العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 10-08-16, 05:09 PM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


لا تغتابوا المسلمين،ولا تتبعوا عوراتهم


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تغتابوا المسلمين،ولا تتبعوا عوراتهم
المبتلَى بالعُقد النفسية مكشوف أمره بما يُرى من سلوكه،والمأسور قلبُه بآفة الحقد والحسد والغل مفضوح أمره بفلَتاتِ لسانه، وأفعالِ سلوكه،وكل ما في القلب من عوار تستخرجه الجوارح واللسان،
تراه بصيراً بعيوب الناس،متعامياً عن عيوب نفسه،ديدنُه الخوض في الأعراض،وتتبع العورات،وانتقاد العيوب،يلمز هذا،ويسب ذاك، يطعن في عدالة فلان،ويقدح في ديانة فلان،
لا يحضر مجلساً إلا وحور حديثه إلى الغيبة وتتبّعِ العورات، والخوضِ في الأعراض، والتشهيرِ بالخاطئين،لا يكاد يُذكر عنده أحدٌ إلا انتقصه وعيّبه،من يسمعه يظن أنه مجمعُ الكمال،
ومن شدة غلَبةِ الغل والكِبر والحقد على قلب هذا المبتلى ،أنَّه لا يُذكرَ أحدٌ بمحضره بخير إلا وعقَّب على ذلك بالتشهير به بعيب لا يُعلم، أو بمنقصة لم تُذكر، وكأنه يريد أن يُذكِّر بسوأته، ويشهِّر بعيبه،
قوله،صلى الله عليه وسلم(إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته،وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهتَّه)
من قُبح صنيعه أنَّ ما يلوكه لسانه دائرٌ بين الغيبة والبهتان، فإن تورع في تعييبه بأن لا يذكر أحداً إلا بما فيه من العيوب،
،وإن افترى على الناس فعابهم بما ليس فيهم ونسب إليهم ما لم يقع منهم فقد بهتهم،وأعْظِم بالبهتان إثماً عظيماً﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ الأحزاب،
بعض الناس لا همّ لهم إلا تتبع العورات تجد أحدهم يصبح ويمسي ولا همّ له إلا الإيقاع بأخيه يتربص به،
بل بعض أناساً يتربصون من الأخبار فإذا ما ظفروا بخبر كادت قلوبهم تطير من الفرح،
وما هذه حال المؤمن الذي إذا رأى في أخيه ما لا يسر اهتم لحاله وتأثر ودعا له بظهر الغيب، وإن وجد مجالاً نصحه برفق ولين،
أما الذي يتربص بأخيه المسلم ويتتبع عورته ويتمنى ذلته وفضيحته فهذا متوعَّد بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم(يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم،فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته،ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته)رواه أبو داوود،والترمذي، وصححه الألباني،
عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة،ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته)رواه ابن ماجه،
فالنراقب ألسنتنا التي أصبحت كالمقاريض تنهش الأعراض،هل نسينا وصية رسول الله،صلى الله عليه وسلم،لمعاذ بن جبل،التي يقول في آخرها(ثكلتك أمك يا معاذ،وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم)رواه الترمذي،
أي حالٍ هذه، حُرمةُ المُسلِم تُنتَهك، وسرُّه يُذاع، وذنبُه يُشاع، وعملٌ ذميم،
أين نحن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم،لما دفعَ هزَّان بن يزيد الأسلمي،رضي الله عنه،إلى النبي،صلى الله عليه وسلم،ماعزاً ليعترِف بالزنا،قال له النبي،صلى الله عليه وسلم(واللهِ،يا هزَّان،لو كنتَ سترتَه بثوبك كان خيراً مما صنعت به)
فلا تكن كمن قال عن نفسه،عيوبي لا أراها،أما عيوب غيري أركض ورَاها،
بل إن عرفت هفوة مِن مسلم انصحْهُ في السِّر،ولا تفضحه،


ولا يغرنك الشيطان فيدعُوكَ إلى اغتيابِه،
عامل الناس كما تحب أن تعامل،فمن منَّا بلا خطيئة،
عائشة،رضي الله عنها،لما قالت في صفية كلمة تشير أنها قصيرة قال لها الرسول،صلى الله عليه وسلم(لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته)يعني لغيرت طعمه ورائحته،
فلِيَعلمَ الجميعُ، أن من تتبعَ عوراتِ الناسِ، وتلمسَ معايبَهم،كشفَ اللهُ سترَهُ، وفضحَهُ في عورتِهِ،
فاتقِ اللهَ،وليكن حظ أخيك منك ثلاثاً،إن لم تنفعه فلا تضره، وإن لم تفرحه فلا تغمه،وإن لم تمدحه فلا تذمه،
فعيوب الجسد يسترها اللباس أيا كانت،
عيوب الآخرة،لايسترها إلا التقوى،ولهذا قال الله،جل وعلا﴿وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ﴾الأعراف،
فمن لبس التقوى في دنياه سُتر يوم القيامة،
ومن أسباب الستر يوم القيامة،ألا تفضح مسلماً،ولا تسعى بخطوة، ولا بكلمة، ولا بأي شيء في فضيحة أحد وقع في معصية، فإن باب التوبة مفتوح، لا تدري لعل الله يتوب عليه فيبقى عليك إثم نشر فضيحته،وكلما استطعت أن تستر على مسلم استر،
من أعظم ما يدخره المسلم عند ربه الستر على المسلمين،ويبقى يستر غيره ولا يحاول أن يفضحهم، لأن يوم القيامة سماه الله،يوم التغابن، يغبن الناس بعضهم بعضاً،والعاقل من استعد للقاء الله،جل وعلا، بصلواته، وبر والديه، وبعمله الصالح،
وأن ديننا دينُ السترِ والتزكيةِ والنصيحة، لا دينَ الهتكِ والفضحِ وإشاعةِ الرذيلة،واستُروا المساوئَ والقبائِح،وأشهِروا الخيرَ والنصائح،ولا يقصِد فضيحتَه،بل يُخفِي عيوبَه،فعن أبي هريرة،رضي الله عنه،عن النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(لا يستُر عبدٌ عبدًا في الدنيا إلا سترَه الله يوم )
يقول الإمام ابن القيم،رحمه الله،طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، وويل لمن نسي عيبه وتفرغ لعيوب الناس، فالأول علامة السعادة، والثاني علامة الشقاوة،
إن الذي يسعى إلى تشويه سمعة المسلمين،ونشر عيوبهم بين الآخرين،والطعن في أعراضهم،قد غلبته نفسه الأمارة بالسوء،
وأعماه حسده وبغضه لإخوانه،
يقول الإمام ابن حبان،رحمه الله،الواجب على العاقل لزوم السلامة بترك التجسس عن عيوب الناس مع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه،فإن من اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره أراح بدنه ولم يتعب قلبه،
وأن من اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه عمى قلبه وتعب بدنه،
يقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب،رضي الله عنه(عليكم بذكر الله فإنه شفاء،وإياكم وذكر الناس فإنه داء)
وعليه أن يستحضر عند ذلك إخلاص النية لله جل وعلا، مع مراعاة شروط النصيحة وآدابها،ومن أهمها أن يكون ليناً رفيقاً بهم، مع حرصه على أن يكون بذل النصح لهم في السر،لأن ذلك أرجى لتحقيق مراده،وهذا الذي كان عليه سلفنا الصالح،يقول الحافظ ابن رجب،وكان السلف إذا أرادوا نصيحة أحد،وعظوه سراً،
وقيل،تحب من يخبرك بعيوبك،فقال،إن نصحني فيما بيني وبينه فنعم،وإن قرعني في الملأ فلا،
لأن الجهر بالنصيحة وإظهارها للعلن يعتبر من الفضح والتعيير لا من النصح والتغيير،يقول الإمام الشافعي،من وعظ أخاه سرا فقد نصحه وزانه،ومن وعظه علانية فقد فضحه وخانه،
فعلينا أن نبذل النصح والتذكير فيما بيننا،وأن نشغل أنفسنا بما ينفعنا في الدنيا والآخرة،ولنحذر أشد الحذر من تتبع الهفوات،وترقب الزلات،فإن الوقت يمضي والساعات تنقضي، وأحدنا لا يعلم متى ينزل الموت بساحته،والله المستعان،
يقول ابن الجوزي،ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه، وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة، ويقدم الأفضل فالأفضل من القول والعمل،
فأسأل الله أن يُشغلنا وإياكم في طاعته، ويُبعدنا عن معصيته، وأن يهدينا لأحسن الأخلاق ،
ربنا اغفر لنا زلات السنتنا،واجعل السنتنا لاهجة بذكرك وقلوبنا عامرة بخشيتك،واعصمنا من الزلل،ونجنا من سوء الأقوال والأخلاق والأعمال،واحفظ ألسنتنا من الغيبة والنـّميمة والطعن والهمز،واللمز،وطهر قلوبنا من الأحقاد والأغلال،وسخر ألسنتنا لذكرك،واجعلنا بالحق ناطقين وللخيرات داعيين وبالصالحات عاملين ولوجهك مخلصين،واجعل كتبنا في عليين واحفظ السنتنا عن العالمين،برحمتك يا أرحم الراحمين،
اللهم حصن السنتنا عن قول مآيغضبك،وحصنها من الغيبة


والنميمه يا أكرم الأكرمين.







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:54 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "