د.العمر: إغاثة السوريين واجبة.. وحسناتنا تنزف مع دمائهم إن لم نفعل
دعا فضيلة الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر الأمين العام لرابطة علماء المسلمين إلى ضرورة مناصرة إخواننا المستضعفين في سوريا ودعمهم بالمال كل بقدر استطاعته, مؤكداً أن الجميع مسؤول أمام الله عز وجل في ذلك.
وأشار فضيلته خلال درسه الأسبوعي في مسجد خالد بن الوليد بالعاصمة السعودية الرياض إلى الحملة التي تنظمها رابطة العلماء المسلمين لإغاثة إخواننا في سوريا على مدى خمسة أيام وتخصيصها مجموعة من الحسابات البنكية لاستقبال التبرعات للاجئين السوريين في المخيمات التي خصصت لذلك في كل من الأردن وتركيا ولبنان,
وأكد فضيلته على وجوب الوقوف إلى جانبهم ودعمهم سواء اللاجئين منهم, أو الفقراء والمساكين أو المجاهدين في سبيل الله, مستدلاً بفتوى سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية التي أبان فيها أن دفع المال للجيش السوري الحر مشروع بل ويعد جهاداً في سبيل الله, إذ إن كل ما يقوي شوكة هؤلاء (أي الجيش السوري الحر) على هؤلاء ( أي جيش النظام الأسدي ) فهو مطلب مشروع وجهاد في سبيل الله" موضحا فضيلته أن الفتاوى في ذلك قديمة وموجودة لكن فتوى سماحة المفتي هامة ومن شأنها أن تزيل حاجز الخوف الذي قد يعتري البعض.
وأضاف الشيخ العمر " إخواننا في الشام قد ابتلوا بشكل عظيم جداً من قتل للرجال والنساء والأطفال وانتهاك للأعراض وإهلاك للحرث والنسل, مبيناً أن هذا النظام -أي النظام الأسدي- تجاوز ما كان يفعله فرعون مع أن الله عز وجل قد شهد أن فرعون كان من المفسدين, إلا أن هذا النظام قد تجاوزه بكثير.
واستطرد " الابتلاء علينا أشد لأنه إن كان إخواننا في الشام تنزف دمائهم , فإن بعضنا تنزف حسناتهم وتزداد سيئاتهم لأنه يقف من هذه القضية موقف المتفرج دون أن يقدم أي شيء متعذراً بأعذار باردة "كبرودة الجو في الشام", محذرا من أن الجميع مبتلى وسيقف أمام الله عز وجل وسوف يسأله عما قدم, داعياً الجميع أن يتهيأ لهذا الموقف وأن يعد للسؤال جوابا وللمقام مقالاً. مستدلاً بقول الله تعالى " وقفوهم إنهم مسؤولون, مالكم لا تناصرون" .
وأشار إلى ما أعلنته إيران علانية من دعمها للنظام النصيري في سوريا, وحزب اللات في لبنان, وحزب مقتدى الصدر في العراق, بالمال والرجال مؤكداً أن المنتظر منا الآن هو إغاثتهم ودعمهم بالمال " متسائلاً في الوقت نفسه أننا إذا لم ندعمهم اليوم فمن يقوم بذلك".
واستنكر فضيلته على من يتعذر بتقصيره في مساعدة إخوانه بدعوى أنه لا يملك المال, مبيناً أن من ليس بمقدوره أن يبذل المال فبمقدوره أن يجمعه من المقتدرين من أهله ومعارفه, وله بذلك مثل أجرهم وهذا من فضل الله وواسع كرمه.
وأضاف " الأمر جد, و إخوانكم يعانون أشد المعاناة, وينتظرون موقفكم, وسوءا عرفتم حساباً أم لم تعرفوا, بمقدوركم إيصال تبرعاتكم عن طريق من تثقون فيه من إخوانكم, وذلك بعد التثبت من صدقه وأمانته" محذراً في الوقت نفسه من بعض المستغلين لهذه الأزمة.
واختتم فضيلته بقوله " هذا وقت الوقوف مع إخوانكم , كل بما يستطيع, بعلمه وماله وجاهه وقدرته, فليؤد هذا الدور ولو بالكلمة أو الدعاء, فالدعاء عظيم وهو ليس كما يقول البعض أنه من أضعف الإيمان بل هو من أعظم الإعمال" .
تجدر الإشارة إلى أن رابطة علماء المسلمين تنظم هذه الأيام أكبر حملة إعلامية لإغاثة ودعم الشعب السوري تحت عنوان "حملة الجسد الواحد لمساندة الشعب السوري "وذلك بالتعاون مع عدد من الجمعيات الخيرية في العالم الإسلامي.
وتستضيف الحملة والتي تستمر حتى يوم الأربعاء القادم مجموعة من أهل العلم والدعاة داخل المملكة وخارجها, كما تعرض تقارير وتستقبل اتصالات تتحدث عن الأوضاع المأساوية التي يعيشها إخواننا من الشعب السوري في ظل حملة القمع العشوائية التي ينتهجها النظام السوري النصيري في حق أبنائه.
13-03-12, 01:07 AM
العرض العادي
