فاليوم حيث باتت الفتن الطائفية تزيد من الدخل المالي للمرجعيات الصفوية وتقوي من هيمنة هذه المرجعيات على عقول أتباعها فإن اللجوء إلى استحداث المزيد من البدع والخرافات بات حاجة ملحة لها ليس لديمومة سلطة هذه المرجعيات وحسب، بل ولديمومة عمر نظام الطغمة الخمينية الذي لا يمكن أن يعيش طويلاً إلا إذا استمر في مد المرجعات الطائفية وغذى فتنها التي تعود عليه بالمنفعة السياسية.
لقد ثبت طوال القرون الماضية أن جميع البدع والفتن الصفوية قد باءت بالفشل لكونها مخالفةً لعقيدة التوحيد وتتعارض مع نصوص الكتاب المبين . وهكذا هو الأمر بالنسبة لموضوع فتنة ما سمي بـ " يوم البقيع " فهي ساقطة منذ البداية؛ كونها أولاً بدعة لا تقوم على دليل، فما تزعمه المرجعية الصفوية من أن أهل التوحيد قاموا بهدم قبور البقيع لا أساس لها من الصحة وهي كذبة محضة، فكل مسلم زار المدينة المنورة رأى بأم عينه أن مقبرة البقيع وفيها قبور كثيرة لآل البيت وعدد من الصحابة سالمة ولم يمسسها هدم، وهذا يدحض مزاعم الصفويين.
ثانيا: أن قيام أهل التوحيد بهدم المقامات والأضرحة التي كانت قائمةً على بعض القبور في البقيع وكانت تتخذ مساجد كان هدمها يستند إلى نصوص قرآنية واضحة لا لبس فيها ومنها الآيات التالية:
1 . {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَد} [الجن: 18].
2 . {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيء} [الرعد: 14].
3 . {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ} [الأعراف: 194]
4 . {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ} [فاطر: 13]
5 . {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُون كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيل} [الإسراء: 56]
6 . {أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَي رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ} [الإسراء: 57]
7. {وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ} [يونس: 106]
8 . {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُوا مِن دُونِ اللَّهِ مَن لاَ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَي يَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الأقحاف: 5]
كانت هذه جزءًا من أدلة أهل التوحيد الحاثة على هدم المقامات والأضرحة التي كانت مقامة في مقبرة البقيع وغيرها من المقابر الأخرى، وهي أدلة يقينية لا تتغير بتغير الزمان أو السلطان لكونها أدلة قرآنية ثابتة.
فمن هنا، فالسؤال الذي يوجه إلى الصفويين وأصحاب البدع والخرافات الطائفية والذي يبطل حججهم الواهية أن أدلة أهل التوحيد أو من تسمونهم تندرًا (الوهابية) كانت وما تزال وسوف تبقى مستندةً إلى القرآن والسنة النبوية الشريفة، وهذا ما جعلهم يتفوقون عليكم وعلى أمثالكم، فما هي أدلتكم القرآنية التي توجب عمارة المقابر واتخاذها مساجد والتوسل بأصحابها من دون الله؟
_______________________________
صباح الموسوي (*)
(*) كاتب وباحث من الأحواز