العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية > الرد على شبهات الرافضة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-01-10, 12:47 AM   رقم المشاركة : 1
أبو الحسنين
مشرف سابق








أبو الحسنين غير متصل

أبو الحسنين is on a distinguished road


حديث الحوض ومعنى الارتداد / منقول

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:

هذا بيان لمعنى الاتداد المذكور فى حديث الحوض والذى استدل به الموسوى ظلما وعدوانا على إرتداد الصحابة رضوان الله عليهم

نص الحديث من صحيح البخارى
1- 6099
‏ حدثنا ‏ ‏إبراهيم بن المنذر الحزامي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏محمد بن فليح ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبي ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏هلال بن علي ‏ ‏عن ‏ ‏عطاء بن يسار ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏
عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏(( ‏بينا أنا قائم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم فقلت أين قال إلى النار والله قلت وما شأنهم قال إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم قلت أين قال إلى النار والله قلت ما شأنهم قال إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم ‏))

قال الحافظ بن حجر فى تعليقه على الحديث

‏قوله ( بينا أنا نائم ) ‏

‏كذا بالنون للأكثر وللكشميهني " قائم " بالقاف وهو أوجه , والمراد به قيامه على الحوض يوم القيامة , وتوجه الأولى بأنه رأى في المنام في الدنيا ما سيقع له في الآخرة . ‏
‏قوله ( ثم إذا زمرة , حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم ) ‏
‏المراد بالرجل الملك الموكل بذلك , ولم أقف على اسمه .

‏قوله ( إنهم ارتدوا القهقرى ) ‏
‏أي رجعوا إلى خلف , ومعنى قولهم رجع القهقرى رجع الرجوع المسمى بهذا الاسم وهو رجوع مخصوص وقيل معناه العدو الشديد .

‏قوله ( فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم ) ‏
‏يعني من هؤلاء الذين دنوا من الحوض وكادوا يردونه فصدوا عنه , والهمل بفتحتين الإبل بلا راع

وقال الخطابي : الهمل ما لا يرعى ولا يستعمل ويطلق على الضوال

والمعنى أنه لا يرده منهم إلا القليل , لأن الهمل في الإبل قليل بالنسبة لغيره

2-
‏6045 ‏حدثني ‏ ‏محمد بن بشار ‏ ‏حدثنا ‏ ‏غندر ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شعبة ‏ ‏عن ‏ ‏المغيرة بن النعمان ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد بن جبير ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏قال ‏
‏قام فينا النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يخطب فقال ‏ ‏إنكم محشورون حفاة عراة غرلا ‏
‏كما بدأنا أول خلق نعيده ‏
الآية وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصحابي فيقول إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح ‏
‏وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم ‏إلى قوله ‏الحكيم
قال فيقال إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم



إختلف العلماء في حـقيقة الردة المذكورة في الحديث

قال الحافظ ابن حجر

‏قوله ( قال فيقال إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم ) ‏
‏وقع في رواية الكشميهني " لن يزالوا " ووقع في ترجمة مريم من أحاديث الأنبياء

قال الفربري ذكر عن أبي عبد الله البخاري عن قبيصة قال :

هم الذين ارتدوا على عهد أبي بكر فقاتلهم أبو بكر يعني حتى قتلوا وماتوا على الكفر . وقد وصله الإسماعيلي من وجه آخر عن قبيصة .

وقال الخطابي : لم يرتد من الصحابة أحد وإنما ارتد قوم من جفاة الأعراب ممن لا نصرة له في الدين وذلك لا يوجب قدحا في الصحابة المشهورين .

ويدل قوله " أصيحابي " بالتصغير على قلة عددهم .

وقال غيره : قيل هو على ظاهره من الكفر والمراد بأمتي أمة الدعوة لا أمة الإجابة .

ورجح بقوله في حديث أبي هريرة " فأقول بعدا لهم وسحقا " ويؤيده كونهم خفي عليه حالهم ولو كانوا من أمة الإجابة لعرف حالهم بكون أعمالهم تعرض عليه .

وهذا يرده قوله في حديث أنس " حتى إذا عرفتهم " وكذا في حديث أبي هريرة . وقال ابن التين يحتمل أن يكونوا منافقين أو من مرتكبي الكبائر .

وقيل هم قوم من جفاة الأعراب دخلوا في الإسلام رغبة ورهبة .

وقال الداودي : لا يمتنع دخول أصحاب الكبائر والبدع في ذلك .

وقال النووي , قيل هم المنافقون والمرتدون فيجوز أن يحشروا بالغرة والتحجيل لكونهم من جملة الأمة فيناديهم من أجل السيما التي عليهم فيقال إنهم بدلوا بعدك أي لم يموتوا على ظاهر ما فارقتهم عليه .

قال عياض وغيره : وعلى هذا فيذهب عنهم الغرة والتحجيل ويطفأ نورهم .

وقيل لا يلزم أن تكون عليهم السيما بل يناديهم لما كان يعرف من إسلامهم

وقيل هم أصحاب الكبائر والبدع الذين ماتوا على الإسلام وعلى هذا فلا يقطع بدخول هؤلاء النار لجواز أن يذادوا عن الحوض أولا عقوبة لهم ثم يرحموا ولا يمتنع أن يكون لهم غرة وتحجيل فعرفهم بالسيما سواء كانوا في زمنه أو بعده

ورجح عياض والباجي وغيرهما ما قال قبيصة راوي الخبر إنهم من ارتد بعده صلى الله عليه وسلم ولا يلزم من معرفته لهم أن يكون عليهم السيما لأنها كرامة يظهر بها عمل المسلم .

والمرتد قد حبط عمله فقد يكون عرفهم بأعيانهم لا بصفتهم باعتبار ما كانوا عليه قبل ارتدادهم ولا يبعد أن يدخل في ذلك أيضا من كان في زمنه من المنافقين وسيأتي في حديث الشفاعة " وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها "

فدل على أنهم يحشرون مع المؤمنين فيعرف أعيانهم ولو لم يكن لهم تلك السيما فمن عرف صورته ناداه مستصحبا لحاله التي فارقه عليها في الدنيا

وأما دخول أصحاب البدع في ذلك فاستبعد لتعبيره في الخبر بقوله " أصحابي " وأصحاب البدع إنما حدثوا بعده . وأجيب بحمل الصحبة على المعنى الأعم واستبعد أيضا أنه لا يقال للمسلم ولو كان مبتدعا سحقا

وأجيب بأنه لا يمتنع أن يقال ذلك لمن علم أنه قضي عليه بالتعذيب على معصية ثم ينجو بالشفاعة فيكون قوله سحقا تسليما لأمر الله مع بقاء الرجاء وكذا القول في أصحاب الكبائر .

وقال البيضاوي ليس قوله " مرتدين " نصا في كونهم ارتدوا عن الإسلام بل يحتمل ذلك ويحتمل أن يراد أنهم عصاة المؤمنين المرتدون عن الاستقامة يبدلون الأعمال الصالحة بالسيئة انتهى .

وقد أخرج أبو يعلى بسند حسن عن أبي سعيد " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم " فذكر حديثا فقال ( يا أيها الناس إني فرطكم على الحوض فإذا جئتم قال رجل : يا رسول الله أنا فلان بن فلان وقال آخر : أنا فلان ابن فلان فأقول أما النسب فقد عرفته ولعلكم أحدثتم بعدي وارتددتم)


وقال الإمام الحافظ أبو عمر بن عبد البر صاحب التمهيد

كل من أحدث في الدين فهو من المطرودين عن الحوض كالخوارج والروافض وسائر أصحاب الأهواء

وقال أبو اسحاق الشاطبي :

الأظهر أنهم من الداخلين في غمار هذه الأمة، لأجل ما دلّ على ذلك فيهم، وهو الغرة والتحجيل، لأن ذلك لا يكون لأهل الكفر المحض، كان كفرهم أصلاً أو ارتداداً، لقوله ( قد بدلوا بعدك )، ولو كان الكفر لقال: قد كفروا بعدك، وأقرب ما يحمل عليه تبديل السنة وهو واقع على أهل البدع ومن قال إنه النفاق، فذلك غير خارج عن مقصودنا لأن أهل النفاق إنما أخذوا الشريعة تقية لا تعبداً، فوضعوها في غير موضعها وهو عين الابتداع

وعلى ذلك فالمراد بالمرتدين في الحديث يشمل الصنفين المرتدين والمنافقين، بالإضافة لأهل الأهواء والمبتدعة ... إنتهى

بعض اقوال علماء الشيعة في الحديث


قال الفضل الطبرسـي : في تفسيره ( مجمع البيان ) عند تفسير قولـه تعـالى
{
فأما الذين اسودت وجـوههم أكفرتم بعد إيمانكم } ...فقال :

اختلف فيمن عنوا به على أقوال فذكر أربعة أقوال وذكر في آخرها أنهم أهل البدع والأهـواء مـن هـذه الأمـة ثم استدل على ذلك من حديث ( الارتداد )

فقال :
ورابعها أنهم أهل البدع والأهواء من هذه الأمة عن علي (ع) ومثله عن قتادة أنهم الذين كفروا بالارتداد

ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال والذي نفسي بيده ليردن على الحوض ممن صحبني أقوام حتي إذا رأيتهم اختلجوا دوني فلأقولن أصحابي أصحابي أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعد إيمانهم ارتدوا على أعقابهم القهقري

ذكره الثعلبي في تفسيره فقال أبو أمامة الباهلي:

هم الخوارج ويروي عن النبي أنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية..انتهى

فهذا هو تفسير الطبرسي لهذا الحديث أنهم الأهواء كالخوارج ونحوهم وهذا هو عين تفسير أهل السنة لهذه الآية وهذا الحديث

ولم يشر ولو مجرد إشارة إلى أنهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

وهذا العلامة الكاشانى عند تفسيره للآية السابقة

يستدل من خلال هذا الحديث على أنهم من أهل الأهواء فيقول:

((
في المجمع عن أمير المؤمنين (ع)
هم أهل البدع والأهواء والآراء الباطلة من هذه الأمة
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
والذي نفسي بيده ليردن على الحوض ممن صحبني حتى إذا رأيتهم اختلجوا دوني فلأقولـن أصحابي أصحابي فيقال لي إنك لا تدري ما أحـدثوا بعـدك انهم ارتـدوا على أعقابهم القهقري، ذكره الثعلبي في تفسيره.. انتهى

فهذا هو قول قدماء علماء الشيعة فيمن يقع عليهم معنى الارتداد فى الحديث

وليس كما يزعم الموسوى وغيره ممن يؤولون الحديث كما تهوى أنفسهم ويطبقونه على صحابة النبي صلى الله عليه وسلم.

الصحابي هو من لقي رسول الله مؤمنا به ومات على ذلك
وهذا تعريف الصحابي بإجماع أهل السنة والجماعة

والحديثة الذي تكلم عن ارتداد من يرتد وصده عن الحوض ليس في الصحابة حتما

لأن الصحابة هم من اجتمعوا برسول الله مؤمنين به وماتوا على ذلك الأيمان

فالصحابة ليسوا هم المقصودين في الحديث

ثم إن الحديث الذي جاء به الموسوي لا يوجد لفظة أصحابي


أما بالنسبة للحديث الثاني الذي فيه لفظة أصحابي

وقوله (( أصحابي )) ليس بالمعنى الشرع

خاصة أنه قال قبل ذلك (( ‏وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال ))

فهو يتكلم عن رجال من أمته ارتدوا

وليس أصحابه المؤمنين به وماتوا على إيمانهم

والدليل قوله عليه الصلاة والسلام بعد ذلك (( فأقول يا رب أصحابي فيقول إنك لا تدري ما أحدثوا ))

خاصة أن الحديث جاء بلفظ آخر فيه قوله عليه الصلاة والسلام (( أمتي أمتي )) وفي لفظ ((أمتي))

صحيح البخاري [ جزء 6 - صفحة 2587 ]
6641 -
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا بشر بن السري حدثنا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال قالت أسماء
:
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أنا على حوضي أنتظر من يرد علي فيؤخذ بناس من دوني فأقول أمتي فيقول لا تدري مشوا على القهقرى ) . قال ابن أبي مليكة اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو نفتن.

مسند أحمد بن حنبل [ جزء 6 - صفحة 121 ]
24945 -
حدثنا عبد الله حدثني أبي قال ثنا عفان ثنا وهيب قال ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن بن أبي مليكة عن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اني على الحوض انتظر من يرده على منكم فليقطعن رجال دوني فلأقولن يا رب أمتي أمتي فليقالن لي انك لا تدري ما عملوا بعدك ما زالوا يرجعون على أعقابهم .
تعليق شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح


فهذه اللفظة ((أمتي)) و لفظة ((أمتي أمتي)) توضح لنا معنى اللفظ الأخر ((أصحابي أصحابي))

فالأصحاب إذا أُضيفت إلى نبي قد تعني الأمة أي أمة الدعوة

بينما الصحابة الذين اجتمعوا بالرسول مؤمنين به وماتوا على ذلك الأيمان فهم أمة الإجابة

قال تعالى (( وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم )) (101) سورة التوبة

فإن الله اخب






التوقيع :
رسالة وتنبيه للجميع يجب التوقف تماماً عن كتابة

( ههههه ) و ( خخخخ) اصبح الامر مزعج جداً


في الردود وكذلك عدم السب والشتم واستخدام اساليب غير لائقة مع المخالفين


وان لا يتداخل العضو في المواضيع الحوارية بمشاركات لا تفيد الحوار
او حرف الحوار بالسب والشتم

نحن نعامل الناس باخلاقنا لا باخلاقهم

واذا كان الحوار بين المخالفين واحد كبار الاعضاء المعروفين بالحوار العلمي
يجب على الاعضاء عدم التداخل بمشاركات
لاتفيد الحوار في شي غير نقل الموضوع لصفحات كثيرة لا فائدة منها
ولا يكون النقاش عن المتعة فيدخل عضو بمداخلة عن تحريف القران او عن موضوع لا دخل له بالنقاش


وهذا منتدى للدفاع عن السنة لا منتدى عام كباقي المنتديات فيرجى مراعاة هذه الخصوصية




http://img52.imageshack.us/img52/5193/75810832.jpg



من مواضيعي في المنتدى
»» الرد على آية الولاية ومن قال أن عليا تصدق بخاتمه / منقول
»» حفل زواج احمد محمد حسان
»» لو سألك ابنك او بنتك هذا السؤال ؟
»» ارشيف المواضيع المثبتة / قسم الحوار الاسلامي
»» أكذوبة لعن الله من تخلف عن جيش أسامة / منقول
 
قديم 12-06-11, 03:28 PM   رقم المشاركة : 2
محمود يوسف الزيات
مشترك جديد






محمود يوسف الزيات غير متصل

محمود يوسف الزيات is on a distinguished road


مع إيماني ببطلان مذهب الشيعة الإمامية
وبامتلاء مذهبهم بكم هائل من الخرافات والتزويرات والأكاذيب
وبضلالهم الذي يمس أصل العقيدة والتوحيد على الأقل في الاستغاثة بغير الله
إلا أن الردود والشروح التي تتناول حديث الحوض لا تشفي نفسي
ولم أقابل بعد تأويلاً منضبطاً ومقبولاً للأحاديث
ففيها التصريح بكونهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم !!
وفيها التصريح بالذهاب بهم إلى النار !!
وفيها تصريحه صلى الله عليه وسلم أنه يعرفهم !!
أرجو أن يتفضل ذو علم بتناول الأمر بروية ودقة
وبعد عن التلفيق ، مع تقديري لكل جهد في هذا المضمار
ولكن لو صنعنا نفس صنيع خصومنا .. فماذا يكون الفرق
ظلت أدعو الله صادقاً أن يفتح علي في هذا الأمر فتحاً يشفيني







 
قديم 07-08-11, 08:56 PM   رقم المشاركة : 3
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


قال ابن قتيبة في معرض رده على الرافضة في استدلالهم بالحديث على ردة الصحابة: «فكيف يجوز أن يرضى الله -- عن أقوام ويحمدهم، ويضرب لهم مثلاً في التوراة والإنجيل، وهو يعلم أنهم يرتدون على أعقابهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يقولوا: إنه لم يعلم وهذا هو شر الكافرين».(1)

وقال الخطابي: «لم يرتد من الصحابة أحد، وإنما ارتد قوم من جفاة العرب، ممن لانصرة له في الدين، وذلك لا يوجب قدحاً في الصحابة المشهورين، ويدل قوله: (أصيحابي) على قلة عددهم».‎(2)

وقال الدهلوي: «إنا لا نسلم أن المراد بالأصحاب ماهو المعلوم في عرفنا، بل المراد بهم مطلق المؤمنين به r المتبعين له، وهذا كما يقال لمقلدي أبي حنيفة أصحاب أبي حنيفة، ولمقلدي الشافعي أصحاب الشافعي، وهكذا وإن لم يكن هناك رؤية واجتماع، وكذا يقول الرجل للماضين الموافقين له في المذهب أصحابنا، مع أنه بينه وبينهم عدة من السنين، ومعرفتة r لهم مع عدم رؤيتهم في الدنيا بسبب أمارات تلوح عليهم...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) تأويل مختلف الحديث ص279.
(2) نقله عنه ابن حجر في فتح الباري 11/385.
إلى أن قال: ولو سلمنا أن المراد بهم ما هو المعلوم في العرف، فهم الذين ارتدوا من الأعراب على عهد الصديق، وقوله: أصحابي أصحابي، لظن أنهم لم يرتدوا كما يُؤْذِن به ما قيل في جوابه: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك.
فإن قلت: إن (رجالاً) في الحديث كما يحتمل أن يراد منه من ذكرت من مرتدي الأعراب، يحتمل أن يراد ما زعمته الشيعة أجيب: إن ما ورد في حقهم من الآيات والآحاديث وأقوال الأئمة مانع من إرادة ما زعمته الشيعة».‎(1)

ثم ساق الآيات والأحاديث في فضل الصحابة.

وإذا ثبت هذا فاعلم أيها القارئ: أن العلماء قد اختلفوا في أولئك المذادين عن حوض النبي r -كما في الأحاديث- بعد اتفاقهم أن الصحابة -y- غير مرادين بذلك.
قال النووي في شرح بعض روايات الحديث عند قوله r: (هل تدري ما أحدثوا بعدك): «هذا مما اختلف العلماء في المراد به على أقـــــوال:
أحدها: أن المراد به المنافقون والمرتدون، فيجوز أن يحشروا بالغرة والتحجيل، فيناديهم النبي r للسيما التي عليهم، فيقال: ليس ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) مختصر التحفة الإثني عشرية ص272-273.
هؤلاء مما وعدت بهم، إن هؤلاء بدلوا بعدك: أي لم يموتوا على ما ظهر من إسلامهم.

والثاني: أن المراد من كان في زمن النبي r ثم ارتد بعده فيناديهم النبي r، وإن لم يكن عليهم سيما الوضوء، لما كان يعرفه r في حياته من إسلامهم، فيقال: ارتدوا بعدك.

والثالث: أن المراد به أصحاب المعاصي والكبائر الذين ماتوا على التوحيد، وأصحاب البدع الذين لم يخرجوا ببدعتهم عن الإسلام، وعلى هذا لا يقطع لهؤلاء الذين يذادون بالنار، يجوز أن يذادوا عقوبة لهم، ثم يرحمهم الله I فيدخلهم الجنة بغير عذاب».‎‎(1)

ونقل هذه الأقوال، أو قريباً منها، القرطبي، وابن حجر
-رحمهما الله تعالى-.‎(2)

قلت: ولا يمتنع أن يكون أولئك المذادون عن الحوض هم من مجموع تلك الأصناف المذكورة، فإن الروايات محتملة لكل هذا، ففي بعضها يقول النبي r فأقول: (أصحابي) أو (أصيحابي -بالتصغير-)، وفي بعضها يقول: (سيؤخذ أناس من دوني فأقول ياربي مني ومن أمتي) وفي بعضها يقول: (ليردن عليّ أقوام أعرفهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) شرح صحيح مسلم 3/136-137.
(2) انظر: المفهم للقرطبي 1/504، وفتح الباري لابن حجر 11/385.
ويعرفوني)(1)، وظاهر ذلك أن المذادين ليسوا طائفة واحدة.
وهذا هو الذي تقتضيه الحكمة، فإن العقوبات في الشرع تكون بحسب الذنوب، فيجتمع في العقوبة الواحدة كل من استوجبها من أصحاب ذلك الذنب.
كما روى عن طائفة من الصحابة منهم عمر وابن عباس -رضي الله عنهما- في تفسير قوله تعالى: {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم}(2): قالوا: (أشباههم يجئ أصحاب الزنا مع أصحاب الزنا، وأصحاب الربا مع أصحاب الربا، وأصحاب الخمر مع أصحاب الخمر)(3)، وإذا كان النبي r قد بين أن سبب الذود عن الحوض هو الارتداد كما في قوله: (إنهم ارتدوا على أدبارهم)، أو الإحداث في الدين، كما في قوله: (إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك)(4)، فمقتضى ذلك هو أن يُذاد عن الحوض كل مرتد عن الدين سواء أكان ممن ارتد ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) انظر: الروايات في صحيح البخاري: (كتاب الرقاق، باب الحوض) فتح الباري 11/463-465، وصحيح مسلم: (كتاب الفضائل، باب اثبات الحوض) 4/1792-1802.
(2) سورة الصافات آية 22.
(3) تفسير ابن كثير 4/4.
(4) انظر: الروايات في الصحيحين بحسب ما جاء في الحاشية رقم (1) من هذه الصفحة.
بعد موت النبي r من الأعراب، أو من كان بعد ذلك، يشاركهم في هذا أهل الإحداث وهم المبتدعة.
وهذا هو ظاهر قول بعض أهل العلم.








 
قديم 07-08-11, 09:41 PM   رقم المشاركة : 4
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


شبهة حديث الحوض :


حديث الحوض فيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول : يَرِدُ علي رجال أعرفهم ويعرفونني فيذادون عن الحوض – يعني حوض النبي يوم القيامة -فأقول أصحابي أصحابي فيقال : إنك لاتدري ما أحدثوا بعدك 1 ولهذا الحديث روايات أخرى فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: فأقول سحقاً سحقاً 2هؤلاء الذين يذادون عن الحوض من هم ؟ قالوا هم أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم , وإذا كان الأمر كذلك فلا يجوز لكم أن تثنوا على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم في الأصل يذادون عن الحوض ويقول النبي صلى الله عليه وسلم عنهم سحقا سحقاً .. فنقول مستعينين بالله تبارك وتعالى :

أولاً أن المراد بهؤلاء الصحابة المنافقون وذلك أن المنافقين كانوا يظهرون الإسلام للنبي صلى الله عليه وسلم كما قال الله جل وعلا {إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ 1 }3 ..
وقد يقول قائل إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرف المنافقين فنقول نعم كان يعرف بعضهم ولم يكن يعرفهم كلهم ولذلك قال الله تبارك وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ}4 فبين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يعلم جميع المنافقين وكان يظن أن أولئك من أصحابه وليسوا كذلك بل هم من المنافقين .

ثم الشيء الثاني أن المراد بهم الذين إرتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ومعلوم أنه بعد توفي النبي صلوات الله وسلامه عليه إرتد بعض العرب .. إرتدوا عن دين الله تبارك وتعالى حتى قاتلهم أبو بكر الصديق مع الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وسميت تلك الحروب بحروب الردة , فقالوا المراد بالذين قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم سحقاً سحقاً هم الذين أرتدوا بعد وفاته صلوات الله وسلامه عليه .

على الأول أو على الثاني لا يدخل أًصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر لماذا ؟ لأننا في تعريف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ماذا نقول ؟ ..
نقول كل من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على ذلك .

فإذا قلنا أنهم هم المنافقون فالمنافقون لم يؤمنوا بالنبي يوماً صلوات الله وسلامه عليه , وإذا قلنا هم المرتدون فالمرتدون لم يموتوا على الإسلام .. فهؤلاء لا يدخلون في تعريف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .

وأما إذا قصدوا أن الصحابة كل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل أبو جهل في الصحابة وأبو لهب وأمية بن خلف وأبي بن خلف والوليد بن عتبة وغيرهم من المشركين يدخلون في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ونحن لا نقول بذلك أبداً .. ولكن نقول أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وأبو عبيدة وسعد بن أبي وقاص وسعد بن معاذ ومعاذ بن جبل وأُبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن مسعود وعبدالله بن عمر وعبد الله بن العباس وعبد الله بن عمرو بن العاص وفاطمة وعائشة والحسن والحسين وغيرهم كثير .. هؤلاء هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , فمن من هؤلاء كان منافقاً ومن من هؤلاء إرتد عن دين الله تبارك وتعالى بل كل هؤلاء آمنوا بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولقوه وماتوا على ذلك والعلم عند الله تبارك وتعالى .

فالقصد أن الجواب الأول أن قول النبي صلى الله عليه وسلم سحقاً سحقاً هو للمنافقين الذين كانوا يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر وما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمهم , أو هم الذين إرتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا أصلاً من المسلمين ثم إرتدوا وتركوا دين الله جل وعلا .

وهناك جواب ثالث وهو أن المعنى كل من صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولو لم يتابعه , وإن كان النبي يعلم ذلك كعبد الله بن أبي بن سلول وهو كما هو معلوم رأس المنافقين وهو الذي قال : لإن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل , وهو الذي قال ما مثلنا ومثل محمد وأصحابه إلا كما الأول سمن كلبك يأكلك . فهذا سماه النبي صلى الله عليه وسلم من أصحابه فيكون هذا هو المقصود ولذلك إن تعريف الصحابة بأنه كل من لقي النبي مؤمناً به ومات على ذلك تعريف متأخر وأما كلام العرب كل من صحب الرجل فهو من أصحابه مسلماً أو غير مسلم متبع له أو غير متبع هذا أمر آخر . ولذلك لما قال عبد الله بن أبي بن سلول كلمته الخبيثة ليخرجن الأعز منها الأذل قام عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغته هذه الكلمة قال : يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق , فقال صلى الله عليه وسلم : لا يا عمر لا يقول الناس إن محمد يقتل أصحابه 5, فسماه من أصحابه صلوات الله وسلامه عليه وهو رأس المنافقين , فهو غير داخل فالذين نحن نسميهم صحابة رضي الله عنهم وأرضاهم .

كذلك قد يكون المقصود بالأصحاب أي من صحب النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الدين ولو لم يرى النبي صلى الله عليه وسلم فندخل نحن في هذا المسمى ولذلك جاءت بعض روايات الحديث أمتي أمتي 6 بدل أصحابي فنكون من أمته صلوات الله وسلامه عليه , وقد يقول قائل كيف وقد جاء في الحديث أعرفهم ويعرفونني 7 فنقول أنه قد بين النبي صلى الله عليه وسلم أنه يعرف أمته بآثار الوضوء صلوات الله وسلامه عليه .

ولنا سؤال هنا لو جاءنا النواصب , والنواصب هم الذين يبغضون آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم يبغضون علياً وفاطمة والحسن والحسين وغيرهم من آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم , وقالوا هؤلاء الذين إرتدو وهؤلاء الذين يذادون عن الحوض هم علي والحسن والحسين كيف تردون عليهم ؟؟!
الرد عليهم بأن نقول لهم ليسوا من هؤلاء بل هؤلاء جاءت فيهم فضائل ..
فنقول أبو بكر وعمر وعثمان وأبو عبيدة جاءت فيهم فضائل فما الذي يخرج علياً ويدخل أبا بكر وعمر !!
فالقصد إذاً أن حديث الحوض لا يشمل أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم .


ــــــــــــــ
[1] صحيح البخاري , كتاب التفسير , باب كما بدأنا أول خلق نعيده , رقم 4740 , كتاب الفتنة , باب قول الله واتقوا فتنة , رقم 7049 , صحيح مسلم كتاب الطهارة حديث رقم 37 .
[2] صحيح البخاري , كتاب الفتنة , باب قول الله واتقوا فتنة رقم 7051 , صحيح مسلم كتاب الطهارة حديث 39
[3] سورة المنافقون آية 1 .
[4] سورة التوبة آية رقم 101 .
[5] صحيح البخاري كتاب التفسير , باب قوله لئن رجعنا إلى المدينة رقم 4907 , صحيح مسلم كتاب البر والصلة والآداب باب نصر الأخ ظالما أو مظلوما رقم63 .
[6] صحيح البخاري , كتاب الفتنة , باب قول الله واتقوا فتنة , رقم 7048 بلفظ أمتي دون تكرار .
[7] صحيح البخاري , كتاب الفتن , باب قول الله واتقوا فتنة , رقم 7050 , وكتاب الرقاق باب : في الحوض رقم 6583 .

فضيلة الشيخ /
عثمان بن محمد الخميس حفظه الله







 
قديم 07-08-11, 10:04 PM   رقم المشاركة : 5
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


لاحظ قول رسول الله ( قوم أعرفهم ويعرفونني ) .. ولاحظ ماقيل
في زيادة الحديث ان الرد هو : انك لا تدري مابدلوا بعدك
رابط الحديث :
http://hadith.al-islam.com/Display/...Doc=0&Rec=10514
و كان بحمد الله أن وفقني لإجابته بكلام للشيخ عبدالرحمن عبدالخالق يرد فيه على هذه الشبهة...
أخي الكريم
هذا الحديث حجة عليكم أنتم إن أبيتم إلا أن تفهموا الحديث فهما خاطئا مقلوبا ، فإن الحديث يقول : " فأقول : إنهم مني " ومعلوم لكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي : أنت مني ، وفاطمة مني ، وقال عن الحسن والحسين : إنهما مني أو ولداي . أو من هذا القبيل .
فأقول : لو أصررتم على فهم الحديث فهما مقلوبا خاطئا فإن قوله صلى الله عليه وسلم : " فأقول : إنهم مني " أقرب إلى آل البيت منه إلى الصحابة .
هذا مني تماشيا في الحديث على أسلوبكم ، وإلا فأنا وكل أهل السنة نجل ونحب ونود آل البيت عليهم الصلاة والسلام ونترضى عنهم جميعهم ، وليس كما تفعلون ، أنتم تغالون في البعض غلوا مقيتا ، وتنقصون من حق البعض من آل البيت نقصانا مهينا
والحديث ليس على هذا ولا ذاك ، وحاشاه من الانتقاص في ق الأصحاب الكرام ، وحاشاه من الانتقاص من أهل البيت الأطهار .
بل الثابت عندنا وعند البخاري نفسه الذي يودر نصوصا تفيد أن أئمة الصحابة في الجنة لا سيما العشرة المبشرين بالجنة ، ومنهم الإمام علي رضي الله عن الجميع ، وتفيد بأن أهل بيت النبوة في الجنة لا سيما زوجاته أمهات المؤمنين ، ولا سيما بناته المطهرات العفيفات ، وعلى رأسهن الزهراء سيدة نساء أهل الجنة ، والسبطين الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة .

فالحديث لا يحمل - أبدا - معنى الانتقاص من الأصحاب ولا من آل بيت النبوة الأطهار ، وإنما هو من باب الترهيب والتنبيه والتحذير ، حتى لا يغتر الأصحاب بصحبتهم وسابقتهم ، فيميلوا إلى الدنيا عن الآخرة ، وإلى الأموال والأولاد عن الجهاد في سبيل الله ، وحتى لا يغتر أله البيت بقرابتهم ، فيتكلوا بها عن العمل والاجتهاد في العبادة والطاعة .
وهكذا حتى يظل الجميع على الرغبة والرهبة ، وعلى الخوف والرجاء وهما جناحا الإيمان ، وركنا العبودية الخالصة للرحمن .
وإن حمل الحديث على أحد ، فلا يمكن مطلقا حمله على المبشرين بالجنة ولا على أهل بدر ، ولا على أهل بيعة الرضوان ، ولا على المهاجرين الذين شهد الله تعالى لهم بالصدق والإخلاص ، ولا على الأنصار الذين شهد الله تعالى بالفلاح ، ولا على الذين هاجروا من قبل الفتح وقاتلوا ، ولا على الذين هاجروا من بعد الفتح وقاتلوا ، لأن الله وعد الطائفتين بالحسنى .
لا يمكن حمل الحديث على أولئك الكرام البررة ن لأن هناك نصوصا تعارض ذلك ، وينبغي فهم الحديث ضمن إطار تلك النصوص حتى لا يحدث الغلو والشطط والانحراف والضلال .







 
قديم 07-08-11, 10:04 PM   رقم المشاركة : 6
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


ردود مختارة عن احاديث الحوص و ارتداد الصحابة

http://www.alsrdaab.com/vb/showthread.php?t=58618







 
قديم 08-08-11, 12:57 AM   رقم المشاركة : 7
ابـن الإسلام
عضو ماسي







ابـن الإسلام غير متصل

ابـن الإسلام is on a distinguished road








التوقيع :
اللهم صلّ على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

حملة فرسان الإسلام لنشر دين خير الأنام ... شارك معنا وانشر نصرة للدين




"وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22)"
سورة الرعد

من مواضيعي في المنتدى
»» كتب الرجال عند الإباضية
»» مطلوب شيعى شجاع أو شيعية
»» تعليق على كلام المقبالي حول مناظرته مع الشيخ حسام
»» سؤال يحيرني للنقاش : لماذا سُمى الأنصار أنصارا ؟
»» كشف المتورطين في فضيحة جعفر السبحاني ... المهزلة الثانية
 
قديم 23-11-11, 10:16 AM   رقم المشاركة : 8
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


رد منقول عن لأحاديث الحوض فالكلام فيه إجمال وتفصيل :

أما الإجمال : فإنا علمنا من شأن الصحابة الكرام وثناء الله عليهم ورسوله بما يجعلنا نستقبل هذه الأحاديث مطمئنين أنها لا تمس الصحابة وإلا كان الرسول مناقضاً لنفسه حاشاه الله من هذا . واللطيف في الأمر أن الصحابة هم من رووا هذه الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد روى هذه الأحاديث أكثر من ستين صحابياً ، وهم أعلم بمراد رسول الله منا ، فقد سمعوها منه ثم رووها مطمئنين أنه لا يقصدهم ولا يعنيهم في الأحاديث وقد كان يسعهم كتمانها لو أرادوا ذلك . ولم تجر في عهدهم ولا في عهد من تبعهم من التابعين أي جدل حول الأحاديث ومعناها ، وقد نقلوها للتابعين ، ونقلها التابعون لتابعيهم دون أن يضطرب الناس في شأنها ، حتى أتى رؤوس أهل البدع والباطل فبدأوا يثيرون الشبهات حولها ويؤولوونها لتدعم معتقداتهم الفاسدة .
ثم لا شك أن استخلاص تهم من أقوال للنبي الكريم تفيد الطعن على صحابته أمر صعب جلل يحتاج إلى قطع وجزم واضح لا لبس فيه ، لأن الأصل بالرجل أن لا يطعن بصحبه ، ولم نعهد عن الكرام من الناس يطعنون بأصحابهم لا عندنا ولا عند أي ملة أو طائفة أخرى، فإن الطعن بالصاحب طعن بالنفس ، ولم نعهد عن عظيم عند قوم إلا وأتباعه عظموا صحبه ، إلا الروافض في ديننا قبحهم الله وأخزاهم .
وإنا – أهل السنة والجماعة – مهتدون آمنون مطمئنون لهذه الأحاديث وننقلها كما نقلها الصحابة رضي الله عنهم للتابعين وكما نقلها التابعين وفسرها لتابعيهم .

أما التفصيل فنقول : قد أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " بينما أنا نائم (أو قائم) فإذا بزُمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل بيني وبينهم فقال هلمَّ ، فقلت أين ؟ قال: إلى النار والله ، قلت وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقري. ثم إذا زُمرة، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال : " هلـمّ، قلت أين؟ قال: إلى النـار . قلت: مـا شأنهـم؟ قـال إنـهم ارتدوا بعدَك على أدبارهم القهقـري، فـلا أراه يخلص منهم إلا مثـل همل النعـم " .
وروى البخاري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تحشرون حفاة عراة غرلا ثم قرأ كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين فأول من يكسى إبراهيم ثم يؤخذ برجال من أصحابي ذات اليمين وذات الشمال فأقول أصحابي فيقال أنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالح عيسى بن مريم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد أن تعذبهم فإنهم عبادك وان تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم " .
وأخرج البخاري ومسلم الحديث برواية أنس بن مالك وعبدالله بن عباس بلفظ " أصيحابي أصيحابي " ، كما أخرج البخاري الحديث عن ابن عباس بلفظ " رجال من أمتي ".
فهذان هما الحديثان الرئيسان في هذا الباب .
والمفسر لهما حديث ثالث أخرجه مسلم في صحيحه ورواه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ترد عليَّ أمتي الحوض وأنا أذود الناس عنه كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله ، قالوا: يا نبي الله أتعرفنا ؟ قال : نعم لكم سيما ليست لأحد غيركم تردون عليّ غراً محجلين من آثار الوضوء. وليُصدَّن عني طائفة منكم فلا يصلون، فأقول : يارب هؤلاء من أصحابي فيجيبني ملك فيقول : وهل تدري ما أحدثوا بعدك؟" .
وحديث رابع أخرجه البخاري برواية ابن أبي مليكة عن أسماء بنت أبي بكر عن النبي أنه قال: " إني على الحوض حتى أنظر من يرد علي منكم ، وسيؤخذ ناس دوني ، فأقول : يا رب مني ومن أمتي ، فيقال : هل شعرت ما عملوا بعدك ، والله ما برحوا يرجعون على أعقابهم " .
وحديث خامس أخرجه البخاري عن سهل بن عدي أنه قال : سمعت رسول الله يقول: " أنا فرطكم على الحوض من ورده شرب منه ومن شرب منه لم يظمأ بعده أبدا . ليرد علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم " .
ووجب جمع النصوص فيما بينها ، إذ أنها تتحدث عن نفس الحادثة حادثة ورود الحوض كما هو ظاهر.
أما الحديث الأول فقال " فإذا بزمرة حتى إذا عرفتهم " ، ولو كانت هذه الزمرة من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام لكان الأولى أن يقول " بزمرة منكم " ، ولو فهمها الصحابة أنها زمرة منهم لسألوه ، فقد سألوه عن أمور وأحوال أهون من هذا بكثير .
ثم إن النبي يقول أنهم عرفهم ، وهو لا يستلزم أنه عرفهم بأشخاصهم ، بل عرفهم بسيماهم ، ومن ذلك قوله تعالى : " وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاّ بسيماهم ".
ويشهد لذلك الحديث الثالث الذي يصرّح فيه أنه يعرفهم بسيماهم ، وهي آثار الوضوء ، إذ أن المؤمنين المصلين يأتون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء ، فيعرفهم الرسول بآثار الوضوء .
فقوله في الحديث الأول : " فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم " يفسره قوله في الحديث الثالث : " ترد عليَّ أمتي الحوض وأنا أذود الناس عنه كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله، قالوا: يا نبي الله أتعرفنا؟ قال: نعم لكم سيما ليست لأحد غيركم " . ففيه أن الرسول يخبر عن أمته أنها ترد عليه الحوض ، وهو يدل على أن سؤال الصحابة للرسول أتعرفنا ، هو سؤاله عنهم كمؤمنين من أمته وليس بصفتهم أصحابه ، ومعنى السؤال هو هل تميزنا نحن المسلمين عن باقي الأمم .
وقد ورد الحديث أيضاً في صحيح مسلم عن أبي هريرة بلفظ : " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة فقال السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون وددت أنا قد رأينا إخواننا قالوا أو لسنا إخوانك يا رسول الله قال أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد فقالوا كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله فقال أرأيت لو أن رجلا له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم ألا يعرف خيله قالوا بلى يا رسول الله قال : فإنهم يأتون غراً محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على الحوض ، ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال أناديهم ألا هلم فيقال إنهم قد بدلوا بعدك فأقول سحقاً سحقاً ".

فالكلام يدل صراحة على أن المقصود بالكلام إبتداء ليس الصحابة ، وأن النبي يتكلم عن أناس من أمته ثم يخبر أن رجالاً منهم لن يصلوا الحوض .
ويؤكد هذا أيضاً إجابة الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الثالث أنه يعرفهم بآثار الوضوء ، وهي ليست صفة خاصة في الصحابة بل في كل أهل الملة .
فثبت أن المراد بقوله " طائفة منكم " هو طائفة من أمته .
كما أن أول الحديث يشعر أن الأمم كلها تأتي الحوض لتسقى منه كما دلت عليه أحاديث أخرى ، وأن النبي الكريم وصف ذوده عن أمته كذود الرجل الأبل عن إبله ، فدل أنه يذود باقي الأمم عن أمته ويتعرف على أفراد أمته بالوضوء (وهو دليل أن الوضوء قد خُصّ به هذه الأمة ، ودليل أن تارك الصلاة كلية ليس من المسلمين) .
فالمشهد الذي يصفه الرسول صلى الله عليه وسلم هنا هو ورود كل الأمم الحوض ، والرسول يذود عن أمته ويتعرف عليها عن طريق آثار الوضوء ، فتأتي زمرة كما في الحديث الأول وهي نفس ما عناه رسول الله بقوله " ثم يجيء برجال من أصحابي " في الحديث الثاني ، وما عناه بقوله " وليُصدَّن عني طائفة منكم فلا يصلون " في الحديث الثالث ، وما عناه بقوله في الحديث الرابع " فسيؤخذ ناس دوني " .
وهذه الزمرة أو الرجال من أصحابه أو الرجال من أمته كما في الرواية الأخرى للحديث أو الطائفة أو الرهط كما في رواية أخرى أو الناس كما في الرواية الرابعة لم يُمَكّن لهم من الوصول إلى الحوض ، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن شأنهم كما في الحديث الأول وقال " أصحابي " أو " أصيحابي أصيحابي " أو قال " يا رب هؤلاء من أصحابي " أو قال " يا رب مني ومن أمتي " . فأُخبر النبي الكريم أنه قد أحدثوا بعده ، وأنهم قد ارتدوا على أعقابهم .
هذه هي الحادثة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم عن الحوض ، وأخبرها لأصحابه ، ونقلها الصحابة إلى باقي الناس .
وقد بالغ أهل الباطل في ذكر الأحاديث وإنتقاء الألفاظ منها وتأويل المعنى بما يوافق أهواءهم ومذاهبهم ، فعدها الروافض إشارة إلى أبي بكر وعمر ومن تبعهما من الصحابة وعدها الخوارج الإباضية إشارة إلى عثمان وعلي ومن تبعهما .

ونحن بعد أن شرحنا المراد من الأحاديث نختم بإيراد ما يلي :
أولاً : إن إخباره عن زمر تأتي الرسول فيعرفها بسيماتها ثم لا يصل منهم إلا همل النعم تدل على أن الصحابة ليسوا المقصودين بل إنهم أناسٌ من أمة النبي الكريم . فإن كلمة " حتى إذا عرفتهم " توحي بعدم معرفتهم إبتداءً ولو كانوا أصحابه لعرفهم فوراً .
ثانياً : إن الرسول عليه الصلاة والسلام قد بدأ الكلام في الحديث الثاني مخاطباً الصحابة بقوله " تحشرون حفاة عراة غرلاً " ، ثم حوّل الكلام لصيغة الغائب قائلاً " ثم يؤخذ برجال من أصحابي " . فلو كان المقصود بالكلام أصحابه لاستمر في أسلوب الخطاب ولقال ثم يؤخذ برجال منكم ، وهو الأولى والأفصح في اللغة .
على أنا نقول أن قوله " تُحشرون " لا تفيد حصر الخطاب بالصحابة لأن المعروف أن الحشر الذي وصفه النبي يشمل كل الناس ولا ينحصر بالصحابة ، ولكن قوله " برجال من أصحابي " تؤكد أن الصحابة ليسوا المقصودين بالكلام .
ويؤكد ذلك أيضاً الحديث الرابع وفيه " أنظر من يرد عليّ منكم ، وسيؤخذ ناس دوني " فبدأ الكلام بصيغة الخطاب وأنهاه بصيغة الغائب فدل على أن المراد ب " ناس دوني " ليس الصحابة ، بل إن هذا لا يستقيم في اللغة وليس بفصيح .
ثالثاً : إن كلمة أصحابي قد تُحمل على المعنى الشرعي وهي صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد تحمل على المعنى اللغوى ، فأصحاب الرجل هم أتباع الرجل ، وكل من تبع الرجل أو لازمه في أمر فهو صاحب له ، وأصحاب الأيكة هم قوم شعيب وهو إسم لكل من عبد شجرة الأيك منهم ولازمها ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : " اللهم أنت الصاحب في السفر " أي ملازم لنا في سفرنا لا يغيب عنا ، وقوله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها : " إنكن صويحبات يوسف " وقوله لعمر بن الخطاب عندما أراد أن يقطع عنق عبدالله بن أبي بن سلول " دعه لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه " فهنا قد استعمل النبي الكريم المعنى اللغوي وهو كل من يلازم الرجل أو يتبعه حتى وإن كان في الظاهر ، ومعلوم أن عبدالله بن أبي من المنافقين ولا يمكن بحال أن يكون من الصحابة الذين أثنى عليهم الله ورسوله .
وقد ورد الحديث بلفظ " رجال من أمتي " في صحيح البخاري ، والجمع بينها وبين لفظ " رجال من أصحابي " يقتضي حمل الأصحاب على المعنى اللغوي وهو منسجم تماماً مع ما ذكرنا.
رابعاً : إن كلمة أصيحابي كما وردت في الرواية الأخرى تدل على جمع القلة كما صرح عدد كبير من أهل اللغة .
قلت قد تدل على القلة في الصحبة وليس العدد ، وإليه أميل ويشهد لذلك قول أبو فراس الحمداني في قصيدته الشهيرة " أراك عصي الدمع ":
وقال أصيحابي الفرار او الردي
فقلت هما امران احلاهما مر
فقد وصف أبو فراس صحبه في المعركة بالأصيحاب لأنهم تخلوا عنه في المعركة ولم يثبتوا معه خوفاً من الموت ، فلم يعدّهم من أصحابه المقربين فوصفهم بالأصيحاب ، ولم يكن يشير إلى عددهم بل إلى تخليهم عنه .
ويؤيد هذا قوله " ليرد علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم " فالنبي صلى الله عليه وسلم يتكلم عن أقوام يعرفهم ويعرفونه ، والظاهر الصريح من الكلام أنهم ليسوا أصحابه ، إذ لم يكن ليصف أصحابه بقول أقوام ، كما أن الأولى أن يوجه الخطاب لهم مباشرة ، أو على الأقل يقول (أقوام منكم) ، ولا نجد داع من إخفاء ذلك عنهم ، فدل أنهم ممن عاشوا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأدركوه ولكن لم يتمتعوا بحق الصحبة معه ، إذ معلوم أنه ليس كل من أسلم في حياة الرسول ورأى الرسول صحابي ، وربما يكون وصف أصيحابي لهم مناسب على اعتبار أنهم ممن قلت صحبتهم لرسول الله
خامساً : إن هذه الأحاديث قد رواها ما يزيد عن ستين صحابياً ، ولم يرو عن أحد منهم أنه سأل النبي عن هؤلاء المقصود بهم في الحديث ، ولا يعقل أن الصحابي يروي حديثاً فيه تلميح خطير عن الصحابة دون أن يستفصل من الرسول عنهم وعن نفسه إن كان منهم ، كما لا يعقل أن يجتمع أكثر من ستين صحابياً على ترك الإستفصال عن المقصود بهم في الحديث بعد أن سمعوا الكلام من الرسول الكريم وأن أياً منهم لم يدرك أنه كان يقصدهم .
سادساً : لو أردنا إتباع المتشابه ، فإن قول الرسول الكريم : " مني ومن أمتي " يُشعِر بتلميحه إلى أهل البيت ، إذ أن الحسن والحسين من النبي الكريم ، وقد وصف فاطمة رضي الله عنها أنها بضعة منه . ولا نرى الروافض قد حملوا المعنى على ظاهر الكلام كما فعلوا ذلك في كلمة أصحابي .
ولكن أهل السنة والجماعة هم أهل الحق والإنصاف لا يسعهم النيل من أهل بيت النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ، كما لا يسعهم النيل من أصحابه الكرام عليهم رضوان الله جميعاً .

سابعاً : إن الكلام قد ورد بعمومه دون تعيين لأحد من الصحابة ، ومع ذلك فقد حمل الروافض الكلام على أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما ولعن من لعنهما - ومن تبعهما من الصحابة ، بينما حمل الخوارج المعنى على عثمان وعلي - رضي الله عنهما ولعن من لعنهما - ومن تبعهما من الصحابة ، ولا نجد أياً منهما - أعني الروافض والخوارج - بأولى من الآخر ، لأن العام لا يدل على الخاص إلا بمخصّص ، ولا نجد أياً منهم قد خصّص بمخصّص يدل على التخصيص .
فثبت أن المخصّص عند الطرفين لم يكن سوى الأهواء والأحقاد على فئة من الصحابة ، والرغبة في نصرة مذاهبهم الباطلة . فالطرفان أرادا تخصيص الكلام بالصحابة ، ثم خصص كلٌ منهم الكلام عن فئة من الصحابة لا كل الصحابة ، فإذا كان الكلام قد ورد بشأن الصحابة فإنه باق على عمومه ،
فنقول للروافض ما دليلكم على خروج علي بن أبي طالب وباقي أهل البيت من الكلام ؟
ونقول للخوارج ما دليلكم على خروج أبي بكر وعمر من الكلام ؟ قال كل منهم أن خروج من أخرجناه من الكلام كان بسبب ما ورد في النصوص والأحاديث بفضلهم فلا يمكن أن يكون الكلام في حقهم .
فإنا نقول نحن أهل السنة والجماعة فما توردونه كلاكما من أدلة بشأن هؤلاء وهؤلاء يحملنا على الإعتقاد على منع أن يكون الكلام في حق أي منهم .

ثامناً : إن البعض قد حمل المعنى على من ارتد من الناس من بعد وفاته ، ممن أدركوا الرسول الكريم ورأوه ، فعندما يراهم الرسول الكريم سيظنه أحد أصحابه لأنه مات وهو صاحب له .
وقد قال محمد بن يوسف : ذكر عن أبي عبد الله ، عن قبيصة قال : هم المرتدون الذين ارتدوا على عهد أبي بكر ، فقاتلهم أبي بكر رضي الله عنه.
قلت : هذا جيد ، ولفظ أصيحابي يدل على من قلت صحبته وعشرته للرسول الكريم ، وهو موافق لقول النبي: " ليرد علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم " ، وربما يكون وصف أصيحابي لهم مناسب على اعتبار أنهم ممن قلت صحبتهم لرسول الله كطلحة بن خويلد الذي أسلم عام التاسع للهجرة وارتد بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وادعى النبوة، إلا أنه قد تاب بعد ذلك وأناب وحسن إسلامه وقُتل في نهاوند بعد أن أبلى بلاء حسناً في المعركة ، فليس لنا أن نصرّح بإسمه كواحد من هؤلاء الذين لن يردوا الحوض ، فإنه من تاب تاب الله عليه ، ولكننا نقول فيه وجه لمن حمله على من قلّت صحبته لرسول الله ، فيكون هم المراد من قوله أصيحابي ، وقوله أقوام أعرفهم ويعرفوني .
تاسعاً: إننا رأينا كيف يمكن فهم الأحاديث ، وإن تطرق الإحتمال يبطل الإستدلال، فليس لأحد الطعن بالناس - لا سيما الصحابة - بما لا جزم فيه ولا قطع من الكلام ، وقد قال تعالى: " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " فما بالنا أن يكون القوم صحابة رسول الله الذين نصروه ومنعوه ؟ ولا شك أن كلمة التبين تحمل التثبت والإستيقان والجزم ، فهل نجد بعد ما ذكرنا ما يدعو إلى ثبوت الطعن على الصحابة عليهم رضوان الله جزماً ويقيناً ؟؟؟

نسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا إجتنابه ، ونقول كما قال ابن أبي مليكة : " اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو نفتن " .

كتبه / أبو يحيى







 
قديم 22-01-13, 05:15 PM   رقم المشاركة : 9
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road




اما الدليل انهم لن يذادوا عن الحوض فيشهد بذلك علي اميرك برواية صحيحه صححها المجلسي والبهبودي ..
------------------------------

حدثنا احمد بن زياد بن جعفر الهمدانى قال حدثنا على ابن ابراهيم بن هاشم عن ابيه عن محمد بن ابى عمير عن هشام بن سالم عن ابى عبدالله قال
كان اصحاب رسول الله اثنى عشر الفا ثمانية الالف من المدينة والفان من مكة والفان من الطلقاء ولم يرى فيهم قدرى ولامرجىء ولا حرورى ولا معتزلى ولا اصحاب راى كانوا يبكون الليل والنهار ويقولون اقبض ارواحنا من قبل ان ناكل خبز الخمير



الخصال للصدوق ص 639


-----------------------------


فهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أمير المؤمنين وخليفة المسلمين الراشد الرابع، والإمام الأول عندهم. يمدح أصحاب رسول الله بقوله: لقد رأيت أصحاب محمد فما أرى أحداً يشبههم منكم، لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً، وقد باتوا سجداً وقياماً، يراوحون بين جباهم، ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم كان بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم، إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى ابتل جيوبهم، ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفاً من العقاب ورجاء للثواب"


["نهج البلاغة" ص143 خطبة علي رضي الله عنه ط دار الكتاب بيروت 1387ه‍[.


هذا دليلنا على انهم صحابة وتعريف الصحابي عندنا (( من رأى النبي وآمن به ومات على ذلك )) هذا هو الصحابي .. فما قولك بمن آمن معه بالشده كالسابقون الاولون ... ابوبكر آمن مع النبي في أشد واصعب موقف وكان يستطيع ان ينتظر حتى يظهر الدين ثم يسلم ولو اراد في غار حراء هذا لو انه منافق كما تعتقد ... لعطس فقط ووجدوهم


-----------------------------


وقال رضي الله تعالى عنه في الشيخين أبي بكر وعمر رضيالله عنها: وكان أفضلهم في الإسلام كما زعمت وأنصحهم لله ولرسوله الخليفة الصديق، والخليفة الخليفة الفاروق، ولعمري أن مكانهم في الإسلام لعظيم وأن المصاب بهما لجرح في الإسلام شديد. رحمهما الله وجزاهما بأحسن ما عملا"

["شرح نهج البلاغة" للميسم ص31 ج1 ط طهران].

----------------------------


وروى أيضاً عن إمامهم السادس أبي عبد الله أنه كان يأمر بولاية أبي بكر وعمر، فيروي الكليني عن أبي بصير: قال كنت جالساً عند أبي عبد الله، إذ دخلت علينا أم خالد تستأذن عليه (أي أبي عبد الله) فقال: أبو عبد الله: أيسرك أن تسمع كلامها، قال: قلت: نعم، فأذن لها، قال: فأجلسني معه على الطنفسة، قال: ثم دخلت فتكلمت فإذا امرأة بليغة، فسألته عنهما، (أبي بكر وعمر) فقال لها: توليهما قالت: فأقول لربي إذا لقيته إنك أمرتني بولايتهما، قال: نعم"


[كتاب الروضة للكليني ص29 ط الهند].



=====================

وما أدراك أنت أن هؤلاء منهم ؟؟؟ هل تعتقد ان عليا منهم ؟؟ فنحن لا نعتقد انهم منه كذلك


فا استريح ما ذكرنا هذا الحديث الا ونحن ولله الحمد نوحد الله ونتبع رسول ونحفظ سنته ونقيم الفرائض ولا ندعوا غير الله كغيرنا

=================

انت خاف على نفسك .. كما قال الحسن عن شيعة الحسين .. انهم اسوء خلق الله .. وقالها عن شيعته وشيعة علي وكلهم واحد

تريد الروايات وضعناها لك كثيرا ترى ؟؟؟


----------------------------------------



وقال الحسن عليه السلام (أرى والله معاوية خيراً لي من هؤلاء يزعمون أنـهم لي شيعة، ابتغوا قتلي وأخذوا مالي، والله لأن آخذ من معاوية ما أحقن به من دمي وآمن به في أهلي خير من أن يقتلوني فيضيع أهل بيتي، والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوا بي إليه سلماً، ووالله لأن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير)

(الاحتجاج 2/10).

---------------------

لما تنازل الحسن لمعاوية وصالحه ، نادى شيعة الحسين الذين قتلوا الحسين وغدروا به قائلاً :" يأهل الكوفة : ذهلت نفسي عنكم لثلاث : مقتلكم لأبي ، وسلبكم ثقلي ، وطعنكم في بطني و إني قد بايعت معاوية فاسمعوا و أطيعوا ، فطعنه رجل من بني أسد في فخذه فشقه حتى بلغ العظم

{ كشف الغمة540، الإرشاد للمفيد190، الفصول المهمة 162، مروج الذهب للمسعودي 431:1}

-------------------------


هؤلاء الذي انت منهم اجدادك من يذاد عن الحوض اليس كذلك .. بشهادة المعصوم فا دير بالك على نفسك والله اني لك ناصح وإني عليك مشفق ... وترى عندي غيرها بس تعبت منك .. لا اعلم هل انت لا تفهم او تفهم وتعاند

سلام

======================





وقال الحسن عليه السلام (أرى والله معاوية خيراً لي من هؤلاء يزعمون أنـهم لي شيعة، ابتغوا قتلي وأخذوا مالي، والله لأن آخذ من معاوية ما أحقن به من دمي وآمن به في أهلي خير من أن يقتلوني فيضيع أهل بيتي، والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوا بي إليه سلماً، ووالله لأن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير)


(الاحتجاج 2/10).


---------------------


لما تنازل الحسن لمعاوية وصالحه ، نادى شيعة الحسين الذين قتلوا الحسين وغدروا به قائلاً :" يأهل الكوفة : ذهلت نفسي عنكم لثلاث : مقتلكم لأبي ، وسلبكم ثقلي ، وطعنكم في بطني و إني قد بايعت معاوية فاسمعوا و أطيعوا ، فطعنه رجل من بني أسد في فخذه فشقه حتى بلغ العظم


{ كشف الغمة540، الإرشاد للمفيد190، الفصول المهمة 162، مروج الذهب للمسعودي 431:1}


-------------------------

هؤلاء الذي انت منهم اجدادك من يذاد عن الحوض اليس كذلك .. بشهادة المعصوم فا دير بالك على نفسك والله اني لك ناصح وإني عليك مشفق ... وترى عندي غيرها بس تعبت منك .. لا اعلم هل انت لا تفهم او تفهم وتعاند


سلام



منقـــــــــــــــــــول







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» جواب عن المنافقين قتلوا و لم يبقى الا 12 منافقا
»» لماذا تلعنون يزيد ولا تعلنون الناصبي هشام بن الحكم الذي شارك في مقتل الرضا يا شيعة
»» حوارات منقولة عن القرق بين الولاية و الامامة
»» الإباضية،النشأة والمنهج
»» عضو شيعي في مجلس الامة الكويتي يشارك في عملية غسل اموال لصالح ايران
 
قديم 05-10-13, 09:09 AM   رقم المشاركة : 10
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


الرد على شبهة حديث الحوض



يستدل بعض الشيعة على ارتداد الصحابة أو بعضهم بحديث الحوض حيث قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يَرِدُ عَلَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِي، فَيُجلونَ عَن الْحَوْضِ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي! فَيَقُولُ: إِنَّكَ لَا عِلْمَ لَكَ بِمَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، إِنَّهُمُ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى»([1]).

والجواب عن ذلك أن يقال:

أولاً: الحديث ورد بصيغ متعددة، منها ما سبق، ومنها قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «بَيْنَا أَنَا قَائِمٌ إِذَا زُمْرَةٌ حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِي وَبَيْنِهِمْ، فَقَالَ: هَلُمَّ! فَقُلْتُ: أَيْنَ؟ قَالَ: إِلَى النَّارِ وَالله! قُلْتُ: وَمَا شَأْنُهُمْ؟ قَالَ: إِنَّهُمْ ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى. ثُمَّ إِذَا زُمْرَةٌ حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِي وَبَيْنِهِمْ، فَقَالَ: هَلُمَّ! قُلْتُ: أَيْنَ؟ قَالَ: إِلَى النَّارِ وَالله! قُلْتُ: مَا شَأْنُهُمْ؟ قَالَ: إِنَّهُمُ ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى. فَلَا أُرَاهُ يَخْلُصُ مِنْهُمْ إِلا مِثْلُ هَمَلِ النَّعَمِ»([2]).

ثانياً: يقال لهؤلاء: النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يَعلَم من هم الذين بدلوا بعده إلا حين يَرِدُونَ عليه الحوض ثم يُرَدُّونَ عنه، فإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يعلمهم، فمن الذي حددهم لكم وعيَّنهم بأسمائهم؟! فهل أنتم تعلمون ما لا يعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟! وهل أنتم أعلم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!

ثالثاً: يقال أيضاً: أنتم بين أمرين:

[1] إما أن تجعلوا حديث الحوض يشمل الخلفاء الثلاثة، ولفظ الحديث يدل على أن التغيير محصور فيما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بدليل قوله: «إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك».

فيلزم من هذا:

أنهم كانوا قبل وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أهل الإيمان، ولذلك ظن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنهم استمروا على ذلك، وأنهم سَيَرِدُونَ على الحوض، فَأُخبر أنهم أحدثوا بعده، وبالتالي يلزم بطلان ما نُسب إليهم من كُفر أو نِفاق أو استحقاق لِلَّعن ونحو ذلك؛ لقوله: «لا تدري ما أحدثوا بعدك».

[2] وإما أن لا تدخلوهم ضمن حديث الحوض، وهذا هو المطلوب.

رابعاً: لو قال لنا قائل: إن النص عام، فيشمل أمير المؤمنين علياً رضي الله عنه، وكذلك يشمل المقدادَ وعماراً وسلمانَ وأبا ذر رضي الله عنهم، فما الجواب؟

نقول له: إن الأدلة قد دلت على عدم شمول حديث الحوض للمهاجرين والأنصار؛ لأن الله وعدهم بالجنة.

فالأدلة التي دلت على خروج هؤلاء دلت كذلك على خروج باقي إخوانهم من المهاجرين والأنصار.

ولهذا فنحن نقول: إن هذا الحديث صحيحٌ عندنا ولا شك، لكنه لا يراد به علي بن أبي طالب رضي الله عنه قطعاً؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم شهد له بالجنة، وكذلك لا يراد به غيره من الصحابة السابقين للإسلام ممن شهد لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالجنة كأبي بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وعمار والمقداد وغيرهم من الصحابة رضي الله عنه.

وكذلك لا يمكن أن يراد به السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار؛ لأن الله أخبر ووعد بأن لهم: ((جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً)) [التوبة:100].

فهل هؤلاء الذين وعدهم الله بالجنات هم المرتدون الناكثون، أو أن الله وعدهم بالجنات وهو لا يعلم أنهم سيرتدون، تعالى الله وتقدس عن الجهل والنقائص والعيوب؟!.

خامساً: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فإذا رهط» ولم يقل: فإذا أكثر أصحابي، والرهط في اللغة من ثلاثة إلى عشرة، فدل على أن الذين يمنعون عن الحوض قليل، ومثله يقال في قوله: «فإذا زمرة».

فإن قيل: إن هذا الحديث يدل على أن أكثر الصحابة يُرَدّون عن الحوض، كما في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «فَلَا أُرَاهُ يَخْلُصُ مِنْهُمْ إِلا مِثْلُ هَمَلِ النَّعَمِ»([3]).

فالجواب ظاهر: وهو أن هؤلاء الذين يخلصون (مِثْلُ هَمَلِ النَّعَمِ)، هم من بين تلك الزمر التي عرضت عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وليسوا يخلصون من بين سائر الصحابة؛ أي: لا أراه يخلص من بين تلك الزمر التي تُردُّ عن الحوض إلا مثل همل النعم، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يَرِدُ عَلَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِي»([4]). وفي رواية: «بَيْنَا أَنَا قَائِمٌ إِذَا زُمْرَةٌ... فَلَا أُرَاهُ يَخْلُصُ مِنْهُمْ إِلا مِثْلُ هَمَلِ النَّعَمِ»([5])، ولم يقل: تُعرَضُون أنتم..

وتوضيح ذلك: أن الصحابة عددهم كثير جداً، وهؤلاء الصحابة يعرضون على الحوض ويشربون منه، ولكنْ هناك زمرٌ (أي: مجموعات) منها من تُردُّ عن الحوض؛ لأنها بدلت وغيرت، فيعفى عن مجموعة يسيرة من بين تلك المجموعات، وذلك فضل من الله سبحانه وتعالى([6]).

فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (بينا أنا قائم فإذا زمرة)، ولم يقل: بينا أنا قائم فإذا أكثر أصحابي، أو: فإذا أنتم يا من تسمعونني الآن، وهذا يدل على أن هذه الزمر عددها قليل بالنسبة لمجموع الصحابة رضي الله عنهم؛ ولهذا فبقية الصحابة لا يدخلون في هذا الحديث، بل هم أول من يَرِدُ الحوضَ ويشرب منه، فأين هذا من زعم الشيعة ارتداد الصحابة إلا نفراً قليلاً؟!

ومثاله: لو قال مسئول عنده ثلاثة آلاف موظف: عُرِضَ علي أسماء مجموعة من الموظفين بسبب إهمالهم وكسلهم فعاقبتهم، إلا مجموعة يسيرة عفوت عنهم لأسباب ما، فإن السامع لهذا الكلام يعلم أن الذين عُرِضوا عليه لا يشكلون نسبةً تذكر إلى بقية الموظفين.

سادساً: في المراد بمن يذاد عن الحوض عِدَّةُ أقوالٍ:

القول الأول: قيل إنهم أناسٌ ممن أسلموا ولم يحسن إسلامهم، كأولئك الذين في أطراف الجزيرة وحصلت الردة منهم بعد ذلك، أو الذين منعوا الزكاة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد قاتل الصحابة رضي الله عنهم هؤلاء، ونحن نعلم أنه قَدِمَ على النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم بعد فتح مكة عشراتُ الوفود بالإسلام من قومهم، وأن الذين شهدوا حجة الوداع مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتجاوز عددهم مائة ألف..، وهذا القول من أعدل الأقوال وأحسنها.

فكيف بالله يتهم هؤلاء الصحابة الذين زكاهم الله تعالى، ويترك مانعو الزكاة ممن قُتِل تحت سنابك خيل المهاجرين والأنصار، وكيف يُترك أتباع سَجَاح وطليحة بن خويلد وأمثالهم، ويُتهم صفوة الخلق الذين قاتلوهم، بل وقاتلوا قبل ذلك مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!

وتأمل هذا المعنى الجليل الذي تنقله كتب الشيعة عن الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه إذ يقول: «كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اثني عشر ألفا، ثمانية آلاف من المدينة، وألفان من مكة، وألفان من الطلقاء، ولم ير فيهم قدري ولا مرجئ ولا حروري ولا معتزلي ولا صاحب رأي، كانوا يبكون الليل والنهار، ويقولون: اقبض أرواحنا من قبل أن نأكل خبز الخمير»([7]).

فالإمام جعفر الصادق رضي الله عنه يمتدح اثني عشر ألفاً من الصحابة جلهم من المدينة، ويشهد بأنهم لم يغيروا ولم يبدلوا حتى ماتوا، ثم يأتي الشيعة اليوم وقبل اليوم ليقولوا: لا؛ بل إن هؤلاء الصحابة قد غيروا وبدلوا وارتدوا على أعقابهم!!

القول الثاني: قال بعض أهل العلم: إن لفظ الصحابي في اللغة – لا الاصطلاح الشرعي - يشمل المنافق، فيحتمل أن يريد النبي صلى الله عليه وآله وسلم المنافقين الذين لم يعرفهم أو لم يظهر له نفاقهم، وقد قال تعالى: ((لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ))، وإن كان يعلم غالبهم بالصفات التي وصفهم الله بها؛ والدليل على ذلك: أن رأس المنافقين وهو عبد الله بن أبيِّ بن سلول لما قال: أقد تداعَوا علينا؟ لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزّ منها الأذل، فقال عمر: ألا نقتل يا رسول الله هذا الخبيث - يعني: عبدَ الله بن أُبَي بن سلول - فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّهُ كَانَ يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ»([8]).

ففي هذه الرواية دليل على أن مسمى الصحابة في اللغة يطلق على المنافقين أيضاً، ومن ثَمَّ يمكن حمل روايات الذم على هؤلاء، أي: يراد بلفظ الصحبة الوارد في حديث الحوض هؤلاء المنافقون، وليس الصحابة بالمصطلح الشرعي، والذين وعدهم الله بالحسنى والخلود في الجنات، وبهذا يحصل الجمع بين الروايات.

سابعاً: تأمل - هداني الله وإياك للحق- إخبارَ الله سبحانه وتعالى أنه غفر للمهاجرين والأنصار الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة تبوك: ((لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ)) [التوبة:117]، فأي جريمة والله فيمن ينال من هؤلاء الذين أخبر سبحانه أنه تاب عليهم ورضي عنهم ووعدهم جناتٍ تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً؟!

وأي افتراء على صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذين اتبعوه في ساعة العسرة، وتركوا ديارهم وأموالهم من أجل الله سبحانه وتعالى!

وأي مخالفةٍ لتزكية الله لهم في كثيرٍ من الآيات! بل أي جريمةٍ أن يأتي أحدٌ ويحدد من لم يحدده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث الحوض، فيحدده بالمهاجرين والأنصار ويترك أولئك المرتدين في أرض اليمامة وغيرها!

وقد وصف الله المؤمنين الذين جاءوا من بعدهم بسلامة قلوبهم واستغفارهم للمهاجرين والأنصار، كما قال تعالى بعد ذكره للمهاجرين والأنصار: ((وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)) [الحشر:10].

-------------

([1]) البخاري: (6097).

([2]) البخاري: (6215).

([3]) البخاري: (6215).

([4]) البخاري: (6215).

([5]) البخاري: (6215).

([6]) انظر: كتاب انتصار الحق مناظرة علمية مع بعض الشيعة الإمامية: (442).

([7]) الخصال: (640)، البحار: (22/305)، حدائق الأنس: (200).

([8]) صحيح البخاري: (3518).

منقول / موسوعة الرد على شبهات أعداء الإسلام







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» خطير جدا المعمم الشيعي المهاجر يقول قريبا
»» تعريف في نجد العراق و نجود العرب و عراق العجم و عراق العجم والعراق شرق المدينة
»» د. ناظم المسباح: الكبيسي جانبه الصواب في تعريف الصحابي وخلاف علي ومعاوية
»» إيران.. اليهودية والمجوسية
»» الحركة السلوكية الشيعية الاثناعشرية تبيح اللواط و الدعارة والقتل لتعجيل خروج المهدي
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:48 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "