بوركت يا خادم الحرمين وبوركت أمة خليجك
أحمد عبدالعزيز الجارالله
خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك امة يحمل همومها ويسعى في خيرها وحفظ امنها ومستقبلها, يشغله التفكير في تحقيق مصلحتها, ودرء المخاطر عنها, لذلك لا ينضب معين مبادراته التاريخية التي توازي حجم طموحاته الوطنية والقومية الكبيرة ... دعوته السديدة الى اتحاد دول "الخليجي" التي افصح عنها في افتتاح قمة دول "مجلس التعاون" لامست الحلم الذي طالما راود شعوب امة الخليج, وجاء الملك عبدالله ليقربه من الواقع ويضعه في متناول شعوب "الخليجي".
32 سنة عاشها "مجلس التعاون" تعثرا وتقدما, وقد استفادت شعوبه من هذا الكيان وافادت دولها, وكما كان في المسرات صفا واحدا, هكذا وجدناه في الملمات, خصوصا في العام 1990 حين غزت القوات العراقية الكويت, وكذلك في تصديه للمحاولات الايرانية لغزو البحرين والعبث بأمنها, كان في كل الاضطرابات على قلب رجل واحد, كما في الترابط الاقتصادي الذي ترسخ طوال العقود الثلاثة الماضية حتى بات اقرب الى الاندماج في اقتصاد واحد موحد.
كثيرة هي القوى التي حاولت النيل من هذا المجلس وان تفتت في عضده وتفكك اواصره, لكن الله شاء ان يحميه ويجتاز الصعاب وتزداد شكيمة قادته الذين يجدون انفسهم كل عام امام افضل المبادرات لزيادة تعميق الروابط بين شعوبهم.
ها نحن الان امام دعوة عملاق الفكر السياسي الخليجي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي فاجأنا بمبادرته لتحقيق حلم راودنا كثيرا وطويلا وكنا نظن انه صعب, لكنه بات الان امانة في عهدة قادة "مجلس التعاون" وبذرة مغروسة في تربة السعي نحو التكامل, فأين نحن من ذلك اليوم الذي نجد انفسنا في اتحاد, سفاراتنا في العالم واحدة, وامننا واحد, وقواتنا العسكرية موحدة, واقتصادنا قوة موحدة?
لا تحتاج دولنا لتحقيق وحدتها إلا الى الارادة, فلا السياسة ولا العلاقات الاجتماعية ولا حتى الاقتصاد يعوق تلك الطموحات, فالدخل النفطي لدولنا مجتمعة قارب تريليون ونصف التريليون دولار سنويا فيما مساحتها الجغرافية محدودة, وعدد سكانها قليل قياسا على دول عظمى دخلها عظيم وعدد سكانها اكثر ومساحتها تزيد عن مساحتنا كثيرا, ولذلك عندما يتحقق حلم الاتحاد, وفقا لما طرحه خادم الحرمين الشريفين, سنجد انفسنا, مقارنة بغيرنا من الدول, افضل شعوب الارض.
نعم, ندرك جيدا ان تحقيق مشروع الوحدة الخليجية يحتاج الى الجهد الكبير والوقت الكثير, ولكن كما عاصرنا بدايات مرحلة التعاون بكل ما تخللها من متاعب وعقبات, وتحملنا كل المصاعب التي فرضت علينا وتجاوزناها لنرسخ هذا الكيان الكبير, نستطيع ايضا ان نتحمل كل المصاعب ونبذل الجهد من اجل تحقيق وتمتين الاتحاد, الذي نتمنى ان يصبح حقيقة لنحقق حلمنا وحلم هذا الرجل الذي شعر بما شعرنا به وحلم معنا.
ستبقى شعوب امة الخليج تتذكر ذلك الرجل الانسان الذي فكر في وحدتها وما ستجنيه منها. الملك عبدالله فاجأنا حين احيا حلمنا. بارك الله فيه وجعل ايامه ايام خير دائما, وادامه ملك امة لا يشغله عنها أي أمر آخر.
سنتذكرك دائما يا خادم الحرمين كما ستتذكر اجيالنا القادمة مبادرتكم الميمونة وليبارك الله خليجنا وليعز اهلنا وليحقق احلامنا وآمالنا الكبيرة التي تبدأ حلما وتنتهي علما