من المعلوم أن الجهمية و المعتزلة ما تأولوا نصوص الصفات مثل السمع و البصر و اليد و النزول و العلو، إلا لكونها أوهمت التشبيه عندهم.، فتأولوا النصوص من دون قرائن صحيحة. و جعلوا إمامهم في هذا التأويل ما قرروه بعقولهم من أمور زعموا أن الله يجب أن يخضع لها تعالى الله تعالى عن فعلهم و قولهم علوا كبيرا.
و من المعلوم أن أئمة أهل السنة و سلف هذه الأمة من صحابة و تابعين و تابعيهم و من تبعهم بإحسان إلى نهاية القرن الثالث قد أجمعوا على إثبات الصفات و على تكفير الجهمية و المعتزلة.
و بعد القرن الثالث ظهر الأشاعرة الأوائل الذين ادعوا أنهم على طريقة السلف و وافقوا السلف في إثبات صفات كثيرة كاليد و العلو و الوجه و العين ... و لكنهم خالفوهم بتبني بعض طرق الجهمية في تأصيل العقيدة و بصفة الكلام تحديدا.. و من هؤلاء الخطابي و البيهقي و الأشعري ... الخ.
ثم ظهر في القرن الخامس متأخري الأشاعرة الذين تأثروا بطرق الجهمية في تأصيل العقيدة، فتأثروا بمذهبهم و تأولوا نصوص الصفات من دون دليل ، فوقعوا في التحريف الذي وقع فيه الجهمية من قبل.
و لكن متأخري الأشاعرة وجدوا أنفسهم في مشكلة هوية !!! فعلى الرغم أن منهجهم و فعلهم هو نفس منهج الجهمية، إلا أن متقدميهم صرحوا أنهم على طريقة السلف الصالح في الإثبات.
فماذا فعلوا؟
اخترعوا عقيدة التفويض ثم نسبوها الى السلف! و خلاصة هذه العقيدة ، أن السلف كانوا يثبتون ألفاظا بلا معاني، فإثباتهم لليد و العلو و النزول و الوجه و العين، هو إثبات لألفاظ و حروف ليس لها معان لغوية. أي أنهم لا يفهمون من كلمة "يد" إلا كما يفهم العربي من هذه الرموز "@#$".
ثم إنهم يدعون أن السلف يفوضون لأنهم كانوا يتوهمون التشبيه من معاني الصفات التي أثبتها الله لنفسه.
و السؤال هنا:
إذا كان هذا هو منهج السلف، و كان السلف يوافقون المعتزلة و الجهمية على أن الصفات التي أثبتها الله إلى نفسه توهم التشبيه و عليه فمعناها لا يمكن أن يكون مرادا!!! فلماذا وقع التكفير بينهم؟؟؟؟؟؟؟
لماذا وقع التكفير بينهم؟؟؟