العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحوار مع باقي الفرق

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-07-16, 09:01 PM   رقم المشاركة : 1
عبد المجيد
عضو نشيط







عبد المجيد غير متصل

عبد المجيد is on a distinguished road


الرد على شبهة الاحباش حول حديث ابن عمر

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واله
رد مختصر: خدر رجل ابن عمر (من موقع الصوفية)
يستدل الصوفية على جواز طلب المدد والغوث من الأموات ، بحديث أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال: كنت عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فخدرت رجلُه ، فقلتُ له: يا أبا عبد الرحمن ما لرجلك.؟ قال: اجتمع عصبها من ها هنا. قلت: ادع أحب الناس إليك. قال: يا محمد. فانبسطت.
رواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" رقم: (167ـ 168ـ 169ـ171). وابن الجعد في مسنده: رقم: (2539) وابن منيع في الطبقات الكبرى: (4ـ154)
وهذا الحديث إسناده ضعيف وفيه علل كثيرة:
منها: أن مدار الحديث على أبي إسحاق السبيعي ، وهو مدلس، ولم يصرح بالسماع ممن فوقه.
ومنها: أن أبا إسحاق قد اختلط، ومما يدل على تخليطه في هذا الحديث أنه رواه تارة عن أبي سعيد وتارة عن عبد الرحمن بن سعد ، وتارة عن الهيثم بن حبيش ، وهذا اضطراب يرد به الحديث.
وأمثل ما روي من أسانيده ، على تدليس أبي إسحاق السبيعي فيه، ما رواه البخاري في "الأدب المفرد" (964) قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال: خدرت رجل ابن عمر، فقال له رجل: أذكر أحب الناس إليك فقال: محمد.
وهذه الرواية أصح ما روي، وأفادت فوائد:
الأولى: قول ابن عمر: محمد، بدون حرف النداء، والشائع عند العرب- كما سيأتي- استعمال يا النداء في تذكر الحبيب ليكون أكثر استحضاراً في ذهن الخادرة رجله، فتنبسط. وابن عمر عدل عن الاستعمال الشائع إلى غيره لما في الشائع من المحذور.
الثانية: أن تذكره للنبي صلى الله عليه وسلم، وأنه أحب الناس إليه هو الحق، لأنه لا يؤمن أحد حتى يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين. بل ومن نفسه التي بين جنبيه. وهذا ما نعقد عليه قلوبنا، بهداية ربنا.
الثالثة: أن سفيان من الحفاظ الأثبات، فنقله خبر أبي إسحاق بهذا اللفظ يدل على أنه هو المحفوظ، وسواه غلط مردود.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ، والحمد لله رب العالمين.
منقول من موقع الصوفية

رد مطول : خدر رجل ابن عمر
الاحتجاج بخدر رجل ابن عمر

واحتجوا بأن ابن عمر خدرت رجله فقيل له " أذكر أحب الناس إليك ، فقال " يا محمد " وزعم نبيل الشريف أن بعض المحرفين حذفوا ياء النداء من كتاب الأدب المفرد ([1]) . وهو مطالب بإثبات المخطوطة التي تثبت يا النداء من الكتاب المذكور.
وقد ذكر الشيخ عبد الباسط الفاخوري مفتي بيروت الرواية وضبطها بدون ياء النداء وهذا الموافق لرواية سفيان ، وطبع كتابه بدار نشر حبشية، ولكن بتحقيق شيخ حبشي اسمه أسامة السيد اضطر إلى التعقيب على ذلك ([2]) .
على أنني رجعت إلى النسخ المطبوعة والمحققة لكتاب " الأدب المفرد" وأهمها نسخة " فضل الله الصمد " التي قورنت بمخطوطات عديدة ولم يجد المحقق لفظ النداء ، وحتى وجودها في بعض النسخ دون الأخرى يبطل الاحتجاج بها لاحتمال عدم ورودها في الأصل . وما تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال. فلا سندها مقطوع بصحته ولا ثبوت لفظ (يا) مقطوع بصحته .
فهاهنا إشكالات حول أصل مصداقية الرواية لا يجوز تجاوزها ، عليكم الإجابة عنها : فان تجاوزتموها وقعتم في مشاكل أخرى :
1) التحقق من النسخة المخطوطة .
2) صحة السند إلى ابن عمر. وأن يكون متواترا بحسب الاشتراط الأشعري لقبول الرواية في العقائد .
3) أن هناك روايتين متضادتين إحداهما متضمنة لياء النداء والأخرى لا تتضمنها فيجب الترجيح بين الروايتين قبل المسارعة إلى الاحتجاج بواحدة منهما.
4) مخالفة هذه الرواية للقرآن { فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا } وللسنة " إذا سألت فاسأل الله ". بل ولقول الصحابة قال سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب " لا تسأل أحدا غير الله " ([3]) .
وقول الصحابي وفعله يجب أن يكون مقيدا بموافقة قول الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فإن خالفت هذين الأصلين وجب تركها ، وقد قال خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر الصديق " أطيعوني ما أطعت الله فيكم ، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم ". فلا نترك كتاب الله وسنة رسوله وفعل جمهور الصحابة لفعل فرد منهم ، هذا إذا ثبت ذلك عنه بسند صحيح .
5) هب أن ( يا ) دعاء لغير الله فماذا قال رب ابن عمر ورسول ابن عمر وابن عبد الله بن عمر ؟
لقد قال تعالى { فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا } { قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا } { وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ } . وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمر " إذا سألت فاسأل الله " وقال " الدعاء هو العبادة " وهذه الآيات والأحاديث أصح سندا من رواية ابن عمر.
ولا يترك قول الله ورسوله لقول ابن عمر إلا متحيز عديم الإنصاف مفضل لكلام غير الله ورسوله على كلام الله ورسوله.
ومثل هذه الرواية إن صحت يجعلها الله فتنة للذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم ولا ليهديهم سبيلا .
6) مخالفة الرواية لعمل جمهور الصحابة حيث تركوا التوسل به صلى الله عليه وسلم بعد موته وتوسلوا بعمه ، حيث أصيب المسلمون في عهده بالقحط والجدب ، فلو جاز الاستغاثة بالنبيصلى الله عليه وسلم لمجرد خدر الرجل فالاستغاثة به عند وقوع المجاعة أولى ، ولو كانت الاستغاثة عند الصحابة جائزة لأجازوا التوسل به صلى الله عليه وسلم . غير أن الثابت عند البخاري أنهم تركوا التوسل به بعد موته. ثبت ذلك بأدلة أصح إسنادا من الأسانيد المشكلة التي تتمسكون بها وأوضح متونا منها.
فكيف يترك الصحابة التوسل ويجيزون الاستغاثة ؟ وكيف تكون الاستغاثة به بعد موته جائزة عندهم وهم لم يجيزوا لأنفسهم التوسل به بعد موته وهو دون الاستغاثة !
7) أن ابن عمر أصيب بالعمى ولم يعرف عنه أنه استغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم فكيف يستغيث بالنبي لمجرد خدر الرجل ولا يستغيث به لما هو أعظم من خدر الرجل وهو ذهاب البصر، لو كانت الاستغاثة به جائزة لفعل .

تذكر المحبوب عند خدر الرجل
8) أن الرجل قال لابن عمر " أذكر أحب الناس إليك " فأمره بتذكره ولم يقل له : استغث بأحب الناس إليك . فقال " محمد " أو " يا محمد " أي يا محمد أنت أحب الناس إليَّ ، فكانت إجابة ابن عمر مطابقة لسؤال من أمره بتذكر أحب الناس إليه . وأما أن تكون استغاثة فجواب ابن عمر يكون غير مطابق لمن سأله أن يذكره ولم يسأله أن يدعوه مع الله .
ومن هذا الباب أوردها البخاري وابن تيمية وابن السني على فرض ثبوت لفظ النداء ، فلم يبن النووي ولا ابن علان ولا البخاري على رواية ابن عمر جواز الاستغاثة بغير الله ، وإنما كان شرح ابن علان للرواية دليلاً على بطلان تمويهاتكم كما سيأتي .

كيف فهم أهل العلم هذه الرواية

فذكر الحبيب عند الخدر كان أمراً شائعاً عند العرب ، وجاءت أشعارهم بهذه العادة الشائعة في استعمال ياء النداء عند تذكر الحبيب ، ويطلب به استحضار المنادى في القلب ، يستشفون بذكر الحبيب لإذهاب خدر الرجل ، فيقال لمن خدرت رجله تذكر أحب الناس إليك فيذكر اسمه لا على سبيل الاستغاثة به وإنما كما قال ابن علان "من حيث كمال المحبة بهذا المحبوب بحيث تمكن حبه من الفؤاد حتى إذا ذكره ذهب عنه الخدر ([4]) .
وروى ابن السني قول الوليد بن عبد الملك في حبابة :
أثيبى مُغرماً كلفاً محباً إذا خدرت له رجل دعاك ([5])
وقول جميل لبثينة :
وأنت لعيني قرة حين نلتقي
وذكرك يشفيني إذا خدرت رجلي
وقول الموصلي :
والله ما خدرت رجلي وما عثرت
إلا ذكرتك حتى يذهب الخَدَرُ
وقال أبو العتاهية :
وتخدر في بعض الأحايين رجله
فإن لم يقل يا عتب لم يذهب الخدر
وقول آخر:
صبّ محبّ إذا ما رِجلُهُ خدرَت
نادىَ كُبَيْشَةَ حتى يذهب الخدر
وقالت امرأة :
إذا خدرت رجلي دعوت ابنَ مُصعب
فإن قلت : عبد الله أجلى فتورها
فإن كان هذا العمل صحيحاً فقد صححتم الجاهلية وزعمتم أن كل مشرك استغاث بحبيبته أغاثه حبيبه وان الله يرضى لجميل استغاثته ببثينة ، وهذا قمة الجهل المركب .

هل ( يا محمد ) لمجرد النداء ؟


أما زعمهم أننا نكفر المسلم الموحد لقوله ( يا محمد ) لمجرد النداء. فان الأنبياء كانوا ينهون عن دعاء غير الله كقول إبراهيم عليه السلام { وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ } وقصدهم الدعاء الديني الذي يدعى فيه غير الله لكشف ضر أو جلب نفع بدعوى التقرب بالولي إلى الله . ونحن إذ نتكلم عن الدعاء فإنما نعني به هذا ، لا مجرد دعاء الزوجة بإحضار الطعام ! فسحقا لمن يعتمد التمويه والتلبيس ليضل الناس بغير علم.
ونحن نشهد أن استعمال (يا) لمجرد النداء لا شرك فيه، وهو شبيه بقول المصلي " السلام عليك أيها النبي " أو للندبة كقول فاطمة رضي الله عنها لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبتاه : أجاب ربا دعاه، يا أبتاه : جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه . وقول أبي بكر له لما مات: بأبي أنت وأمي "يا" رسول الله . وكقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر فأقبل الليل : يا أرض ربي وربك الله " .
فأنتم تعلمون أن النزاع معكم ليس في هذا ، وإنما في النداء المتضمن طلب دفع الكرب وقضاء الحوائج ، وهو الذي ننكره عليكم ، أما أن يكون كل نداء لمجرد النداء محرم وكفر عندنا : فان الله استعمل ( يا ) المنادى في حق محمد صلى الله عليه وسلم لمجرد النداء ، فإنه يقول له حين يسجد تحت العرش " يا محمد ارفع رأسك . . . " فهذا نداء لا نحرمه . ولا نحرم أن يقول القائل ( يا محمد صلى الله عليك ) وإنما نحرم نداء قضاء الحوائج وكشف الضر.
ياؤكم ليست لمجرد النداء
ولكن : هل حقا (ياؤكم) لمجرد النداء أم لحاجة ، تريدون من غير الله قضاءها ، وضر تريدون كشفه، ومدد تريدون مدكم به كقولكم : المدد يا رفاعي شيء لله يا جيلاني اقضً حاجتي ، لا تردنا خائبين ، نشكوا إليك حالنا تعطف تكرم تلطف تحنن !
ونداء غير الله لدفع مضرة أو جلب منفعة فيما لا يقدر عليه الغير دعاء ، والدعاء عبادة ، وعبادة غير الله شرك يؤدي إلى سخط الله ، قد شهد بذلك شيخكم الرفاعي حين ذكر في كتاب " حالة أهل الحقيقة مع الله ص 92 " أن أحد الصوفية استغاث بغير الله فغضب الله منه وقال : أتستغيث بغيري وأنا الغياث " ؟ فلماذا يغضب الرب ؟ أليس لأن الاستغاثة بغيره شرك به .

تغيير الصحابة ( أيها النبي)
في التشهد بعد موته إلى (النبي)
منقول







 
قديم 21-07-16, 09:03 PM   رقم المشاركة : 2
عبد المجيد
عضو نشيط







عبد المجيد غير متصل

عبد المجيد is on a distinguished road


وحتى مجرد النداء الذي ليس فيه استغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم قد تركه العديد من الصحابة، فقد ذكر ابن مسعود صيغة التشهد " السلام عليك أيها النبي... " ثم قال (وهو بين ظهرانينا ، فلما قبض قلنا: السلام . يعنى: على النبي صلى الله عليه وسلم " (البخاري رقم 6265). وهم لا يغيرون شيئا علمهم صلى الله عليه وسلم إياه كما كان يعلمهم الصلاة إلا بتعليم منه صلى الله عليه وسلم .

قال الحافظ ابن حجر " وأما هذه الزيادة فظاهرها أنهم كانوا يقولون ( السلام عليك أيها النبي " بكاف الخطاب في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فلما مات النبي تركوا الخطاب وذكروه بلفظ الغيبة فصاروا يقولون ( السلام على النبي ) ([6]) . قال " وأخرجه أبو عوانة في صحيحه والسراج والجوزقي وأبو نعيم الأصبهاني والبيهقي من طرق متعددة إلى أبي نعيم شيخ البخاري فيه بلفظ " فلما قبض قلنا السلام على النبي " بحذف لفظ (يعني) .

قال السبكي في شرح المنهاج بعد أن ذكر هذه الرواية من عند أبي عوانة وحده " إن صح هذا عن الصحابة دل على أن الخطاب في السلام بعد النبي صلى الله عليه وسلم غير واجب فيقال : السلام على النبي " فتعقب ابن حجر السبكى فقال " قد صح بلا ريب. وقد وجدت له متابعا قويا: قال عبد الرزاق " أخبرنا ابن جريج أخبرني عطاء أن الصحابة كانوا يقولون والنبي صلى الله عليه وسلم حي " السلام عليك أيها النبي. فلما مات قالوا: السلام على النبي " ( الفتح 2/ 314 ) كتاب الآذان : باب التشهد في الآخرة .

وقد حكى الزبيدي هذه العبارة عن الحافظ ابن حجر كاملة كما في إتحافه (3/ 161) فخذوه حيث حافظ عليه نص.

فهلا أجبتمونا عن سبب تركهم التوسل به بعد موته وتغيير صيغة السلام عليه ؟ . إن هذا يؤكد تقيد الصحابة في الألفاظ : فإذا كانوا تركوا لفظ الخطاب وهو دعاء له صلى الله عليه وسلم . فكيف يتلفظون بخطاب فيه دعاء إليه مع الله ؟ هذا مع عدم التسليم بأن السلام عليه دليل على الاستغاثة به ، فإنه كان يسلم على أموات المسلمين بهذا السلام وليس كل المسلمين أحياء في قبورهم يصلون كما هو الحال مع الأنبياء !



كيف يكيل الأشاعرة بمكيالين


ذكر السبكي حجة من يرون تحريم الشطرنج بما رواه أبو بدر عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أنه سئل عن الشطرنج فقال: هي شر من النرد. قال السبكي " إسناده صحيح ". لكن قول ابن عمر لا يتفق ومذهب السبكي وبما أنه لا يستطيع تضعيف إسناده لوى عنقه فقال :

" ورأي إمامنا الشافعي في قول الصحابي معروف ، وقول الصحابي حجة بشرط أن لا يعارضه قول صحابي آخر، وهذا قد عارضه ما رويناه فيما تقدم ... وهذه المسألة مسألة اجتهاد ، ولعل ابن عمر كان يذهب إلى التحريم. ثم إن هذا الأثر لم يقل " بظاهره " أحد من العلماء ... وإذا كان الأثر متروك " الظاهر " سقط الاحتجاج به " ([7]) .

فانظر كيف ردوا قول ابن عمر بما عارضه من أقوال الصحابة الآخرين : فهلا ردوا قول ابن عمر بما عارضه من فعل أبيه أمام جمهور الصحابة حيث تركوا التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وتوسلوا بدعاء العباس في أمر هو أعظم من مجرد خدر الرجل ألا وهو وقوع الجفاف والجدب ؟

لكن الصحابة لم يستغيثوا به بل تركوا التوسل به بعد موته، وهذا إسناده أصح من إسناد قصة خدر رجل ابن عمر وعليه جماعة الصحابة الذين هم أولى بالأخذ من فعل فرد يخالفهم على فرض صحته وصحة الاستدلال به حيث إن الأثر لا يفيد الاستغاثة أصلا وإنما تذكر الحبيب كما قال له الرجل " أذكر أحب الناس إليك " .



هل ثبتت يا النداء في كلم ابن تيمية ؟


أما عن ورود لفظ النداء (يا محمد) في كتاب الكلم الطيب لابن تيمية ، فقد صرح الألباني بأنه آثر إيرادها حرصا على الأمانة العلمية لأنه وجدها في بعض المخطوطات دون البعض الآخر، فطرأ الشك في صحة نسبتها إلى مؤلفها، وما تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال .

فالرواية رواية سفيان ، وهي التي لم تتضمن لفظ النداء أصلا. وقد استغل الذين في قلوبهم زيغ هذا المحتمل المتشابه فتجاهلوا ما صرح به الألباني من أنه وجد لفظ النداء مثبتا في بعض المخطوطات دون بعض .

· أما إلزامنا بتكفير ابن تيمية على فرض صحة إثبات ( يا ) النداء ، فليست الياء للاستغاثة بل لذكر المحبوب ، ثم على افتراض زلة ههنا فكتبه مملوءة في النهي عن الاستغاثة بغير الله مما يؤكد أنه لم يفهم من ( يا ) النداء بمعنى الاستغاثة .

ثم منذ متى يُكفّر من يروي المناكير والغرائب ؟ هذه كتب السنن تحوي الروايات الموضوعة المخالفة لأصول العقائد كحديث " إذا جلس تبارك وتعالى على الكرسي سمع له أطيط كأطيط الرحل الجديد " (رواه أحمد في السنة 1/301 والخطيب في تاريخه 1/295 ) . فقد تتضمن كتب المحدثين روايات لا تمثل بالضرورة موافقتهم لها، فهذا مسند أحمد نجد فيه يروي في مسنده رواية تجيز الاستعاذة بغير الله وهي قول حسان البكري " أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد " غير أن البخاري والخطابي رويا عنه ما يخالف ما تضمنه مسنده قال الخطابي " كان أحمد يحتج لحديث "أعوذ بكلمات الله التامات " بأن النبي لا يستعيذ بمخلوق " ([8]) . ولو كان كل من يروي شيئاً من ذلك كافراً لحكمنا بكفر أحمد والبيهقي وغالب المحدثين .

ثم نحن لا نكفر كل من زلت قدمه ، فقد يقول المؤمن كفراً ولا يكفر به ، فإن نسبة الاستيلاء إلى الله عندنا كفر ولكننا مع ذلك لم نكفركم لأننا نعتقد أنكم تجهلون حقيقة ما تؤول إليه هذه الكلمة في حق الله ، ونكل الباقي إلى الله الذي له الأمر من قبل ومن بعد . ومن زيغكم وتحيزكم وجدلكم أنكم تتحاشون حقيقة أن ابن تيمية من أبرز من قاوم المستغيثين بغير الله وردهم وأفحمهم وقد كتب في ذلك كتابا بعنوان " الاستغاثة " حرم فيه الاستغاثة بغير الله .

· ولو أننا نكفر كل من زلت قدمه لسارعنا إلى تكفير الغزالي القائل " ليس في الإمكان أفضل مما كان " وتكفير الجويني الذي صرح في البرهان بأن الله يعلم الكليات دون الجزئيات . وكذلك الحليمي كما نقله السبكي عنهما ([9]) مما أدى بالإمام المازري إلى الطعن فيه والتشنيع به غاية التشنيع وصرح بأنه سهل على الجويني ركوب هذا المذهب : إدمانه النظر في مذهب أولئك يعني الفلاسفة . ومن العظيمة في الدين أن يقول مسلم إن الله تخفى عليه خافية " .

ولحكمنا بكفر القشيري الذي استحسن قول من زعم أن الله يكنس المزابل ([10]) . وبكفر ابن فورك الذي استحسن رواية أن الله يقعد النبي صلى الله عليه وسلم معه على العرش ([11]) . وبكفر ابن الخطيب الذي استحسن رواية هذه الرواية ([12]) .



تخريج الأحباش رواية ابن عمر


وقد حكم الأحباش على طرق هذه الرواية عند ابن السني " عمل اليوم والليلة" بالضعف بل وبالوضع أي الكذب فقالوا ([13]) " ضعيف: ضعفه الألباني في الكلم " ثم قالوا مرتين " أبو إسحاق يدلس وقد عنعنه وقد اختلط " فهاهم يحتجون بتضعيف الألباني للرواية ثم يأتينا منهم من يقول " ومن جملة تذبذبكم أن ضعفتم رواية ابن عمر في خدر الرجل " ([14]) .

فشهدوا على أنفسهم بضعف الرواية. وباختلاط السبيعي وتدليسه وأنه عنعن في هذه الرواية. لكن هذه الرواية الواهية توافق هواهم في دعوة الناس إلى الاستغاثة بغير الله ، وهم لا يستطيعون مخالفة الهوى لأن أهل البدع أهل أهواء كما وصفهم السلف بذلك. ولأن اتباع الهوى من الأسباب الرئيسية لمعارضة أدلة الكتاب والسنة ، ولهذا اشتق لهم اسم مما غلب عليهم وهو الهوى.



زعموا أنه لا يؤخذ بخبر الواحد في العقائد

ولا يحق لهؤلاء أن يحتجوا بأمثال هذه الرواية ولو كانت صحيحة ، لأنهم أشاعرة ، والأشاعرة اشترطوا شرطاً زائداً على مجرد صحة الرواية : وهو أن تكون الرواية متواترة لأنهم لا يقبلون خبر الآحاد في أمور العقائد حتى وإن كان في البخاري !

وهكذا شهدوا بنقض أصل من أصولهم - لطالما ينقضونه - وهو أن لا يحتجوا في العقائد إلا :

ا) ما كان مقطوعاً به من السند .

2) ما كان ثابتا بطريق المتواتر فإن الأخذ بخبر الواحد عند الأشاعرة ممنوع في العقائد . وأنت ترى كثيراً مما يحتجون به في مسائل العقائد هو دون المتواتر بل دون الصحيح .






استعراض طرق الحديث


ولنستعرض لكم الآن سند هذه الرواية عن ابن عمر: أما الروايات عند ابن السني فضعيفة بالاتفاق معهم ([15]) .

وبقي الاختلاف حول الرواية التي عند البخاري في الأدب المفرد (964) حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال : خدرت رجل ابن عمر فقال له رجل : أذكر أحب الناس إليك . فقال: محمد .

وهذه الرواية أصح سنداً من روايات ابن السني وغيره ، وأفادت فوائد :

منها قول ابن عمر : محمد ، بدون حرف النداء . ومنها ؟ أن سفيان من الحفاظ الأثبات ، فنقله خبر أبي إسحاق بهذا اللفظ يدل على أنه هو المحفوظ وأما الروايات الأخرى فمردودة .



الرواية عن أبي اسحق السبيعي

تدليسه:

ولكن في الرواية أبو اسحاق السبيعي ، وهو ثقة ولكنه مدلس ، وقد عنعنه عن هذا المجهول ، ذكره الحافظ ابن حجر في المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين ([16]) وابن حبان والكرابيسى وأبو جعفر الطبري ([17]) ، قال شعبة " لم يسمع من حارث الأعور إلا أربعة أحاديث " ([18]) " يعني أنه كان يدلس . قال " ولم يسمع من أبي وائل إلا حديثين " ([19]) . قال العجلي " والباقي إنما هو كتاب أخذه " وعدّ جماعة ممن روى عنهم ولم يأخذ منهم ([20]) وذكره ابن الصلاح في مقدمته (ص 353) في المدلسين والحافظ العراقي في التقييد (ص 445) وابن حبان في الثقات ( 5 / 177 ) والحاكم في معرفة علوم الحديث (105) والنسائي (ميزان الاعتدال 1 / 360 ) والعلائي في جامع التحصيل (ص108)



اختلاطه :

ناهيك عن أنه قد اختلط ، ومما يدل على تخليطه في هذا الحديث أنه رواه تارة عن أبى شعبة ( أو أبي سعيد ) وتارة عن عبد الرحمن بن سعد . وهذا اضطراب يرد به الحديث. بل رماه الجوزجاني بالتشيع من رؤوس محدثي الكوفة ، وعن معن قال " أفسد حديث أهل الكوفة الأعمش وأبو إسحاق يعني للتدليس ، وروى عن أناس لم يعرفوا عند أهل العلم إلا ما حكى هو عنهم . فإذا روى تلك الأشياء عنهم كان التوقف أولى " ([21]) .


نفي اختلاط السبيعي مردود


أما نفي الأحباش اختلاط أبي اسحاق السبيعى ([22]) واحتجاجهم بنفي الذهبي عنه الاختلاط :

ا) فقد أثبت الحافظ ابن حجر اختلاط أبى إسحاق السبيعي كما في التقريب وبرهان الدين الحلبي في رسالته الاغتباط بمعرفة من رمي بالاختلاط ([23]) .

فخذه أيها الحبشي حيث حافظ عليه نص .

2) وأثبت ابن الكيال اختلاطه في كتابه الذي أسماه " الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقاة " وقد حققه صاحبكم كمال الحوت ولم يعلق على إدراجه في جملة المختلطين ([24]) .

3) وأثبت اختلاطه الحافظ ابن الصلاح ، حكاه عنه ابن الكيال .

4) وحكى الجوزجاني أنه واحد ممن لا يحمد الناس مذاهبهم ([25]) .

5) أن الرواية التي جاءت من غير يا النداء أصح من هذه التي ورد فيها عدة علل أهمها الجهاله والاضطراب ، وفيها من اختلف في توثيقه كالسبيعي ، فإننا لو سلمنا في توثيقه فلن نسلم في تصحيح سند تضمن الجهالة والاضطراب.



تناقضهم في الاعتماد على الذهبي


وأما احتجاجهم بالذهبي فهو منهم عجيب !

· أونسيتم معشر الأحباش قول شيخكم في الذهبي أنه خبيث ، ثم تعجب من الحافظ ابن حجر كيف سلّم له حكمه على الرجال بجرح أو تعديل ؟ فكيف سلّمتم للذهبي في هذا الموضع وأعرضتم عن الحافظ ابن حجر الذي أثبت الاختلاط ؟

· أونسيتم أن شيخكم انتقد الذهبي واتهمه بالتساهل في رواية الحديث وأنه يأتي بأحاديث غير ثابتة وآثار من كلام التابعين من غير تبيين من حيث الإسناد والمتن ([26]) . فكيف طرأ هذا التبديل في موقفكم حتى صار قول الذهبي مقدماً على قول الحافظ ابن حجر ؟

· وقد نهى شيخكم عن الأخذ بتصحيحات الحاكم إلا أن يوافقه الذهبي ([27]) غير أنه عند الحاجة إلى حشو الأدلة لإثبات بدعته يقدم الحاكم على الذهبي كما فعل في حديث " لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد إلا ما غفرت لي ... " حيث تمسك بقول الحاكم " صحيح " وتجاهل تعقيب الذهبي عليه " بل موضوع " ! أليس هذا كيلاً بمكيالين وتذبذبا في المنهج ؟!

وإذا كانت شهادة الذهبي في السبيعي حجة عندكم :

- فخذوا بشهادته في الرفاعية حيث شهد بأنه " قد كثر الزغل في طائفة الرفاعية ، وتجددت لهم أحوال شيطانية من دخول النيران وركوب السباع واللعب بالحيات " ([28]) .

- وخذوا بشهادته في لعن من تخرج متطيبة إذ قال " ومن الأفعال التي تُلعَن عليها المرأة إظهار الزينة . . . وتطيبها بالمسد والعنبر" ([29]) .

- وخذوا بشهادته في ابن فورك أنه كان يقول إن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم قد بطلت بعد موته وليس هو رسول الله ([30]) . لأن الصفة عرض والعرض لا يبقى زمانين . مع أنكم رفضتم شهادته في ابن فورك ([31]) .
. أما نحن فنضعف كلا الروايتين .

وحين نفى الذهبي الاختلاط عن السبيعي أثبت له سوء الحفظ فقال " لما وقع في هرم الشيخوخة نقص حفظه وساء ذهنه وما اختلط " وفي لفظ آخر " شاخ ونسي ولم يختلط : وقد تغير قليلاً " ثم نقل عن الإمام الفسوي أن بعض أهل العلم قالوا : كان قد اختلط ، وإنما تركوه مع ابن عيينة لاختلاطه ([33]) .

لكن لصوص النصوص بتروا نص الذهبي ولم يكملوا كلامه المثبت لسوء حفظ أبي إسحاق وتغيره ، كل ذلك من أجل تعديل رواية تميل إليها أهواؤهم ، وهذا ليس من الأمانة العلمية .

4) فشيخكم لا يرى الاحتجاج بحكم الذهبي ، لكنكم مضطرون لفعل أي شيء يرجح صحة رواية ابن عمر فاحتججتم بالذهبي وتخليتم عن الحافظ ابن حجر وعما نقله عن نقاد آخرين تكلموا في أبي إسحاق كابن حبان والجوزجاني ... ومعلوم أنه من تُكُلمّ فيه بجرح وتعديل قدم الجرح على التعديل بشرط تبيين الجرح .

فهل لكم في روايات أصح سنداً من هذه لا خلاف حول قطعية أسانيدها كرواية عمر في العدول عن التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم والتوسل بعمه العباس لحسم النزاع بيننا ؟ إذ الرواية عن ابن عمر لم تصح . ونسبة ياء النداء ليست قطعية السند ، فما هذه العقيدة التي لا تستند على القطعي بل تتمسك بكل متشابه ؟ هل هذا إلا خُلُق الزائغين ؟ أنظر كيف يشتغل هؤلاء بالضعيف والمكذوب من الحديث لمحض التشويش ، ويكفرون مخالفهم لهذا المنهج المهترئ الذي يجتنب الصحيح الصريح ويتعلق بالموضوع والواهي والضعيف من الروايات .

الشيخان رويا للسبيعي



قد يقول قائل : ألست تقر بأن السبيعي من رجال الشيخين ؟ فكيف تضعفه هنا ؟

· أن السبيعي ثقة روى له البخاري ومسلم ولكنهما رويا لمن هو أوثق منه ما يخالف روايته ، فتكون روايته شاذة – على فرض إفادتها جواز الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته – لمعارضتها الرواية الأصح سنداً والمتفق على صحتها والتي أفادت ترك الصحابة التوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته ، وقد اجتمعت في رواية السبيعي عدة علل منها الاضطراب والتدليس والاختلاط ، فلم لا يحكم عليها بعد ذلك بالشذوذ ؟ لاسيما وأن الرواية المخالفة لها خالية من هذه العلل :

فليس من التجرد للحديث الميل إلى الرواية الأضعف لمجرد موافقتها المذهب .

· فالسبيعي ثقة ولكنه مدلس ومختلط ، وإذا ثبت عنعنته وتدليسه أو تخليطه أثناء روايته حكم بضعفها وقبل من رواياته ما تجرد عن الاختلاط والتدليس .. ومن كان ثقة ولكن بقيود فليس من الإنصاف أن يطلب منا توثيقه بإطلاق ، فإن البخاري ومسلماً لم يرويا عنه " في صحيحيهما بإطلاق " بخلاف ما فعله البخاري في الأدب المفرد حيث لم يشترط فيه الاقتصار على الصحيح من الروايات .

· أن الذين يعترضون على كلامنا في أبي إسحاق – مع توثيقنا له – يكيلون بمكيالين فإن شيخهم الكوثري قد طعن في سعيد بن أبي هلال وهو من رجال البخاري وطعنوا في عبد الله بن نافع .

منقول







 
قديم 21-07-16, 09:03 PM   رقم المشاركة : 3
عبد المجيد
عضو نشيط







عبد المجيد غير متصل

عبد المجيد is on a distinguished road


· أن طريقة الأحباش في العديد من الروايات هي رد الصحيح إذا جاء مخالفاً : فقد رد شيخهم حديث الصوت وهو عند البخاري في صحيحه ولم يقبل سعيد بن أبي هلال في حديث الرجل وهو في صحيح البخاري ، ولم يقبلوا حديث الجارية وطعنوا فيه وزعموا أنه مضطرب الإسناد وهو في صحيح مسلم ، وردّوا حديث " الراحمون يرحمهم الرحمن " المتفق على صحته برواية ضعيفة عند النسائي " ارحموا أهل الأرض ".

وردوا حديث ابن عباس عند مسلم في طلاق الثلاث وحكم شيخهم على الرواية بالشذوذ ، واقفاً منها موقف السبكي من رواية ابن عمر في حكم الشطرنج .

· فلماذا الكيل بمكيالين ؟ ومن الذي يتناقض؟ إنهم الأشاعرة المتفاخرون بعلم الكلام الذي يودي إلى الشك والريبة والتردد كما جاء في الفتح (13/350) للحافظ ابن حجر " وقد أفضى الكلام بكثير من أهله إلى الشك ، وببعضهم إلى الإلحاد " ، قال " وصح عن السلف أنهم نهوا عن علم الكلام وعدّوه ذريعة للشك والارتياب " .

وحكى الغزالي في المنقذ من الضلال ( ص14) تجربته الفاشلة مع علم الكلام فقال "لم يكن الكلام في حقي كافياً ولا لمرضي الذي كنت أشكو منه شافياً .. ولم يكن من كلام المتكلمين إلا كلمات ظاهرة التناقض والفساد " .
منقول







 
قديم 21-07-16, 09:04 PM   رقم المشاركة : 4
عبد المجيد
عضو نشيط







عبد المجيد غير متصل

عبد المجيد is on a distinguished road


الأعرابي الذي جاء إلى القبر



الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ، أما بعد:

فقد كتب أحد الصوفية هذا الحديث مستدلاً به على الاستغاثات الباطلة ، والذي نصه الآتي: (روى أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عبد الله بن عبد الرحمن الكرخي عن علي بن محمد بن علي ثنا أحمد بن محمد بن الهيثم الطائي ثنا أبي عن أبيه عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قدم علينا أعرابي بعد ما دفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام ، فرمى نفسه على قبر النبي صلى الله عليه وسلم وحثا على رأسه من ترابه وقال: يا رسول الله: قلتَ فسمعنا قولك ، ووعيت من الله عز وجل ما وعينا عنك ، وكان فيما أنزل الله تبارك وتعالى عليك: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً} وقد ظلمت نفسي ، وجئتك لتستغفر لي فنودي من القبر: إنه غفر لك)



الكلام على سند هذا الحديث

يقول الشيخ محمد بشير السهسواني رحمه الله تعليقاً على هذا الحديث في كتابه "صيانة الإنسان": هذا الخبر ضعيف جداً حتى قيل إنه موضوع. قال في "الصارم المنكي": فإن قيل أنه روى أبو الحسن علي بن إبراهيم ...... فنودي من القبر: إنه غفر لك.

والجواب: أن هذا الخبر منكر موضوع ، وأثر مختلق مصنوع لا يصلح الاعتماد عليه ، ولا يحسن المصير إليه ، وإسناده ظلمات بعضها فوق بعض ، والهيثم جد أحمد بن محمد ابن الهيثم أظنه ابن عدي الطائي فإن يكنه فهو متروك كذاب ، وإلا فهو مجهول ، وقد ولد الهيثم بن عدي بالكوفة ونشأ بها وأدرك زمان سلمة بن كهيل فيما قيل ، ثم انتقل إلى بغداد فسكنها ، قال عباس الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول: الهيثم بن عدي كوفي ليس بثقة ، كان يكذب ، وقال العجلي وأبو داود: كذاب ، وقال أبو حاتم الرازي والنسائي والدولابي والأزدي: متروك الحديث ، وقال السعدي:ساقط قد كشف قناعه. وقال أبو زرعة: ليس بشيء. وقال البخاري: سكتوا عنه ، أي اتركوه. وقال ابن عدي: ما أقل ماله من المسند ، وإنما هو صاحب أخبار وأسمار ونسب وشعر.

وقال ابن حبان: كان من علماء الناس بالسير وأيام الناس وأخبار العرب ؛ إلا أنه روى عن الثقات أشياء كأنها موضوعات ، يسبق إلى القلب أنه كان يدلسها. وقال الحاكم أبو أحمد: ذاهب الحديث. وقال الحاكم أبو عبد الله: الهيثم بن عدي الطائي في علمه ومحله حدث عن جماعة من الثقات أحاديث منكرة. وقال العباس بن محمد:سمعت بعض أصحابنا يقول قالت جارية الهيثم:كان مولاي يقم الليل يصلي فإذ أصبح جلس يكذب.اهـ

قال الذهبي في ترجمة الهيثم بن عدي الطائي: أبو عبد الرحمن المنبجي ثم الكوفي قال البخاري: ليس بثقة،كان يكذب، قال يعقوب بن محمد حدثنا أبو عبد الرحمن من أهل منبج وأُمهُ من سبي منبج، سكتوا عنه. وروى عباس عن يحيى:ليس بثقة، كان يكذب. وقال أبو داود: كذاب. وقال النسائي وغيره: متروك الحديث.

قلتُ: كان إخبارياً علامة ، روى عن هشام بن عروة وعبد الله بن عياش المشرف ومجالد. وقال ابن عدي: هو أوثق من الواقدي، ولا أرضاه في شيء. قال عباس الأودي: حدثنا بعض أصحابنا قال: قالت جارية الهيثم بن عدي: مولاي يقوم عامة الليل يصلي، فإذا أصبح جلس يكذب. انتهى ملخصاً.

وفي الميزان: الهيثم الطائي الآخر هو أيضاً كذاب، ولفظه هكذا: الهيثم بن عبد الغفار الطائي بصري مقل تالف.قال أحمد:عرضت على ابن مهدي أحاديث الهيثم بن عبد الغفار عن همام بن يحيى وغيره فقال:هذا يضع الحديث. وسألت الأقرع وكان صاحبنا حديث عن الهيثم فذكر نحوه.قال أحمد:وسمعت هشيماً يقول:ادعوا الله لأخينا عباد بن العوام سمعته يقول:كان يقدم علينا من البصرة رجل يقال لهُ الهيثم بن عبد الغفار فحدثنا همام عن قتادة وأبيه وعن رجل يقال له ابن حبيب وعن جماعة،وكنا معجبين به،فحدثنا بشيء أنكرته أو ارتبت به ثم لقيته بعد فقال لي:ذلك الحديث دعه ، فقدمت على عبد الرحمن بن مهدي فعرضت عليه بعض حديثه فقال: هذا رجل كذاب،أو قال: غير ثقة. وقال أحمد: ولقيت الأقرع بمكة فذكرت له بعض هذا فقال:هذا حديث البري عن قتادة، يعني أحاديث همام، قال:فخرقت حديثه وتركناه بعد. اهـ ) .



الكلام على متن هذا الحديث

يقول الشيخ محمد نسيب الرفاعي رحمه الله في كتابه القيم (التوصل): "إن هذا الحديث ألغامه موجدة في متنه … فضلاً عن سنده ، وفيه من الطامات ما لا يشك فيه مسلم أنه موضوع مكذوب وذلك من وجوه:



1- نحن نعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما توفي دفن في بيت عائشة أم المؤمنين فإذا كان الأعرابي فعل ما فعل … على الشكل الذي يرويه الحديث فلابدَّ أنه دخل بيت عائشة .. وكيف يدخل عليها دونما استئذان … ؟ لأن الحديث خلا من ذكر الاستئذان،وهب أنه استأذن .. فكيف تمكنه عائشة رضي الله عنها،من أن يفعل ما يفعل من الارتماء على القبر،وحثو التراب منه على رأسه؟!



2- ثم إن الحديث مروي عن علي رضي الله عنه .. وهو الذي يروي عن الأعرابي ما فعل على قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلابد أن يكون عليٌّ قد رآه فلو أنه سمع فقط دون أن يراه .. فمعنى ذلك أنه سمع من شخص آخر رواية عنه،ولكن لم يذكر هذا الشخص الذي سمع منه ما فعل الأعرابي … فعدم ذكر الشخص الذي سمع منه يدل على أن علياً رأى ما فعل … لا سماعاً من غيره …إذاً ثبت أن علياً رأى ما فعله الأعرابي ما يفعل على القبر .. فكيف لم ينهه عن ذلك؟ لأن الرواية لا تشير أن علياً نهاه .. فعدم النهي عن فعل يفيد الإقرار،فكيف يسكت علي رضي الله عنه عن فعل الأعرابي ولا ينهاه .. وهو يعلم أنه عمِلَ عَمَلَ الجاهلية فهذا لا يعقل صدوره عن علي رضي الله عنه ألبته،لا سيما وإن أبا صادق الذي يروي الحديث عن علي لم يثبت سماعه عن علي رضي الله عنه.



3- ثم إن الحديث يروى عن الأعرابي أنه قال: يا رسول الله:قلت:فسمعنا قولك،ووعيت من الله ما وعينا عنك. فيعلم من هذا أنه سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يسمع من شخص لابد أنه رآه واجتمع به … ثم إن السماع مع الوعي عنه صلى الله عليه وسلم يفيد أنه سمع فوعى وهذه صفات شخص فاهم بصير مما يدل على أن الأعرابي صحابي فاهم بصير .. فصحابي هذه صفته وهذا شأنه … أيعقل أنه يرتمي على قبر الرسول ويحثو منه التراب على رأسه … وهو يعلم أن هذا من عمل الجاهلية،والذي نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.



4- يقول الأعرابي: ووعيتَ من الله ما وعينا عنك،ولكن العكس هو الصحيح.فإن رسول الله لم يعِ من الله ما وعاه منه صحابته ، بل وعى منه صحابته ما وعى هو عن الله ، ولاشك أن الفارق ظاهر بين العبارتين … لأن عبارة الأعرابي أن الصحابة وعوا من رسول الله ما وعوه منه قبل أن يعي رسول الله ما وعاه عن ربه … وشتان بين قول الأعرابي الخاطئ وما بين القول الذي كان يجب أن يقوله ومثل هذا القول لا يقوله أعرابي فصيح ، فضلاً عن أعرابي من أهل البادية بصرف النظر عن كونه صحابياً أيضاً … يعرف جيداً أنه ما وعاه رسول الله عن ربه كان قبل أن يتلقاه الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقول الأعرابي يدل على أن القرآن تلقاه الصحابة عن رسول الله قبل أن يتلقاه رسول الله عن ربه.!!!

وهذا لا يقوله مسلم ما فضلاً عن صحابي فاهم بصير.

ولعله من الدسائس التي يراد منها:أن القرآن من كلام محمد صلى الله عليه وسلم ، والعيــاذ بالله.



5- ثم قال الأعرابي ـ فيما يرويه هذا الحديث ـ… وكان فيما أنزل الله تبارك وتعالى عليك: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً} وقد ظلمت نفسي ، وجئتك لتستغفر لي … إن هذه الآية الكريمة تتعلق فيمن يأتيه عليه الصلاة والسلام حال حياته ، لا بعد وفاته صلى الله عليه وسلم. نعم حال حياته ليحصل للمستغفر المغفرة من الله تعالى باستجابة استغفار رسول الله له … أما المجيء إلى قبره صلى الله عليه وسلم والسؤال أن يستغفر للسائل ، فهذا محال … لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد انقطع عمله بوفاته ، فلم يعد يتحرك أبداً فضلاً عن أن يحرك لسانه بالاستغفار أو غيره فهو على ضجعته من يوم أن دفن إلى يومنا هذا وإلى يوم القيامة.



أما أن يسمع أو يتكلم أو يصدر عنه أي عمل .. فلا. وقد انقطع عمله نهائياً كما قال هو عليه الصلوات وأزكى التسليمات: ((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاَّ من ثلاث:صدقة جارية .. وعلم ينتفع به ، وولد صالح)) ولاشك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يشمله هذا الحديث. لأنه من بني آدم ، وقد قضى الله عليه بالموت والتحقيق بالرفيق الأعلى.



أما الحياة البرزخية فهي حياة لا يعلمها إلا الله تعالى ، وليس لها أية علاقة في الحياة الدنيا وليس لها بها أي صلة … فهي حياة مستقلة نؤمن بها ولا نعلم ماهيتها.

وإن ما بين الأحياء والأموات حاجز يمنع الاتصال فيما بينهم قطعياً وعلى هذا فيستحيل الاتصال بينهم لا ذاتاً ولا صفات والله سبحانه يقول: {ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون} والبرزخ معناه:الحاجز الذي يحول دون اتصال هؤلاء بهؤلاء … لاسيما وأن الله تعالى يقول: {أنك لا تسمع الموتى} ويقول عز وجل: {وما أنت بمسمع من في القبور} والرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن توفاه الله هو من الموتى ، ومن أهل القبور فثبت أنه لا يسمع دعاء أحد من أهل الدنيا ، وإن كان هو والأنبياء لا يبلون لأن الله قد حرم على الأرض أن تأكل أجسـاد الأنبياء كم جاء في الصحيح ولكنهم أجساد بلا أرواح وهم أموات بلا شك.فإن الموت شيء وعدم البلى شيء آخر ، فمن كان ميتاً … لا يمكن أن يسمع هو همزة الوصل لحصول الجواب … وإذا لم يسمع طلب الاستغفار فكيف يستغفر..؟ ثم إذا فهم هذا .. فأي معنى يبقى من طلب الاستغفار؟! الجواب: لا معنى لطلب الاستغفار أبداً.



وما يضير هذا المستغفر إذا توجه إلى الله وتاب من ذنوبه ، وطلب من الله المغفرة…؟ أو اختار أحد الصالحين الأحياء وكلفه أن يدعو له فلا مانع من ذلك كما طلب عمر من العباس رضي الله عنهما أن يستسقي للمسلمين بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يطلب عمر رضي الله عنه من رسول الله بعد وفاته أن يستسقي للمسلمين.

ولو كان هذا جائزاً لفعله عمر رضي الله عنه ولكن لم يفعل ذلك … لأنه يعلم أن رسول الله التحقيق بالرفيق الأعلى ولم يعد يستطيع الدعاء وما أشبه ذلك.



ثم ما قولك يا أخي المسلم الكريم أن هذه الآية لم تنزل لهذا الغرض مطلقاً ولا علاقة البتة … إنما الآية نزلت في المنافقين الذين كانوا يصدون الناس عن متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ويتحاكمون إلى الطاغوت … فهؤلاء إذا جاءوا ومصانعةً ، لا اعتقاداً منا بصحة احتكامنا إلى الطاغوت … فهؤلاء إذا جاءوا النبي واستغفروا الله من نفاقهم في مجلسه ، وسألوه أن يعقب على استغفارهم لأنفسهم … بأن يستغفر الرسول لهم عندها يجدون الله تواباً رحيماً … ولكن لم يجيئوا ولم يستغفروا ، ولم يستغفر لهم الرسول فما علاقة هذا .. بواقع الأعرابي الذي جاء رسول الله بعد وفاته وطلب منه وهو ميت أن يستغفر لهم ..؟!!



نعم لا علاقة بين الموضوعين ؛ بل ولا قياس بين الواقعين لاختلافهما وتفارقهما.



على أن واضعي هذا الحديث .. ما كان قصدهم إلا التغرير والإفساد والتضليل فلا يهمهم التوافق بين الواقعين ، حتى يستقيم القياس بينهما … إنما المهم عندهم تشكيك المسلمين بأي ثمن كان ؛ ولكن ردَّ الله كيدهم في نحورهم وأخسرهم وقد بحثنا هذا الموضوع قبل صفحات فليرجع إليه من يشاء[في كتاب الشيخ قبل ص265].



6- قوله في الحديث … (فنودي من القبر: إنه غفر لك …؟؟!!)

إن من وطّن نفسه على الكذب … لا يهمه إن كذب على الله وعلى رسوله وعلى الناس فالكل عنده على حدّ سواء!! لا سيما إذا كان مراده التضليل والتشكيك .. فيستحل كل حرام ، في سبيل الوصول إلى ما يبتغي ويريد! وليس للقيم عنده أقل اعتبار .. ما دام أنه يسعى لتحقيق ما خطّطه هو أو ما خُطط له!! وعند هؤلاء قاعدة يعتمدون عليها ، في كل ما يعملون .. ألا وهي (الغاية تبرر الوسيلة) فكل وسيلة مهما كانت ، فهي في نظرهم مشروعة!!! إذا كانت تحقق لهم أغراضهم وتوصلهم إلى أهدافهم ومراميهم.







 
قديم 21-07-16, 09:04 PM   رقم المشاركة : 5
عبد المجيد
عضو نشيط







عبد المجيد غير متصل

عبد المجيد is on a distinguished road


فالزنادقة الذين امتلأت قلوبهم بصديد الحقد على الإسلام ، والحنق على المسلمين ما كان باستطاعتهم صدهم عن دينهم بالقوة .. إذا لم يكن ذلك متيسراً لهم .. فلجأوا إلى الدس ، والتغالي ، وبث الأباطيل والترهات .. بوضع الأحاديث والكذب على النبي صلى الله عليه وسلم إيهاماً للمسلمين وتضليلاً وتشكيكاً بدينهم الحق.

ولعل هذا الحديث من جملة تلك الأحاديث الموضوعة المصنوعة .. ففي متنه فضلاً عن سنده من الطامات ، كشفنا ما قدرنا الله على كشفه آنفاً على أن هذه الفقرة الأخيرة منه أخطر ما جاء فيه وهي: فنودي من القبر:إنه غفر لك!!! أي أن النبي صلى الله عليه وسلم ناداه من قبره إنه غفر لك .. وذلك تحريضاً لكل من يقرأ هذا الحديث الموضوع من أهل الغفلة أن يصدقه ويفعل ما فعله الأعرابي لينال البشرى بمغفرة الذنب كما نالها الأعرابي.

فتفشى بين أغرار المسلمين هذه الأكاذيب وعلى توالي الأيام يحتج به كحقائق لا ينازع فيها .. وهذا ما حصل بالفعل .. فقد جاء بهذا الحديث وأمثاله .. لا أغرار المسلمين فحسب ؛ بل وعقلاؤهم وخاصة أهل العلم فيهم مع الأسف الشديد ، اللهم إلا من رحم ربك الذين يجددون للناس أمر دينهم ، ويعصمهم الله من الزلل ، فينصر بهم دينهم ، ويحفظ بهم ما أنزل من البينات فيردون الأباطيل ويكشفون الخفايا والأعصبة عن الأبصار والبصائر ، ولا يخلو أي عصر منهم والحمد لله.

على أن هذه الأمور غير خافية المقاصد ؛ بل هي ظاهرة بينه ، ولا تنطلي إلا على الذين سلموا قيادهم للباطل ، وأننا نرد عليهم بما يلي:



1 - إن الله تعالى أخبرنا أن {كل نفس ذائقة الموت} وقد قال عز وجل: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل} وقال عز من قائل: {إنك ميت وإنهم ميتون} كل هذا يدلنا على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات كما مات من قبله ومن بعده والذي ينقطع عن الناس بسبب الموت ، ينقطع عمله لأنه بشر مثلهم فلا يتكلم ولا يسمع وليس له من بعد وفاته فداه أبي وأمي ونفسي أي اتصال بالدنيا ولو كان ذلك ممكناً ؛ ولكن لم يتصلوا به لعلمهم الأكيد أنه لا يمكن الاتصال به إلى يوم القيامة ، فكيف بنادي الأعرابيّ من قبره وهو ميت منقطع العمل والحواس إلى يوم يبعثون؟



2- لقد قرر القرآن أن الأموات لا يسمعون ولا يتكلمون وإنهم في عالم آخر ليس له علاقة بعالمنا هذا: {ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون} .



3- فما دام رسول الله لا يسمع ولا يتكلم ولا يجيب فكيف يجيب الأعرابي من القبر والقبر والبرزخ من عالم الغيب الذي يجب أن نؤمن به دون أن نراه فإن سمع منه صوت أو كلام أو بشارة صار عالم شهادة ، وهذا لن يكون ، وسيظل من عالم الغيب إلى يوم القيامة فإذا انتفى هذا ، انتفت البشارة بالمغفرة فلو كان في المنام لكان فيه نظر .. فكيف باليقظة؟!!

فإنه من أكذب الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال صلى الله عليه وسلم ((من كذب عليَّ يلج النار)) ولكن أين الخوف من الله تعالى حتى لا يكذب عليه ولا على رسوله صلى الله عليه وسلم،اللهم نعوذ بك من الخذلان وسوء المنقلب.

وهكذا .. فقد اتضح لك يا أخي المسلم ، ما في متن هذا الحديث من الطامات والأباطيل والترهات ، والكذب والافتراء ، مما يدلك دلالة واضحة ، على أن هذا الحديث موضوع ، ومصنوع ، هذا من جهة المتن!! فكيف إذا ثبت لك أيضاً أن سنده موضوع ، فلا شك أنك ستزداد يقيناً بعدم صلاحه للاحتجاج به) .



ولعله من المناسب أن نبين تفسير الأعلام للآية الواردة {ولو أنهم إذا ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما}

لو تتبعنا الآيات التي قبل هذه الآية وبعدها ؛ لوجدناها تخاطب المنافقين ، وهذه الآية نزلت في قوم نافقوا بصدهم عن حكم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتحاكمهم إلى الطاغوت ؛ فبين الله تعالى أنهم لو اعترفوا بذنوبهم ، وتابوا منه بمجيئهم إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم واستغفروا الله تعالى من هذا الذنب ، ثم استغفر لهم الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم شافعا فيهم لتقبل توبتهم ؛ لكان الجزاء المذكور.

وكل هذا كان في حياة النبي صلى الله وعلى آله وسلم ولم يرد في كتب التفسير ولا غيرها من كتب أهل العلم ، عن أئمة السلف الصالح من أهل التفسير والحديث والفقه أن ذلك حدث بعد وفاته صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

أما استدلال المخالفين لأهل السنة ؛ بأن الآية تدل على المجيء إلى قبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وطلب الاستغفار والشفاعة منه في مغفرة الذنوب .. ونحوه ؛ فهو استدلال باطل وقول فاسد يدل على سقم في الفهم ، وبعد عن حقيقة التوحيد .

والصحابة رضي الله عنهم لم يفهموا هذا الفهم الخاطئ من هذه الآية ، ولذا لم ينقل عنهم المجيء إلى قبره صلى الله عليه وعلى آله وسلم لطلب الاستغفار منه ، وقد وقع منهم ظلم لأنفسهم بعد وفاته صلى الله عليه وعلى آله وسلم قطعا ؛ فدل هذا على أن فهم المخالفين لأهل السنة فهم فاسد مردود.

قال الإمام الطبري رحمه الله عن تفسير هذه الآية يعني بذلك جلَّ ثناؤه: ولو أن هؤلاء المنافقين الذين وصف صفتهم في هاتين الآيتين ، الذين إذا دُعوا إلى حكم الله وحكم رسوله صدَّوا صدوداً ، إذ ظلموا أنفسهم باكتسابهم إياهم العظيم من الإثم باحتكامهم إلى الطاغوت وصدودهم عن كتاب الله وسُنَّة رسوله ، إذا دعوا إليها جاؤوك يا محمَّد حين فعلوا ما فعلوا من مصيرهم إلى الطاغوت راضين بحكمه دون حكمك ، جاؤوك تائبين منيبين ؛ فأسالوا الله أن يصفح لهم عن عقوبة ذنبهم بتغطيته عليهم ، وسأل لهم الله رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مثل ذلك ، وذلك هو معنى قوله: {فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول} ). انظر تفسير الطبري "4/157"

وقال الشيخ جمال الدين القاسمي رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية الكريمة:

( {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم} هذا الظلم العظيم غاية العظم ؛ إذْ عرضوها لعذابٍ ، على عذاب ترك النفاق ، بترك طاعتك والتحاكم إلى الطاغوت {جاؤوك} تائبين من النفاق متنصلين عمَّا ارتكبوا {فاستغفروا الله} من ذلك وتابوا إليه تعالى من صنيعهم {واستغفر لهم الرسول} أي ؛ دعا لهم بالمغفرة ، فكان استغفاره شفاعةً لقبول استغفارهم { لوجدوا الله تواباً} أي ؛ قابلاً لتوبتهم {رحيماً} أي ؛ متفضلاً عليهم بالرحمة وراء قبول التوبة) .

"انظر تفسير القاسمي محاسن التأويل 5/272"

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ عن الذين يستدلون بهذه الآية:

(ويقولون: إذا طلبنا منه الاستغفار بعد موته ، كنا بمنزلة الذين طلبوا الاستغفار من الصَّحابة ؛ ويخالفون بذلك إجماع الصَّحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر المسلمين ، فإنَّ أحداً منهم لم يطلب من النَّبِيَّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعد موته أن يشفع له ولا سأله شيئاً ولا ذكر ذلك أحد من أئمة المسلمين في كتبهم …

ثم قال بعد سرد بعض أنواع البدع في سؤال غير الله تعالى:

( فهذا مَّما علم بالاضطرار من دين الإسلام ، وبالنقل المتواتر ، وإجماع المسلمين ؛ أنَّ النَّبِيَّ –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لم يشرع هذا لأمته ، وكذلك الأنبياء قبله لم يشرعوا شيئاً من ذلك بل أهل الكتاب ليس عندهم عن الأنبياء نقل بذلك ، ولا فعل هذا أحدٌ من أصحاب نبيهم ، والتابعين لهم بإحسان ، ولا استحب ذلك أحدٌ من أئمة المسلمين ، لا الأئمة الأربعة ولا غيرهم ، ولا ذكر أحدٌ من الأئمة لا في مناسك الحج ولا غيرها ؛ أنَّه يستحب لأحدٍ أن يسأل النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- عند قبره أن يشفع له ، أو يدعوا لأمته ، أو يشكوا إليه ما نزل بأُمته من مصائب الدُّنيا والدِّين) .

"أنظر قاعدة في التوسل والوسيلة 24-28"

وقال فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العُثيمين عن عدم دلالة هذه الآية للسؤال عن قبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وذلك لأنَّ الله تعالى يقول:

( {ولو أنهم إذ ظلموا} و {إذ} هذه ظرف لما مضى ، وليست ظرفاً للمستقبل ، لم يقل الله: "ولو أنهم إذا ظلموا" بل قال: {إذ ظلموا} فالآيـة تتحدث عن أمرٍ وقع في حياة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم …. والآية نزلت في قوم تحاكموا ، أو أرادوا التحاكم إلى غير الله ورسوله ؛ كما يدلُّ على ذلك سياقها السابق واللاحق) .

"انظر مجموع فتاوى ورسائل 2/343-345"

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ، والحمد لله رب العالمين


منقول







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:21 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "