجالات استخدام كل اسم منها ، فيقول:
· طَهُورٌُ: الاسم الأول الكامل في ذاته المنور لصفاته، [ويستخدم] للدخول على الملوك، كَبِّر الله سبعا ثم قل: طاء، ثم اقرأ:﴿إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ﴾ [الشعراء-4]،ثم قال حكمت على أنفسهم الطاء،واذكر الاسم سبعا.
· بَدْعَقٌُ: الاسم الثاني، بمعنى الباقي الذي كل شيء به باق، ذات الأقسام[أي القسم]للدخول على العلماء والقضاة، هلل الله سبعا، ثم قال باء ، ثم قرأ: ﴿سَلَامٌ قَوْلًا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ﴾[58-سورة يــس]، ثم قال: فلقت عقولهم بالقاف ، ثم اذكر الاسم سبعا.
· مَحْبَبَهٌُ: الاسم الثالث مبين الحكم، وملقن المنن، لاستجلاب الرزق، سبح لله سبعا، ثم اقرأ: ﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾[1-سورة الحديد]، ثم قال حاء، فتحت بها باب الاستمطار من الفتاح العليم، ثم اذكر الاسم سبعا.
· صُوَرَهٌُ: الاسم الرابع، الذي لهيبته كل جبار خاضع، لدفع المضار، تقول: يا سلام سبعا، ثم تقول: سلبت عن نفسي، وعن فلان من كان من عباد الله المؤمنين جميع المضار، ثم اذكر الاسم سبعا.
· الخامس، وهو اسم العزة: مَحْبَبَهُ، نظير ما تقدم، تقول هنا: الحمد لله سبعا، ثم تقول:عين ملأت قلبي عزة ونورا، ومن شئت من إخوانك المؤمنين، ثم تذكر الاسم سبعا.
· الاسم السادس، زهو المعروف بمفتاح الغيب: سَقْفَاطِيسٌُ: للفتح على القلب، تقول: يا سلام سبعا، ثم تقول: سين، أسألك باسناء الأعظم أن تعطيني مفتاح قلبي، وتذكرالاسم سبعا.
· الاسم السابع، وهو اسم الجلالة الموصل إلى مفتاح الكنوز، ولرتبة الكمال: سَقَاطِيمٌُ، وهو أن تقول يا الله بألف الوصل، وهاء الرفع، والمد سبعا، ثم تقول: ﴿وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ﴾[ 97-98 سورة المؤمنون].رب أسألك حولا من حولك، وقوة من قوتك، وتأييدا من تأييدك حتى لا أرى غيرك، ولا أشهد سواك، ثم اذكر الاسم سبعا. ثم قال [اليافعي]: أدغمت الكلام أوله صيانة له من غير أهله.
ويستطرد اليافعي في بيان أسراره، فيقول:"أََحُونٌُُ أَدُمَّ حَمَّ هَاءٌُ آمين". هي الاسم الأعظم، بل ويعلم الأتباع من الصوفية كيف يذكرون بها، وينسب ذلك إلى شيخه الذي يقول: واتل الاسم الاعظم" أََحُونٌُُ أَدُمَّ حَمَّ هَاءٌُ آمين" سبعين مرة، وسَل ما تريد، وصفة السؤال أن تقول عقب تلاوتك في الوقت المخصوص: أسألك اللهم يا من هو:" أََحُونٌُُ أَدُمَّ حَمَّ هَاءٌُ آمين" افعل لي كذا وكذا .

5.الطريقة الفاسية:
يمزج الفاسيُّ الآيات القرآنية بعقيدة وحدة الوجود بالألفاظ السريانية، فيقول:"اللهم صلِّ على كلمتك العليا من حيث الاختراع، والابتداع، وعروتك الوثقى من حيث تتابع الاتباع، وحبلك المعتصم عند الضيق، والاتساع، وصراطك المستقيم للهداية، والاتباع، ﴿الم﴾،﴿حم﴾،أَدُمّ، حَمَّ، ﴿ق﴾،﴿طسم﴾،﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ﴾[29-سورة الفتح] ، أََحُونٌُُ ودود، ﴿طه﴾،﴿يس﴾،﴿ق﴾،﴿ن والقلم وما يسطرون﴾،اللهم صلِّ على المتخلق بصفاتك، المستغرق في مشهادة ذاتك، الحق المتخلق بالحق، حقيقة الحق، ﴿أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ﴾[53 سورة يونس].ا هـ كنوز الاسرار في الصلاة السلام على النبي المختار ص 79.

6.الطريقة النقشبندية:
ورد في أوراد الطريقة النقشبندية:"وقلدنا بصمام نصرك".

7.الطريقة الخلوتية العونية العيونية:
يتلقى المريد في بداية سلوكه عشر آيات قرآنية مع دعاء يسمونه دعاء سر القاف، ويتكرر حرف القاف عشر مرات في كل آية من هذه الآيات العشر، حسب قواعد علم الجفر أحد علوم بني إسرائيل، بموجب قاعدة أبجد هوز..وقد قرأت فيما أتذكر في أحد الكتب الصفراء ، أن من يداوم على قراءة هذه الآيات يصبح من أهل التصريف، ومع تدرج المريد في مراتب الطريق السبعة تظهر الألفاظ السريانية تباعا ، فإذا وصل المريد إلى الاسم السادس و السابع تلقى جرعة كبيرة من هذه الأسماء، وتبلغ الألفاظ السريانية في ورد الاسم السابع ثمانين اسما، منها ما هو مكتوب نثرا، ويسمى البرهتية، ومنها ما نظمه المشايخ في قصيدة الجلجولتية.
والبرهتية يقرأ فيها المريد واحد وأربعين اسما، كل منهم مكتوب مرتين بهذه الصورة:"برهتيه برهتيه، كرير كرير، تتليه تتليه، وهكذا..."
ورد الاسم السابع من أوراد الخلوتية العونية العيونية، وهو غير مطبوع، وينقله المريد عن شيخه، ويشرح البوني في كتابه"منبع أصول الحكمة"أسرار البرهتية بقوله:"فاعلم أت أسماء البرهتية، هي القسم المعّول عليه من قديم الزمان، وكان القدماء يسمونه بالعهد القديم، والميثاق العظيم، والسر المصون، والكنز المخزون، والعهد القديم، والكبريت الأحمر،وقد تكلم به الحكماء الأُول، ثم السيد سليمان بن داود عليه السلام، ثم آصف بن برخيا، ثم الحكيم قلفطيروس، ثم تتلمذ له إلى يومنا هذا، وهو قسم عظيم لا يتخلف عنه ملك،ولايعصيه جني،ولا عفريت،ولامارد،ولا شيطان،وكل طالب لم تكن عنده، أو لم يكن له علم بها، فعلمه أجذم.
وبالجملة فهذه الأسماء قسم جليل عظيم الشأن ،كثير البركة، والبرهان يغني عن جميع ما عداه من العزائم والأقسام، ويتصرف في جميع الأعمال من استنزال أملاك، واستحضار أعوان،وجلب ودفع،وصرع وقهر،وإخفاء وإظهار". ثم يشرح فوائد كل اسم من البرهتية،وما تستخدم فيه، فيقول:كرير"إن من خزاصه أن من واظب على قرائته كل ليلة مائة مرة، فإنه يجتمع بالجن عيانا، وربما يصيرون له خداما ، ومن واظب على ذكر برهتيه كرير تتليه....خضعت له الأرواح العلوية والسفلية". ا هـ منبع أصول الحكمة للبوني ص 67-68.
وشرح البوني مجموعة من الطلاسم، والعزائم المبينة على الجفر، ثم يذكر الرياضات المناسبة لكل عزيمة، حتى يجعلك تستحضر الجن والملائكة المقربين بزعمه، ثم يشرح لك علامة كل ملك، وتميزه عن غيره فيقول:"أما السيد جبرائيل،فينزل في قبة من نور،وعلى رأس القبة لواء أصفر، ولا يخرج من القبة إلا إذا وجه الطالب خطابه إليه ، وله عشرة أعوان ينزلون معه، ووقته يوم الاثنين،وخادمه الأبيض" ا هـ منبع أصول الحكمة للبوني ص 93 .
أما الجلجوتية، فيشرحها البوني أيضا في كتابه"شمس المعارف الكبرى" (وهو كتاب لتعليم السحر)، ولا يخرج الكلام فيها عما سبق بيانه عن البرهتية. وهكذا يتلقى المريد علوم السحر على أنها فتوحات ، وأسرار وإلهامات ربانية، وبرغم اعتراف البوني أن هذه الأسرار ينسبها تارة إلى علوم الحكماء والفلاسفة، وينسبها تارة أخرى إلى علوم سليمان عليه السلام، إلا أن المشايخ، والمريدين يرونها أرقى الفتوحات في الإسلام.

