مرجعهم السبحاني إما جاهلٌ أو كذاب بزعمه اتفاقهم على علو شأن العباس بن عبد المطلب !!!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ، فمرة أخرى يمرغ مرجعهم السبحاني وجهه بالتراب ويسقط مصداقيته وعلميته كمرجع يُشار له بالبنان من قبل الشيعة ..
وهذه المرة زعم اتفاق الشيعة على علو شأن العباس بن عبد المطلب ، فقال في كتابه ( أضواء على عقائد الشيعة الإمامية ) ( ص 525 ) :[ 4 - كيف يمكن إنكار إيمان أعلام من الصحابة مع اتفاق كلمة الشيعة والسنة على علو شأنهم ، أمثال : بلال الحبشي ، وحجر بن عدي ، وأويس القرني ، ومالك ابن نويرة المقتول ظلما على يد خالد بن الوليد ، والعباس بن عبد المطلب وابنه حبر الأمة وعشرات من أمثالهم ].
فهل فعلاً وقع اتفاق الإمامية على علو شأن العباس بن المطلب كما زعم السبحاني ؟!!!
تعالوا معي لننظر الجواب فيما يلي:
1- روى الكليني في روضة الكافي ( 8 / 189-190 ) :[ 216 - محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن علي بن النعمان عن عبد الله بن مسكان ، عن سدير قال : كنا عند أبي جعفر ( عليه السلام ) فذكرنا ما أحدث الناس بعد نبيهم ( صلى الله عليه وآله ) واستذلالهم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال رجل من القوم : أصلحك الله فأين كان عز بني هاشم وما كانوا فيه من العدد ؟ فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ومن كان بقي من بني هاشم إنما كان جعفر وحمزة فمضيا وبقي معه رجلان ضعيفان ذليلان حديثا عهد بالاسلام : عباس وعقيل وكانا من الطلقاء أما والله لو أن حمزة وجعفرا كانا بحضرتهما ما وصلا إلى ما وصلا إليه ولو كانا شاهديهما لأتلفا نفسيهما ].
فهل وصفه بالذليل الضعيف يدل على علو شأنه عند السبحاني ؟!
مع التنبيه على أن الرواية تُصرح بضعفه وخذلانه لعلي رضي الله عنه بالمقارنة مع حمزة وجعفر وشجاعتهما في نصرته ، فهل هذا يعني علو شأنه عند الإمامية ؟!
2- لقد صحح مرجعهم الكبير أبو القاسم الخوئي هذه الرواية وحكم المجلسي بحسنها ، فقال محققهم وعلامتهم جعفر مرتضى العاملي في كتابه ( الصحيح من سيرة النبي الأعظم ( ص ) ) ( 21 / 264-265 ) :[ سادساً : روي عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن علي بن النعمان ، عن عبد الله بن مسكان ، عن سدير ، قال : " كنا عند أبي جعفر " عليه السلام " ، فذكرنا ما أحدث الناس بعد نبيهم " صلى الله عليه وآله " ، واستذلالهم أمير المؤمنين " عليه السلام " ، فقال رجل من القوم : أصلحك الله ، فأين كان عز بني هاشم وما كانوا فيه من العدد ؟ ! فقال أبو جعفر " عليه السلام " : ومن كان بقي من بني هاشم ؟ إنما كان جعفر وحمزة فمضيا ، وبقي معه رجلان ضعيفان ذليلان ، حديثا عهد بالإسلام : عباس ، وعقيل . وكانا من الطلقاء . أما والله ، لو أن حمزة وجعفراً كانا بحضرتهما ، ما وصلا إلى ما وصلا إليه ، ولو كانا شاهديهما لأتلفا نفسيهما " .
وقد وصف السيد الخوئي " رحمه الله " سند هذه الرواية بالصحة . ووصفه العلامة المجلسي بالحسن ].
3- وأخيراً يشير مرجعهم الكبير وزعيم حوزتهم العلمية أبو القاسم الخوئي إلى علو شأن العباس ، فقال في كتابه ( معجم رجال الحديث ) ( 10 / 254 ) :[ وملخص الكلام : أن العباس لم يثبت له مدح ، ورواية الكافي الواردة في ذمه صحيحة السند ، ويكفي هذا منقصة له ، حيث لم يهتم بأمر علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ولا بأمر الصديقة الطاهرة في قضية فدك ، معشار ما اهتم به في أمر ميزابه ].
فتأملوا الاتفاق على علو شأنه كما ينقله الخوئي بما يلي:
أ- لم يثبت له مدح.
ب- رواية الكافي - التي نقلتها في ذمه - صحيحة السند ، وهي وحدها تكفي منقصة له.
وعليه فإن دعوى السبحاني باتفاق الإمامية على علو شأنه لا تخرج عن احتمالين هما:
الأول:
أنه جاهلٌ بما ورد في مذهبه من ذمه والتنقص منه ، وهو ما يتنافى مع كونه مرجعاً بل ومحققاً في مذهبه.
الثاني:
أنه يعلم بالذم والتنقص الوارد في حقه ، ولكنه آثر الكذب لنصرة رأيه والله المستعان.
فليختر الإمامية لمرجعهم السبحاني أخف الضررين ..
ولو أنه صرح باتفاقهم على ذمه والتنقص منه - وليس علو شأنه - لكان أقرب للصواب ..