بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاتحكم على الناس بالمظاهر
لا تجعل من المظاهر سنداً للحكم على الناس أو تصنيفهم،فكم من صاحب سيارة فارهة تساوي الملايير وملابس غالية لايساوي عند الله جناح بعوضة ,وكم من صاحب ثياب مرقعة ثيابه بالية،غير ذي شأن،لا يؤذن له،بل يحجب ويُطرد لحقارته عند الناس،ولكنه عند الله ليس بمحتقر،بل هو عند الله عظيم،ولو أقسم على الله لأبره،
جاء في الحديث عن سهل بن سعد الساعدي،قَال،مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ الله،صلى الله عليه وسلم،فَقَالَ النبي(مَا تَقُولُونَ في هَذَا؟ قَالُوا، رأيك في هذا، نقول،هذا من أشرف الناس، هذا حَرِيٌّ، إِنْ خَطَبَ أَنْ يخطب،وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ، وَإِنْ قَال، أَنْ يُسْمَعَ لقوله،فسَكَتَ النبي،صلى الله عليه وسلم،وَمَرَّ رَجُلٌ آخر، فقال النبي،صلى الله عليه وسلم(مَا تَقُولُونَ في هَذَا،قَالُوا،نقول،والله يا رسول الله،هذا من فقراء المسلمين،هذا حَرِيٌّ،إِنْ خَطَبَ لمَ يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ لاَ يُشَفَّعَ،وَإِنْ قَالَ أَنْ لاَ يُسْمَعَ لقوله،فَقَالَ النبي،صلى الله عليه وسلم(لهَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الأَرْضِ مِثْلَ هَذَا)أخرجه البخاري،وابن ماجة،
هذا هو المعيار الحقيقي الذي يقاس به الناس،
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله،أن السيادة بِمجرد الدنيا لا أثر لها،وإِنما الِاعتبار في ذلك بِالآخرة،كما تقدم أن العيش عيش الآخرة،وأن الذي يفوته الحظ من الدنيا يعاض عنه بِحسنة الآخرة،ففيه فضيلة للفقرِ كما ترجم بِه،لكن لا حجة فِيه لتفضيل الفقير على الغني كما قال ابن بطالٍ،لكن تبين من سياقِ طرقِ القصة أن جِهة تفضيله إِنما هي لفضله بِالتقوى،
لا تحمدن أحداً حتى تجربه،،،،،،ولا تذمنه من غير تجريب
فحمدك المرء ما لم تبله خطأ،،،،،،وذمك المرء بعد الحمد تكذيب
لاتحكم على الناس بالمظاهر بل لا بد من المعايشة والتثبت والتحقق،
جاء رجل يشهد لرجل بالصلاح عند أمير المؤمنين عمر،رضي الله عنه،فقال له،أأنت جاره الأدنى الذي يعرف مدخله ومخرجه،قال،لا،قال،أسافرت معه في سفر طويل يسفر عن أخلاق الرجال،قال،لا،قال،أعاملته بالدينار وبالدرهم،الذي به يظهر ورع المرء من شرهه،قال،لا،قال،لعلك رأيته في المسجد يمسك بالمصحف،يقرأ القرآن، يرفع رأسه تارة ويخفضها تارة، قال،نعم يا أمير المؤمنين، قال،اذهب فلست تعرفه،وقال للرجل،ائتني بمن يعرفه،
أناس أصبح المظهر عندهم معيار ليحكموا على الشخص فلقد أضحى المستوى الإجتماعي والوظيفة التي يشغلها الناس واللباس معيار من معايير الحكم عليهم,فلو كان الرجل صاحب مكانة إجتماعية ووظيفة مرموقة فأي شخص سألته عنه سيكيل له المديح ويبالغ في الإطراء عليه وربما هو لا يعرفه أصلا بل يحكم عليه من مظهره ووظيفته والمكانة الإجتماعية التي يحتلها واللباس الجميل والسيارة الفارهة التي يركبها.
وعلى النقيض من ذلك يُحَقر ذلك الرجل الفقير المسكين الذي لا مكانة إجتماعية له ويرتدي أرث الثياب.
أناس أصبحوا يحكمون على الناس بالمظاهر كما يقال كم معك كم تساوي هذا فقط معيار ضعفاء الأبصار والبصيرة فالمسلم خُلق وأخلاق وتقوى لله عزوجل
إنها افة ما فتئت تنتشر
الحكم على الناس بناءا على مظاهرهم سبيل للوقوع في سوء الظن الذي هو معصية لله تعالى
( أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ)الحجرات،
إن المعيار الحقيقي الذي يُقاس به مستوى وجود الشخص في الدنيا، هو خَلَّقهُ،حيث لا تفتر ألسنتهم عن ذكره، ولا تَغيب ذِكْرَاهُ عن فكرهم،
أن مهمـة الإنسان الـوجـودية تتمثـل في عبادة اللـه - تعالى - وإعمار الأرض، فإن الله - سبحانه - أرسل محمداً صلى الله عليه وسلم ليربي المسلمين حتى يكونوا صالحين للقيام بدورهم الاستخلافي بالشكل المطلوب الذي يليق بمكانتهم،
أن يلحظ المسلم في نفسه أنه يحيي السنة النبوية، فهو القائل صلى الله عليه وسلم0من أحيا سنتي فقد أحبني، ومن أحبني كان معي في الجنة)
يجب علينا أن نسلك الطريق المستقيم،والتربية والتزكية على يديه صلى الله عليه وسلم، عسى أن تمتلئ قلوبنا بمَحبَّته، كما قال خير البرية(الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ يَوْمَ الْقِيَامة)
ونسأل الله أن يعلي أقدارنا ويرفع عنا إصرنا ويبصر قلوبنا بهداه،وآجعلنا من المتقين،
اللهم اجعل بوَاطِننا خير من ظواهرنا وأصلح ظواهرنا وارزقنا خشيتك في السر والعلانية وحل بيننا وبين معصيتك وارزقنا العلم النافع والعمل الصالح،وآجعلنا من المتقين اللهم آمين،