قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن "الإسلام الإيراني هو الإسلام الأصيل، إسلام الولاية والإمامة لأن معظم الشعب الإيراني اعتنق الإسلام بسرعة في ذلك الوقت"، بحسب تقرير لصحيفة الحياة اللندنية نشرته أمس.
وأضاف نجاد في "الملتقى الوطني للحرب الناعمة" بجامعة طهران أول من أمس إن "قبول الإيرانيين الإسلام كان لأنهم أكثر حضارة وتطوّراً من الذين عرضوا الإسلام عليهم"، منتقدا حساسية البعض إزاء كلمة "إيراني" واعتقادهم بأنها "نوع من القومية او التوجه القومي".
وأكد نجاد ضرورة ان تصبح إيران "مركزاً لمفكري العالم"، معتبراً ان "الشعب الإيراني هو الوحيد الذي يمكنه ان يكون بديلاً للوضع الراهن".
وشدد نجاد على "وضع نظرية شاملة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، لمواجهة الأفكار الليبرالية والمادية". وقال:"العالم يحتاج ادارة عالمية على اساس القيم الإسلامية". ووصف الإسلام الإيراني بأنه "تقدمي وشمولي في مواجهة الإسلام الأميركي والمتحجّر".
وفي سياق متصل شدد مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي أول من أمس على رفض نظامه "الاستنتاج الخاطئ لمفهوم تصدير الثورة".
وأشار خامنئي الى حضور طلاب من نحو مائة دولة في جامعة "المصطفى" في قم، مؤكداً ان الهدف من ذلك "لا يعني تصدير الثورة بمعناه السياسي الشائع، اذ ان الثورة مبدئياً ليست ظاهرة يمكن تصديرها بوسائل سياسية وعسكرية وأمنية، ولذلك رفض النظام الإسلامي منذ البداية الاستنباط الخاطئ من مفهوم تصدير الثورة".
إيران ستواصل تقديم
الأموال لكرزاي
من جهة أخرى أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست أمس ان إيران "قدمت مساعدة كبيرة" لاعادة اعمار افغانستان و"ستواصل" ذلك.
وكان الناطق الإيراني يرد على سؤال حول اقرار الرئيس الافغاني حميد كرزاي بتلقي ادارته "اكياسا من المال" من طهران.
وقال المتحدث ان "إيران منحت الكثير من المساعدة في الماضي لاعادة اعمار افغانستان وهذه المساعدات ستتواصل".
ولم يذكر المتحدث الايراني تحديدا دفع مبالغ كبيرة نقدا بحسب معلومات كشفتها صحيفة نيويورك تايمز الأميركية واكدها الاثنين الرئيس الافغاني.
وكان الرئيس الافغاني اقر بان ادارته تلقت "اكياسا من المال" من الحكومة الإيرانية ومن "حكومات صديقة عدة" لم يسمها مؤكدا ان الامر يتعلق ب "مساعدة رسمية" وان كل شيء كان "شفافا".
واضاف المتحدث الإيراني انه "يتعين على جميع الدول ان تساعد على اعادة اعمار البنى التحتية بافغانستان".
وتابع ان "استقرار افغانستان امر بالغ الاهمية بالنسبة لجمهورية إيران الاسلامية، الدولة المجاورة".
وردت الولايات المتحدة على تصريحات كرزاي مؤكدة ان "كل الاسباب تدعو الى القلق من محاولات ايران الرامية الى ممارسة نفوذ سلبي في افغانستان"، حسبما اعلن مساعد المتحدث باسم البيت الابيض بيل بورتن.
وكشفت نيويورك تايمز السبت ان عمر داودزاي مدير مكتب كرزاي تلقى ملايين الدولارات نقلها السفير الإيراني في اكياس وضعت لاحقا في صندوق سري يستخدمه رئيس المكتب وكرزاي لدفع مبالغ لنواب وزعماء قبائل وحتى مسؤولين في طالبان لضمان ولائهم. واضافت الصحيفة نقلا عن مسؤولين افغان وغربيين في كابول ان إيران تستخدم نفوذها لبث الفرقة بين الافغان وحلفائهم الإميركيين والاطلسيين.
وكانت السفارة الإيرانية في كابول وصفت صباح أول من أمس الاثنين قبل صدور تصريحات كرزاي، معلومات نيويورك تايمز بانها "خاطئة ومهينة وسخيفة".
وقالت ان "هذه التكهنات التي لا اساس لها تأتي من وسائل اعلام غربية تسعى الى اشاعة البلبلة لدى الرأي العام والاساءة للعلاقات القوية بين حكومتي وشعبي الجمهوريتين الاسلاميتين الافغانية والإيرانية".