العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-11-16, 06:15 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


حفظ الأسرار

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأسرار من الأمانة الَّتي يجب حفظها وعدم إفشائها،فالأصل أنَّ مَن استودعك سراً أو اطَّلعت عليه وجب عليك حفظه،ويحرم إفشاء الأسرار، فإفشاؤها خيانة للأمانة﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾الأنفال،
وخيانة الأمانة من صفات المنافقين،
وكما أنه يجب حفظ سرّ الحي ويحرم البوح به،فكذلك الميت، فالمسلم حرمته ميتاً كحرمته حيّاً،فمن حين خروج الروح تحفظ أسرار الميت الَّتي تسوء،سواء عند الاحتِضار أو عند التَّغسيل أو الدَّفن أو الرّؤيا السَّيئة التي تُرى له بعد وفاته،
أمَّا ما كان يفعلُه من وجوه الخير الَّتي كان يسرُّ بها أو فضائله الَّتي لا تعرف،فتذكر إذا كان في ذكرها مصلحة،
فعن عائشةَ قالت،أقبلت فاطمة،عليها السَّلام،فلمَّا رآها قال(مرحباً بابنتي)ثمَّ أجلسها عن يمينه،ثمَّ سارَّها فبكت بُكاءً شديداً،فلمَّا رأى حزنها سارَّها الثَّانية فإذا هي تضحك،فلمَّا قام رسول الله،صلَّى الله عليه وسلَّم،سألتُها،عم سارَّك،قالت،ما كنت لأفشي على رسول الله،صلَّى الله عليه وسلَّم،سرَّه،فلمَّا توفِّي قلتُ لها،عزمت عليك بما لي عليك من الحقِّ لَما أخبرتِني،قالت،أمَّا الآن فنعم، فأخبرتني قالت،أمَّا حين سارَّني في الأمر الأوَّل،فإنَّ جبريل أخبرني(إنَّ الأجل قد اقترب،فاتَّقي الله واصبِري فإنِّي نعم السَّلف أنا لك)
قالت،فبكيتُ بكائي الَّذي رأيتِ، فلمَّا رأى جزَعي سارَّني الثَّانية، قال(يا فاطمةُ،ألا ترضين أن تكوني سيِّدة نساء المؤمنين أو سيِّدة نساء هذه الأمَّة)رواه البخاري،ومسلم،
فأخبرت فاطمةُ بسرِّ رسول الله بعد وفاته،لما في ذلك من المصلحة من بيان منزلتها وقدرها عند الله،
إذا كنَّا أمرنا أن نستُر على بعض العصاة، فما بال البعض يسعى جاهداً لكشف أسرار من استسرَّ في معصيته ويبحث عن عورته،
ألم يبلغه الوعيدُ الوارد في ذلكن،ما رواه ابنُ عُمر قال،صعِد رسولُ الله،صلَّى الله عليه وسلَّم،المنْبَر فنادى بصوت رفيع فقال(يا معشر مَن أسلم بلِسانِه ولم يفض الإيمان إلى قلبِه، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيِّروهم ولا تتبَّعوا عوراتِهم،فإنَّه من تتبَّع عورة أخيه المسلم تتبَّع الله عورتَه، ومَن تتبَّع الله عورتَه يفضحه ولو في جوف رحلِه)رواه الترمذي،
كما أنَّه يَجب على الواحد منَّا حفظ أسرار غيرِه،يجب عليه حفظ سرِّه الخاص، فما يَجري بين الزَّوجين، فهذا من السِّرِّ الواجب حفظه،
فعن سعيد الخدري قال،قال رسولُ الله،صلَّى الله عليه وسلَّم(إنَّ من أشرِّ النَّاس عند الله منزلة يوم القيامة الرَّجُل يفضي إلى امرأته وتفضي إليْه ثمَّ ينشُر سرَّها)رواه مسلم،
ففي هذا الحديث تَحريم إفْشاء الرَّجُل ما يجري بيْنه وبين امرأته،
وليس الحكم متعلقاً بالرجل بل المرأة كذلك، بل ربَّما يحصُل هذا من النساء أكثر من الرجال،فإن فعلت فهي داخلة في الوعيد،
من أعظم إفشاء السّرّ ما يقوم به بعضُ العصاة من معصِية الله، من نظرٍ محرَّم،أو يتعاطى ما حرَّمه الله عليه من المعاصي، فإذا التقى بمن هو على شاكلتِه من العصاة ذكر معصيته على وجه الفخر والمباهاة، وكشف ستر الله عليه،فعن أبي هريرة قال،سمعت رسول الله،صلَّى الله عليه وسلَّم،يقول(كلُّ أمَّتي معافًى إلاَّ المجاهرين، وإنَّ من المجاهرة أن يعمل الرجل باللَّيل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول،يا فلان،عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربُّه ويصبح يكشف ستر الله عنه)رواه البخاري،ومسلم،
فقد جمع هذا العاصي بين المعصِية والاستخفاف بربِّه،عزَّ وجل، حينما فضح نفسه أمام الأشهاد،وأعلن معصيته، فأصبحت علانية بعد أن كانت سراً،
فعن أبي هريرة عن النَّبي،صلَّى الله عليه وسلَّم،قال(لا يستُر الله على عبدٍ في الدُّنيا إلاَّ ستره الله يوم القيامة)رواه البخاري،ومسلم،
فلو ستر نفسه في الدُّنيا ولم يبح بسرِّه القبيح لستَره ربُّه في الآخرة،
فقد عرَّض نفسه للعقوبة في الآخرة،وكذلك لعقوبة الدّنيا، فعدم استِسْراره بمعصيته وإعلانها من أسباب عدم توفيقِه للتَّوبة في الدّنيا،
فبتحدثه بباطله وتَحسينه لمعصيته قد يَجري غيره على هذه المعصِية، فيتحمل مثل وزر مَن تأثر بكلامه عن معصيته،
على الخاطب إذا نظر للمرأة ولم تعجبه أن يكتم ما رآه ولا يتحدَّث بذلك،فربَّما تسبَّب في صدّ الخطَّاب عن هذه المرأة، فما يراه عيباً ونقصاً في المرأة قد لا يراه غيرُه كذلك، فإفشاؤه لما يراه معصيةٌ لله، وهو لا يرضاه لأُخْتِه ولا لقريبتِه، فكيف يرضاه للمسلمات،
فعن عائشة قالت،دخلتْ هندُ بنت عتبة،امرأة أبي سفيان على رسولِ الله،صلَّى الله عليه وسلَّم،فقالت،يا رسول الله، إنَّ أبا سفيان رجل شحيح،لا يُعطيني من النَّفقة ما يَكفيني ويكفي بنيَّ إلاَّ ما أخذتُ من ماله بغير علمه،فهل عليَّ في ذلِك من جُناح،فقال رسول الله،صلَّى الله عليه وسلَّم(خُذي من مالِه بالمعروف ما يكفيك ويكفي ب************)رواه البخاري ومسلم،
حرم الإسلام إفشاء الأسرار،لما يترتب عليه من أضرار،
ومنها،إلحاق الأذى والضرر بصاحب السر،إدخال الحزن والألم على صاحب السر، فربما كان السر فعلاً قبيحاً أو ذنبا فظيعاً،ولم يطلع عليه أحد إلا أنت، وقد تاب منه هو وندم عليه، فإذا أفشيته آلمته وأحزنت قلبه،
الجفاء وإفساد علاقاته بالآخرين،فإن الإنسان لو انكشفت بعض أسراره أمام الأهل والأصحاب، ربما أثر هذا على علاقاته،والإحجام عن التعامل معه،فإذا استؤمنت،على بعض الأخبار،كأن تكون مفتياً أو محامياً، وهذان يسمعان من أسرار الناس الشيء الكثير، أو تكون طبيباً أو ممرضاً، وهذان يريان من أسرار الناس الشيء الكثير،أو تكون خادماً،أو سائقاً، وهذان يطلعان من البيوت على أمور لم يطلع عليها أحد،فالمطلوب منك أن تكون الحفيظ الأمين، ولا تكن من الخائنين المفرطين، المضيعين لدينهم وأمانتهم،
وربما كان السر مجرد حديث، أشعرك من حدثك به بأنه سر ولا يرغب في نشره، فمن الأمانة أن تحفظه ولا تشيعه،
فعن جابر،رضي الله عنه،عن النبي،صلى الله عليه وسلم(إذا حدث الرجل الحديث ثم التفت، فهي أمانة)رواه الترمذي وحسنه الألباني،
ومن استشارك في أمر خاص مما شأنه أن يكتم عن الناس، فهو سر وأمانة،وقد جاء في الحديث(المستشار مؤتمن) رواه أبو داود والترمذي، من حديث أبي هريرة،
وحفظ السر من الأمانة،وإن كان في حق من أفشى سرك،وضيع الأمانة التي بينك وبينه، ففي الحديث(أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك) رواه أبو داود والحاكم،
قالوا قديماً،كل سر جاوز الاثنين شاع،كالأسرار بين الزوجين، أو بين الشريكين، أو بين العامل ورب العمل، أو بين الموظف ومديره،
أما سرك الخاص بك،كل سر جاوز الشفتين ذاع،
بمعنى،أن يتسع صدرك لسرك، فلا تتحرك به شفتاك، ولا تسمع به أذناك، فضلاً عن أن تسمعه أذناً غيرك،
قال علي،رضي الله عنه(سرك أسيرك، فإن تكلمت به صرت أسيره)
لكن الإنسان،قد يضطر إلى أن يفضي بسره إلى شخص آخر، فعليه أن يختار الصديق الصادق، والقريب الوفي، والمخلص الأمين،
فليختر العاقل لسره أميناً،وليتحر في اختيار من يأتمنه عليه، ويستودعه إياه،
وكان حفظ المال أيسر من كتم الأسرار،لأن أحراز الأموال منيعة، وأحراز الأسرار بارزة، يذيعها لسان ناطق،
ومع هذا فلو استودعت سرك عند من لم يحفظه، فلا تلم إلا نفسك،
روي عن النبي،صلى الله عليه وسلم،أنه قال(استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود) رواه الطبراني وغيره من حديث معاذ بن جبل،
وأما سر غيرك،فإفشاؤه خيانة للعهد، وعلامة على النفاق،
وقد ذكر الله سبحانه ،من صفات المؤمنين(والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون)المؤمنون،
ومن هنا جاءت تعاليم الشرع الحنيف بحفظ الأسرار وكتمانها وعدم إفشائها، بدءاً من السر الخاص بالشخص نفسه، فعليه أن يكتمه ولا يظهره،فإنه من أقوى أسباب النجاح، وبلوغ المقاصد والغايات،
إدخال الحزن والألم على صاحب السر، فربما كان السر فعلاً قبيحاً أو ذنباً فظيعاً،ولم يطلع عليه أحد إلا أنت،وقد تاب منه هو وندم عليه،فإذا أفشيته آلمته وأحزنت قلبه،
هدانا الله جميعاً لأحسن الأخلاق، وجنبنا مساوئها، والحمد لله رب العالمين.






 
قديم 15-01-17, 02:24 AM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
قديم 15-01-17, 06:02 AM   رقم المشاركة : 3
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد السباعى مشاهدة المشاركة
   جزاك الله خيرا

بارك الله في حسناتك اخوي
وجزاك ربي كل الخير






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:49 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "