الرد المقنع على من وقر محمد علوي مالكي القبوري الصوفي المبتدع

[شعيب الاشباني]

شكرا لأستاتذتنا على الحوار الممتع الذي نستفيد و نتعلم منه جيمعا.
و الشكر موصول خاصة لشيخنا فارس الكلمة.

أحببت أن أشير إلى إختلاطات مشهورة جدا إذ أن ليس كل من تأثر بالتصوف يعتبر صوفي كما أنه ليس كل من تأثر بالمنطق الأرسطوطاليسي يعتبر أرسطوطاليسيا فقد تجد فقهاء و متصوفة و متكلمين تأثروا بالنهجين لكن ليسوا متصوفة أو أرسطوطاليسيين بالمعنى الكلي لهذا الإتجاه. لكي نفقه هذا يجب أن نفرق بين أنواع التعريفات فنميز فيها بين التأثير و التأثر و الإلزام و التكوين و التأسيس.

في سياق الحوار
هناك طرقيين و قبوريين تأثروا بالتصوف بشكل من الأشكال في قضية و أخرى، لكن ليسوا متصوفة بالمعنى الكلي للتصوف.
المتصوف الحقيقي لا يجعل بينه و بين الحق أي واسطة سواء في منهج المعرفة (العرفان) أو في منهج الوجود (إتساق و وحدة الوجود).
هذا الجدال في تحديد التصوف و أصوله في الفكر الإسلامي تاريخيا أنتج نظريات مختلفة و متناقضة فاصبحنا نتكلم عن تصوفيين:
1) تصوف غموضوي فسلفته الباطن و تجاوز حدود النطق (أي اللغة أي العقل).
2) تصوف إسلامي.
و داخل التصوف الأخير تصوفين:
1) تصوف إسلامي عام: كل المناهج التي تأثرت بتعاليم الإسلام و بتعاليم أخرى ثم تجاوزت ظواهر تلك التعليمات في جانب و لا في جوانب أخرى مثل الطرقيين و الروحانيين العالميين و غيرهم = يعني تصوف إختلطت فيه إبداعات (باللغة الجميلة) أي بدع (باللغة الفقهية).
2) تصوف سني: تصوف يلتزم السنة يخلو من البدع يهتم بالجانب الأخلاقي السلوكي و أعمال القلوب.


المتصوف الحقيقي كما قلت لا يجعل أي واسطة بينه (بين الواقع عموما) و الحق (الوجود الحقيقي أي الله).
حتى اللغة لا، يعني حتى الدعاء الذي نعبر عنه بألفاظ لغوية يتجاوزه المتصوف.

مثال:
"أسأل الله بأسماءه الحسنى أن يغفر لي" مخالف للتصوف الحقيقي لأنه يجعل الإسم واسطة.
"يا ذا الجلال و الإكرام إغفر لي". مخالف للتصوف.

في التصوف الحقيقي الله لا أسماء حقيقية و لا صفات يتصف بها حتى صفة الوجود لا نقول الله موجود لأن الله لا موجود و لا غير موجود، يعني النفي لا يصح إلا إذا تم نفيه أيضا، و هنا مكمن الإختلاف الأكبر بين فلسفة العقل و فلسفة التصوف.

بالنسبة للمتصوف الحقيقي أداء الحج أو إستقبال القبلة في الدعاء و كل ما يدور حوله هنا الحوار يعتبر مجرد رموز و ليست حقائق لأن إعتبارها حقيقية يعني التسليم بوسائط و هذا مخالف للعرفان و وحدة الوجود.

أرجو أن تنتبهو إلى ذلك و لا تخلطوا الأوراق حتى لا نسيء إلى التصوف و المتصوفة.

[الأسد2010]

((وروية الامام احمد استبعدها بعض من اكابر اصحابه ونقلوا اقوالا بخالفها فهل تحتج على برواية مناقضة او مشكوك فيها))

أولا/ من الذي استبعد رواية تقبيل القبر عن أحمد من الحنابلة ؟

هل هناك أحد إلا ابن تيمية وموافقيه؟

[الأسد2010]

**قال الحافظ الذهبي رحمه الله في السير
((قلت : أين المتنطع المنكر على أحمد ، وقد ثبت أن عبد الله سأل أباه عمن يلمس رمانة منبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ويمس الحجرة النبوية ، فقال : لا أرى بذلك بأسا . أعاذنا الله وإياكم من رأي الخوارج ومن البدع .))

**قال الحافظ الذهبي رحمه الله في معجم الشيوخ الكبير

((وَقَدْ سُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ مَسِّ الْقَبْرِ النَّبَوِيِّ وَتَقْبِيلِهِ، فَلَمْ يَرَ بِذَلِكَ بَأْسًا، رَوَاهُ عَنْهُ وَلَدُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ.فَإِنْ قِيلِ: فَهَلا فَعَلَ ذَلِكَ الصَّحَابَةُ؟ قِيلَ: لأَنَّهُمْ عَايَنُوهُ حَيًّا وَتَمَلَّوْا بِهِ وَقَبَّلُوا يَدَهُ وَكَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وُضُوئِهِ وَاقْتَسَمُوا شَعْرَهُ الْمُطَهَّرَ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ،

وَكَانَ إِذَا تَنَخَّمَ لا تَكَادُ نُخَامَتُهُ تَقَعُ إِلا فِي يَدِ رَجُلٍ فَيُدَلِّكُ بِهَا وَجْهَهُ، وَنَحْنُ فَلَمَّا لَمْ يَصِحْ لَنَا مِثْلُ هَذَا النَّصِيبِ الأَوْفَرِ تَرَامَيْنَا عَلَى قَبْرِهِ بِالالْتِزَامِ وَالتَّبْجِيلِ وَالاسْتِلامِ وَالتَّقْبِيلِ،......))


**قال عبدالله بن أحمد بن حنبل رحمه الله في كتاب العلل

(( وسألته عن الرجل يمس منبر النبي (ص) ويتبرك بمسه وتقبيله ويفعل بالقبر مثل ذلك أو نحو هذا يريد بذلك التقرب إلى الله جل وعز ؟ قال: لا بأس بذلك ))

**قال المرداوي الحنبلي في الإنصاف

((الرابعة: يجوز لمس القبر من غير كراهة قدمه في الرعايتين، والفروع، وعنه يكره، وأطلقهما في الحاويين، والفائق، وابن تميم، وعنه يستحب قال أبو الحسين في تمامه: وهي أصح،....))

**قال الشيخ مرعي الحنبلي في غاية المنتهى

((وَلَا بَأْسَ بِلَمْسِ قَبْرٍ بِيَدٍ لَا سِيَّمَا مَنْ تُرْجَى بَرَكَتُهُ))


وللأمانة العلمية فهو لا يرى مشروعية التمسح بالقبر

**قال ابن مفلح في الفروع

((وَيَجُوزُ لَمْسُ الْقَبْرِ بِالْيَدِ، وَعَنْهُ: يُكْرَهُ؛ لِأَنَّ الْقُرْبَ يُتَلَقَّى مِنْ التَّوْقِيفِ، وَلَمْ يَرِدْ بِهِ سُنَّةٌ؛ وَلِأَنَّهُ عَادَةُ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَعَنْ الشَّافِعِيَّةِ كَهَذَا، وَعَنْ الْحَنَفِيَّةِ مِثْلُهُ وَاَلَّذِي قَبْلَهُ، وَعَنْهُ: يُسْتَحَبُّ، صَحَّحَهَا أَبُو الْحُسَيْنِ فِي التمام، لأنه يشبه مصافحة الحي))

إذن يجوز لمس القبر وفي قول للحنابلة يكره وليس حراما والأصح أنه مستحب كما هنا وعند الشافعية قول بالكراهة وعند الحنفية قولان واحد بالكراهة وواحد بالجواز

فالمسألة فيها كلام للأئمة والسلف ولم يبدع بعضهم بعضا في مثل هذه المسائل بل أخذ كل منهم بما رآه اوفق وأفضل

هناك من يرى الكراهة وهناك من يرى الجواز


السؤال يا أخي فارس

هل كل هؤلاء قبوريون مبتدعون

أنتظر الإجابة على هذا السؤال

لعل هؤلاء كما تراهم من أهل العلم الثقات أم أنهم ليسوا عندك من أهل السنة فلا يعتد بكلامهم ؟

لا فكاك لك من الإقرار

[الأسد2010]

((والامام السبكى نهى ولم يحرم فلا تلبس الامور على القارئ انتبه))

هل قلت لك إن السبكي حرم هذا ؟

ثم الحمد لله أنك أقررت أنه لم يحرم وإنما كل كلامه دائر مع الكراهة وأرجو أن لاتعود وتقول لي لقد حرم حتى لاندخل في دائرة مغلقة

وكلام النووي على الكراهة كما ذكرته أنت

خلاص هناك من كره وهناك من أجاز والعلوي مع من أجاز وبما انهم ليسوا قبورية ولا مبتدعة

فحينما يتبعهم فهو مثلهم فإن كانوا قبورية فهو قبوري وإن لم يكونوا كذلك فانتهى الامر بحمد الله

[الأسد2010]

قال السيوطي: (ومن البدع طوافهم بالقبر الشريف ولا يحل ذلك، وكذلك الصاقهم بطونهم وظهورهم بجدار القبر وتقبيلهم اياه وبالصندوق الذي عند رأس النبي صلى الله عليه وسلم ومسحه باليد وكل ذلك منهي عنه). [الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع(185)].

هذه الرسالة لاتمت للسيوطي بصلة من قريب ولا من بعيد وإليك ما قاله محققها مشهور بن حسن آل سلمان

((ولم يذكره السيوطي في قائمة مصنفاته التي ذكرها في " التحدث بنعمة الله " , ولا في " حسن المحاضرة " , ولم يذكره من ترجم له فيما وقفت عليه ضمن القائمة الواردة فيما بعد تحت عنوان " مصادر الترجمة " إلا الثلاثة المذكورون آنفا ))

يعني السيوطي لم يذكر الكتاب في مؤلفاته ولم ينبه له إلا ثلاثة وكلهم من المتأخرين هم القاسمي والنبهاني والخازندار

فلا تستدل بشئ حتى تتأكد من نسبته لمؤلفه بارك الله فيك

*** أما مسألة تضعيف ما نقله السمهودي عن فاطمة التي ذكرتها فإليك نص ما قاله الذهبي لتعلم أنه لم يضعف القصة ولتنتبه جيدا حينما تنقل ولا تسارع إلى الكلام بغير هدى هداك الله

هذا ماقاله الذهبي

((وَمِمَّا يُنْسَبُ إِلَى فَاطِمَةَ، وَلاَ يَصِحُّ:

مَاذَا عَلَى مَنْ شَمَّ تُرْبَةَ أَحْمَدٍ ... أَلاَ يَشَمَّ مَدَى الزَّمَانِ غَوَالِيَا
صُبَّتْ عَلَيَّ مَصَائِبٌ لَوْ أَنَّهَا ... صُبَّتْ عَلَى الأَيَّامِ عُدْنَ لَيَالِيَا))

أين تضعيف الذهبي للقصة ؟ الذهبي لم يتعرض للقصة لأنها تصح عنده وإنما تعرض للأبيات لأن نسبتها لفاطمة ليست بصحيحة

فانتبه يا فارس هداك الله

لولا أنني أظن بك خيرا لاتهمتك بالتدليس وأنهيت الحوار معك

[الأسد2010]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فارس الكلمة     أربأ بك يا اسد انك تكون طلبت علم الحديث على يد مختصين وليس دون ذلك هداك الله انت تعلم ان فى الكتب الضعيف والموضوع والصحيح فلا تنقل حتى تبين لك الموقف ولكنك تخليت عن الامانة العلمية الان.... الرواية التى ذكرتها عن فاطمة رضى الله عنها

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فارس الكلمة     قال الحافظ الذهبي عن الرواية « هذا مما ينسب إلى فاطمة ولم يصح عنها» (سير أعلام النبلاء2/134) قال الترمذي في سننه : ”أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين لم يدرك علي بن أبي طالب“. هذا لو سلمنا جدلا بوجود هذا الإسناد. فإن والد جعفر بن محمد هو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وبهذا تكون رواية محمد بن علي عن جده الأكبر علي بن أبي طالب مرسلة كما قال الحافظان: المزي في (تهذيب الكمال26/137). والامام السبكى نهى ولم يحرم فلا تلبس الامور على القارئ انتبه جاء في كتاب الابداع للشيخ الأزهري علي محفوظ رحمه الله تعالى: (ومن البدع السيئة الطواف حول الأضرحة فانه لم يعهد عبادة الا بالبيت، وكذا لم يشرع التقبيل والاستلام الا للحجر الأسود. قال في المدخل: فترى من لا علم عنده يطوف بالقبر الشريف كما يطوف بالكعبة الحرام ويتمسح به ويقبله ويلقون عليه مناديلهم وثيابهم ويقصدون به التبرك وذلك كله من البدع، لأن التبرك انما هو بالاتباع له صلى الله عليه وسلم، وما كان سبب عبادة الجاهلية للأصنام الا من هذا الباب). [الابداع(191)]. قال السيوطي: (ومن البدع طوافهم بالقبر الشريف ولا يحل ذلك، وكذلك الصاقهم بطونهم وظهورهم بجدار القبر وتقبيلهم اياه وبالصندوق الذي عند رأس النبي صلى الله عليه وسلم ومسحه باليد وكل ذلك منهي عنه). [الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع(185)]. وقال في القبر النبوي الشريف: (ليس من السنة أن يمس الجدار ولا أن يقبله، بل الوقوف من بعد أقرب الى الاحترام). [الاحياء (259/1)] و السبكي ينهى عن مس قبر النبي صلى الله عليه وسلم: قال: " وإنما التمسح بالقبر وتقبيله والسجود عليه ونحو ذلك فإنما يفعله بعض الجهــال ومن فعل ذلك ينكـــر عليه فعلــه ويعلَم آداب الزيارة" شفاء السقام130 وقال: " ولا يمس القبر ولا يقرب منه ولا يطوف به" فتاوى السبكي 1/289 قال النووي - رحمه الله- في كتاب الزواجر عن اقتراف الكبائر 1/ 244: ( ويكره مسحه - قبر النبي صلى الله عليه وسلم -باليد وتقبيله بل الأدب أن يبعد منه كما يبعد منه لو حضر في حياته صلى الله عليه وسلم هذا هو الصواب وهو الذي قاله العلماء وأطبقوا عليه) قال الطحطاوي الحنفي في حاشيته على مراقي الفلاح ص 340 ما نصّه : ( ولا يستلم القبر ولا يقبله فإنه من عادة أهل الكتاب ولم يعهد الاستلام إلا للحجر الأسود والركن اليماني خاصة ) قال العلامة زروق المالكي في شرح رسالة القيرواني 1/ 289 : ( من البدع اتخاذ المساجد على قبور الصالحين ...والتمسح بالقبر عند الزيارة وهو من فعل النصارى وحمل تراب القبر تبركاً به وكل ذلك ممنوع بل يحرم) قال العلامة زروق المالكي في شرح رسالة القيرواني 1/ 289 : ( من البدع اتخاذ المساجد على قبور الصالحين ...والتمسح بالقبر عند الزيارة وهو من فعل النصارى وحمل تراب القبر تبركاً به وكل ذلك ممنوع بل يحرم) قال مالك في المبسوط: "لا أرى أن يقف عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ، لكن يسلم وينصرف" الاقتضاء 2/240 والشفا للقاضي عياض 2/84.

أرجو أن تنتبه بالله عليك حتى لا نتعب في الكلام مع بعضنا البعض هداك الله

****الذهبي في السير لم ينف قصة فاطمة وإنما نفى صحة الابيات فقط

أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي لم يسمع عليا وهذا لا نزاع فيه

****راجع سند القصة فهي هكذا

أبو جعفر محمد- علي بن الحسين- علي بن أبي طالب

****فليس هناك إرسال لأن أبا جعفر لم يرو عن جده علي الأكبر وإنما رواها عن جده علي الأصغر ((علي بن الحسين))

فالقصة صحيحة هداك الله وليس هناك من ضعفها

** كلام السبكي والنووي على الكراهة باعترافك وبنقلك لا على الحرمة

ولا أنازعك في هذا

**كلام مالك لا يعنينا هنا فهو عن الوقوف وليس عن التقبيل والتمسح والفرق بينهما واضح

**رسالة السيوطي لا تصح نسبتها إليه لأنه لم يذكرها ضمن ثبت مؤلفاته

والآن

ثلاثة أقوال في المسألة

قول بالاستحباب كما يدل عليه كلام الذهبي وقول بالجواز كما نص عليه أحمد وقول بالكراهة كما نص عليه النووي

فلماذا تتجاهل قولين وتصر على وصف من أخذ بهما أنه قبوري ؟؟

هل أحمد قبوري ؟؟

هل الذهبي قبوري؟

هل فاطمة رضي الله عنها قبورية؟؟