الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده ............ وبعد
فالمتأمل لحال المسلمين اليوم يرى عجبا عجابا فما بين تفرق واختلاف وتشتت وإيثار كل لنفسه
وانقسامات إلى فرق وجماعات وطوائف يتعصب كل منهم لجماعته وفرقته هو ما نراه بأعيننا اليوم
والدعاة إلى الله واجبهم عظيم فى هذا الأمر فهم مصابيح الهدى الذين ينير الله عز وجل بهم الطريق
إلى كل من ضل عنه .
وحقيقة عنوان الموضوع كان اختياره بعناية (حال الأمة ) فلم أشأ الزيادة على ذلك إذ ان هذا العنوان
أصبح طريقا بل مفتاحا لكل أحد اليوم يسلك مجال الدعوة وأقول يسلك مجال الدعوة لأننا رأينا بأعيننا
كيف أن الدعوة إلى الله أصبحت كلأا مباحا لكل من هب ودب إن صح التعبير .
فترى اليوم من الأغمار الذين لا ناقة لهم ولا جمل فى العلم الشرعى ممن تم تلميعهم فى الإعلام
يظهر ويقول ( حال الأمة ) ثم يتحفنا هذا الدعى بطرق علاجه لأمراض الأمة كما يقول
حتى إن الروافض اليوم أصبح عندهم أيضا علاجا لما أسموه بضعف الامة وعلاجهم هو (موالاة أهل البيت )
كما يزعمون والتمسح بقبورهم والاستغاثة بهم من دون الله إلى غير ذلك من معتقداتهم الشركية
والصوفية لم يفتهم هذا الأمر فقد وضعوا علاجا لأمراض الأمة يتلخص فى (زيادة جرعات الرقص فى الموالد)
والذى يطلقون عليه زورا وبهتانا (ذكر )
كذلك التبليغيون أيضا وضعوا حلا لأمراض الأمة وهو أن الأمة لن تنصلح إلا بالخروج الذى يطلقون عليه أنه
فى سبيل الله والانقطاع عن الأولاد والزوجات من أجل ممارسة شعائرهم المبتدعة
وفرقة الإخوان المسلمين قالو بأنه لا علاج للأمة إلا بالخروج على الحاكم الظالم وتغييره وأن تتولى جماعتهم
مقاليد الحكم حتى يسود العدل المزعوم الذى يدندنون حوله وكثيرا ما يلعبون على وتر حساس لدى الشعب
المسكين وهو( حب الدين ) المعروف به شعبنا الطيب الذى تغلبه عاطفته الدينية فكلما أرادوا أن يروجوا
لبضاعة فاسدة عندهم روجوها باسم الدين وهم المعلوم عنهم موالاتهم للروافض أعداء الدين
وليس المجال للإسهاب فى هذا الأمر ومن أراد المزيد فليراجع علاقة حركة حماس الإخوانية بإيران ومعمميها
ومن العجيب الذى يندى له الجبين أنه قد ظهرت أخيرا طائفة أطلقت على نفسها بداية (القاديانيون ) ثم لما
حوربت من العلماء وكفرها أهل العلم اتخذوا لأنفسهم اسما أخر وهو (الجماعة الإسلامية الأحمدية )
فألصقوا أنفسهم بالإسلام زورا وبهتانا والإسلام منهم ومن أتباعهم براء
هذه الطائفة أعلنت أن المهدى المنتظر قد ظهر بالفعل وهو المسمى بالميرزا غلام أحمد زعيمهم الذى أهلكه الله
وقالوا بانه هو المسيح الموعود وأنه سيعود ليملأ الأرض قسطا وعدلا إلى غير ذلك من خرافاتهم
والأعجب أن مذهبهم بدأ يروج له فى مصرنا الحبيبة إلا أن رجال الأمن وفقهم الله كانوا لهم بالمرصاد وأوقفوا
مدهم واستأصلوا شأفتهم ليعودوا إلى جحورهم غير مأسوف عليهم
هذه الجماعة كان لها أيضا من العلاج ما تداوى به الأمة من أمراضها وهو أنه يجب الإيمان بمهديهم المنتظر
ومبايعته حتى ترجع الأمة إلى عزها ويعود الإسلام إلى مكانته
وأيضا الجماعة الضالة التى ظهرت مؤخرا والمسماة زورا (بالقرأنيين ) وزعيمها الذى أسأل الله عز وجل
أن يشل لسانه وأن تحتاج أركانه كل إلى بعضها فقد سمعت منه بالأمس استهزاءا بسنة النبى صلى الله عليه
وسلم بل وبالنبى صلى الله عليه وسلم نفسه لم يسبقه بهذا الاستهزاء أحد من الكفار المحاربين
هذه الجماعة المأجورة المرتزقة قالت بانه لا حل للمسلمين إلا بتنحية السنة جانبا والتمسك بظاهر القرأن فقط
وأن النبى صلى الله عليه وسلم ليس معصوما (وأستغفر الله من نقل هذا الكفر) ووصفه لقبر النبى بأنه صنم
وقوله بأن حديث (خذوا عنى مناسككم ) كلا م فارغ إلى غير ذلك من الكفريات التى لا أستطيع نقلها لفظاعتها.
كل هذه الفرق والطوائف التى ذكرتها يفعلون ذلك باسم الاسلام وباسم الدفاع عن الاسلام والغيرة على الاسلام
ولكن أنى لهم ذلك !!!!!!! وقد بين لنا ربنا جل وعلا وبين لنا نبينا صلى الله عليه وسلم كيف يكون الطريق
الصحيح ؟ وكيف تكون الدعوة إلى الله ؟
أما الذين من الله عليهم بالهداية والتوفيق فهم من اتبعوا ذلك فكانوا أسعد الخلق بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم
كما قال عنهم النبى صلى الله عليه وسلم (لا يضرهم من خذلهم ) إذ أنهم ما يزالون على الحق ظاهرين داعين له
متمسكين به فالعلاج الذى عندهم للأمة وما أصابها من أمراض هو الذى قال به رب العزة جل وعلا وقال به النبى صلى
الله عليه وسلم وهو (الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله والتحاكم اليهما فى كل شيء )متبعين قوله تعالى
(إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا )
فلا مجال عندهم لاتباع الهوى ولا للتعصب لشخص بعينه ولكن كل شيء يفعلونه إنما هو لله على مراد الله
وكما بين رسول الله فلا مجال للابتداع عندهم فى الدين فالدين قد أكمله المعصوم صلى الله عليه وسلم
فالدعوة إلى الله تحتاج إلى دعاة يبدأون مع الناس بما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولا يحيدون عن ذلك قيد أنملة مع وجود علم يدعو به الداعى الى الله لا أن يكون جاهلا فيضر وقبل
ذلك إخلاص النية لله عز وجل
هنا تؤتى الدعوة ثمارها فقد توفرت شروطها
عقيدة صحيحة وعلم شرعى صحيح يسبقهما إخلاص لله عز وجل ويعود المسلمون إلى ما كانوا عليه
فلا سبيل أبدا إلى الوصول إلا باتباع الرسول
والله أسأل أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه تعالى وأن ينفع به .
وكتبه :
أبو أحمد حسين بن ابراهيم مطاوع.
</b></i>