قال الصدوق في كمال الدين : حدثنا شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال : سمعت سعد بن عبداللّه يقول : ما رأينا ولا سمعنا بمتشيّع رجع عن التشيّع إلى النصب إلاّ أحمد بن هلال.
روايــاتــــه حـــال الاســتــقــامـــة :
قد حاول البعض التمييز بين روايات أحمد بن هلال حال استقامته وبعد انحرافه ، وأول من قال بالتفصيل الشيخ الطوسي في العدة حيث قال : « فأمّا الغلاة والمتهمون والمستضعفون ممّا يختص الغلاة بروايته ، فإن كانوا ممّن عُرف منهم حال الاستقامة وترك ما رووه في حال غلوّهم ؛ ولأجل ذلك عملت الطائفة بما رواه أبو الخطّاب محمّد بن أبي زينب في حال استقامته» إلى أن قال : «وكذا القول في أحمد بن هلال العبرتائي». إلاّ أنّ الشيخ لم يعتمد القاعدة تلك في بحثه الحديثي ، وقد سجّل موقفه من روايات أحمد بن هلال في كتاب تهذيب الأحكام والاستبصار حيث قال : وما يختص بروايته لا نعمل عليه، وقال : لا يلتفت إلى حديثه فيما يختص بنقله. كما أن دعوى أن الطائفة عملت بما رواه أبو الخطاب في حال استقامته غير ثابتة . قال ابن الغضائري: «وأرى ترك ما يقول أصحابنا: حدّثنا أبو الخطّاب حال استقامته» فلم نجد من الأصحاب القدماء والمتأخرين من عمل بروايات أبي الخطاب، بل الإتفــاق على ترك رواياته وعدم نقلها ، لذا تكاد أن تكون كتب الحديث خالية من رواياته. إذاً القاعدة التي حاول الشيخ إثباتها غير تامة ، ولم يعمل بها الشيخ نفسه.
الضعفاء من رجال الحديث - الساعدي ج1 ص244
إعترافات آخرى بخصوص مثل هذه التخاريف أقصد هذه المقولة :
(أن شيوخ الشيعة رووا عن الراوي قبل إنحرافه)
[[1]] وهن وسقوط دعوى أنهم رووا عن البطائني في حال إستقامته.
قوعد الحديث - الغريفي ص104
[[2]] والذي يدل على ذلك هو أن النجاشي يصف كثيراً من فاسدي المذهب بالوثاقة في كلتا الحالتين قبل رجوعه إلى المذهب وبعده ، ولا يرى فساد المذهب منافياً للوثاقة.
دروس موجزة في علمي الرجال والدراية - السبحاني ص149