تفسير الثعلبي المؤلف : الثعلبي الجزء : 7 صفحة : 182
أخبرني الحسين بن محمد بن الحسين قال: حدثنا موسى بن محمد بن علي بن عبد الله قال: حدثنا الحسن بن علي بن شبيب المعمر قال: حدثني عباد بن يعقوب قال: حدثنا علي بن هاشم عن صباح بن يحيى المزني عن زكريا بن ميسرة عن أبي إسحاق عن البراء قال: لما نزلت " * (وأنذر عشيرتك الأقربين) *) جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بني عبد المطلب وهم يومئذ أربعون رجلا، الرجل منهم يأكل المسنة ويشرب العس، فأمر عليا برجل شاة فأدمها ثم قال: ادنوا باسم الله فدنا القوم عشرة عشرة فأكلوا حتى صدروا، ثم دعا بقعب من لبن فجرع منه جرعة ثم قال لهم: اشربوا باسم الله، فشرب القوم حتى رووا فبدرهم أبو لهب فقال: هذا ما يسحركم به الرجل، فسكت النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ فلم يتكلم.
ثم دعاهم من الغد على مثل ذلك من الطعام والشراب ثم أنذرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (يا بني عبد المطلب إني أنا النذير إليكم من الله سبحانه والبشير لما يجيء به أحد منكم، جئتكم بالدنيا والآخرة فأسلموا وأطيعوني تهتدوا، ومن يواخيني ويؤازرني ويكون وليي ووصيي بعدي، وخليفتي في أهلي ويقضي ديني؟ فسكت القوم، وأعاد ذلك ثلاثا كل ذلك يسكت القوم، ويقول علي: أنا فقال: (أنت) فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب: أطع ابنك فقد أمر عليك.
الرد :
وفيه " عباد بن يعقوب " وهو ضعيف بل هالك , ترجم له الحافظ في اللسان , وغيرُ واحد من أهل الجرح والتعديل في الرجال وقد أجمعوا على ضعفهِ , وهو رافضي وقال أبو حاتم في صباح بن يحيى المزني : " صباح بن يحيى المزني روى عن الحارث بن حصيرة والسدي روى عنه على بن هاشم بن البريد ومالك بن إسماعيل سمعت أبى يقول ذلك قال أبو محمد روى عن خالد بن أبى أمية وأبى عبيدة بن حذيفة روى عنه عقبة بن خالد نا عبد الرحمن قال سألت أبى عنه فقال هو شيخ " وقد أشرنا إلي قولهِ شيخ هو جرح .
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=144633
***
عبّاد الرواجني الشيعي وكلام الشيخ الجديع في تحرير علوم الحديث
بسم الله و الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:
قال الشيخ عبدالله الجديع وفقه الله -في معرض حديثه عن البدعة كسبب من أسباب سلب العدالة - (المذهب الرابع : عدم اعتبار البدعة جرحا مسقطا لحديث الراوي ، لما تقوم عليه من التأويل ، وغنما العبرة بالحفظ والإتقان والصدق ، والسلامة من الفسق والكذب) ثم ضرب الشيخ أمثلة على ذلك فقال عن عبّاد بن يعقوب الرواجني : (عباد بن يعقوب الرواجني . وشأنه في الغلو في الرفض والدعوة إليه مشهور ، ومن أبينه ما حكاه الثقة المتقن القاسم بن زكريا المطرز ، قال : وردت الكوفة ، وكتبت عن شيوخها كلهم غير عباد بن يعقوب ، فلما فرغت ممن سواه دخلت عليه ، وكان يمتحن من يسمع منه ، فقال لي : من حفر البحر ؟ فقلت : الله خلق البحر ، فقال : هو كذلك ، ولكن من حفره ، فقلت : يذكر الشيخ ، فقال : حفره علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، ثم قال : من أجراه ؟ فقلت : الله ، مجري الأنهار ، ومنبع العيون ، فقال : هو كذلك ، ولكن من أجرى البحر ؟ فقلت : يفيدني الشيخ ، فقال : أجراه الحسين بن علي ، (وذكر تمام القصة).
وجاء أنه كان يشتم عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، وقال ابن حبان : " كان رافضياً داعية إلى الرفض ".
قلت (الجديع) : ومع ذلك فخرج حديثه البخاري في " الصحيح " ، وحكم بثقته غير واحــد.)
انتهى من "تحرير علوم الحديث" (ج 1/ 407- 408)
التعليق على كلام الجديع:
قلت : هذا صحيح ، فقد أخرج له البخاري رحمه الله ولكن مقروناً بغيره حديثاً فرداً ، ولم يذكر ذلك الشيخ الجديع.
قال ابن حجر (تحرير التقريب ، ص182) : حديثه في البخاري مقرون.
قلت : مقرون برواية أبي عمرو الشيباني ، اسمه سعد بن إياس ، ثقة ، مخضرم (تحرير التقريب ، ص15) ، معدود في كبار التابعين. (أسد الغابة ، ط. دار المعرفة ، ص53).
وقد ترجم له الذهبي (سير:ج11/ 536) فقال: الشيخ الصدوق ، محدث الشيعة ، أبو سعيد بن يعقوب الأسدي الرواجني الكوفي المبتدع...روى عنه البخاري حديثاً قرن معه فيه آخر. قال أبو حاتم: شيخ ثقة. وقال الحاكم: كان ابن خزيمة يقول: حدثنا الثقة في روايته ، المتهم في دينه ، عباد بن يعقوب. وقال ابن عدي : فيه غلو التشيع ، وروى عبدان عن ثقة ، أن عباداً كان يشتم السلف. وقال ابن عدي: روى مناكير في الفضائل والمثالب (قلت: فضائل آل البيت ومثالب غيرهم) ، وقال ابن جرير : سمعته يقول : من لم يبرأ في صلاته كل يوم من أعداء آل محمد ، حشر معهم. قلت (الذهبي) : هذا كلام مبدأ الرفض ، بل نكف ، ونستغقر للأمة ، فإن آل محمد في إياهم قد عادى بعضهم بعضاً واقتتلوا على الملك وتمت عظائم ، فمن أيهم نبرأ ؟!...قلت (الذهبي) : وقع لي من عواليه (عباد بن يعقوب) في البعث لابن أبي داود. ورأيت له جزءاً من كتاب "المناقب" ، جمع فيها أشياء ساقطة ، قد أغنى الله أهل البيت عنها ، وما أعتقده يتعمد الكذب أبداً.
قال ابن حبان في المجروحين (ق 177 أ(2/ 172( : (وكان رافضياً داعية إلى الرفض يروي المناكير عن أنس مشاهير فاستحق الترك. وهو الذي روى عن شريك ، عن عاصم ، عن زر، عن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه) حدثناه الطبري محمد بن صالح ، ثنا عباد بن يعقوب عنه.
ولكن قال ابن حجر (تحرير التقريب ، ص182) : بالغ ابن حبان ، فقال: يستحق الترك.
وتعقب أبو الحسن الدارقطني ابن حبان في تعليقاته على مجروحيه (ص 200-201) فقال : وقوله (أي ابن حبان): أن عباداً حدث عن شريك عن عاصم عن زر حديث معاوية فغلط بيّن. لم يحدث بهذا الحديث شريك ولا رواه عباد عنه. وإنما حدث عباد بهذا الحديث عن الحكم بن ظهير ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبدالله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: ومع هذا فتعقب أبي الحسن لم ينف نسبة الحديث إليه كما ترى.
إلا أن الدراقطني (نفس المصدر) تعقب جرحاً لابن أبي حاتم فقال: (قول ابن أبي حاتم: عباد بن يعقوب ضعيف خطأ منه).
الخلاصــة:
أولاً : صحيح أن البخاري قد خرج لعباد في صحيحه رغم رفضه وغلو تشيعه ، إلا أن البخاري – رحمه الله – لم يخرج له وحده وإنما مقروناً بغيره كما تقدم. وكلام الشيخ الجديع يوهم غير ذلك.
ثانياً: فيما سبق دليل على عدل البخاري وعنايته بانتقاء الأحاديث من الرواة المجروحين (وإن كان الأمر هنا مختلفا بعض الشيء) ، فصدق عبّادٍ (سؤالات الحاكم للدارقطني : ص253) واستبعاد الكذب في حقه (السير: ج11/ 536 ) هو مما دعا البخاري للتخريج له ، ولكن مقروناً بغيره كما سبق.
ثانياً: أن البخاري قرن حديثه بمن هو أصلح منه عدالة وضبطاً وهو سعد ابن إياس. فلو قدّرنا أنه لم يدرج عباداً معه (أبي عمرو الشيباني) لقلنا: ما ضرّ الإسناد شيء.
ثالثاُ: معرفة مثل هذا الأمر مهم من وجهين:
الأول: الوقوف على عناية البخاري ودقته في التخريج لرواة صحيحه ، ليس من حيث درجة الضبط فحسب وإنما من حيث درجة العدالة أيضاً.
الثاني: معرفة حال عبّاد بن يعقوب الرواجني ، فمع أنه صدوق ، إلا أن منهج البخاري في التخريج له مقروناً بغيره ممن هو أوثق وأصلح منه ليس كما لو أخرج لعبّادٍ وحده.
كتبه طالب المغفرة: عبدالله بن سعيد الشهري
==============
البخاري لم يرو لعباد الا مقرونا فقط
على ان البخاري لا يروي عن غال الا مقرونا؟
==========
أردت الحديث عن هذه المسألة لوحدها ، أي تخريج البخاري لعباد في هذا الحديث فقط. والحديث المروي من هذا الطريق حديث فرد. ولايوجد في البخاري إسناد تفرد به عباد. قال الحافظ في (هدي الساري ، ط. دار السلام ، ص585) : قلت (أي الحافظ) : روى عنه البخاري في كتاب التوحيد حديثا واحدا مقروناً وهو حديث ابن مسعود أي العمل أفضل ، وله عند البخاري طرق أخرى من رواية غيره (أي غير عباد). انتهى كلامه.
وأما كون البخاري لا يروي عن غال إلا مقروناً فهذا سؤال متعلق بالمنهج ولا أستطيع أن أجيبك عن هذا ، لأن تحديد المنهج يحتاج إلى حصر واستقراء لإعطاء حكم عام.
إلا أن هذا لايمنع - والله أعلم - من إضافة مزيد دليل على دقة البخاري ، وقد سبق كما رأيت كلام ابن حجر أن هذا الحديث قد خرجه من طرق أخرى من غير رواية عباد. وفي هذا إشارة إلى حالين:
الأول : إما أن البخاري لا يخرج أبداً لمبتدع غال إلا مقروناً ، وهذا لم استقرئه. ولكنه حصل في حديث واحد هو هذا الذي بين أيدينا.
الثاني: إما أن يخرج له وحده ولكنه مروي من طرق أخرى من رواية غيره. فيكون مشهوداً له بشهادة الروايات المختلفة ، وفي الأول مقروناً بشهادة الراوي الأوثق ، كسعد بن إياس.
وأما قولك : وهل اردت في كلامك ان الغلو في البدعة جرح في الراوي يضعف من عدالته؟
فإن كان الأمر متعلق بطريقة البخاري ، فبين أيدينا دليل على اهتمام البخاري بالضبط والصدق (وهو متعلق بالضبط والعدالة معا) أكثر من عنايته بمجرد العدالة. أو أن البخاري رحمه الله لا يعتبر مجرد البدعة سبباً لسلب العدالة التي تؤهل للأخذ عنه ، بمعنى أن مفهوم "العدالة" المتعلق بالبدعة مختلف عنده عما هو عليه عند غيره.
وقد قال صالح بن محمد : كان يشتم عثمان رضي الله عنه (هدي الساري ، ص585). وهذا ربما كان وحده كاف لاسقاط العدالة عنه عند غير البخاري لأنه معدود ضمن أعظم خورام العدالة عندهم ، بغض النظر عن صدقه في نفسه.
و للإستزادة :
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=152891
***