لنأتي بالآية أولا ..
قال تعالى :
( فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11) )
الشورى
الآية تنفي أن يكون مثل الله شيئ ، وليس فيها ما ينفي كون الله شيئا .. فأين وجه الإحتجاج ..؟
كما أن الآية تثبت لله صفتي السمع والبصر .. فهل تتهم الله سبحانه بأنه يقارن نفسه بخلقه .. ؟
أو هل تعتبر نفسك بأنك أكثر تنزيها لله من الله سبحانه وتعالى لنفسه فهو يقول :
( وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) ..
بينما أنت تقول :
لا .. ليس سميعا بصيرا .. !!!
كذلك الله سبحانه وتعالى يقول :
( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بَل لّا يُوقِنُونَ (36) أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ (37) )
الطور
( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ ) .. أي هل خلقوا من غير خالق خلقهم .. ؟
والجواب : لا .. !
( أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ) .. والجواب أيضا : لا .. ؟
( أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ) .. وأيضا الجواب : لا .. ؟
فالله سبحانه وتعالى هو من خلقهم وأنشأهم وخلق السماوات والأرض ، وهذا إنكار عليهم في شركهم بالله وهم يعلمون أنه الخالق وحده لا شريك له ولكن عدم إيقانهم ( بَل لّا يُوقِنُونَ ) هو الذي يحملهم على ذلك .
والشاهد :
قوله تعالى : ( مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ ) .. أي .. من غير خالق ..
فالخالق إذا شيء .. !
وحتى لو احتججت بفلفستكم بأن الخالق هو العقل الأول ( أو طقم العقول إن شئت ) ..
فإن السؤال ينطبق عليه ( أو عليهم ) .. ( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ ) ..
فخالقهم بالتالي شيء .. !!!
أضف إلى ذلك يقول الله تعالى :
( قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (19) )
الأنعام
والشاهد :
( قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً ) .. أي من أعظم الأشياء شهادة
فهذا سؤال يجيب عنه الله تعالى بنفسه :
( قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ) .. أي أن أعظم الأشياء شهادة هو الله العالم بما جئتكم به وما أنتم قائلون لي .
فهل بعد شهادة الله تعالى شهادة يا زميلنا .. ؟!