العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات العلمية > منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-07-03, 01:26 AM   رقم المشاركة : 1
الموحد 2








الموحد 2 غير متصل

الموحد 2 is on a distinguished road


شبهات ودعاوى حول التوحيد والجواب عنها المشاركة مفتوحة للجميع

[ALIGN=CENTER]
الــســـلام عــلــيــكـــم ورحــمـــة الله وبــركــاتـــه .

=== === === === === ===
=== === === ===
=== ===
===


هذه بعض الشبه التي تتردد على الألسن كثيراً حول جناب التوحيد العظيم .. ذكرها الشيخ الدكتور/ محمد الفيفي . في شريط له بعنوان ( التوحيد بين الواقع والمأمول ) .. وأنصح كل الإخوة بمحاولة إقتناء هذا الشريط .. ليكتسب الإخوة مع الفائدة من الشيخ أيضاً الإسلوب ..

=== === === === === ===
=== === === ===
=== ===
===



( 1 ) : أن الأمة الإسلامية الآن مشغولة بالنصارى واليهود وحربهم وردّ عدوانهم ، فلماذا تشغلونها بالتوحيد وقضاياه ؟

( 2 ) : أن التوحيد يفرق بين الناس ؟

( 3 ) : أن التوحيد قد فهمناه .. ، وهو بسيط ، يتعلمه الناس في عشر دقائق ؟

( 4 ) : إلى متى وأنتم تدرسون كتاب التوحيد ، والأصول الثلاثة ، والقواعد الأربع ، وكشف الشبهات ؟

( 5 ) : التقليل من أهمية كتب العقيدة ؟

( 6 ) : التقليل من أهمية علم الأسماء والصفات ؟

( 7 ) : أن البعض يقول : نحن على الفطرة ، ونحن على التوحيد ، ولله الحمد ؟


=== === === === === ===
=== === === ===
=== ===
===


* ملاحظة : أطلب من الإخوة إيراد بعض الشبهات الأخرى أيضاً حول " التوحيد " إذا كان لديهم زيادة ، والله الموفق .

* والآن المجال مفتوح للجميع ، للمشاركة في الرد على هذه الشبهات ، وبإذن الله تعالى وفي الختام سنعمل على ترتيب الردود معكم وإضافة جواب الشيخ عنها ، وننزلها في المنتدى وكل مكان ، وننشرها في المنتديات بأسمائكم ، ليستفيد الجميع منها .

=== === === === === ===
=== === === ===
=== ===
===


الباب الآن مفتوح للجميع بالمشاركة الهادفة ، وهي دعوة لكل أهل السنة ، ولكل من يحمل همَّ التوحيد والعقيدة الإسلامية ، ولكل من يحمل همَّ الدعوة إلى الله .

=== === === === === ===
=== === === ===
=== ===
=== ==
=
[/ALIGN]







التوقيع :
[align=center]
عـتـِبتُ علَى عَمروٍ فلمَّا تَركـتُهُ :: وجَربتُ أقواماً بَكَيتُ على عَمروٍ
[/align]
من مواضيعي في المنتدى
»» (( ووجوه يومئذ عليها غبرة * ترهقها قترة * أولئك هم الكفرة الفجرة ))
»» بعض أحكام الأضحية والذكاة لفضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله
»» العقل
»» معادلة ناجحة 100%100 اليهود+النصارى+المجوس+الهندوس+الكذب= دين الشيعة الإمامية !!!
»» دعاء على أحد أسياء وزنادقة الروافض يستهزئ بالشيخ ابن باز في البال توك .
 
قديم 17-07-03, 03:26 AM   رقم المشاركة : 3
الموحد 2








الموحد 2 غير متصل

الموحد 2 is on a distinguished road


أخي عاشق الإمام المهدي .

نريد مشاركة الإخوة في الجواب عن هذه الشبه ، فحين تُطرح هذه الشبهة عليَّ أو عليك أو على أي أحد يجد الجواب أمامه ويستحضره ، لا يبحث عن الشريط ويسمع ثم يجيب .

أعتقد هذه شبه مستهلكة والرد عليها غير متكلف وميسور إن شاء الله .

فقط أحببت مشاركة الإخوة معنا في هذا القسم ، في مثل هذه الموضوعات .







التوقيع :
[align=center]
عـتـِبتُ علَى عَمروٍ فلمَّا تَركـتُهُ :: وجَربتُ أقواماً بَكَيتُ على عَمروٍ
[/align]
من مواضيعي في المنتدى
»» المجادل : هل تقوى على نقاش ما طرحته أم الهروب كعادتكم ؟؟!!
»» التيجاني أضل من بغلة أهله !! مخلوق غريب الأطوار !!
»» الأصول الثلاثة وأدلتها للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
»» معادلة دمج رئاسة تعليم البنات مع وزارة المعارف
»» تعال إلي حيث المتعة والفائدة الهادفة
 
قديم 18-07-03, 10:27 PM   رقم المشاركة : 4
الرئيسي
عضو






الرئيسي غير متصل

الرئيسي


بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران:102]

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء: 1]

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب:70-71]

أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

وبعد، لقد كان للسلف الصالح – رضي الله عنهم – قوة وعزيمة في طلب العلم والدين والخير، إذ إن لا غنى للمرء عن طلب العلم والترحال لأجله.

