حكم من إذا أصابته نائبة أو خوف
استنجد بشيخه
وأما الرجل إذا أصابته نائبة أو خاف شيئا
فاستغاث بشيخه يطلب تثبيت قلبه من ذلك الواقع
فهذا من الشرك وهو من جنس دين النصارى
فإن الله هو الذي يصيب بالرحمة ويكشف الضر
قال تعالى :
(وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ
وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ
يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ
وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)
(يونس:107) ،
وقال تعالى :
(مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا
وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ )
(فاطر:2) ،
وقال تعالى :
(قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ
أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ
وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ)
(الأنعام:40-41) ،
قال تعالى :
(قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ
فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً
أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ
أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ
إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً)
(الاسراء:56-57) .
فبين أن من يدعى من الملائكة والأنبياء وغيرهم
لا يملكون كشف الضر عنهم ولا تحويلا
فإذا قال قائل أنا أدعو الشيخ ليكون شفيعا لي
فهو من جنس دعاء النصارى لمريم والأحبار والرهبان
والمؤمن يرجو ربه ويخافه ويدعوه مخلصا له الدين
وحق شيخه أن يدعو له ويترحم عليه
فإن أعظم الخلق قدرا هو رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
وأصحابه أعلم الناس بأمره وقدره وأطوع الناس له
ولم يكن يأمر أحدا منهم عند الفزع والخوف
أن يقول يا سيدي يا رسول الله
ولم يكونوا يفعلون ذلك في حياته ولا بعد مماته
بل كان يأمرهم بذكر الله ودعائه والصلاة والسلام عليه
صلى الله عليه وآله وسلم
قال الله تعالى :
(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ
فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ
فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ
وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)
(آل عمران:173-174) .
وفي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما :
أن هذه الكلمة قالها إبراهيم عليه السلام
حين ألقي في النار
وقالها محمد صلى الله عليه وآله وسلم يعني وأصحابه
حين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم ،
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
أنه كان يقول عند الكرب :
( لا إله إلا الله العظيم الحليم
لا إله إلا الله رب العرش الكريم
لا إله إلا الله رب السموات والأرض
ورب العرش العظيم ) .
وقد ثبت أنه علم نحو هذا الدعاء بعض أهل بيته