العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-06-17, 08:22 PM   رقم المشاركة : 1
طالب علام
عضو ماسي







طالب علام غير متصل

طالب علام is on a distinguished road


فضائل علي دينية ، لا سياسية

من أهم وسائل الإثناعشرية في ترويج أفكارهم .. هي الأحاديث النبوية التي تمدح علياً رضي الله عنه وارضاه ..
بعضها صحيح .. وبعضها غير ذلك ..
لكن أهم ما يلفت النظر فيها .. أنها تمدح علياً في جوانب دينية بحتة .. بعيدة عن موضوع الخلافة السياسية والسلطة وقيادة الأمة !!
إقرأوا هذه الروايات ..
ستجدون إنها منصبة على الزهد والورع والتقوى والفقه والقدرة القتالية والنسب الشريف والقرابة والمحبة القلبية ..
وهي اشياء لا ننكرها .. بل نعتز بها جميعاً ..
لكن .. ولا واحدة من هذه الروايات .. تشهد لعلي أنه يصلح للقيادة السياسية والحُكم !!
أليس هذا غريباً ؟
سؤالي للشيعة : هاتوا رواية واحدة صحيحة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام تمدح الجانب السياسي لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ..
أنا في إنتظاركم ..







 
قديم 07-06-17, 09:37 PM   رقم المشاركة : 2
محمد اهدل
رافضي متخفي







محمد اهدل غير متصل

محمد اهدل is on a distinguished road


متابع
جزاك الله خير







 
قديم 09-06-17, 08:22 PM   رقم المشاركة : 3
طالب علام
عضو ماسي







طالب علام غير متصل

طالب علام is on a distinguished road


هل كان علي (رض) معصوماً ؟ يقول الإثناعشرية إن الإمام معصوم من الذنوب والخطأ والنسيان والسهو (عقائد الإمامية للمظفر ص 67 ) . لكننا لم نسمع هذا الكلام من فم الإمام علي! بل قال العكس. فقد روي عنه أنه قال : إني لستُ بفوقِ أن أُخطئ (نهج البلاغة 2/ 201 ) .
وكان (ع) خائفاً من تولّي الحكم خشية ألا يعدل بين الناس! فقد قال يوماً:- إني كنتُ كارهاً للولاية على أمة محمد (عليه الصلاة والسلام) ،، لأني سمعتُ رسولَ الله يقول:- أيّما والٍ وليَ الأمرَ من بعدي، أُقِيمَ على حد الصراط، ونشرت الملائكةُ صحيفته، فإن كان عادلاً أنجاه اللهُ بعدله، وإن كان جائراً إنتقض (هوى) به الصراط حتى تتزايل مفاصله، ثم يهوي إلى النار ( البحار للمجلسي 32/ 17 ، 32/ 26 ).
ومن كتابٍ له (ع) إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة:- أما بعد، فإني خرجتُ من حيي هذا إمّا ظالماً أو مظلوماً، وإمّا باغياً أو مبغياً عليه، وأنا أذكّر اللهَ مَنْ بَلَغَهُ كتابي هذا لَما نَفَرَ إليّ (يقصد أن يأتيني) ، فإن كنتُ مُحسناً أعانني، وإن كنتُ مسيئاً إستعتبني ( البحار 32/ 68 ، 32/ 87 ). هذا الكلام رائع، لكن لا أظن أنه يصدر من معصوم.
وهناك أفعال قام بها علي، هي ليست بذنوب ولا أخطاء في نظر الكثيرين، لكن يبدو أنها لا تصدر من معصوم من الخطأ، مثلاً :-
أولاً :- رفضه لأمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بسبب الإنفعال :-
لما قاضى سهيل بن عمرو بالحديبية كتب الكتاب علي : هذا ما قاضى عليه رسول الله سهيل بن عمرو ، فقالوا له : لو كنتَ نبياً ما خالفناك ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) لعلي : " امحه " . فلم يفعل . فقال لعلي : " أرنيه " فأراه إياه ، فمحاه النبي ( صلى الله عليه وآله ) (تذكرة الفقهاء للعلامة الحلي 9/ 412) ..

ثانياً :- قام العديد من رجاله الذين إختارهم كولاة للأمصار بأخطاء وتجاوزات أضرّت بالناس، وإستاء منها علي، وسبّبت خيبة أمل له، ولم يكن إختياره لهم صائباً! ولا أدري إن كان هذا جائزاً لرجل معصوم من الخطأ !! وإليكم الأمثلة :-
الأشعث بن قيس، واليه على أذربيجان (نهج البلاغة 3/ 6). قال له (ع): أنت منافق بن كافر (نهج البلاغة 1/ 56 ، مصباح البلاغة 4/ 151 ) . والغريب أنه (ع) زوّج إبنه الحسن من إبنته (جعدة) التي إتُّهمت فيما بعد بدسّ السم للحسن !
لا أظن أن الأشعث بن قيس بهذا السوء ، ولكن الإثناعشرية يصرّون على تشويه سمعته ، فيقعون في ورطة : كيف يعيّن (المعصوم!) والياً مثله ؟!
زياد بن أبيه، واليه على (فارس أو البصرة) . وبّخه الإمام أكثر من مرة ، وإتهمه بالكذب (نهج البلاغة 3/ 19 - 3/ 20 – 3/ 69 ، مصباح البلاغة للميرجهاني 4/ 111 – 4/ 157 ). وكما تعلمون، أصبح زياد هذا فيما بعد من أشد أعوان معاوية وأقسى ولاته!
البعض يعتبر قساوة زياد مطلوبة أحياناً ، لتأديب المتمردين ، والذين تعوّدوا على الشغب ! ولكن في كل الأحوال ، هو مرفوض تماماً عند الإثناعشرية ، فكيف يعيّنه الإمام (المعصوم!) والياً على المسلمين ؟!
المنذر بن الجارود، واليه على فارس. سرق من مال الخراج ، فوبّخه الإمام قائلاً: إنّ صلاحَ أبيك غَرّني منك ،،، تُعمّرُ دنياكَ بخرابِ آخرتك (نهج البلاغة 3/ 132 ، دراسات في ولاية الفقيه للمنتظري 2/ 486 ، قاموس الرجال للتستري 10/ 242 ).
مصقلة بن هبيرة، واليه على أردشير. أكلَ أموال الناس، وهرب إلى الشام (نهج البلاغة 3/68 - 1/ 94 ، مصباح البلاغة للميرجهاني 4/ 126 – 4/ 153 ) .
النعمان بن العجلان، أرسله الإمام إلى البحرين ، فقيل أنه سرق مالها ، فوبّخه الإمام (مصباح البلاغة للميرجهاني 4/ 153 ).
يزيد بن قيس الأرحبي ، وبّخه الإمام لأنه تأخّر في جلب الخراج ( مصباح البلاغة للميرجهاني (إثناعشري) 4/ 125 ) .
المسيب بن نجبة الفزاري، أرسله الإمام للقتال، وقال له : إنك ممن أثقُ بصلاحه . ولكن المسيب غشّ إمامه وخانه ، وترك الأعداء ينسحبون بسلام ! (تاريخ اليعقوبي (شيعي) 2/ 196 ) .
شريح بن الحارث، قاضي الكوفة (العاصمة) . غضب منه الإمام، ولم يستطع عزله (نهج البلاغة 3/ 4) .
أبو موسى الأشعري، واليه على الكوفة . رفض الخروج لقتال أهل الجمل ، فعزله (ع) ( البحار 32/ 65 ، مصباح البلاغة للميرجهاني 4/ 164 ) . أنا شخصياً لا أعتبره فاسداً .. بل أميل إلى رأيه في إعتزال الطرفين .. ولكنه .. في نظر الإثناعشرية .. من أسوأ الناس ! .. فكيف ولّاه (المعصوم!) على رقاب الرعية ؟!
قثم بن العباس، إبن عم الإمام، وواليه على مكة. يقولون أنه كان جباناً! ما أنْ رأى كتيبة معاوية تقترب حتى هرب من مكة! ( شرح نهج البلاغة 2/ 11) .
عبيد الله بن العباس، إبن عم الإمام، وواليه على اليمن. هرب هو الآخر عندما رأى جيش معاوية! وقد عاتبه الإمام على ذلك (شرح نهج البلاغة 2/ 15 ، مصباح البلاغة للميرجهاني 4/ 127 ) .
عبد الله بن عباس:- إبن عم الخليفة علي ، وواليه على البصرة. كان من أشد الشيعة إنحيازاً لعلي (ع) منذ وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم). لكنه ترك الإمام في النهاية وأخذ من بيت مال البصرة، وسكن مكة! وقد عاتبه الإمام قائلاً:- أما بعد،فإني كنتُ أشركتُك في أمانتي، وجعلتُك شعاري وبطانتي، ولم يكن في أهلي رجلٌ أوثق منك في نفسي ،، فلما رأيتَ الزمانَ على إبن عمك قد كَلَبَ (إشتد) ،، قلبتَ لإبن عمك ظهر المجن (صِرتَ ضده) ، ففارقتَه مع المفارقين، وخذلتَه مع الخاذلين، وخنتَه مع الخائنين . فردّ عليه إبن عباس:- إن حقي في بيت المال أكثرُ مما أخذتُ . فكتب إليه علي :- فارجع هداك الله إلى رشدك، وتب إلى الله . فكتب إليه إبن عباس:- والله، إنْ ألقى اللهَ قد إحتويتُ على كنوز الأرض أحبُّ إليّ من أن ألقاهُ بدم إمرئ مسلم (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد 16/ 167 وما بعدها ، مصباح البلاغة للميرجهاني 4/ 159 ) .
وقد إحتار إبن أبي الحديد في تفسير تصرفات إبن عباس هذه. ولكنني أراها واضحة المعنى! فيُحتمل أن عبد الله بن عباس كان من أوائل شيعة علي، وكان يراه الأجدر بالخلافة ، ليس لوجود وصية ، ولكن بسبب سابقته في الإسلام وعلمه وقرابته وصهره (البحار 31/ 363 ) .
ولكن لم يكن إبن عباس يرى علياً معصوماً! فلما رأى إبن عباس في النهاية ولاية علي وهي تسير إلى الهاوية، وبدأ جيشه يتفكك، وأنصاره ينقصون، أظنه أحسّ بأن سياسة علي لا تُجدي، فآثر الإعتزال. أما بخصوص الأموال التي أخذها إبن عباس من بيت مال البصرة، فأظن، والله أعلم، أن السيناريو كان كالآتي :- كان عمر بن الخطاب (رض) قد فرض لآل محمد (عليه الصلاة والسلام) وأقاربه (من ضمنهم أولاد العباس) رواتب عالية تُغنيهم عن الناس. فلما جاء علي ساوى بين رواتب كل المسلمين، فإنخفضت الرواتب العالية! ويبدو أن إبن عباس سكت عن ذلك على مضض. فلما تدهورت الأمور، فتح إبن عباس بيت مال البصرة، وأخذ ما رآه حقاً له. وأخبر علياً بأن هذا أقل من راتبه القديم ، وأخبره أن الإجتهاد في أخذ الأموال أهون بكثير من الإجتهاد في سفك دماء المسلمين !! والله أعلم .
خلاصة الكلام: قد يكون إبن عباس شيعياً ، ولكنه لم يكن إمامياً إثناعشرياً .
فقيه أم سياسي ؟ جاء في كتاب/ إحقاق الحق ، للتستري (عالم إثناعشري) :- هو (ع) لا يريد منهم ، بل ولا يقبل منهم أن يعاملوه بغير الصدق والتقوى . من أجل هذا سنراه حين يقع الصدام بينه وبين معاوية يؤثر الهزيمة مع الإخلاص والتقوى على إنتصار يتحقق بالمكر والمراوغة . ويقول له ابن عمه عبد الله بن عباس - وهو الصالح الورع : خادعْهم ، فإن الحرب خدعة . فيجيبه الإمام الطاهر : لا ، والله ، لا أبيع ديني بدنياهم أبداً . مسلم عظيم يفجر الدنيا من حواليه ذمة وإستقامة وطهراً . وكذلك نراه وهو يخطب أصحابه في أول جمعة ، بالكوفة ، وهو أمير المؤمنين ، لا يخطب خطبة خليفة ولا أمير ولا حاكم . لا يصدر قرارات ، ولا يرسم سياسة على كثرة ما كانت الظروف تتطلب من قرارات وسياسة ، بل لا يجعل خطابه الأول هذا استجابة لحماس أصحابه وشد زناد الحمية في أنفسهم استعدادا للمعركة التي سيخوضونها مع جيش الشام المقاتل ، المدرب ، الصعب المراس ، لا شئ من ذلك كله يضمنّه الخليفة والإمام خطابه . إنما هي الدعوة الخالصة لتقوى الله وحسن عبادته وطاعته، اسمعوا : أوصيكم عباد الله بتقوى الله ، فإن تقوى الله خير تواصى به عباده ، وأقرب الأعمال لرضوانه ، وأفضلها في عواقب الأمور عنده . وبتقوى الله أمرتم ، وللإحسان خلقتم . ( حديث : أنت مني بمنزلة هارون/ مركز المصطفى ، نقلاً عن: إحقاق الحق للتستري 32/ 400 ) .
وبعد أن أثبتنا أنه (ع) لم يكن معصوماً من الخطأ ، وجدنا في كتب الإثناعشرية روايات عديدة فيها قرارات وتصرفات له (ع) ، لو درسناها بكل حيادية لوجدناها تُثير التساؤل والإستغراب . وإليكم بعض الأمثلة :-
أولاً:- تعامله مع مراكز القوة:- يروى أن طلحة والزبير قالا له :- أعطيناك بيعتنا على أن لا تقضي في الأمور ولا تقطعها دوننا، وأن تستشيرنا في كل أمر ولا تستبد بذلك علينا، ولنا من الفضل على غيرنا ما قد علمتَ. (ولكنك) أنت تقسم القسم (الأموال)، وتقطع الأمر وتُمضي الحكم بغير مشاورتنا ولا علمنا (البحار 32/ 21). فكان جوابه أنه قال(ع) لهما :- فوالله، ما كانت لي في الولاية رغبة، ولكنكم دعوتموني إليها، وجعلتموني عليها، فخفتُ أن أردّكم فتختلف الأمة(البحار 32/ 21)، ويُروى أنهما طلبا منه أن يوليهما بعض البلاد، فرفض وقال:- إرضيا بقسم الله لكما حتى أرى رأيي، وإعلما أني لا أشرك في أمانتي إلا من أرضى بدينه وأمانته من أصحابي، ومن قد عرفتُ دخيله ( ما في قلبه !! ). فإنصرفا عنه وقد دخلهما اليأس (البحار 32/ 6 ) .
ثانياً:- إعتداده برأيه . قال (ع) لهما :- نظرتُ في كتاب الله وسنة رسوله، فأمضيتُ ما دلاني عليه واتبعته، ولم أحتج إلى رأيكما فيه ولا رأي غيركما(!!)( البحار 32/ 22 ) .على فرض صحة الرواية وما قبلها، لاحظ تلميحه (ع) لهما وإتهامه إياهما بقلة الدين والأمانة. وهو يعلم أن طلحة والزبير من كبار الصحابة، ومن أهل بدر، ومن كبار المستشارين في الدولة، ومنافسان كبيران له، ولهما أتباع وأنصار، حتى من بعض الذين ثاروا ضد عثمان. كأنه (ع) يريد من البداية تأليب الناس ضده ! فهل هذا تصرف دبلوماسي صائب ؟ الله أعلم . وأظنه (ع) كان يشعر بهذه الخصلة ( وهي أن الفقيه لا يصلح بالضرورة للسياسة ). لهذا رفض الخلافة بعد مقتل عثمان، قائلاً :- أتركوني، فأنا كأحدكم، بل أنا أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم ،، واعلموا إني إن أجبتكم (قبلتُ بالخلافة) ركبتُ بكم ما أعلم (آخذ برأيي) ولم أصغِ إلى قول القائل وعتب العاتب (أرفض أي إعتراض) وأنا لكم وزيراً (مستشاراً) خير لكم مني أميراً( شرح النهج لإبن أبي الحديد 1/169 – 7/33 ، البحار 32/ 24 ). وفي رواية أخرى:- دعوني وإلتمسوا غيري، فإنا مستقبلون أمراً له وجوه وله ألوان، لا تقومُ له القلوب، ولا تثبتُ عليه العقول( البحار 32/ 8 ، 32/ 23 )!!كأنه (ع) يشير إلى أن الظروف الصعبة حينها ذات وجوه مختلفةغير واضحة، وعقله الفقهي (الذي لا يعرف سوى هذا حلال وهذا حرام) قد يفهمها بطريقة تختلف عن فهم الآخرين، فتحصل المشاكل. وقد حصلت !!
وكم مرة نصحه شيعته أن يبذل المال لإستمالة الناس ، بدلاً من ذهابهم إلى معاوية ، فرفض (ع) رفضاً شديداً ( البحار 34/ 164 ، الكافي للكليني 4/ 31 ) . بصراحة ، لا أعلم كيف غابت عنه (ع) حكمة الله تعالى عندما جعل للمؤلفة قلوبهم نصيباً مفروضاً من زكاة المسلمين ! أليس في ذلك إباحة لإستخدام المال لتأليف الناس وإستمالتهم ؟!
ثالثاً:- إستعجاله في تغيير نظام توزيع الأموال. كان عمر بن الخطاب قد قسّم الرواتب بين الناس حسب سابقتهم في الإسلام وقرابتهم من النبي (ص) ، ولم يعترض علي (ع) على ذلك وقتها . وإستمر الأمر في زمن عثمان. فلما تولى علي (ع) الخلافة تصوّر أن توزيع الأموال بالتساوي قد يهدئ الفتنة، فأعطى للكافر الذي أسلم قبل يوم كما يعطي للسابقين الأولين الذين جاهدوا مع النبي (ص) . وقد حذر بعض الشيعة الإمام (ع) من مغبة هذا التصرف ، فرفض ( الكافي للكليني 4/ 31 ) . كما أضر هذا القرار بأخوته وأقاربه ، حتى تركه بعضهم وذهب إلى معاوية ( البحار 29/ 495 ، 42/ 114 ) .
كذلك يروون أنه (ع) قال في أول خطبة له :- ألا وإن كل قطيعة (قطعة أرض) أقطعها عثمان، أو مال أخذه من بيت مال المسلمين فهو مردود عليهم في بيت مالهم ، ولو وجدتُه قد تزوج به النساء وفُرّق في البلدان !! ( البحار 32/ 16 ). لاحظ قدرته (ع) العجيبة على تهييج الناس ضده، وخلق أعداء له! علماً أن هذه الأموال تم توزيعها على مدى إثناعشر سنة (فترة خلافة عثمان) وأمام عينه (ع) فلم نسمع منه (ع) حينذاك أي إعتراض ، وقد كان (ع) يعترض على أبسط من ذلك !!
رابعاً:- إستعجاله في عزل معاوية. قيل له (ع):- إن معاوية مَنْ قد علمتَ، قد ولاه الشام مَنْ كان قبلك، فولّه أنت، كيما تتسق عُرى الاسلام، ثم إعزله إن بدا لك..قال (ع) : لا يسألني اللهُ عن توليته على رجلين من المسلمين ليلة سوداء أبداً (البحار 32/ 34 ) .
خامساً:- عدم فتح ملف مقتل عثمان (رض) . قسّم علي (ع) الناس حسب موقفهم من عثمان إلى ثلاثة أقسام :- من يعتبر ابن عفان ظالماً كان ينبغي له أن ينضم إلى قاتليه أو ينابذ (يحارب) ناصريه . ومن كان يعتبره مظلوماً لقد كان ينبغي له أن يكون من المنهنهين (المدافعين) عنه والمعذرين فيه (يلتمسون له العذر) . ومن كان في شك من الخصلتين لقد كان ينبغي له أن يعتزله ويركن جانباً (البحار للمجلسي 32/ 95 ) .
فلو إعتقد علي أن عثمان قُتِلَ مظلوماً فالمفروض أن يقوم علي بمحاسبة قتلته، أو على الأقل تقديمهم للمحاكمة، وبذلك يتخلص من المسؤولية الجنائية ويُسكِت المعترضين.
أما لو كان عثمان في نظر علي ظالماً يستحق القتل فالمفروض أن ينضمّ علي إلى الثوار من البداية، لا أن ينتظر ويتربص حتى يُقتل عثمان، ثم يركب الموجة ويؤيد الثوار بالعفو عنهم ويتركهم يسيطرون على الجيش! هذا تصرف إنتهازي لا يليق برجل عظيم مثل علي.
وإذا قلنا أنه (ع) لم ينضم إلى الثوار بسبب التقية، فعثمان قد أصبح في الأيام الأخيرة ضعيفاً جداً لا يستطيع الخروج من بيته ليشرب الماء العذب! وقد أرسل (ع) ولديه الحسن والحسين ليحرسا عثمان وقتها! (مروج الذهب للمسعودي (شيعي زيدي لا إثناعشري) / من الإنترنيت 1/ 484 ).
يقول البعض أنه (ع) لم يستطع محاكمة قتلة عثمان لأنهم كانوا أقوياء ومسيطرين على جيشه، وكان ينتظر تهدئة الأمور.
بصراحة لم أقتنع بهذا التبرير! لأن القائد الحقيقي إما أن يطبّق القانون في دولته أو يحترم نفسه ويتنازل عن السلطة!
رأيي المتواضع:-
أظن ان علياً لم يكن متأكداً من صحة إعتراضات الثوار ضد عثمان، ولهذا لم ينضم إليهم. لكنه رأى أن عثماناً رفض أن يدافع عنه أحد حتى قُتِل، أي أن عثماناً قد تبرّع بدمه حقناً للدماء. فلماذا يفتح الملف بعد ذلك ويقتص من القتلة بينما صاحب الشأن (عثمان) لم يُرِد ذلك ؟!
لكن بعض الصحابة أصرّوا على تطبيق القانون ومحاسبة القتلة. فإعتبر (ع) قرارهم هذا خروجاً على السلطة الشرعية. عندها بدأت المشاكل!
ولصعوبة الموقف آنذاك والتحرّج من مقاتلة المسلمين آثر فريق من الصحابة الوقوف على الحياد وإعتزال القتال بين الطرفين (البحار 32/ 124 ) . وبعض الباحثين يؤيد رأي هذا الفريق، خصوصاً وأن علياً لم يُجبرهم على الخروج معه، فيبدو أنه (ع) رأى أن (المحايدين) أخطأوا لكن بتأويل جدير بالإعتبار! فكما تأوّل الثوار وقتلوا عثماناً، كذلك تأوّل (المحايدون) ورفضوا القتال.
وأظن أن الإجتهاد بحقن دماء المسلمين أفضل من الإجتهاد بإراقتها! والله أعلم.

بقيت مسألة أخيرة في الموضوع، وهي أن الإثناعشرية يزعمون إن طلحة والزبير وعائشة كانوا ضد عثمان، وساهموا في تأليب الناس ضده! ( البحار 32/ 58 ، 32/ 69 ، 32/ 78 ، 32/ 84 ، 32/ 126 ، 32/ 136 ) . إن كان هذا صحيحاً، فلماذا لم يتخلص الإمام منهم بمناورة سياسية بارعة، وهي إعطاء القضية إلى القضاء! عندها سيُحرج الثلاثة ويضعهم في قفص الإتهام، ويُسكت معاوية، وإذا عاتبه أحد فيقول له : إن الأمر بيد القضاء، ولا دخل لي فيه! أكان هذا خطأً سياسياً ؟! الله أعلم .
سادساً :- تغييره لقراراته تحت الضغط . يقال أنه (ع) لم يقبل بالتحكيم في صفين لأنه على وشك الإنتصار، ثم وافق بسبب ضغط جيشه عليه (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد 2/ 219 ) . وكان علي يريد عزل أبي موسى الأشعري ، ولكن شيعته أجبروه على إبقائه ، فقال علي : والله ما كان عندي بمؤتمن ولا ناصح ولقد أردتُ عزله ، فأتاني الأشتر ، فسألني أن أقرّه (أبقيه) وذكر أن أهل الكوفة به راضون ، فأقررته . وعندما رفض أبو موسى الأشعري الإشتراك في القتال ، قال له أمير المؤمنين في رسالة :- أما بعد ، يا ابن الحائك ، يا عاض أير أبيه ! (البحار 32/ 86 – 87 ) . تخيّل ، إمام معصوم يتلفظ بهذه الألفاظ المخجلة !! وكذلك عندما أراد أن يُرسل إبن عباس ممثلاً عنه في التحكيم، فأجبروه على إختيار أبي موسى الأشعري . لا أدري إن كان من خصال القائد الناجح أن يرضخ لضغوط جيشه حتى لو أدت إلى الخسارة !! وأظنه (ع) أحسّ بهذا، فقال في النهاية : كنتُ أمس أميراً فأصبحتُ اليوم مأموراً (نهج البلاغة 2/ 186) . فهل هذا إعلان رسمي منه (ع) بإنتهاء ولايته السياسية ؟! هذا يشير إلى أن شيعته لم يؤمنوا بعصمته، وإلا كيف يُعارضوا ويناقشوا رجلا معصوماً ؟ وحتى مالك الأشتر – أشهر قادة جيش علي – ذات مرة إعترض على إمامه (ع) وغضب منه ! (راجع البحار 32/ 71 – 32/ 381 – 32/ 452 ) .






 
قديم 17-06-17, 04:01 AM   رقم المشاركة : 4
طالب علام
عضو ماسي







طالب علام غير متصل

طالب علام is on a distinguished road


هل الأفضل في الدين هو بالضرورة الأفضل في السياسة ؟
هذه مسألة لم يفطن لها البعض !
إذ ، ليس بالضرورة أن يكون الأفضل في أمور الفقه والزهد والعبادة والورع .. هو بالضرورة الأفضل في أمور السياسة والحكم وإدارة شؤون الدولة !!
بل على مر التاريخ .. رأيتُ العكس .. في معظم الأحيان !!
لم يتصارع مسلمان .. أحدهما أكثر فقهاً وعبادة وورعاً .. والآخر أكثر خبرة في فنون السياسة وإدارة الحكم .. إلا وكانت الغلبة للثاني على الأول !!
علي ومعاوية
الحسين ويزيد
عبد الله بن الزبير والحجاج
محمد النفس الزكية وأبو جعفر المنصور
في كل هذه الأمثلة .. إنتصر الثاني على الأول .. رغم كونه أقل منه شأناً في الفقه والعبادة !!
كأن الله تعالى يريد أن يعلّم المسلمين درساً .. بألا يركّزوا فقط .. عند إختيارهم للحاكم أو الخليفة .. على الجانب الديني فقط .. بل هناك شروط أخرى مهمة .. وعلى رأسها : قدرته على تسييس الرعية وجعلهم يطيعون أوامره ولا يتمردون عليه ..
وأكبر مثال هو علي رضي الله عنه ..
هو من أعظم المسلمين فقهاً وعبادة وورعاً وزهداً .. إضافة إلى كفاءته العسكرية وشجاعته النادرة ..
إلا إنه لم يستطع أن يجعل الناس يطيعونه ..
وهذا يشير الى مدى رحمة الله تعالى بالمسلمين عندما شاء أن يتولى عليهم أولاً أبو بكر ، ثم عمر .. لأنهما كانا يملكان هذه الخصلة النادرة ..
في إحدى الحوارات ..أخذ المحاور الاثناعشري بالإنتقاص من عمر رضي الله عنه والإستهزاء به ..
فقلتُ له : أنت تستهزئ بحاكم .. أفلح في إدارة شؤون دولة .. إمتدت من إيران الى شمال إفريقية .. عالماً بكل ما يدور فيها .. مراقباً لكل والٍ وعامل له .. ضابطاً لكل صغيرة وكبيرة فيها ..
قارن هذا .. وبين حاكم لم يستطع أن يسيطر حتى على جيشه الخاص !!
ولكم أن تتخيلوا ردة فعل المحاور الإثناعشري ..






 
قديم 14-07-17, 01:43 PM   رقم المشاركة : 5
طالب علام
عضو ماسي







طالب علام غير متصل

طالب علام is on a distinguished road



(حديث المنزلة : الفرق بين الفقيه والسياسي)
من الروايات في فضائل علي (رض) .. أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال له : " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " .. وهذا مشهور في كتب الطرفين ..
ويستدل الشيعة بهذا الحديث على أحقية علي للخلافة ..
لكن لو تدبّروا هذا الحديث ملياً .. لوجدوه دليلاً على عكس ما يظنون !!
فإن هارون (ع) كان نبياً كريماً معصوماً في أمور التبليغ .. وقد شارك أخاه موسى (ع) في النبوة والدعوة والإرشاد ..
ولكن حصلت حادثة مشهورة .. أشارت الى الفرق بينهما في تدبير أمور السياسة والحكم !!
لأول .. وآخر .. مرة .. قام موسى (ع) بإسناد منصب (النائب السياسي) لأخيه هارون (ع) .. لمدة قصيرة .. ريثما يذهب الى ربه لإستلام التوراة ..
فماذا حصل أثناء تولي هارون السلطة وكالةً ؟
إندلعتْ فتنة داخلية .. قسّمت القوم .. وكادت أن تشعل حرباً أهلية بينهم ..
هل إستطاع هارون (ع) أن يمنعها .. أو يجهضها في مهدها .. أو يعالجها بعد إستفحالها ؟
الجواب : كلا في كل الأحوال .
لماذا ، وهو نبي كريم معصوم ؟
أين كانت أجهزته الأمنية ، عندما كان السامري يجمع الحلي ويصهرها ويصنع العجل ؟؟!!
الجواب : هارون (ع) مؤهل للدعوة والإرشاد وتبيان الحلال من الحرام .. ولم يكن مؤهلاً للقيادة السياسية وإدارة دفة الحكم !
بمعنى آخر .. إن الله عز وجل إختار هارون للقيادة الدينية .. وليس للقيادة السياسية ..
لماذا غضب موسى (ع) على أخيه عندما عاد ، وأخذ برأسه ولحيته ، وهو يعلم إن أخاه نبي ؟؟
الجواب : لأنه كان يظن إن أخاه يملك القدرة السياسية إضافة الى القدرة الدينية ..
-------------------------------------------------------------------------
ويبدو إن منزلة علي .. مثل منزلة هارون .. مع حذف النبوة ! كما جاء في الحديث الشريف ..
فقد حصل لعلي .. كما حصل لهارون !!
لم يسند النبي عليه الصلاة والسلام له منصب النائب السياسي .. إلا مرة واحدة .. و لفترة قصيرة .. وهي في غزوة تبوك حصراً ..
ولم يفرح علي بهذا المنصب ..
بل حزن .. وقيل بكى .. وقال : " أتخلفني مع النساء والصبيان ؟ " (حديث المنزلة للميلاني (اثناعشري) ص 75 ) ..
لماذا لم يفرح ، ويقل في نفسه : أخيراً إستلمتُ النيابة السياسية والخلافة التي إختارني الله ورسوله لها ؟؟؟
الجواب : لأنه لم ير نفسه يوماً خليفة أو ملكاً أو حاكماً !!
بل كان دائماً يرى نفسه جندياً في سوح القتال ..
وهذا دليل على إنه لم يدر في بال أحد .. لا النبي .. ولا علي .. أن يكون الخليفة السياسي هو علي !!

-----------------------------------------------------------------------------------------

الخلاصة :-
هذا الحديث .. يشير الى المكانة العالية لعلي .. في أمور الدين .. وقرابته الشريفة للنبي عليه الصلاة والسلام ..
لكنه يشير أيضاً .. الى خيبة أمل مؤلمة .. في الجانب السياسي والأمني لتلك الشخصية العظيمة .. تماماً كما حصل مع هارون (ع) ..

ورضي الله تعالى عن الصحابة .. من ضمنهم أهل البيت الكرام ..


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& &&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

الحديث الشريف : (( ويح عمار ! تقتله الفئة الباغية ))
هذا الحديث النبوي الشريف يُعتبر أقوى دليل وأكبر دعم لموقف علي ضد معاوية (رضي الله عنهما) . فقد لازم عمار بن ياسر علياً طول الوقت ، وقاتل معه في معركة الجمل ومعركة صفين ، وقُتل في الأخيرة .
وبما أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد أخبرنا بأن عماراً (رض) ستقتله الفئة الباغية ، فهو (عمار) مع الفرقة المُحِقّة (بالمنطق) .
ورغم أن معاوية بدهائه حاول تلافي هذا الأمر ، فقال: إنما قتله مَنْ أخرجه . لكن جميع المسلمين اليوم (إلا ما ندر) يُجمعون على أن الحق كان مع علي في كل حروبه التي خاضها .
------------------------------------------------------------------------------
لكن الغريب في الأمر أن علياً وأتباعه لم يستشهدوا بهذا الحديث !! لا قبل مقتل عمار ، ولا بعده !!! رغم كون هذا الحديث ذي فائدة عظيمة لهم !
فمنذ أن بدأت المشاكل، لماذا لم يستشهد علي أو عمار أو غيرهما بهذا الحديث ؟!
لماذا لم يقل أحدهم مثلاً : هذا عمار بن ياسر الذي قال عنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)) أنه سيُقتَل على يد الفئة الباغية ، ها هو يخرج مع أمير المؤمنين علي وسيقاتل معه !! أظن أن النقاش حينها سيُحسم لصالح علي حتماً .
لكن هذا لم يحصل ! ولا أدري لماذا نسي علي وأتباعه وقتها هذا الحديث !!
أم أنهم لم يسمعوا بهذا الحديث أصلاً ؟؟!!
وعندما خرج علي بجيشه إلى البصرة ، أرسل عماراً إلى الكوفة يستحثهم على الخروج معه ، فإصطدم هناك بتيار أبي موسى الأشعري (رضي الله عنهم أجمعين) الذي قرر إعتزال الطرفين . فلماذا لم يقل عمار له : أنا سأخرج مع أمير المؤمنين ، وستعلمون غداً من هي الفرقة الباغية التي ستقتلني ، كما أخبرني الصادق المصدوق (ص) !!
تخيّلوا حجم الإحراج الذي كان سيقع فيه أبو موسى الأشعري حينها .وهذا أيضاً لم يحصل! ولا أدري لماذا نسي علي وأتباعه وقتها هذا الحديث !! أم أنهم لم يسمعوا بهذا الحديث أصلاً ؟؟!!
وعندما وصل جيش علي إلى البصرة وبدأت المفاوضات بين الطرفين، لم يُذكَر هذا الحديث حينها! ولم يقل علي ولا عمار ولا غيرهما: أنظروا! هذا عمار بن ياسر معنا. فإياكم أن تقتلوه، فتحكموا على أنفسكم بأنكم الفئة الباغية .
فكأن علياً وعماراً وباقي المسلمين كانوا في غيبوبة عن هذا الحديث المفيد جداً لدعم موقف علي ، ثم إنتبهوا فجأة عندما قُتل عمار في صفين !!
ومن الذي ذكر هذا الحديث حينها؟ ليس علي ولا عمار ولا واحد من جيش أمير المؤمنين! بل عبد الله بن عمرو بن العاص! الذي كان في الجهة الثانية ، جهة معاوية !!
ثم بعدها ، حصلت قصة التحكيم . ومختصرها أن معاوية رفع المصاحف وطلب تحكيم كتاب الله بين الطرفين ( بمصطلحات زماننا هذا: طلب وقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات ) ، وقيل أن علياً رفض ذلك لأنه على وشك الإنتصار ، ولكن بعض جيشه أجبره على القبول بعرض معاوية .
-------------------------------------------------------------------------
هنا يستوقفنا أمران :- الأول : عدم قدرة علي على تطويع (أو ترويض) جيشه لكي يطيع أوامره بدون نقاش (عكس علاقة معاوية بجيشه المطيع دون قيدٍ أو شرط ) . وهذا يدخلنا في جدال قديم : أيهما أفضل لتولي السلطة، الأكثر فقهاً وزهداً أم الأكثر سياسة ودهاءأً ؟؟؟
الأمر الثاني هو أن علياً لم يستفد من حادثة مقتل عمار !! فلم يقل للناس: ألا ترون أنهم الفئة الباغية التي قتلت عماراً ، فعلينا أن نقاتلهم حتى تفيء إلى أمر الله !!
لا أدري سبب إصرار علي على تجاهل هذا الحديث، وعدم الإستفادة منه لتدعيم موقفه سياسياً. فالتحكيم بين علي ومعاوية كان يمكن أن ينتهي في خمس دقائق لصالح لو أنه ذُكر الناس بهذا الحديث.
وبعدها، عندما إنشق جيشه، وظهر الخوارج، دخل معهم في مناظرات عديدة، ثم قاتلهم في معركة النهروان. ولم نسمع أن أحداً ذكر هذا الحديث لإثبات صحة موقف علي !
ويستمر مسلسل تجاهل هذا الحديث بعد إستشهاده ! فلم يذكره الحسن ، ولا الحسين في كربلاء!
ولقد بحثتُ عن هذا الحديث في كتب الشيعة، فلم أجد أحداً من أئمة أهل البيت يذكره! وهذا غريب!
------------------------------------------------------------------------
وإذا كان العلويون وأتباعهم في حالة تقية في زمن الأمويين ، فما عذرهم في زمن العباسيين الذين كانوا يكرهون الأمويين كرهاً شديداً ، ويرحبون بكل رواية تنتقص منهم ، خصوصاً من معاوية ؟
فلقد أصدر الخليفة المأمون العباسي بياناً: " برئت الذمة ممن ذكر معاوية بخير، ومن ذكره بخير اُبيحَ دمهُ ومالهُ " (أعيان الشيعة للأمين 2/ 16 ، موسوعة المصطفى للشاكري 12/ 287 ، وراجع/ تاريخ الطبري 7/ 187 ، الكامل لإبن الأثير 6/ 406 ، تاريخ الإسلام للذهبي 15/ 5 ) .
واللطيف أن أول من روى هذا الحديث ونشره هما إثنان من علماء السنة ، عاشا في نفس الزمن تقريباً : البخاري وأحمد بن حنبل، اللذان عاشا في ظل الدولة العباسية ، بعد حوالي مئة سنة من قيامها . ولم يروه أهل البيت ولا أحد من شيعتهم في هذه المئة سنة.
أما بعد أن روى البخارى وأحمد ذلك الحديث ، فقد بدأ علماء المسلمين ينشرونه في كتبهم: مسلم، والترمذي،والنسائي، والحاكم النيسابوري، والبيهقي، وإبن حجر، وإبن حبان، والطبراني ، وغيرهم .. والملاحظ أن أكثرهم من علماء (السنة) وليس الشيعة !!
-----------------------------------------------------------------
ويبدو أن هذا (الإهمال الغريب للحديث) أحرج بعض علماء الشيعة ! فقال أحدهم: رُويَ عن جعفر الصادق (ع) أنه قال في حديث له أن عماراً تقتله الفئة الباغية ( الإحتجاج للطبرسي 1/ 267 ، درر الأخبار لخسرو شاهي ص 232 ). هكذا !! دون سند متصل إلى الصادق (ع) ، ولا أي دليل على أنه (ع) فعلاً قال ذلك . وهذه من فبركات البعض عند إحساسهم بالحرج ، أو دخولهم في ورطة تاريخية! والطبرسي صاحب كتاب الإحتجاج مشهور بذلك.
والذي يحيرني أكثر هو كيف لرجل يملك سلاحاً (معنوياً) يُفيده، لكنه لا يستعمله ؟!! وخاصة أن هذا الرجل هو (قائد سياسي) واجه الكثير من الفتن والصراعات ؟؟!!

الخلاصة :- ظاهر هذا الحديث الصحيح يتعارض مع ظاهر الآية الكريمة (إن تنصروا الله ينصركم) .. حيث نصر الله الفئة (الباغية) !!!!!! إلا إذا كانت (الفئة الباغية) ليست معاوية وجيشه !!

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

الحديث الشريف : (((( تمرق مارقة على حين فرقة من المسلمين تقتلهم أولى الطائفتين بالحق )) ، وفي رواية أخرى (( أدنى الطائفتين إلى الحق ))

الجميع يعتبرون علياً (رض) وجيشه هم أولى الطائفتين بالحق .. لأنه قاتل الفرقة المارقة .. وهي الخوارج ..
بينما رأينا إن الله تعالى لم ينصر هذه الطائفة الأولى بالحق .. وإنما نصر الطائفة الأخرى !!
----------------------------------------------------------------
ورأينا إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مدح الفرقة المعتزلة للقتال .. حيث مدح حفيده الحسن (رض) لأنه سيوقّف القتال ويتجه إلى الصلح !!
جاء في موسوعة الشيعة الشهيرة (بحار الأنوار) لشيخهم المجلسي .. إن رسول الله صلى الله عليه وآله .. قال عن الحسن بن علي :- " إن إبني هذا سيد ، ولعل الله يصلح به بين فئتين من المسلمين " (بحار الأنوار للمجلسي 43/ 298 ، 43/ 299 ، 43/ 305 ، 43/ 317 ) ..
---------------------------------------------------------------
ورأينا على مر التاريخ .. إن معظم الأفكار والعقائد المنحرفة التي ظهرت فيما بعد في الجسد المسلم .. إنما خرجتْ من جيش علي .. مثل الشيعة والروافض والإمامية والخوارج والمعتزلة والمشبهة والمجسمة والمعطلة .. حتى الحديثة منها :- البهائية والقاديانية والنصيرية والدروز .. إنما أصلهم من الروافض الإمامية .. المنبثقة من جيش علي !!
بينما لم أسمعْ بأي فكر منحرف خرج من جيش معاوية !!

حل المعضلة :-
صحيح إن أول من قاتل الخوارج هو علي (رض) ..
لكن ، أظن إننا نسينا أن أشد الناس ضراوة في قتال الخوارج كانوا بني أمية !
وهم الذين كسروا شوكتهم وأزالوا خطرهم على الأمة على مدى سنين طوال .. وبالذات ، على يد القائد الأموي : المهلب بن أبي صفرة ..
فكيف لا نحسب بني أمية ضمن الفرقة الأولى بالحق ؟؟؟؟

النتيجة :- أظن إن هناك ثلاث أمور أغفلها أكثر الناس في هذا الموضوع ، وهي :-
أولاً : عدم إستشهاد علي وأصحابه بهذا الحديث وأمثاله ..
ثانياً : كيف تخرج معظم البدع الشنيعة والملل المنحرفة من جيش علي ، ولا تخرج من جيش معاوية (الفئة الباغية كما يزعمون) ؟
ثالثاً : كيف نصر الله تعالى معاوية (الباغي) على خصومه (أهل الفئة المحقة !) ؟؟

88888888888888888888888

المفهوم التقليدي لحديث (ويح عمار ، تقتله الفئة الباغية) .. يؤدي الى نتائج تخالف عقائد الاثناعشرية .. وكما يلي :-
أولاً : أمير المؤمنين علي (عليه السلام) لا يُحسن المناورات والمفاوضات السياسية .. بدليل إنه لم يستشهد بهذا الحديث أثناء معركة صفين .. ولا أثناء التحكيم ..
لو إنه نشر هذا الحديث بين الناس .. وأعلن إن معاوية يمثل الفئة الباغية .. لإنتهى التحكيم لصالحه بلا ريب ..
وهذا يؤكد النظرية التي تقول إن عقلية علي (ع) هي عقلية فقيه .. لا سياسي !
----------------------------------------------------------------------------
ثانياً : هل كتم النبي عليه الصلاة والسلام شيئاً من الرسالة ؟؟ بالتأكيد ، لا ..
لو كان المقصود من الفئة الباغية هو معاوية وجيشه .. لأوضح النبي (صلى الله عليه وآله) ذلك .. هذا واجبه ، أليس كذلك ؟
لكنه سكت ، لكي يحث المسلمين على البحث عن أصل الفتنة .. والذي كثيراً ما يكون مختبئاً وراء غطاء أو ستار لئلا ينكشف بسهولة أمام الناس ..
وكان أصل الفتنة هم قتلة عثمان (رضي الله عنه) .. وكان الغطاء هو التشيع لأهل البيت ..
--------------------------------------------------------------------------------
ثالثاً : يؤمن الشيعة بمبدأ (العدل الالهي) و(اللطف الالهي) .. ويجعلونه أصلاً من أصول العقيدة ..
هنا نسألهم : اذا كان معاوية يمثل الفئة الباغية ، وعلي يمثل الفئة المحقة .. فلماذا نصر الله تعالى الفئة الباغية على المحقة ؟
ما هو الخلل الموجود في الفئة المحقة .. لكي يحرمها الله من التمكين في الأرض ؟
ما الخير الموجود في جيش معاوية .. رغم بغيه (!) .. بحيث منحه الحُكم والخلافة وولاية أمر المسلمين ؟
--------------------------------------------------------------------------------
رابعاً : لماذا نرى معظم الفتن والعقائد الضالة والمنحرفة .. وعلى رأسها الخوارج والروافض .. قد خرجت من جيش علي (الفئة المحقة) .. بينما لم يخرج من (الفئة الباغية !!) أي عقيدة منحرفة على مر الزمان ؟؟
---------------------------------------------------------------------------------
رابعاً : يمكننا الجواب على هذه الاسئلة .. بجواب واحد مقنع .. وهو إن معاوية وجيشه ليسوا المقصودين بالفئة الباغية .. وإنما هم السبئيون قتلة عثمان ..
والظاهر إن علياً (عليه السلام) كان يعلم ذلك جيداً .. لذلك ، لم يستشهد بهذا الحديث آنذاك ..

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

(( تقتله الفئة الباغية ، يدعوهم الى الجنة ، ويدعونه الى النار )) !!

لا يدرك الاثناعشرية بأنهم .. كلما طعنوا في معاوية أكثر وأكثر .. كلما أحرجوا الحسن والحسين .. الذين بايعاه .. أكثر وأكثر !!!
أحد الاثناعشرية سأل : " كيف تقولون معاوية مؤمن وهو يدعو الى النار ؟ " .
الجواب / بالتأكيد لا يوجد مؤمن يدعو الى النار متعمداً ..
أظن إن المسألة بديهية ، ولا تحتاج الى دليل ..
ولكن .. قد يحصل هذا عن طريق الخطأ ! كأن يعمل المؤمن عملاً يظنه صواباً .. لكنه يشعل فتنة تنتشر كالنار في الهشيم .. والأمثلة على ذلك كثيرة .. منها :-
1- الخليفة عثمان تساهل كثيراً مع مثيري الفتن .. ظناً منه إن الرفق واللين سوف يصلحهم ويهديهم .. ولكن يبدو إن بعض البشر لا ينفع معهم إلا الحزم والقسوة أحياناً .
2- وعندما أثيرتْ مسألة الكتاب المزوّر على لسانه .. وأتهموا مروان بن الحكم بذلك .. رفض تسليمه لهم لقناعته بأنه بريء .. فإزدادت الفتنة ضراوة ! ولو إنه أعلن عن تشكيل لجنة تحقيقية من كبار الصحابة للبت في جريمة التزوير .. لسحب البساط من تحت أقدام الغوغاء .
3- الخليفة علي .. ترك قتلة عثمان .. دون محاكمة !! لا هو أعلن براءتهم ، ولا هو أعلن إدانتهم !!! بل تركهم يسرحون ويمرحون دون إحالة القضية الى القضاء !! لا بل سمح لقتلة عثمان أن يسيطروا على الجيش (أخطر مؤسسة في الدولة) .. فأصبح بعضهم (مثل مالك الأشتر) من كبار القادة والمستشارين لدى الخليفة !! مما أثار حفيظة الكثيرين من عامة المسلمين وخاصتهم .. فقام بعضهم بإعلان المعارضة .. وإكتفى آخرون بإعتزال طرفي القتال ..
بينما كان بإمكانه أن يخمد الفتنة .. عن طريق الإعلان عن تأسيس لجنة قضائية من كبار الصحابة للبت في جريمة مقتل عثمان ..
4- معاوية .. طالب بتطبيق القانون بحق قتلة عثمان .. بإعتباره ولي الدم .. لذا ، فإن موقفه من الناحية القانونية سليم .. إذ لا يجوز لأي جريمة أن تمر هكذا دون إحالتها الى القضاء ! ولكن من ناحية أخرى .. لا يجوز الخروج على الحاكم المسلم .. وإن كان ظالماً في نظر المعارضة .. لأن ذلك قد يؤدي الى فتنة أكبر !
5- طلحة والزبير .. إنتظرا الخليفة الجديد لمدة 3 أشهر لكي ينظر في جريمة قتل الخليفة السابق .. فلم يفعل !! وكان هذا خطأ سياسياً قاتلاً .. حيث وضع نفسه موضع الخصم والحَكَم في آن واحد !! بينما ينبغي أن ينأى بنفسه ، ويكون محايداً ، ويتركها للقاضي .. إن شاء برأهم ، وإن شاء أدانهم ..
عندها قرر طلحة والزبير أن يقتصا من القتلة .. ظناً منهما إن ذلك سوف يقيم الحق والقانون .. لكن إقامة الحدود من إختصاص ولي الأمر حصراً .. حتى لا تكون فوضى .. أليس كذلك ؟

--------------------------------------------------------------------

وهكذا نرى .. إن الجميع إجتهدوا ..
ولكن لكونهم غير معصومين .. رغم إيمانهم وعدالتهم ..
كان في إجتهادهم .. جانب إيجابي .. وآخر سلبي !
ولهذا كان السلف الصالح محقاً .. عندما رفض الكلام فيما شجر بينهم .. لأن كل صحابي ثقة .. في تلك الفتنة .. كان محقاً في جانب .. ومخطئاً في جانب آخر .. فمن الصعب إصدار حكم واضح عليه .. خصوصاً اليوم بعد مرور 1400 سنة على تلك الأحداث !!!!
ولكن ماذا نفعل .. إذا كان الشيعة يصرون كل فترة .. على فتح هذا الملف .. وسكوتنا قد يفسّره الناس على إنه ضعف وإعتراف بالخطأ ؟؟!!

رضي الله عن الصحابة .. ومن ضمنهم أهل البيت ..

------------------------------------------------------------------------------

أما إذا أخذنا بكلام الشيعة في إن معاوية يدعو الى النار ..
فالواجب على الله ورسوله أن يذكرا إسمه بشكل واضح .. لكي يحذر المسلمون منه !!
ولكننا وجدنا العكس !!
فإن رسول الله عليه الصلاة والسلام قد تزوّج من أخته ..
وجعله كاتباً للوحي ..
وكذلك علي بن أبي طالب .. جعله نداً له .. عن طريق التحكيم .. طالباً من الأمة الإسلامية أن تختار أحدهما .. دون أن يشير الى إن معاوية يدعو الى النار !!!
وكذلك الحسن .. قام بتزكيته .. حين سلّم رقاب المسلمين له .. دون أن يسميه الداعي الى النار !!!
وكذلك الحسين .. قام بتزكيته .. حين بايعه بالخلافة .. دون أن يلقبه بالباغي الداعي الى النار !!!
وكذلك عقيل بن أبي طالب .. ترك أخاه .. وذهب الى معاوية .. ولم يقل إني ذاهب الى الباغي الداعي الى النار !!!
وهذا عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ذي الجناحين .. يسمي أحد أبنائه : معاوية .. فهل فعلها تيمناً بالباغي الذي يدعو الى النار ؟؟

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

(( برئت الذمة ممن يذكر معاوية بخير )) !!!!

معظم كتب الحديث الرئيسية عندنا كُتبت في القرن الثالث الهجري .. ويظهر ذلك من تراجم المؤلفين وسنة وفاتهم :-
أحمد بن حنبل .. توفي سنة 241
البخاري .. توفي 256
مسلم .. توفي 261
ابن ماجة .. توفي 273
أبو داود .. توفي 275
الترمذي .. توفي 279
النسائي .. توفي 303

لذا ، نتوقع إن كتب الصحاح قد تم تأليفها في النصف الأول من القرن الثالث الهجري ..
فهل كانت لهم الحرية في تدوين الأحاديث في كتبهم ؟؟
هل كان الجو السياسي آنذاك يسمح لهم بتدوين ما يشاؤون ؟؟
الجواب : كلا !!
ففي سنة 211 .. أو 212 هجرية .. أصدر الخليفة المأمون العباسي قانوناً .. يهدر فيه دم ومال كل شخص يذكر معاوية بخير !!!
راجع / تاريخ الطبري 7/ 187 ، الكامل في التاريخ لإبن الاثير 6/ 406 ، تاريخ الاسلام للذهبي 15/ 5 ..

فهل نستبعد إخفاء أحاديث كثيرة في مدح معاوية .. وظهور (شيعيات) تطعن فيه في كتب الحديث ؟؟؟
-----------------------------------------------------------------

المشكلة إنني لستُ عالماً ولا فقيهاً .. فلا أجرؤ على التكلم في المسائل الكبيرة .. مثل مناقشة صحة كتاب مهم جداً .. مثل صحيح البخاري ..
لكنني وجدتُ بعض الإشارات التي إسترعت إنتباهي !
منها : أجمع علماء السنة على إن كتاب البخاري هو أصح كتاب بعد كتاب الله ..
وهذا يعني إنه ليس بين الكتابين كتاب ..
لكنه لا يعني إن صحة كتاب البخاري = 100 % !
إن كلمة (بعد) .. تعني إنه يأتي في الدرجة الثانية بعد القرآن الكريم ..
فإذا كان القرآن الكريم = 100 % صحيح ..
فإن كتاب البخاري هو بالتأكيد أقل من ذلك !!
يعني أقل من 100 % عل أي حال !!
أليس كذلك ؟
--------------------------------------------------------------
لعل من أفضل المدافعين عن صحيح البخاري .. هو الإمام إبن حجر العسقلاني رحمه الله (ت 852) .. وهو قد أكّد إن هناك علماء أعلام .. طعنوا في قليل من روايات البخاري !!

قال إبن حجر :-
" وقال أبو جعفر محمود بن عمرو العقيلي لما ألف البخاري كتاب الصحيح عرضه على أحمد بن حنبل ويحيى ابن معين وعلي بن المديني وغيرهم ، فاستحسنوه ، وشهدوا له بالصحة ، إلا في أربعة أحاديث
قال العقيلي : والقول فيها قول البخاري ، وهي صحيحة " . أه
(راجع/ مقدمة فتح الباري ص 5 ) ..
--------------------------------------------------------------
وذكر إبن حجر في نفس المصدر .. الفصل الثامن في سياق الأحاديث التي انتقدها عليه حافظ عصره أبو الحسن الدارقطني وغيره من النقاد وإيرادها حديث حديثا على سياق الكتاب وسياق ما حضر من الجواب عن ذلك :-
" وقد ألف الدارقطني في ذلك ،
ولأبى مسعود الدمشقي أيضا عليهما (يقصد البخاري ومسلم) استدراك
ولأبى على الغساني في جز العلل من التقييد استدراك عليهما
وقد أجيب عن ذلك أو أكثره ،،،،
وبقى الكلام فيما علل من الأحاديث المسندات
وعدة ما اجتمع لنا من ذلك مما في كتاب البخاري - وإن شاركه مسلم في بعضه - مائة وعشرة أحاديث
منها ما وافقه مسلم على تخريجه - وهو اثنان وثلاثون حديثا - ومنها ما انفرد بتخريجه - وهو ثمانية وسبعون حديثا – " . أه
(راجع/ مقدمة فتح الباري - ابن حجر - ص 344 – 345) ..
------------------------------------------------------------------------
ثم قال إبن حجر .. بعد أن ناقش تلك الأحاديث المطعون فيها :-
" هذا جميع ما تعقبه الحفاظ النقاد العارفون بعلل الأسانيد المطلعون على خفايا الطرق
وليست كلها من أفراد البخاري بل شاركه مسلم في كثير منها كما تراه واضحا ،، وعدة ذلك اثنان وثلاثون حديثا
فأفراده منها ثمانية وسبعون فقط
وليست كلها قادحة بل أكثرها الجواب عنه ظاهر ، والقدح فيه مندفع
وبعضها الجواب عنه محتمل
واليسير منه في الجواب عنه تعسف " . أه
(نفس المصدر ص 380) ..
-------------------------------------------------------------
الخلاصة :-
في كل الأحوال .. حتى لو أخذنا بكل الطعون التي وجهت لكتاب البخاري ..
فإن صحته تتجاوز 95 % بالتأكيد ..
ولا يوجد كتاب - عدا كتاب الله – أصح منه ..
ومن يزعم إنه يملك كتاباً في الحديث والرواية أصح منه .. فليأتنا به ..

--------------------------------------------------------

هذا رأيي ، وقد أكون مخطئاً ، والله أعلم ..



&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

< عن طريق أمثال هذا الراوي ، دخلت (الشيعيات) الى كتب الحديث عندنا >

تاريخ بغداد - الخطيب البغدادي - ج 7 - ص 144 – 146

3582 - تليد بن سليمان ، أبو إدريس المحاربي الكوفي : حدث عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف ، وعبد الملك بن عمير . روى عنه هشيم بن أبي ساسان وأحمد بن حاتم الطويل ، وأحمد بن حنبل ، وإسحاق بن موسى الأنصاري . وغيرهم . وهو ممن قدم بغداد وحدث بها .
حدثنا محمد بن الحسين القطان حدثنا عبد الباقي بن قانع القاضي حدثنا أحمد ابن علي الخزاز حدثنا أحمد بن حاتم الطويل . حدثنا تليد بن سليمان عن أبي الجحاف عن أبي حازم عن أبي هريرة . قال : نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى على ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، فقال : " أنا حرب لمن حاربكم ، سلم لمن سالمكم " ،،،
قال : قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل في تليد بن سليمان : كان مذهبه التشيع ، ولم ير به بأسا .
أخبرنا ابن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان قال : تليد رافضي خبيث ، سمعت عبيد الله بن موسى يقول لابنه محمد : أليس قد قلت لك لا تكتب حديث تليد هذا ؟ ،،،
روى عنه ابن حنبل ، لا بأس به ، وكان يتشيع ويدلس ،،،
حدثنا عباس بن محمد . قال : سمعت يحيى بن معين يقول : تليد كان ببغداد . وقد سمعت منه ولكن ليس هو بشئ .
وقال في موضع آخر سمعت يحيى بن معين يقول : تليد كذاب كان يشتم عثمان ، وكل من شتم عثمان أو طلحة أو أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ; دجال لا يكتب عنه ، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدثنا أبي حدثنا الحسن بن أحمد - هو أبو سعيد الإصطخري - قال قرئ على العباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول : تليد بن سليمان ليس بشئ ، قعد فوق سطح مع مولي لعثمان بن عفان فذكروا عثمان فتناوله تليد ، فقام إليه مولى عثمان فأخذه فرمى به من فوق السطح فكسر رجليه فكان يمشى على عصا .
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أخبرنا محمد بن عدي بن زحر البصري - في كتابه - حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال سألت أبا داود سليمان بن الأشعث عن تليد بن سليمان فقال : رافضي خبيث .
قال : وسمعت أبا داود يقول : تليد رجل سوء يشتم أبا بكر وعمر ، وقد رآه يحيى بن معين .
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب أخبرنا الحسين بن أحمد الهروي حدثنا أبو الفضل يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه . قال : قال صالح بن محمد : تليد بن سليمان لا يحتج بحديثه ، وليس عنده كبير شئ .
أخبرنا البرقاني أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي حدثنا أبي . قال : تليد بن سليمان ضعيف .

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

< من ثمرات خبرتهم في التقية : أحد رواة أحاديثنا ، شيعي رافضي ، صدوق ، يُقدّم أبا بكر وعمر !!! > كيف وصل هذا التناقض الى كتب الجرح والتعديل عندنا ؟؟

تاريخ بغداد - الخطيب البغدادي - ج 10 - ص 260 – 262

5377 - عبد الرحمن بن صالح ، أبو محمد الأزدي : كوفي سكن بغداد في جوار علي بن الجعد .
وحدث عن علي بن مسهر ، وشريك ابن عبد الله ، وأسامة بن زيد بن الحكم الكلبي ، وعلي بن عابس ، وجعفر بن سعد الكاهلي ، وأبي بكر بن عياش ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، وهشيم بن بشير ، وأبي أسامة .
روى عنه عباس الدوري ، وأبو قلابة الرقاشي ، وعبد الله بن أحمد الدورقي ، وأبو بكر بن أبي الدنيا ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ، وعمر بن أيوب السقطي ، وعبد الله بن محمد البغوي ، وغيرهم .
أخبرني الأزهري ، حدثنا محمد بن العباس أبو عمر ، حدثنا محمد بن حفص ، حدثنا عباس الدوري ، حدثنا عبد الرحمن بن صالح - وكان شيعيا - أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي قال : سمعت أبا أحمد محمد بن موسى يقول : رأيت يحيى بن معين جالسا في دهليز عبد الرحمن بن صالح غير مرة يخرج إليه جذاذات يكتب منها عنه .
أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي ، حدثنا الحسين بن فهم قال : قال خلف بن سالم ليحيى بن معين : تمضي إلى عبد الرحمن بن صالح ؟ فقال له يحيى ابن معين : أغرب لا صلى الله عليك ، عنده والله سبعون حديثا ما سمعت منها شيئا .
قال أبو علي الحسين بن فهم : ورأيت يحيى بن معين وحبيش بن مبشر ، وابن الرومي ، بين يدي عبد الرحمن بن صالح جلوسا .
أخبرنا أبو حازم العبدوي ، أخبرنا محمد بن أحمد بن القاسم الغطريفي قال : سمعت جعفر بن سهل الدقاق يقول : سمعت سهل بن علي الدوري يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : يقدم عليكم رجل من أهل الكوفة يقال له عبد الرحمن بن صالح ، ثقة صدوق شيعي ، لأن يخر من السماء أحب إليه من أن يكذب في نصف حرف .
قرأت على البرقاني عن محمد بن العباس قال : حدثنا أحمد بن محمد بن مسعدة ، حدثنا جعفر بن درستويه ، حدثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قال : وسألت يحيى بن معين عن عبد الرحمن بن صالح فقال : لا بأس به .
أخبرنا العتيقي ، حدثني يوسف بن عمر القواس ، حدثنا محمد بن موسى الخلال ، أخبرنا يعقوب بن يوسف المطوعي قال : كان عبد الرحمن بن صالح الأزدي رافضيا ، وكان يغشى أحمد بن حنبل فيقربه ويدنيه ، فقيل له : يا أبا عبد الله ، عبد الرحمن رافضي ، فقال : سبحان الله ؟ رجل أحب قوما من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم . نقول له : لا تحبهم ؟ هو ثقة .
أخبرني أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد ، أخبرنا عبد العزيز بن جعفر الحرقي قال : قال لنا أبو القاسم البغوي : سمعت عبد الرحمن بن صالح الأزدي يقول : أفضل - أو خير - هذه الأمة بعد نبيها ، أبو بكر ، وعمر .
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال : سألت أبا داود عن عبد الرحمن بن صالح فقال : لم أر أن أكتب عنه ، وضع كتاب مثالب في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وذكره مرة أخرى فقال : كان رجل سوء .
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي ، أخبرني علي ابن محمد المروزي قال : وسألته - يعني صالح بن محمد - عن عبد الرحمن بن صالح الأزدي فقال : صدوق .
أخبرني القاضي أبو العلاء الواسطي ، أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبدوس بن مهران ، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال : سألت أبا علي صالح ابن محمد عن عبد الرحمن بن صالح فقال : كوفي صالح ، إلا أنه كان يقرض عثمان .
أنبأنا ابن رزق ، أخبرنا محمد بن عمر بن غالب الجعفي ، أخبرنا موسى بن هارون قال : كان عبد الرحمن بن صالح ثقة في الحديث ، وكان يحدث بمثالب أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
مات سلخ ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومائتين .

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:45 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "