العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحوار مع باقي الفرق

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-09-13, 05:46 PM   رقم المشاركة : 1
aBo_ aBDallaH
عضو نشيط






aBo_ aBDallaH غير متصل

aBo_ aBDallaH is on a distinguished road


الناسخ والمنسوخ (( الجزء الثاني - ما يخص الإسلام العظيم))

الناسخ والمنسوخ (( الجزء الثاني - ما يخص الإسلام العظيم))

أما نحن المسلمين فنقول إن الله على كل شيء قدير وهو بكل شيء عليم لا يعزب عنه شيء في السماوات ولا في الأرض ونسخُ بعض آياته إنما هو من تمام علمه بما يصلح أحوال خلقه،وقد حكى الله لنا في القرآن استنكار المشركين للنسخ وتولى الرد عليهم ببيان سعة علمه وأنه عز وجل يبدل وفق علمه العظيم رغم معارضة الذين لا يعلمون بما يفعله الله وما يقدر عليه
﴿وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَالله أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾
(النحل: 101)
وقد بينت الآية التي بعدها علة التبديل وأنه مراعاة لتبدل أحوال الناس
﴿ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْـرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾
(النحل: 102)
فتبين الآية أن النسخ يكون بعلم الله المطلع على ما يقوله الجاهلون
================================
ولتقريب فهم النسخ إلى الأذهان مثَّل العلماء له بفعل الطبيب الحاذق الذي يصف للمريض دواء وهو يعلم أنه بعد تحسن حاله سيصف له دواء بديلاً يناسب حاله الجديد فتبديله للدواء عن علم وحذق وإن استنكر صنيعه بعض الذين لا يعلمون
هذا ويجدر التنبيه إلى أن النسخ خاص بالأحكام التي تتبدل مراعاة لأحوال العباد ولم يقع شيء من نسخ القرآن في الأخبار لأن النسخ فيها ضعفُ علمٍ وقلةُ معرفة وتكذيبٌ لخبر سابق وإنما وقع نسخ القرآن في الأحكام التي تدرج الله فيها مراعاة لأحوال الناس وليعطيهم فرصة لتغيير إلفِهم وما اعتادوه زمناً طويلاً

ومثال ذلك في تحريم الله الخمر بالتدريج مراعاة لأحوال العرب الذين كانوا يعاقرون الخمر فأراد الله أن ييسر عليهم ترك هذه العادة فحرمها بالتدريج فأول ما نزل فيها قوله
﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ﴾ (البقرة: 219)

فالخمر فيها منافع محدودة (كالتجارة) لكن ما فيها من الإثم والضرر أعظم وهذا كاف عند الكثيرين للتنبه إلى خطرها والامتناع عنها درءاً لضررها واستغناء عن منفعتها المالية.

ثم بعد أن تشبع المسلمون بهذا المعنى وامتنع الكثير منهم عن معاقرة الخمر نزل قوله تعالى﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ﴾ (النساء: 43)

فامتنع جميع المسلمين عن تناولها سائر النهار لأنها تشغل عن الصلاة وتفسدها فتضايق عليهم وقت شربها، فلم يجدوا لها وقتاً إلا ما بين صلاة العشاء إلى الفجر، وهو وقت نومهم وراحتهم وما بين الفجر والظهر، وهو وقت أعمالهم

وقد أحس الصحابة لما نزلت هذه الآية أن الله يشدد عليهم في الخمر فدعا عمر رصى الله عنه الله فقال اللهم بيِّن لنا في الخمر بيان شفاء فنزل قوله تعالى
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِـرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ` إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ﴾ (المائدة: 90-91)

فدُعي عمر فقُرئت عليه فقال (انتهينا انتهينا)[أخرجه الترمذي ح (3049) وأبو داود ح (3670)]