ثالثا: السريانية فتوحات أم إلحاد.
اتفقت الشيعة والصوفية على أن الأسماء السريانية هي :أسماء لله تعالى بلغة الملائكة، ويَعتبر أتباعُ كل طريقة أن هذه الأسماء هي سر طريقتهم، وبركتهم، وخصوصيتهم بين الطرق الأخرى، ويزعمون تلقي مشايخهم لهذه الأسماء عن الملائكة، ولايدري المريد أن غاية ما وصلت إليه الصوفية في هذا الصدد أنها فَصَّلَت ما أجملته الشيعة، ومن خلال المناقشات المتعددة التي دارت بيني وبين مشايخ الطرق المختلفة كانت حجتهم واحدة ، لا تتغير، أن هذه الأسماء السريانية هي أسماء لله تبارك وتعالى بلغات أخرى سواء لغة الملائكة، أو أحد الأنبياء السابقين، وأنها تحوي أسرارا، وعلوما باطنية، ومذاقات سامية لاينالها إلا المصدقون بأنوارها.
ومن هنا اجتمع عندي ما سطره الصوفية في كتبهم، مع ما يعتقده المشايخ المعاصرون الآن.
1.كلام الأستاذ زينة:
يحاول الاستاذ عبد الله أحمد زينة ، في كتابه "ذكر ودعاء" إضافة الشريعة على الذكر بالسريانية،حين يقول:"إن واضعي هذه الأحزاب والأوراد، إما أن: يكونوا من مؤسسي الطرق الصوفية الرئيسية، أو من مؤسسي فروع هذه الطرق، ولكل عارف منهم إسلوب خاص به في الصلاة على إمام الهداة عليه أفضل الصلاة والسلام، هي مفتاح أنوار روح ذلك العارف، وسبيل كماله، وباب فتوحه الموصل إلى خزائن العلوم الإصطفائية التي لا يطلع عليها سوى صفوة الله تعالى من خلقه. ثم يستطرد قائلا: "والأحزاب التي أقرها أساتذة الطرق الصوفية على ثلاثة أنواع:
1. قسم خاص بما ورد في الحديث الشريف.
2. وقسم سجل فيه العارف ما ألهمه الله عزوجل بعبارات واضحة.
3. وقسم سجل في العارف ما أفيض عليه من الأنوار، بعبارات ممتزجة بحروف، لايدري معانيها إلا من كان في مرتبته ومقامه، ومثال ذلك: الحروف الواردة في أوراد الجيلاني، والشاذلي، والدسوقي" . ا هـ ذكر ودعاء لعبد الله أحمد زينة ص 39.
وننقل عن صوفي آخر تأييده لأفكار الأستاذ زينة، وننقل هذا النص من كتاب "ملكوت الله مع أسماء الله" ، حيث يقول عبد المقصود سالم:"هناك أناس يذكرون أسماء كثيرة، مرة بالعبرية، وأخرى بالسريانية، وثالثة بالقبطية، وأحيانا بلغات أخرى غير عربية، ويزعمون أن فيها الاسم الأعظم، والذي يطمئن إليه قلبي ألا نذكر أسماء غير عربية إلا بإذن من المشايخ الموثوق بهم، وهم أندر من الكبريت الأحمر". ا هـ في ملكوت الله مع أسماء الله الحسنى، لعبد المقصود سالم ص122.
ولا شك أن هذا المنطلق يقِّره الشيعة، فالإمام أولى عندهم بالإلهام، وتلقي الفيض من الله عز وجل عن أقطاب الصوفية، والأستاذ زينة بتقسيمه هذا لأنواع الأوراد، لايضع أي شروط على هذه الحروف، إلا أن يكون واضعها شيخا مؤسسا لطريقة، وبالتالي يخصص مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو ردٌٌٌُّ﴾ متفق عليه، البخاري2499-مسلم3242.
بحيث يفهم منه من أحدث في أمرنا هذا، وهو غير مؤسس لطريقة فهو ردٌُّ، أما إذا كان شيخاً لجماعة، ولديه مريدون فهو فتح من الله عز وجل، وليس رداً وعودةً إلى الضلالة والجاهلية، وربما لا يعلم الأستاذ زينة أن كل ناعق له أتباع يقود جماعته ويتزعمها إلى النار، فيقدم قومه تحت راية زعامته، فيوردهم النار. بئس الورد المورود.

2. كلام الشيخ العقاد:
يحاول أحد مشايخ التصوف وهو الشيخ أحمد سعد العقاد أن يتخذ موقفا وسطا، فبقول:"ومن العجيب أن الأسماء الحسنى عربية، وكلامنا عربي والأدعية المروية عن الرسول عليه الصلاة والسلام عربية، فلايصح العدول عنها إلى الأسماء السريانية، أو العبرانية: لأن معانيها غير مفهومة، وربما كانت مطوية عن معاني غير شرعية فيقع العبد في البليّة" ا هـ الأنوار القدسية في شرح أسماء الله الحسنى وأسرارها الخفية لأحمد العقاد ص40.
وإلى هنا قول الشيخ صحيح لا نخالفه عليه، ولا تدوم فرحتنا طويلا بكلام الشيخ فها هو يهدمه في طرفة عين، فتأتي مخالفتنا لرأيه حين يستطرد قائلا:"ولا يجوز الذكر بها إلا بالتلقي من أستاذ عالم تقي واصل، أما من أخذها من الكتب فلا يجوز له: لأن أسماء الله فيها كل الحقائق وهي الكنز لكل صادق".
والمرء يصاب بالدهشة من كلام الشيخ العقاد، فبعد أن استنكر الذكر بأسماء أعجمية؛ لكونها غير مفهومة واعترف أنها ربما تكون مطوية على معانٍ غير شرعية، فيقع العبد في البلية عاد الشيخ، فأباحها لمن يتلقاها مشافهة من عارف واصل، أما من أخذها من الكتب فقد وقع في البلية. وكأن منطق الشيخ هو رفض الأسماء السريانية شكلا وقبولها موضوعا، فهي حق في ذاتها، شرعية لمن يتلقاها عن المشايخ، مرفوضة لمن يأخذها من الكتب، فقد يقع في البلية، وكأن الشيخ يقرر أهلية العارفين بالطرق الصوفية على تحليل الحرام !! ولا يخفى تطابق منطق الشيخ العقاد مع الأستاذ زينة. ودليل القوم فهم خاطئ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: ﴿ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن، فقال اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ فيَّ حكمك عدل فيَّ قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سمَّيْت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عند أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حُزني وذهاب همّي، إلا أذهب الله عنه همَّه وحزنه، وأبدله مكانه فرجا، قال فقيل يارسول الله: ألا نتعلمها؟ قال: بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمه﴾ أخرجه أحمدفي مسنده1:391، وصححه إبن حبان.
يفهم الباطنيون هذا الحديث على أن الله عز وجل يُعَلِّم من يشاء من عباده أسماءه التي يذكرونه بها، فما الحرج أن يأتي أي –ولي من الأولياء- باسم من أسماء الله تعالى بأي لغة طالما أن الله علمه إياها ؟!
وهذا الاسم لايخرج عن كونه إسم من الأسماء الحسنى، ولكونه من الأسرار ويحتوي على كنوز وفتوحات فأن الله جعله من علوم الباطن التي لا ينالها إلا أهل (العرفان ) ، وهم فقط محل الإختصاص بفيوضات الله عزوجل.
وهناك سؤال بسيط لماذا لم يستخدم الصحابة و التابعون لهم بإحسان أسماء غير عربية لله عز وجل ؟
فلو كان خيرا لسبقونا إليه .







التوقيع :
اللهم انصر المجاهدين في دولة العراق الإسلامية وفي أفغانستان والصومال والشيشان وفلسطين.. ومكن لهم .
http://www.ojqji.net/up_vb/0507/092901034e.jpg
من مواضيعي في المنتدى
»» بدعة المولد ومظاهرها الوثنية لعبد الرحمن الوكيل رحمه الله
»» الشيخ دمشقية حفظه الله ، يعطي دروس باللغة الإنكليزية على قناة هدى الإسلامية
»» من يريد أن يدافع عن الضال المضل أحمد كفتارو فليتفضل
»» أريد رافضي يخبرني ما الفرق بين الزنا والمتعة .. وكيف يميزون بينهما ؟!
»» زندقة الجيلي لعبد الرحمن الوكيل رحمه الله
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:57 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "