الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي سالم القويفل المحترم :
أما عن الآية الكريمة (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْاسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) طبعا هذا لا كلام فيه، لكن الاختلاف هنا في تعريف الإسلام، القرآن الكريم يعرف أن الإسلام هو ملة إبراهيم عليه السلام.
المشكلة هنا هي أن الإسلام الذي تتحدث عنه أنت ليس هو الذي أتحدث عنه أنا، الإسلام الذي نعرفه الآن يا إما إسلام سني أو إسلام شيعي أو إسلام صوفي أو إسلام بهائي أو أو... فمن منهم أختار
الإسلام بالنسبة لي هو إتباع ما في كتاب الله فقط خالصا من شوائب التاريخ.
(ومَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً)
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)
طبعا آخر الرسالات السماوية هي لكل البشر، لكن الرسالة في القرآن وليس القرآن + كلام البشر
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ( والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار ) رواه مسلم.
هذا الكلام لا أعترف به، ولن أرد عليه.
هل تسقط التكاليف الشرعيه بوفاة النبي صلى الله عليه واله وسلم !!
لماذا تصلّي الآن ؟ لماذا تصوم ؟ لماذا تحجّ ؟ ستقول لان القرآن امرنا بذلك , وايضاً القرآن امرنا بأتباع النبي صلى الله عليه واله وسلم .
لا أبدا لماذا تسقط وهي في القرآن الكريم، ولا لم يأمرنا القرآن الكريم بطاعة (النبي) أبدا حتى مع قومه بل أمرنا بطاعة الرسول.
مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
أنظر معي (ما أعطى الله من خير لرسوله من أهل القرى، فهو لله "أعمال الخير مثلا" وللرسول منه نصيب كجميع الناس وللأقرباء واليتامى والمساكين والمسافرين المارين من المنطقة، حتى لا يكون حكرا على الأغنياء فقط، وما أعطاكم الرسول من الفيء فخذوه وما قال لكم لاتاخذوه فكفوا أيديكم لأنه هو المختار من الله عز وجل لتقسيم الفئ بين الناس بالعدل واتقوا الله إن الله شديد العقاب إن خالفتم)
أظن أن الآية الكريمة تجيب عن نفسها بنفسها فهي تتحدث عن حكم لو طبقناه الآن بحذافيره بدون تحريف لكنا سادة الأمم ولا تتحدث بأي شكل من الأشكال ولا فهم من الأفهام عن السنة النبوية كما نعرفها الآن بجميع أحكامها.
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً
هذه الآية الكريمة تستخدم دائما للقول بحجية السنة أو تحريم الخروج على الحاكم، الله تعالى يبين في الأية الأولى أنه يجب على الحاكم أن يكون عادلا، ثم يأمر المؤمنين بطاعة الله وطاعة الرسول لأنه كان في فترت الرسالة أو نزول الوحي هو المكلف بتطبيق أمر الله تعالى، فإن مات ينتقل الأمر لولاة الأمور.
وهنا أجيبك على سؤالك الأخير.
لم ياتي في كتاب الله تعالى أي أمر بإتباع محمد النبي لكن جاء الأمر دائما مقترنا بالرسالة وهي القرآن الكريم.
والله المستعان