الرد على شبهة أن خديجة صنعت طعاما وشرابا ليسكر أبوها خويلد
حدثنا أبو كامل حدثنا حماد بن سلمة عن عمار بن أبى عمار عن ابن عباس فيما يحسب حماد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر خديجة وكان أبوها يرغب أن يزوجه فصنعت طعاما وشرابا فدعت أباها وزمرا من قريش فطعموا وشربوا حتى ثملوا فقالت خديجة لأبيها إن محمد بن عبد الله يخطبني فزوجني إياه فزوجها إياه فخلعته وألبسته حلة وكذلك كانوا يفعلون بالآباء فلما سري عنه سكره نظر فإذا هو مخلق وعليه حلة فقال ما شأني ما هذا قالت زوجتني محمد بن عبد الله قال أنا أزوج يتيم أبي طالب لا لعمري فقالت خديجة أما تستحي تريد أن تسفه نفسك عند قريش تخبر الناس أنك كنت سكران فلم تزل به حتى رضي».
ضعيف. رواه أحمد في (المسند5/46 حديث2849) . وهو ضعيف كما قال شعيب الأرناؤوط. أضاف:
«فقد شك حماد بن سلمة في وصله إذ قال الرواة عنه «فيما يحسب حماد» ولم يجزم. ثم إن حماد بن سلمة قد دلسه، فقد أخرجه البيهقي في (الدلائل2/73 حديث407) من طريق مسلم بن إبراهيم قال:«حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس:أن أبا خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهو - أظنه - قال : سكران ».
وهذا كله خلط ووهم. وقد عارضه أن أبا خديجة خويلد بن أسد مات قبل حرب الفجار. وأن عمها عمرو بن أسد وهو الذي زوج خديجة للنبي صلى الله عليه وسلم. وبه قال الزبير بن بكار وغيره كما ذكره ابن الأثير في أسد الغابة7/81) وبه قال المبرد وطائفة معه. ذكره السهيلي في (الروض الأنف2/154). وقال به ابن كثير في (السيرة النبوية1/265)
وعلى كل حال فجزى الله الشيخ شعيب الأرناؤوط خيرا على تتبع هذه الرواية خير الجزاء فإنني لم أجد غيره قام بهذا الجهد
والذي يبطل كل هذا أن قريشا كانت تفخر بخلق النبي وتعرف صدقه وأمانته وتميزه بأحسن الخلق وأكرم النسب. ومن كان هذا حاله فالمعهود أن يفخر الرجال بطلب ابنته منهم. فكيف نصدق هذه الرواية الضعيفة التي تذكر لنا أن والد خديجة كان يرفض تزويجها من سيد ولد آدم؟!
وقد تتبع هذه الرواية التي ينشرها الإباضية الذين صاروا يقفون الآن بجانب الرافضة في بث الشبهات ضد أهل السنة.
ولم نر منهم شيخا يرد على شبهات الرافضة.
وهذا يؤكد قوله تعالى (المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكرو وينهون عن المعروف).
وسنتنا معروف ينهى عنه الرافضة والإباضية.
وتعطيل الصفات والتجهم ونفي الصفات وسب الصحابة منكر يأمر به الاباضية.
فهم يعلنون البراءة من عثمان وعليا. ولم نرهم يتبرأون من قول الرافضة بتحريف القرآن.
وبالله التوفيق
.