فتغير حكم الخمر ونسخه في آيات القرآن مرتبط بأحوال الناس ومراعاة مصلحتهم بالتدريج في التخلص من عادة شرب الخمر كحال الطبيب الذي يعطي مريضه دواء ثم يستبدله بدواء آخر في أجل كان يرقبه لتحسن حال المريض فهذا من حذقه ولو عدَّه بعض السفهاء قلة علم وضعف معرفة
=============================
كما قد يقع النسخ لحكم أخرى منها ابتلاء الله واختباره امتثال العباد لأوامره
﴿ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى الله﴾ (البقرة: 143)

ومن هذا النوع أيضاً ابتلاء الله لإبراهيم حين أمره الله بذبح ابنه ابتلاء واختباراً فلما امتثل إبراهيم وإسماعيل أمر ربِّهما ورأى الله صدق استسلامهما وانقيادهما افتداه الله بكبش أُمِر إبراهيم بذبحه وبذلك نسخ الله الأمر بذبح الابن بأمر جديد وهو ذبح الكبش لا لعلم جديد علمه الله بل هو العليم الذي علم كل شيء قبل أن يخلقه وكما قال صلى الله عليه وسلم
«كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة»
[أخرجه مسلم ح (2653) ويجدر هنا التنبيه إلى أن قصة إبراهيم مع ابنه الذبيح ونسخ الله أمره بالذبح مذكورة في سفر التكوين (انظر الإصحاح 22)]
=====================
ويقع النسخ أيضاً - بتشديد الأحكام - عقوبة من الله لعصاة بني آدم كما حرم الله على بني إسرائيل بعض ما كان حلالاً عليهم
﴿ فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيراً ` وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً ﴾ (النساء:160-161)

وهكذا فالنسخ بعض كمال قوة الله وقدرته وعلمه بما يصلح لعباده فهو ينسخ ما يشاء ويبدله بما شاء وأراد
﴿مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ (البقرة:106)
فالآية صريحة بكمال صفات الله وأنه ينسخ ما يشاء بقدرته التي لا يحدها شيء
ويلزمنا التنبيه إلى أن النسخ في القرآن لا يقع من النبي صلى الله عليه وسلم بل هو فعل إلهي محض
﴿ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ ﴾ (يونس: 15)

ثم لو تأملنا الآيات المنسوخة لوجدنا فيها - أحياناً- ما يشعر بكون هذا الحكم مؤقتاً كما في حكم حبس الزانية في قوله
﴿وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَـهُنَّ سَبِيلًا﴾ (النساء: 15)

فقوله ﴿ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَـهُنَّ سَبِيلًا﴾ نص في ترقب حكم جديد ينزل من الله تعالى وقد تحقق هذا السبيل المنتظر من الله في آيات سورة النور التي قضت بجلد الزانية بدلاً من الحكم المنسوخ (حبسها)

ولم تنسخ الآية من التلاوة لأن الله نسخ حكمها وأبقاها متلوة إلى قيام الساعة يؤجر المسلمون على قراءتها ويرون فيها بعض رحمة الله وتخفيفه على عباده حين نسخها بحكم آخر أيسر منه







التوقيع :
اللهم اجعلنى رفيق النبى صلى الله عليه وسلم فى الجنه كل من يحبنى يدعوا لى بهذا ومن يكرهنى يدعوا لى بهذا لانه لن اكون رفيقه صلى الله عليه وسلم الا بعد ان اكون على طريقه صلوا عليه وسلموا تسليما ( صلى الله عليه وسلم )
من مواضيعي في المنتدى
»» كيف يعلم الامام الغيب ثم يموت مقتولا بالسم
»» تشابه قلوبهم قد بينا الايات عقيدة الفداء النصرانية عند الشيعة
»» (2) النص 2 فبعد ما صام أربعين نهارا وأربعين ليلة، جاع أخيرا
»» هذا ما رأيت فى رحلة الاحزان / انجيل مرقس الاصحاح العاشر
»» (1) سؤال للشيعه ؟
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:54 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "