مقتل الحسين (ع) :- كما يعلم الجميع ، فإن أهل الكوفة بايعوه بعد وفاة معاوية وخلافة إبنه يزيد ، وضمنوا له النصرة ، ثم نكثوا بيعته وخذلوه وأسلموه ، وخرجوا إليه فحصروه حيث لا يجد ناصراً ولا مَهرباً ، وحالوا بينه وبين ماء الفرات حتى تمكنوا منه ، فقتلوه شهيداً ( إعلام الورى للطبرسي (إثناعشري) 1/424 ) .
و قبل مقتله ، قال الحسين لأخته : يا أختاه ، تعزي بعزاء الله ، فإن لي ولكل مسلم أسوة برسول الله ، ثم قال : اني أقسم عليك ، فأبري قسمي ، لا تشقي علي جيباً ، ولا تخمشي علي وجهاً ، ولا تدعي علي بالويل والثبور ... فلما كان من الغد خرج فكلم القوم ، وعظم عليهم حقه ، وذكرهم الله عز وجل ورسوله ، وسألهم أن يخلوا بينه وبين الرجوع، فأبوا إلا قتاله ، أو أخذه حتى يأتوا به عبيد
الله بن زياد (تاريخ اليعقوبي (مؤرخ شيعي ، توفي 285 ) 2/ 244 ) .
وكان جميع من حارب الحسين (ع) هم من أهل الكوفة خاصة ، فلم يحضرهم أحد من بني أمية، أو من أهل الشام ( راجع/ مروج الذهب للمسعودي ( مؤرخ شيعي زيدي لا إثناعشري ) 3/61 ) .
جاء في مكتبة أهل البيت / مقتل الحسين (ع) - أبو مخنف الأزدي (شيعي) - ص 215 – 216 :- ولما أرادوا ان يخرجوا (نساء أهل البيت من دمشق) دعا يزيد علي بن الحسين ثم قال : لعن الله ابن مرجانة ، اما والله لو اني صاحبه ما سألني خصلة ابدا الا أعطيتها إياه ، ولدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت ولو بهلاك بعض ولدى ولكن الله قضى ما رأيت ، كاتبني وانه كل حاجة تكون لك ، قال و كساهم وأوصى بهم ذلك الرسول ، قال : فخرج بهم وكان يسايرهم بالليل ، فيكونون امامه حيث لا يفوتون طرفه ، فإذا نزلوا تنحى عنهم وتفرق هو وأصحابه حولهم كهيئة الحرس لهم ، وينزل منهم بحيث إذا أراد انسان منهم وضوءا أو قضاء حاجة لم يحتشم ، فلم يزل ينازلهم في الطريق هكذا ويسألهم عن حوائجهم ويلطفهم حتى دخلوا المدينة ، وقال الحارث بن كعب : فقالت لي فاطمة بنت علي : قلت لأختي زينب : يا أخية لقد أحسن هذا الرجل الشامي إلينا في صحبتنا فهل لك ان نصله ؟ فقالت : والله ما معنا شئ نصله به الا حلينا ، قالت لها : فنعطيه حلينا ، قالت : فأخذت سواري ودملجي ، واخذت أختي سوارها ودملجها ، فبعثنا بذلك إليه واعتذرنا إليه ، وقلنا له : هذا جزاءك بصحبتك إيانا بالحسن من الفعل ، قال : فقال : لو كان الذي صنعت انما هو للدنيا كان في حليكن ما يرضيني ودونه ، ولكن والله ما فعلته الا لله ولقرابتكم من رسول الله صلى الله عليه وآله .
وجاء في نفس المصدر - ص 216 - 217 :-قال : فلما نظر يزيد إلى رأس الحسين قال : يفلقن هاما من رجال أعزة * علينا وهم كانوا أعق وأظلما ثم قال : أتدرون من أين اتى هذا ؟ قال : أبى علي خير من أبيه ، وأمي فاطمة خير من أمه ، وجدي رسول الله خير من جده ، وانا خير منه وأحق بهذا الامر منه ، فاما قوله : أبوه خير من أبي فقد حاج أبى أباه ، وعلم الناس أيهما حكم له ، واما قوله ، أمي خير من أمه ، فلعمري فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله خير من أمي ، واما قوله جدي خير من جده : فلعمري ما أحد يؤمن بالله واليوم الآخر يرى لرسول الله فينا عدلا ولا ندا ، ولكنه انما اتى من قبل فقهه ، ولم يقرأ : قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شئ قدير .
من قُتِل مع الحسين (ع) ؟ من أخوته (ع) قتِل العباس وعمر وعثمان وجعفر وإبراهيم وأبو بكر وعبد الله ومحمد .ومن أولاد أخيه الحسن (ع) : أبو بكر وعبد الله والقاسم ، وقيل : بشر وعمر .وقتل من أولاد الحسين : علي الأكبر وإبراهيم وعبد الله ومحمد وحمزة وجعفر وعمر وزيد ( البحار 45/62 ) . شخصيات من آل البيت استشهدت مع الحسين ، فلماذا لا تذكر؟ ويعجب المرء لماذا يبكي الشيعة لمقتل الحسين الشهيد ولا يبكون لمقتل أخويه أبي بكر وعمر ، أو إبنه عمر، أو إبني أخيه أبي بكر وعمر! أليس هؤلاء من أولاد وأحفاد علي أيضاً؟ أم أنهم يحملون أسماءً لا يرغب الشيعة في ذكرها بخير، حتى لا تنكشف حقيقة المحبة بين أهل البيت والصحابة!
ولا زلتُ أسألُ الشيعة لماذا سمّى علي والحسن والحسين أولادهم بأسماء أبي بكر وعمر؟ حباً أم تملقاً ؟