عن أبي جعفر (ع) قال قال أبو جعفر (ع) لعبد الله بن عباس يا بن عباس أنشدك الله هل في حكم الله تعالى اختلاف؟ قال: فقال:لا، قال فما ترى في رجل ضرب رجلا أصابعه بالسيف حتى سقطت فذهبت و أتى رجل آخر فأطار كف يده و أتي به إليكو أنت قاض كيف أنت صانع؟ قال: أقول لهذا القاطع: أعطه دية كف و أقول لهذا المقطوع:صالحه على ما شئت أو ابعث لهما ذوي عدل فقال له: جاء الاختلاف في حكم الله نقضت القول الأول أبى الله أن يحدث في خلقه شيء من الحدود و ليس تفسيره في الأرض اقطعيد قاطع الكف أصلا، ثمَّ أعطه دية الأصابع هكذا حكم الله عز و جل.
[الحديث طويل ذكره الكليني# في باب (إنا أنزلناه) وحـكـم بصحته، و عمل بهذا المضمون أصحابنا و ليس لهم خبر إلا هذا].
روضة المتقين - محمد تقى مجلسي ج10 ص391
وفي ج14 ص352 قال: (و لهذا ترى شيخ الطائفة -الطوسي- أنه لم يرد أمثالها من الأخبار لأنه كان عالما بذلك فتنبه لذلك).
وفي ج14 ص384 قال : (لا نحتاج لمعرفة بن عباس فالتوقف فيه أولى).
# الكافي للكليني ج1 ص247 عن أبي عبد الله (ع) قال: بينا أبي جالس وعنده نفر إذا استضحك حتى اغرورقت عيناه دموعا ثم قال: هل تدرون ما أضحكني؟ قال: فقالوا: لا، قال زعم ابن عباس أنه من الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا. فقلت له: هل رأيت الملائكة يا ابن عباس تخبرك بولايتها لك في الدنيا والآخرة، مع الامن من الخوف والحزن، قال فقال إن الله تبارك وتعالى يقول: "إنما المؤمنون إخوة " وقد دخل في هذا جميع الأمة، فاستضحكت.ثم قلت: صدقت يا ابن عباس أنشدك الله هل في حكم الله جل ذكره اختلاف قال: فقال: لا، فقلت: ما ترى في رجل ضرب رجلا أصابعه بالسيف حتى سقطت ثم ذهب وأتى رجل آخر فأطار كفه فأتى به إليك وأنت قاض، كيف أنت صانع؟ قال: أقول لهذا القاطع: أعطه دية كفه وأقول لهذا المقطوع: صالحه على ما شئت وابعث به إلى ذوي عدل، قلت: جاء الاختلاف في حكم الله عز ذكره، ونقضت القول الأول، أبى الله عز ذكره أن يحدث في خلقة شيئا من الحدود و ليس تفسيره في الأرض، اقطع قاطع الكف أصلا ثم أعطه دية الأصابع هكذا حكم الله ليلة تنزل فيها أمره، إن جحدتها بعدما سمعت من رسول الله (ع) فأدخلك الله النار كما أعمى بصرك يوم جحدتها علي بن أبي طالب قال: فلذلك عمي بصري، قال: وما علمك بذلك؟ فوالله إن عمي بصري إلا من صفقة جناح الملك.قال: فاستضحكت ثم تركته يومه ذلك لسخافة عقله، ثم لقيته فقلت: يا ابن عباس ما تكلمت بصدق مثل أمس، قال لك علي بن أبي طالب (ع) : إن ليلة القدر في كل سنة، وإنه ينزل في تلك الليلة أمر السنة وإن لذلك الامر ولاة بعد رسول الله (ص) فقلت: من هم؟ فقال: أنا وأحد عشر من صلبي أئمة محدثون، فقلت: لا أراها كانت إلا مع رسول الله فتبدا لك الملك الذي يحدثه فقال: كذبت يا عبد الله رأت عيناي لذي حدثك به علي -ولم تره عيناه ولكن وعا قلبه ووقر في سمعه- ثم صفقك بجناحه فعميت قال فقال ابن عباس ما اختلفنا في شئ فحكمه إلى الله ، فقلت له: فهل حكم الله في حكم من حكمه بأمرين؟ قال: لا، فقلت: ههنا هلكت وأهلكت.
وقال المجلسي في مرآة العقول ج3 ص62 : (فلو لم يكن هذا الكتاب معتبرا عنده لما تصدى لروايته والشواهد على صحته عندي كثيرة).
وممن قال بوثاقة الراوي : (الحائري في منتهى المقال ج2 ص401 و 402 والبهبهاني في التعليقة على منهج المقال ص124).
قال المازنداني في شرح أصول الكافي ج6 ص4 : (واعلم أن عبد الله بن عباس كان في بداية الحال من أهل الأمانة والديانة عند أمير المؤمنين (ع) ثم تغيرت حاله وذهبت أمانته وفسدت ديانته وذمه (ع) في مواضع عديدة). وفي ص5 قال: (قوله (فاستضحكت) سبب الضحك أن اندراج ابن عباس في آية (إنما المؤمنون إخوة) يتوقف على كونه مؤمنا وأنه بعقيدته الفاسدة خرج عن حد الإيمان فيرد عليه المثل المشهور: ثبت العرش ثم انقش). وفي ص6 قال: (منشأ الضحك هو أن ابن عباس لكمال سخافته). وفي ص7 قال: (الغرض منه حمل ابن عباس على الإقرار بأنه كاذب).
وقال الكاشاني في الوافي ج2 ص44 : (قوله (ع) صدقت؛ صدقه على سبيل التهكم).
ومثله التبريزي في الهدايا لشيعة أئمة الهدى ج3 ص282 : ( قوله (ع) صدقت؛ تصديق لابن عباس بإقراره بأن هذه الآية تشمل غير الأئمة (ع) أيضاً وهو شيعتهم، وابن عبـــــــــاس ليس منهم؛ فشمول الآية لهم (ع) حقيقة، ولشيعتهم حكماً). وفي ص283 قال: (صدقه تهكماً).
وقال البحراني في هدي العقول ج8 ص83 : (وابن عباس كان في أول أمره من أهل الولاية ثم تغيّر حاله وأنقلب ؛ كما ذكر ذلك المازندراني وغيــره, وما ورد هنا في ذمه من إنكار بقاء ليلة القدر وغيره لا خفاء فيه, وكذا ما فيه من المفاسد؛ فهو يوجب إنكار ولاية عليّ وما لعله يدعيها لنفسه). وقال في ص84 : (لو كان الإمام صدقه لقال : صدقت وأنت يا بن عباس داخل في الآية لا أن يستضحك ويقول فيه ما سيأتي). وفي ص85 قال : (وقول بن عباس (وما أعلمك بذلك؟) لعله ينكر علم الإمام بما في الضمائر والغيب وما يحدث من الملائكة في عالم الكون كما أنكر غيره). وفي ص86 قال : (ثم ألزمه الامام بكذب قوله بقوله (فهل حكم الله؟) فقال بن عباس: لا؛ فيكون ما حكم به بن عباس ليس حكم الله, فتعين كذبه).