فقد قاد الأعاجم التشيع في زمن الدولة البويهية , وذلك في القرن الرابع الهجري , ونسبوا إلى آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ما ليس لهم , من الشركيات والكذب والطامات التي سنسمعها إن شاء الله تبارك وتعالى هذه الليلة , وللأسف صدقهم الناس فيما نسبوه إليهم , وخير مثال على هذا ما بأيدينا في هذه الليلة , وهو كتاب الكافي الذي يعتبر صحيحاً كله عند غالبية علماء الشيعة الإثني عشرية , ومن لا يصححه كله يقرُّ بأنه أصح كتاب عندهم , فهو بالاتفاق لا يوازيه أي كتاب من كتب هذه الفرقة الضالة .
ومؤلف هذا الكتاب هو أحد هؤلاء الأعاجم , وهو محمد بن يعقوب الكليني , علماً بأن هذا الكتاب لم يؤلفه علي بن أبي طالب ولا أحد من أبناءه , وإنما ألفه هذا الأعجمي ونسبه إليهم كذباً وزوراً وبدون إسناد ..
عن محمد بن الحسن قال : قلت لأبي جعفر الثاني جُعلت فداك إن مشائخنا رووا عن أبي جعفر و أبي عبد الله , وكانت التقية شديدة فكتموا كتبهم ولم ترو عنهم فلما ماتوا صارت الكتب إلينا فقال : ( حدثوا بها فإنها حق ) , إذا لا توجد عندهم أسانيد متصلة إلى جعفر الصادق ولا إلى أبيه محمد الباقر فضلا عن أن تكون لهم أسانيد متصلة بالحسن والحسين وعلي بن أبي طالب فضلا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , ويزعمون أنهم بسبب التقية فعلوا ذلك , مع ادعائهم في الوقت نفسه أنه ما استطاع الشيعة أن يظهروا علمهم إلا زمن جعفر الصادق لأن التقية زالت , وهكذا نجد هذه التناقضات التي لا تنتهي أبداً .
وهذه المؤلفات ومنها هذا المؤَلف , أعني كتاب الكافي , تُرَسخُ التفرقة , وتدعو إلى الشعوبية , وإلى العنصرية , وتستحل الدماء والأعراض والأموال باسم أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم , ظناً منهم أنها ثابتةٌ عنهم , وهذا لا شك أنه كذب وزور .
من هو الكُليني ؟ :
هو محمد بن يعقوب الكليني , ولد في مدينة كُلين , وهي في إيران , ويقال له الكُليني ويقال له الرازي كذلك ويُعرف أيضاً بالسلسلي البغدادي أبو جعفر الأعور , وكان شيخ الشيعة في وقته بالري ووجههم كذلك , وكان مجلسه مثابة أكابر العلماء الراحلين في طلب العلم , كانوا يحضرون حلقته لمذاكرته ومفاوضته والتفقه عليه , وكان عالماً متعمقاً محدثاً ثقة حجة عدلاً سديد القول ( عندهم ) .
يُعد , عندهم , من أفاضل حملة الأدب وفحول أهل العلم وشيوخ رجال الفقه وكبار أئمة الإسلام , مضافً إلى أنه , عندهم , من الأبدال في الزهد والعبادة والمعرفة والتأله والإخلاص , قال عنه النجاشي : شيخ أصحابنا في وقته بالري ووجههم وكان أوثق الناس في الحديث وأثبتهم , وقال الطوسي : ثقة عارف بالأخبار , وقال بن طاووس : الشيخ المتفق على ثقته وأمانته محمد بن يعقوب الكليني , وعده الطيبي
من مجددي الأمة , على رأس تلك المائة , أعني المائة الرابعة .
هذا الكليني مشهور عندهم , كما قال الميرزا عبد الله الأفندي بأنه : ثقة الإسلام , فإذا قيل ثقة الإسلام قالوا هو الكليني , قال أسد الله الششتري : ثقة الإسلام وقدوة الأنام وعلم الأعلام , المقدم المعظَّم عند الخاص والعام الشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني .
منزلة الكافي عند الشيعة الإثني عشرية :
هذا محمد بن يعقوب الكليني المتوفى سنة 329هـ , على خلاف عندهم في تحديد سنة وفاته , هذا الرجل جمع كتاباً يُقال له الكافي , ويُعتبر كتاب الكافي عند الشيعة الإثني عشرية أصح كتاب في الوجود , وهناك من علمائهم من نقل الإجماع على صحته كله , وقد أنكر أن يكون الكافي صحيحاً كله بعض علماء الشيعة