فلو استغنى أحد عن طلب العلم لاستغنى عنه موسى - عليه السلام -، وهو من أولي العزم من الرسل الذين قال الله فيهم: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف: 35]، وهو كليم الله الذي قال الله فيه: {وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} [النساء: 164]، وأنزل عليه التوراة التي فيها هدى ونور يحكم بها النبيون إذ يقول تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ} [المائدة: 44]، ومع كل هذا الفضل رحل موسى - عليه السلام -طالباً للعلم عندما أخبره الله بأن الخضر على علم من علم الله علمه لا يعلمه موسى - عليه السلام -، ثم سار هو وفتاه يوشع بن نون [متفق عليه] إليه كما قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً } [الكهف: 60]، وحين التقى موسى - عليه السلام - بالخضر قال له: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً} [الكهف: 66] وكان من أمرهما ما أخبرنا الله به في كتابه.

وكذلك ابن مسعود – رضي الله عنه – الذي كان يقول: "والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله: إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله، إلا أنا أعلم فيما أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله، تبلغه الإبل، لركبت إليه" [متفق عليه]

وفي الأثر أن رجلاً من المدينة قدم إلى أبي درداء وهو في مسجد دمشق، فأتاه رجل فقال: يا أبا الدرداء أتيتك من المدينة مدينة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لحديث بلغني أنك تحدث به عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -.
قال: فما جاء بك تجارة؟
قال: لا.
قال: ولا جاء بك غيره؟
قال: لا.
قال: فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول: "من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن طالب العلم يستغفر له من في السماء والأرض حتى الحيتان في الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء هم ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، إنما ورثوا العلم؛ فمن أخذه أخذ بحظ وافر". [أخرجه أحمد، وأبو داود، والترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني]

وعن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: "سلوا الله علماً نافعاً، وتعوذوا بالله من علم لا ينفع". [أخرجه النسائي، وابن ماجه، وقال الألباني: حسن]

ويقول الحافظ ابن رجب : "فالعلم النافع هو ما باشر القلب فأوقر فيه معرفة الله تعالى وعظمته، وخشيته وإجلاله، وتعظيمه ومحبته، ومتى سكنت هذه الأشياء في القلب خشع فخشعت الجوارح كلها تبعاً لخشوعه". [مجموع رسائل الحافظ ابن رجب الحنبلي، دراسة وتحقيق أبي مصعب طلعت الحلواني، ج1 ص16، ط: الفاروق الحديثة – القاهرة]

وينقسم العلم إلى قسمين:

الأول: العلم بأمر الله،؛ وهو توحيد المتابعة. وينقسم من حيث الحكم، إلى:
فرض عين: وهو تعلم ما يتأدى به الواجب العيني.
وفرض كفاية: وهو تحصيل ما لابد للناس منه في أمور دينهم ودنياهم.

الثاني: العلم بالله، وهو توحيد المرسل، هو توحيد الله تعالى بالعبادة والخضوع والذل والإنابة والتوكل. ولهذا القسم العظيم من التوحيد، ثلاثة أقسام متضمن لها ومستلزم لها وهي: توحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء الصفات، وتوحيد الألوهية (أو توحيد العبادة). وهذا النوع من العلم فرض عين. إذ إنها من أفضل العلوم وأشرفها وأجلها شأناً ومكاناً، لأن شرف العلم بشرف المعلوم، والمعلوم في هذا العلم هو الله تعالى.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فإنه يجب على كل مكلف أن يعلم ما أمر الله به، فيعلم ما أمر بالإيمان به، وما أمر بعلمه؛ بحيث لو كان له ما تجب فيه الزكاة لوجب عليه تعلم علم الزكاة، ولو كان له ما يحج به لوجب عليه تعلم علم الحج، وكذلك أمثال ذلك.

ويجب على عموم الأمة علم جميع ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -، بحيث لا يضيع من العلم الذي بلغه النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أمته شيء، وهو ما دل عليه الكتاب والسنة، لكن القدر الزائد على ما يحتاج إليه المعين فرض على الكفاية: إذا قامت به طائفة سقط عن الباقين". [مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية، جمع وترتيب عبد الرحمن بن محمد العاصمي، ج3، ص328-329، ط: دار عالم الكتب – الرياض]

فقد أوجب الله سبحانه العلم به - بألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته - قبل القول والعمل بأوامره، قال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد: 19] فإن العمل الجوارح لا يكون إلا بموجب العلم يثبته القلب ويقرره اللسان.

فلا يجوز للمسلم التقليل من شأن العلم بالله؛ لأنه أصل العلوم، فلا يؤمن أحداً لله حتى يؤمن بالله.

فالإيمان بالله هو إثبات الله وتحقيقه والتصديق بكونه ووجوده، وهذا النوع من الإيمان لا يزيد ولا ينقص من حيث تصديق بوجود الله؛ ويزيد ولا ينقص من حيث الاطمئنان بوجود الله؛ فقد كان إبراهيم - عليه السلام - مؤمناً بوجود الله، وزاده الله على إيمانه الاطمئنان، قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة: 260]، ولا يطمئن المرء إلا بمعرفة الله وتوحيد ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته.

ولا يكون هذا الإيمان إلا بالتثبت في القلب وإقرار باللسان. فقد جعل الله تبارك وتعالى الإيمان بوجوده في كتابه بجارحتين: بالقلب واللسان، فقال تعالى: {وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبَّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ} [المائدة :83-85].

أما الإيمان لله هو إتباع أوامر الله، واجتناب نواهيه، وموافقته، والقبول عنه، والطاعة له، وهذا النوع من الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، لذلك سمى الله الصلاة إيماناً في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة :143]، وهي من شعب الإيمان، كما قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: "الإيمان بضع وستون شعبة" [أخرجه البخاري].

فإن طريق النصر لا يكون إلا بنصر المؤمنين لله، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [محمد: 7]، وكيف ينتصر قوماً إذا كانوا يجهلوا من يستنصروا به؟! وهل يكون نصر الله بالتقليل من شأن العلم بالله؟ لا والذي نفسي بيده، فإن نصر الله لا يكون إلا بالعلم به، ومن ثم العلم والعمل بأوامره واجتناب نواهيه.

فالإسلام حث على طلب العلم عموماً، وعلم الشرعي خصوصاً - كما تقدم -، ولكن يعتقد أهل السنة والجماعة بأن الله تعالى جعل للعقل حداً لا تتعداه، ولا يمكنها مجاوزته، فلابد أن يقف عنده المرء عند الحد الذي وضعه الله للعقل. فالعقل لا يكون أبداً حاكماً على نصوص الوحي.

فلا يكون المرء مسلماً حتى تنطبق عليه شروط (لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله) الإثنى عشر. فإن من شروط (لا إله إلا الله) الثمانية: الانقياد المنافي للترك، والقبول المنافي للرد.

قال فضيلة الشيخ ابن باز : "والواجب على المسلم أن يتقبل أوامر الله سبحانه ورسوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ويعمل بها، وإن لم يعرف عين الحكمة، كما أن عليه أن ينتهي عما نهى الله عنه ورسوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -، مخلوق لذلك، فعليه الامتثال والتسليم، مع الإيمان بأن الله حكيم عليم، ومتى عرف الحكمة فذلك خير إلى خير". [مجموع فتاوى ومقالات متنوعة عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن باز، جمع وترتيب وإشراف: محمد بن سعد الشويعر، ج10 ص158، ط: دار بلنسية – الرياض]

فقد أصل أهل السنة والجماعة أصلاً عظيماً وهو إن العلم بالله والعلم بأمر الله من العلوم التوقيفية، قال تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [الإسراء: 15]، وقال عن النار: {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ} [الملك:8-9] وفي قوله تعالى دليل واضح صريح أن العقل لا يوجب شيء، فإن التكليف لا يكون إلا بإرسال الرسل منذرين ويبلغوا رسالة من الله. فمن صدقهم سَعَدْ، ومن كذبهم تَعِسْ. فقد أخبرنا الله إن كلما ألقي في النار فوج من المكذبين سألهم خزنتها: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ}؟ فيعترفون بقولهم: {بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ}. وهذا مما يدل على إن كل فوج يدخل النار إلا وقد جاءهم نذير، فمن لم يأته نذير لم يدخل في الوعيد والعقاب الأليم. مع إن الدلائل العقلية تشير إلى أن هذا الكون المتقن لا بد أن يكون له خالق واحد، بديع، مصور، قادر، عليم، موجود، بائن من خلقه، ونحو ذلك من صفات العلى، لذلك فلا يستحق غيره العبادة، والعبادة لا تكون إلا بفعل الخير كمساعدة الفقراء ونحو ذلك، وترك الشر كالسرقة ونحو ذلك. ولكن لم يجعل الله تلك الدلائل العقلية مناط للتكليف، لأن العلم بالله وبأوامره من الأمور التوقيفية لا مجال للعقل فيها على الإطلاق.

أسأل الله العزيز الحكيم أن يجعلنا من دعاة الحق وأنصاره وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه انه على كل شيء قدير. اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تجدد الإيمان في قلوبنا، اللهم حبب إلينا الإيمان زينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين، اللهم اجعلنا ممن قلت فيهم: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت: 30]، اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد، وآخر دعوانا أن والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين والتابعين بإحسان إلى يوم الدين.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا الله، أستغفرك وأتوب إليك.

أخوكم/ أبو إبراهيم أحمد الرئيسي البلوشي.







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:50 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "