العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-09-15, 06:52 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


شواطئ البكائين

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شواطئ البكائين
( اللهم إنا نعوذ بك من قلب لا يخشع ومن عين لا تدمع )
لقد أثنى الله جل وعلا في كتابه على البكائين من خشية الله ، وفي طاعة الله . الأتقياء ، ذوي الحساسية المرهفة ، الذين لا تسعفهم الكلمات للتعبير عما يخالج مشاعرهم ، من حب لله ن وتعظيم له ، وخشية وإجلال، فتفيض عيونهم بالدموع ، قربةً إلى الله وزلفى لديه ( إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجداً)
(ويقولون سبحن ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولاً ، ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً )الإسراء، وقال تعالى ( أولئك الذين أنعم الله عليهم من ذرية أدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم ءايت الرحمن خروا سجداً وبكياً )سورة مريم ،وقال تعالى ( وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق ) المائدة ،
وقال تعالى ( أفمن هذا الحديث تعجبون ، وتضحكون ولا تبكون ، وأنتم سامدون ،فاسجدوا لله واعبدوا )النجم ،
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر الناس أن ينبعثوا غازين معه ، فجاءه عصابة من أصحابه ، فقالوا يا رسول الله ، احملنا ، فقال لهم ،والله لا أجد ما أحملكم عليه فتولوا وهم يبكون ، وعز عليهم أن يجلسوا عن الجهاد ، ولا يجدون نفقة ولا محملاً ، فأنزل الله عز وجل ( ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم ،ولا على الذين إذا مآ أتوك لتحملهم قلت لآ أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً ألا يجدوا ما ينفقون)التوبة ،
البكاء من خشية الله وصف شريف ، ومسعى حميد ،به وصف الله أنبياءه،والذين أوتوا العلم من عباده ، وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم،من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ،رجلاً ذكر الله خالياً ففاضت عيناه )متفق عليه، ويمتاز البكاء في الخلوة ، لأن الخلوة مدعاة إلى قسوة القلب ،والجرأة على المعصية ، فإذا ما جاهد الإنسان نفسه فيها ، واستشعر عظمة الله فاضت عيناه ، فاستحق أن يكون تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( عينان لا تمسهما النار ،عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله ) رواه الترمذي ،صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلقد قال ذلك بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه ، قال ذلك وهو أتقى الناس لله ، وأخشى الناس لله ، وأكثر الناس بكاء من خشية الله . ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له اقرأ علي القرآن فقال ،أقرأ عليك القرآن وعليك أنزل ، قال ، إني أحب أن أسمعه من غيري ، فقرأ من سورة النساء حتى بلغ قول الله ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ) سورة النساء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حسبك فإذا عيناه تذرفان،
وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم( أنه كان إذا صلى سمع لصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء ، أي كصوت القدر إذا اشتد غليانه )رواه ابو داود واحمد والنسائي ،
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه بكى على ابنه إبراهيم ، حينما رآه يجود بنفسه ، فجعلت عيناه تذرفان الدموع ثم قال ( إن العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون) رواه البخاري ومسلم ،
إن هذه الدموع الزكية التي سالت من عينه صلى الله عليه وسلم تمثل إحساساً نبيلاً ، ومشاركةً أسيفةً للمحزونين والمكروبين ، وهي لا تتعارض أبداً مع كونه صلى الله عليه وسلم مثلاً للشجاعة ورباطة الجأش ، والرضى بقضاء الله وقدره ، ولكنه بكاء المصطفى الكريم في مواطن الرحمة والإشفاق ، ومن لا يرحم لا يرحم (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم) الفتح ،عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال، قلت يا رسول الله،ما النجاة ،ما النجاة ، قال (أمسك عليك لسانك ، وليسعك بيتك ، وابك على خطيئتك) رواه أحمد والنسائي،
هذه حال النبي صلى الله عليه وسلم، في بكائه من خشية الله ، أخذها الصحابة رضوان الله عليهم،فقد روى الحاكم والبزار بسند حسن عن زيد بن أرقم قال، كنا مع أبي بكر رضي الله عنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فاستسقى ، فقدم له قدح من عسل مشوب بماء ، فلما قربه إلى فيه بكى وبكى ، حتى أبكى من حوله ، فما استطاعوا أن يسألوه عن سبب بكائه ، فسكتوا وما سكت ، ثم رفع القدح إلى فيه مرة أخرى ، فلما قربه من فيه بكى ، وبكى ، حتى أبكى من حوله ثم سكتوا فسكت بعد ذلك ، وبدأ يمسح الدموع من عينيه رضي الله عنه ، فقالوا،ما أبكاك يا خليفة رسول الله، قال ،كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكان ليس معنا فيه أحد ، وهو يقول ، إليك عني إليك عني ، فقلت يارسول الله، من تخاطب وليس هاهنا أحد ؟ قال صلى الله عليه وسلم هذه الدنيا تمثلت لي فقلت لها، إليك عني ، فقالت، إن نجوت مني فلن ينجو مني من بعدك فخشيت من هذا،
قام محمد بن المنكدر ذات ليلة فبكى ، ثم اجتمع عليه أهله ليستعلموا عن سبب بكائه ، فاستعجم لسانه ، فدعوا أبا حازم ، فلما دخل أبو حازم هدأ محمد بن المنكدر بعض الشيء ، فسأله عن سبب بكائه فقال،تلوت قول الله جل وعلا (وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون ) سورة الزمر ، فبكى أبو حازم ، وعاد محمد بن المنكدر إلى البكاء ، فقالوا ،أتينا بك لتخفف عنه فزدته بكاء ( وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون )سورة الزمر ، كان الربيع بن حيم يبكي بكاء شديداً ، فلما رأت أمه ما يلقاه ولدها من البكاء والسهر ، نادته فقالت ( يا بني لعلك قتلت قتيلاً ؟ فقال : نعم يا والدة . قتلت قتيلاً فقالت : ومن هذا القتيل يا بني ، نتحمل إلى أهله فيعفوك ، والله لو علموا ما تلقى من البكاء والسهر لقد رحموك ، فقال الربيع ، يا والدتي هي نفسي ، يا والدتي هي نفسي)
هذا بكاء السلف ، وهذه دموع البكائين تسيل ، ولسان حالهم يقول،نزف البكاء دموع عينك فاستعر عيناً لغيرك دمعها مدرار
من ذا يعيرك عينه تبكي بهـا أرأيت عيناً للدموع تعار
فا تقوا الله عباد الله ، واعلموا أنه لا بد من القلق والبكاء ، إما في زاوية التعبد والطاعة ، أو في هاوية الطرد والإبعاد ، فإما أن تحرق قلبك بنار الدمع على التقصير ، والشوق إلى لقاء العلي القدير ، وإلا فاعلم أن نار جهنم أشد حراً (فليضحكوا قليلاً وليبكوا كثيراً جزاء بما كانوا يكسبون )سورة التوبة ،فانظر يا عبد الله إلى البكائين الخاشعين تراهم على شواطئ أنهار الدموع نزول ، فلو سرت عن هواك خطوات ، لاحت لك الخيام

اللهم إنا نعوذ بك من قلب لا يخشع ومن عين لا تدمع .
اعلموا أن هذا الدين وسط بين الغالي فيه والجافي عنه ، ولا يفهم من الحث على البكاء والتباكي خشية لله ، لا يفهم منه الدعوة إلى الكدر ، ولا إلى الرهبنة ، ولا إلى ما يقوله أحدهم ، ما ضحكت منذ أربعين سنة، فرسول الله صلى الله عليه وسلم إمام الأمة وقائد الملة كان يضحك ويبتسم ولكنه لايستجمع ضاحكاً ، ولا يفرط في الضحك ، فقد ثبت عنه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال ( لا تكثروا الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب )رواه ابن ماجه، والبخاري،
ولا يضحك ويقهقه ، ويرفس الأرض برجله ، ويستلقي على قفاه ، إلا الذي قسا قلبه ، وغفل عن الموت ونسي ما بعده .
وقد يغرق البعض في الضحك ، حتى إنه لا يلين قلبه ولا تبكي عينه ، ولا يتأثر بشيء ولو وعظه لقمان ، أو تليت عليه آيات القرآن ، يطرب لأصوات المظلومين ، وأنات المنكوبين ، قد نزع الله من قلبه الرحمة ، وجرده من الخوف والرجاء ، جفت مآقيه عن الدموع ، فاعتاض عنها شراراً يقذفه من عينيه ، يضحك للمصيبة تنال أخاه يقهقه سخريةً من كل صاحب سنة ، إذا مر بذي صلاح غمز ، وإن ذكر عنده ذو علم لمز (إن الذين أجرموا كانوا من الذين أمنوا يضحكون ، وإذا مروا بهم يتغامزون ، وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين ،وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون ،ومآ أرسلوا عليهم حافظين ، فاليوم الذين أمنوا من الكفار يضحكون ، على الأرائك ينظرون ، هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون ) المطففين ،
فهؤلاء ضحكوا هنا فبكوا هناك وهؤلاء بكوا هنا وسيضحكون هناك .






 
قديم 22-09-15, 09:38 AM   رقم المشاركة : 2
محب ابو بكر و عمر
عضو ماسي






محب ابو بكر و عمر غير متصل

محب ابو بكر و عمر is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







التوقيع :
الرافضة اخطر عدو على الاسلام وتريد تدميره فما دورك في الرد عليها.
من مواضيعي في المنتدى
»» زواج المتعة حلال والدليل ؟
»» الشيعة اهل الدليل المحكم لا اهل شبهات ؟
»» سؤال لأهل العلم حفظهم الله
»» مبروك للعرب
»» الاخوان المسلمون تحت المجهر
 
قديم 22-09-15, 05:04 PM   رقم المشاركة : 3
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محب ابو بكر و عمر مشاهدة المشاركة
   جزاك الله خيرا


وجزاك ربي جنة الفردوس اخوي






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:19 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "