ذكرها أبو يعلى في طبقات الحنابلة - (1 / 412) مطولة، والذهبي في سير أعلام النبلاء 12/5، وابن حجر في تهذيب التهذيب 4/340
قال أبو العيناء : حدثنا أحمد بن أبي دؤاد قال: كنا مع المأمون في طريق الشام، فأمر فنودي بتحليل المتعة.
فقال: يحيى بن أكثم لي ولمحمد بن منصور بكرا غدا إليه، فإن رأيتما للقول وجها، فقولا وإلا فاسكتا إلى أن أدخل.
قال: فدخلنا إليه وهو يستاك. ويقول وهو مغتاظ: متعتان كانتا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى عهد أبي بكر وأنا أنهى عنهما؟
ومن أنت يا أحول (يعني عمر بن الخطاب) حتى تنهى عما فعله النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر؟
فأومأت إلى محمد بن منصور: رجل يقول في عمر بن الخطاب ما يقول نكلمه نحن فأمسكنا.
وجاء يحيى فجلس وجلسنا.
فقال: المأمون ليحيى مالي أراك متغيراً؟
فقال: هو غمٌّ يا أمير المؤمنين لما حدث في الإسلام.
قال: وما حدث فيه؟
قال: النداء بتحليل الزنا.
قال: الزنا؟
قال: نعم المتعة زنى.
قال: ومن أين قلت هذا؟
قال: من كتاب الله وحديث رسوله - صلى الله عليه وسلم - قال الله تعالى: " قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون " إلى قوله " والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ".
يا أمير المؤمنين زوجة المتعة ملك يمين؟
قال: لا.
قال: فهي الزوجة التي عنى الله عز وجل ترث وتورث ويلحق بها الولد ولها شرائطها؟
قال: لا.
قال: فقد صار متجاوزُ هذين من العادين، وهذا الزهري يا أمير المؤمنين روى عن عبد الله، والحسن ابني محمد بن الحنفية عن أبيهما محمد عن علي بن أبي طالب قال: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أنادي بالنهي عن المتعة وتحريمها بعد أن كان أمر بها.
فالتفت إلينا المأمون فقال: أمحفوظ هذا من حديث الزهري؟
فقلنا: نعم يا أمير المؤمنين رواه جماعة منهم مالك.
فقال: أستغفر الله نادُوا بتحريم المتعة فنادوا بها.
يستفاد من القصة ان التحريم هنا من كتاب الله وليس فقط في السنة
وتقييد الدخول على النساء في أمرين فقط
وهذه فائدة مهمة