وتتوالى الصفعات
امامهم إبن القيم يثبت صفة فعلية جديدة، وينكرها اتباعه
صفة طواف الله على الارض (تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا)
وهذا سبب أخر في تهورهم وتخبطهم لانهم يستدلون ويحتجون باخبار الاحاد في الاعتقاد ، لان عندهم أن خبر الواحد يفيد العلم (اليقين ) مع أن ثبوت الخبر متوقف على المحدثين المجتهدين وكما ترون هذا إبن القيم يثبت صفة من خبر احاد ،كون أن الحديث عنده ثابت حيث يقول ((هذا حديث كبير جليل، تُنادي جلالتُهُ وفخامتهُ وعظمتُهُ على أنه خرج من مشكاة النبوة))
والغريب من هولاء القوم أنهم عندما يريدون أن يجدوا ملجأ لما وقعوا فيه سوف يأتون إليك بمن ضعف الحديث وهذا من جهلهم ، لان هذا سبب ضلالهم، فجمهور أهل السنة والمسلمين كلهم يقولون أن أخبار الاحاد التي لم تصل إلى درجة التواتر لا تفيد العلم أو اليقين انما هي تفيد الظن وتوجب العمل في الاحكام والحلال والحرام ومسائل الوعظ، ولكن لا يقطع بها في مسائل الايمان والاعتقاد لان العقيدة هي ثمرة المؤمن،
فلذلك يضعفها من يضعفها ويصححها من يصححها، فلا تقوم العقيدة على مثل هذا التذبذب، وهذا المثال دليل صارخ على أن اساسهم الذي بنو عليه اعتقادهم هو أساس غير صحيح
تضعيف وتصحيح الروايات امر نسبي ويختلف من عالم الى آخر قد يصحح عالم رواية معينة ويموت وهو معتقد بذلك الاعتقاد ويأتي عالم اخر ويضعف تلك الرواية ويموت وهو معتقد باعتقاد آخر وتتعدد هنا العقائد وهذا ما حصل تماماً مع ابن القيم ونحلته ومن هنا تكمن الخطورة في الأخذ بالآحاد في الاعتقاد. هل نفهم من هذا ان ابن القيم مات وهو يعتقد ان ربه سيطوف على الارض وبقية الوهابية والمسلمون لا يعتقدون بذلك؟
ان الأخذ بأحاديث الاحاد في بناء العقيدة امر بالغ الخطورة لانه قد يظن عالم ما في حديث ما الصحة ويبني عليه عقيدة ويلقى الله على عقيدته تلك ويأتي بعدها عالم اخر ويضعف ذلك الحديث ولا يبني عليه عقيدة ويلقى ربه على عقيدة مغايرة للعقيدة التي مات عليها العالم الاول وهكذا تختلف العقائد باختلاف نظرة العلماء للرواية فيصبح كل عالم وعقيدته بناء على ما صحح من أحاديث وما ضعف!! وهذا ينافي ما جاء به الاسلام لانه جاء بعقيدة واحدة وليس بعقائد متعددة.
إبن القيم يثبت صفة فعلية (طواف الله على الارض)
ذكر ابن القيم في كتابه ((زاد المعاد)) (3/673 ـ 677) روايةً في قدوم وفد بني المُنْتَفِقِ على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من رواية عاصم بن لقيط عن لقيط بن عامر، وهو حديث طويل وفيه: ((فأصبح ربُّك - عزَّ وجَلَّ - يطوفُ في الأرضِ ، وخَلَتْ عليه البلادُ ...)) . قال ابن القيم عقب الحديث : (( هذا حديث كبير جليل، تُنادي جلالتُهُ وفخامتهُ وعظمتُهُ على أنه خرج من مشكاة النبوة ....)) إلخ كلامه
وهذه أول مره أسمع بهذا الاسلوب في التصحيح (هل هكذا يتم تصحيح الاحاديث) !! أم أن ما فيه من التجسيم جعل إبن القيم يقول بعظمة هذا الحديث !!
وفي نظري أن إبن القيم يعلم بضعف الرواية ولذلك قال ((( هذا حديث كبير جليل، تُنادي جلالتُهُ وفخامتهُ وعظمتُهُ على أنه خرج من مشكاة النبوة ....))) ولو كان الحديث صحيحا لكان لم يستخدم هذا المصطلح في التصحيح ... فيا سبحان الله حب إبن القيم لمثل هذه الروايات !! !!
قال ابن القيم في كتابه -زاد المعاد- ( وقوله : فيظل يضحك هو من صفات أفعاله سبحانه وتعالى التي لا يشبهه فيها شئ من مخلوقاته كصفات ذاته وقد وردت هذه الصفة في أحاديث كثيرة لا سبيل إلى ردها كما لا سبيل إلى تشبيهها وتحريفها وكذلك فأصبح ربك يطوف في الأرض هو من صفات فعله...)
ويقول إبن القيم أيضا في كتابه الروح: (ومن لم يتسع بطانة لهذا فهو أضيق أن يتسع للإيمان بالنزول الإلهي إلى سماء الدنيا كل ليلة وهو فوق سماواته على عرشه لا يكون فوقه شيء البتة بل هو العالي على كل شيء وعلوه من لوازم ذاته وكذلك دنوه عشية عرفة من أهل الموقف وكذلك مجيئه يوم القيامة لمحاسبة خلقه وإشراق الأرض بنوره وكذلك مجيئه إلى الأرض حين دحاها وسواها ومدها وبسطها وهيأها لما يراد منها وكذلك مجيئه يوم القيامة حين يقبض من عليها ولا يبقى بها أحد كما قال النبي فأصبح ربك يطوف في الأرض وقد خلت عليه البلاد هذا وهو فوق سماواته على عرشه)
فاثبت ابن القيم صفة فعلية لله سبحانه وهي (( طواف الله على الارض))
أما أتباع إبن القيم
قد ضعف الحديث من من أتباع النحلة السلفية المعاصرين، وبالتالي لا توجد صفة تسمى "طواف الله على الارض" ومن هؤلاء
1- قال محقق الكتاب شعيب الأرنؤوط : (( أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في زوائد المسند 4/13-14 : وإسناده ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن عياش السمعي، ودلهم بن الأسود، فإنه لم يوثقهما غير ابن حبان على عادته في توثيق المجاهيل، وأورده الهيثمي في (المجمع) 10/338، وزاد نسبته إلى الطبراني.
2- وقال الشيخ الالباني في ظلال الجنة، (إسناده ضعيف)
وممن ضعف هذه الرواية أيضا:
قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 3/212 : قرأت بخط الذهبى فى " الميزان " : لا يعرف (دلهم بن الاسود). اهـ .)
قال ابن أبي عاصم في السنة ج: 1 ص: 200 : لا يعرفان
وقال ابن كثير في البداية والنهاية : هذا حديث غريب جداً، والفاظه في بعضها نكارة.