العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-11-16, 05:43 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


الخبيئة الصالحة،تجارة رابحة

بسم الله الرحمن الرحيم الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخبيئة الصالحة،تجارة رابحة
هي الخبيئة الصالحة،وكلمة (خبيئة)تعني الشىء المستور أو المخفى،
فعن الزبير بن العوام،وعبد الله بن عمر،رضي الله عنهم،عن الرسول،صلى الله عليه وسلم،قال(من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل)رواه أحمد،والترمذي،و
صححه الألباني،
ومعنى،خبء من عمل صالح،أي،من الأعمال الخفية التي لا يطلع عليها أحد من الناس،فتكون خالصة لله تبارك وتعالى،مثل صلاة التهجد في جوف الليل،أو صدقة السر،أو أي عمل آخر من الأعمال الصالحة في السر،هي الخبيئة الصالحة،

عبادتك في السر دون أن يطلع عليك أحد غير الله تسمى،الخبيئة الصالحة،
وقد حثنا رسول الله،صلوات الله عليه،أن نجعل لنا خبء أي،عمل صالح خفي لا يعلم به إلا الله،
مشبعة بالإخلاص،مجبولة بالصدق، محصنة بالكتمان،هي صفات الأعمال الصالحة التي لا يثبت عليها إلا المؤمنون الصالحون،الذين ملأ حبُّ الله وخشيته أركان قلوبهم، فتوجهوا إليه وحده، بعيداً عن العيون والأنظار، في أجواء إيمانية صافية لا تشوبها شوائب طلَب السمعة والشهرة، أو التعلّق بالمدح والثناء أو شائبة الرياء،
هي زينة العبد في خلوته، وزاده لآخرته،بها تُفرَج الكربات وتسمو الدرجات وتكفر السيئات،
إنها الخبيئة الصالحة، كنز من كنوز الحسنات، وهي أن يجعل العبد بينهنوبين الله سبحانه وتعالى،طاعة أو عبادة من غير الفريضة، أو عملاً صالحاً لا يطلع عليه أحد حتى أهله،إلى أن يلقى الله،
هذه الخبيئة الصالحة،هي من أعمال الصالحين الذين أخلصت قلوبهم لله تعالى،لتكون للمؤمن فرجاً عند الكربات، وطوقاً للنجاة من النيران، وغرساً طيباً في فسيح الجنان،
قال تعالى﴿إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ،وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾البقرة،
وقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم،أمته على صدقة السر، فقال صلى الله عليه وسلم(وصدقة السر تطفئ غضب الرب)أخرجه الطبراني،
وعلى هذا حرص الصحابة والسلف الصالح على إخفاء أعمالهم عن أعين الناس خوفاً من أن يفسدها الرياء تقرُّباً إلى الله،
وقد قال الإمام الذهبي،إلى إبراهيم الحربي قوله(كانوا يستحبّون أن يكون للرجل خبيئة من عمل صالح لا تعلم به زوجتُه ولا غيرها)
لقد جسد هذا النموذج الصالح الطاهر أروع الصور في التسابق والتنافس على العمل الصالح في الخفاء،
فهذا أبو بكر الصديق،رضي الله عنه،كان إذا صلى الفجر خرج إلى الصحراء فاحتبس فيها شيئاً يسيراً، ثم يعود إلى المدينة، فعجب عمر رضي الله عنه،من أمره فلحقه واختبأ له خلف صخرة، فدخل الصدّيق خيمة ولبث فيها قليلاً، فلما خرج دخل عمر رضي الله عنه،إليها فإذا فيها امرأة ضعيفة عمياء وعندها صبية صغار،فسألها عمر،
من هذا الذي يأتيكم،فقالت،لا أعرفه ولكنه رجل من المسلمين يأتينا كل صباح فيكنس بيتنا، ويعجن عجيننا، ويحلب شاتنا، فخرج عمر وهو يبكي ويقول،لقد أتعبت الخلفاء بعدك يا أبا بكر الصديق،
أما زين العابدين عليُّ بن الحسين رحمه الله،فقد كان يحمل أكياس الدقيق على ظهره بالليل،ويوصلها إلى بيوت الأرامل والأيتام والفقراء،ولا يستعين بخادم ولا عبد لئلا يطّلع عليه أحد، فلما مات وغسّلوه وجدوا على ظهره آثاراً سوداء،فقالوا،هذا ظهر حمّال وما علمناه اشتغل حمّالاً،وانقطع الطعام بموته عن مائة بيت كان يأتيهم طعامهم بالليل من مجهول، فعلموا أنه هو الذي كان يحمله إليهم وينفق عليهم،
فلله دَرّهم من رجال ونساء أتقياء أنقياء أخفياء،ربّاهم القرآن ورعاهم الرحمن، وقد بشّرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقوله(إن الله يحب العبد التقي النقي الخفيّ)رواه مسلم،
لذا نرى أن سلفنا الصالح باعوا دنياهم الفانية من أجل الآخرة الباقية،فكانت أعمالهم حياة لقلوبهم ونوراً لقبورهم وربحاً لآخرتهم،
كان ابن المبارك،يضع اللثام على وجهه عند القتال لئلا يُعرف،
قال أحمد،ما رفع الله ابنَ المبارك إلا بخبيئةٍ كانت له،
وهذا داود بن أبي هند،يصوم أربعين سنة لا يعلم به أهله، كان يحمل الطعام صباحاً إلى دكانه فيتصدق به في الطريق، ويرجع عشياً إلى أهله فيُفطر معهم،يظن أهل السوق أنه قد أكل في البيت، ويظن أهله أنه أكل في السوق،
فلنقتدِ بهذا الركب الطاهر،ولنسر على دربهم،إلى خبيئة من العمل الصالح ،إلى دوحات البر والخير، من صلاة في دُجى الليل والأهل نيام،من تلاوة لكتاب الله بتأمل وخشوع وخضوع،من مناجاة لله بالأسحار واستغفار وتسبيح ودعاء بدموع الخوف والرجاء،أو صيام لا يعلمه إلا الله،أو تفريج لمكروب، وإغاثة لملهوف،أو صدقة في السر تطفئ غضب الرب،
لتكن لنا خبيئة صالحة ندّخرها ليوم فقرنا وذُلّنا، ليوم تشخص فيه الأبصار،
ليوم تبلى فيه السرائر،ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم،
ولتكن تلك الخبيئة مغلّفة بالصدق،والإخلاص، محاطة بالكتمان، حتى لا تفقد جمالها وصفاءها، وأجرَها وثوابَها،تاجروا مع الله ولا تتوانوا،
اصنع إلى الله طريقاً لا يراك ولا يعلمه فيه أحد،خبئ لنفسك صالحات تنفعك،يوم لاينفعك فيه أحد،
إن أعمال السر لا يثبت عليها إلا الصادقون, فهي زينة الخلوات بين العبد وبين ربه,
وليعلم كل امرئ أن الشيطان لا يرضى ولا يقر إذا رأى من العبد عمل سر, وإنه لن يتركه حتى يجعله في العلانية،ذلك لأن أعمال السر هي أشد أعمال على الشيطان,
والنفوس الطيبة الصافية النقية التي تخفي عن شمالها ما تنفق يمينها،
وقال بشر،اكتم الحسنة كما تكتم السيئة،
وقال حماد بن زيد،كان أيوب ربما حدَّث بالحديث فيرق, فيلتفت ويتمخط ويقول،ما أشد الزكام،
وروى الذهبي، كانوا يستحبون أن يكون للرجل خبيئة من عمل صالح لا تعلم به زوجته ولا غيرها،
من فوائد صدقة السر ،
الستر على الفقير وعدم تخجيله بين الناس،
إخفاؤها يتضمن الإخلاص وعدم المراءاة،
فيها تأليف لقلب المتصَدَّق عليه وترغيب في فعل الخير وقبوله،
إعفاف للفقير عن مسألة الناس والمجاهرة بالسؤال،ولها تأثير في غسل القلوب من الضغائن والكبر،وتصرف دواعي الحسد،وأَسلَمُ لَلفقير من احتِقارِ الناس لَه،
اللهم إجعل لنا خبيئة من عمل صالح،ولا تجعلنا من أهل الرياء،وجعل عملنا خالص لوجهك الكريم،
أسأل الله جل في علاه أن يرزقنا وإياكم حسن الخاتمة،وأن يرزقنا الفردوس الأعلى من الجنة.






 
قديم 01-12-16, 02:28 AM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
قديم 01-12-16, 03:33 AM   رقم المشاركة : 3
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد السباعى مشاهدة المشاركة
   جزاك الله خيرا

وجزاك ربي كل الخير اخوي






 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:35 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "