العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-12-16, 06:38 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


هل يحاسب الإنسان عما يدور في نفسه من الخير والشر

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
هل يحاسب الإنسان عما يدور في نفسه من الخير والشر
أحيانا يبتلى الإنسان بالتفكير،ومثل ذلك أمور وسوسه الشيطان والنفس بالسوء،فهل يجازى المرء على ما يدور في نفسه،ويكتب عليه،سواء كان خيراً أم شراً،
روي البخاري،في صحيحه،ومسلم،عن ابن عباس رضي اللَه عنهما عن النبي صلى اللَه عليه وسلم،فيما يروي عن ربه عز وجل قال(إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بيّن ذلك، فمن همّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة،فإن هو همّ بها فعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف،إلى أضعاف كثيرة،
ومن همّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة،فإن هو همّ بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة )
وروى البخاري،ومسلم،من حديث أبي هريرة رضي الله عنه،عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(إن اللَه تجاوز عن أمتي ما حدّثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم)
قال ابن رجب رحمه الله،فتضمنت هذه النصوص أربعة أنواع، كتابة الحسنات،والسيئات،والهم بالحسنة،والسيئة ،
ثم قال،النوع الثالث،الهمُّ بالحسنات،فتكتب حسنة كاملة،وإنْ لم يعملها،كما في حديث ابن عباس(ومن هم بحسنة فلم يعملها فعلم اللَه أَنه قد أشعرها قلبه وحرص عَليها كتبت له حسنة)
رواه أحمد،وصححه الألباني،
قال أبو الدرداء،من أتى فراشه،وهو ينوي أن يُصلِّي مِن اللَّيل، فغلبته عيناه حتّى يصبح،كتب له ما نوى،
روي عن سعيد بن المسيب،قال،من همَّ بصلاة،أو صيام،أو حجٍّ،أو عمرة،أو غزو،فحيل بينه وبينَ ذلك،بلَّغه الله تعالى ما نوى،
وقال أبو عِمران الجوني،يُنادى الملك،اكتب لفلان كذا وكذا، فيقول،يا رب،إنَّه لم يعمله،فيقول،إنَّه نواه،فإن الهام بعمل الخير كفاعله،
ومتى اقترن بالنيَّة قولٌ أو سعي،تأكد الجزاء،والتحقَ صاحبُه بالعامل،
وروى عن النَّبي،صلى الله عليه وسلم،قال(إنَّما الدُّنيا لأربعة نفرٍ)
عبد رزقه الله مالاً وعلماً، فهو يتَّقي فيه ربه،ويصل به رحمه،ويعلمُ لله فيه حقاً،فهذا بأفضل المنازل،
وعبد رزقه الله علماً،ولم يرزقه مالاً،فهو صادِقُ النِّيَّة،يقول،لو أنَّ لي مالاً،لعمِلْتُ بعملِ فلان،فهو بنيته،فأجرُهُما سواء،
وعبدٍ رزقه الله مالاً،ولم يرزقه علماً يخبِط في ماله بغير علمٍ،لا يتَّقي فيه ربّه،ولا يصلُ فيه رحمه،ولا يعلمُ لله فيه حقاً،فهذا بأخبثِ المنازل ،
وعبدٍ لم يرزقه الله مالاً ولا علماً،فهو يقول،لو أنَّ لي مالاً،لعملت فيه بعمل فلانٍ فهو بنيته فوزرهما سواءٌ )أخرجه الإمام أحمد ،والترمذى،وصححه الألباني،
وقد حمل قوله،فهما في الأجر سواء،على استوائهما في أصلِ أجرِ العمل،دون مضاعفته،فالمضاعفةُ يختصُّ بها من عمل العمل دونَ من نواه فلم يعمله،فإنَّهما لو استويا من كلِّ وجه،لكتب لمن همَّ بحسنة ولم يعملها عشر حسنات،ويدل على ذلك قوله تعالى(فَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً دَرَجَاتٍ مِنْهُ)
النوع الرابع،الهم بالسيئات من غير عمل لها،ففي حديث ابن عباس،أنَّها تُكتب حسنةً كاملةً،
وكذلك في حديث أبي هريرة وأنس،أنها تكتب حسنةً ،
وفي حديث أبي هريرة قال( إنَّما تركها من أجلي)رواه مسلم،
وهذا يدلُّ على أنَّ المرادَ من قدر على ما همَّ به من المعصية ، فتركه لله تعالى،وهذا لا ريب في أنه يكتب له بذلك حسنة،لأنَّ تركه للمعصية بهذا المقصد عمل صالح،
فأما إن هم بمعصية،ثم ترك عملها خوفاً من المخلوقين،أو مراءاةً لهم،فقد قيل،إنه يعاقب على تركها بهذه النيَّة،لأنَّ تقديم خوفِ المخلوقين على خوف الله محرَّم،
وكذلك قصدُ الرِّياءِ للمخلوقين محرَّم،فإذا اقترن به ترك المعصية لأجله،عوقب على هذا الترك،
قال الفضيلُ بن عياض،كانوا يقولون،تركُ العمل للناس رياء، والعمل لهم شرك،
وأمَّا إن سعى في حصول المعصية جهده،ثمَّ عجز عنها ، فقد عَمِل بها،وكذلك قولُ النَّبي،صلى الله عليه وسلم(إذا التقى المسلمان بسيفيهما،فالقاتِلُ والمقتولُ في النَّار)قالوا،يا رسول الله،هذا القاتل،فما بالُ المقتول،قال( إنَّه كان حريصاً على قتل صاحبه )رواه البخاري،ومسلم،
وقوله( ما لم تكلَّم به،أو تعمل )يدلُّ على أنَّ الهمَّ بالمعصية إذا تكلَّم بما همَّ به بلسانه إنه يعاقب على الهمِّ حينئذ،لأنَّه قد عَمل بجوارحِه معصيةً،وهو التكلم باللسان)
يعني،الذي يعصي الله في ماله،قال( فهما في الوزر سواءٌ )
ثم قال رحمه الله،وأمّا إن انفسخت نيته،وفترت عزيمتُه من غير سبب منه،فهل يعاقب على ما هم به من المعصية ،
هذا على قسمين،
أحدهما،أن يكون الهم بالمعصية خاطراً خطر،ولم يساكنه صاحبه ،ولم يعقد قلبه عليه،بل كرهه،ونفر منه،فهذا معفوٌّ عنه،وهو كالوساوس الرديئة التي سئل النَّبي،صلى الله عليه وسلم،عنها،فقال( ذاك صريحُ الإيمان )رواه مسلم،
القسم الثاني،العزائم المصممة التي تقع في النفوس،وتدوم ، ويساكنُها صاحبُها،ما كان عملاً مستقلاً بنفسه من أعمالِ القلوب ، كالشَّكِّ في الوحدانية،أو النبوَّة،أو البعث،أو غير ذلك مِنَ الكفر والنفاق،أو اعتقاد تكذيب ذلك،فهذا كلّه يُعاقَبُ عليه العبدُ ، ويصيرُ بذلك كافراً،ومنافقاً،
ويلحق بهذا سائرُ المعاصي المتعلِّقة بالقلوب،كمحبة ما يبغضه الله،وبغض ما يحبُّه الله،والكبر،والعُجب،ما لم يكن مِنْ أعمال القلوب،بل كان من أعمالِ الجوارحِ ،

قال ابنُ المبارك،سألتُ سفيان الثوري،أيؤاخذُ العبدُ بالهمَّة،فقال، إذا كانت عزماً أُوخِذ،
واستدلوا له بقوله،عز وجل(وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ)
وبنحو قول النَّبي،صلى الله عليه وسلم( الإثمُ ما حاكَ في صدركَ ، وكرهت أن يطَّلع عليه النَّاسُ )رواه مسلم،
وقوله،صلى الله عليه وسلم(إن الله تجاوز لأمتي عما حدَّثت به أنفسها،ما لم تكلَّم به أو تعمل )لا يؤاخذ بمجرَّد النية مطلقاً،
والخلاصة،
أن من هم بالحسنة والخير،وعقد قلبه وعزمه على ذلك،كتب له ما نواه،ولو لم يعمله،وإن كان أجر العامل أفضل منه وأعلى،
ومن هم بسيئة،ثم تركها لله،كتبت له حسنة كاملة،
ومن هم بسيئة،وتركها لأجل الناس،أو سعى إليها،لكن حال القدر بينه وبينها،كتبت عليه سيئة،
ومن هم بها،ثم انفسخ عزمه،بعد ما نواها،فإن كانت مجرد خاطر بقلبه،لم يؤاخذ به،وإن كانت عملاً من أعمال القلوب،التي لا مدخل للجوارح بها،فإنه يؤاخذ بها،وإن كانت من أعمال الجوارح،فأصر عليها،وصمم نيته على مواقعتها،فأكثر أهل العلم على أنه مؤاخذ بها،
قال القاضي عياض رحمه الله،الأحاديث الدالة على المؤاخذة بأعمال القلوب،
إن هذا العزم يكتب سيئة،وليست السيئة التي هم بها لكونه لم يعملها وقطعه عنها قاطع غير خوف الله تعالى والإنابة،لكن نفس الإصرار والعزم معصية،فتكتب معصية،فإذا عملها كتبت معصية ثانية فان تركها خشية لله تعالى كتبت حسنة،كما في الحديث إنما تركها من جراي فصار تركه لها لخوف الله تعالى ومجاهدته نفسه الأمارة بالسوء في ذلك وعصيانه هواه حسنة،فأما الهم الذي لا يكتب فهي الخواطر التي لا توطن النفس عليها ولا يصحبها عقد ولا نية وعزم )شرح مسلم،
وقد روى الطبري،عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه،قال(هلَك مَن غلَب آحادُه أعشاره)رواه الترمذي،وصححه الألباني،
والمعنى،هلك من غلبت سيئاتُه حسناتِه، ومن رحمته سبحانه أنه يكتب لمن همَّ بالسيئة ثم تركها خوفًا من الله تعالى حسنة كاملة، كما أنه يكتب لمن همَّ بالحسنة فلم يعملها حسنة كاملة،فيا له مِن ربٍّ كريم جل في علاه،
روى مسلم(ومحاها الله،ولا يهلك على الَله إلا هالك)
ومعناها،قال السيوطي(إن حتم هلاكه،وسدت عليه أبواب الهدى،مع سعة رحمة الله تعالى،وكرمه وتفضله،فمن كثرت سيئاته حتى غلبت حسناته،مع أنها متضاعفة،فهو الهالك المحروم،

اللهم اجعلنا مفاتيح للـخير مغالـيق للـشر،ونعوذ بك من آفة الغرور،وقينا شر أنفسنا من الخطايا والآثام،ونسألك التواضع وحسن الخاتمة.







 
قديم 27-12-16, 02:36 AM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
قديم 28-12-16, 12:18 AM   رقم المشاركة : 3
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد السباعى مشاهدة المشاركة
   جزاك الله خيرا

بارك الله في حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:54 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "