والنصوص الشرعية التي تقرر خطر اللسان كثيرة مما يدل على فضل الصمت وقلة الكلام ، منها قول النبي صلى الله عليه وسلم(إن العبد ليتكلم بالكلمة ينزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب)متفق عليه،
قال النووي،معناه،لا يتدبرها ويفكر في قبحها، ولا يخاف ما يترتب عليها،وهذا كله حث على حفظ اللسان،
وقال سفيان بن عبد الله،قلت،يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به،قال،قل(ربي الله، ثم استقم،قلت،يا رسول الله ما أكثر ما تخاف عليّ،
فأخذ بلسان نفسه ثم قال،هذا،وقد تتابع العلماء من الصحابة ومن بعدهم على الحث على حفظ اللسان والصمت عن السوء،
قال أبو الدرداء،أنصف أذ************ من فيك، فإنما جُعل لك أذنان وفم واحد لتسمع أكثر مما تتكلم، وقال ابن مسعود،والله الذي لا إله إلا هو، ليس شيء أحوج إلى طول حبس من لساني،وكان يقول،يا لسان قل خيراً تغنم ، واسكت عن شر تسلم، من قبل أن تندم،
وقال أبو الدرداء،لا خير في الحياة إلا لأحد رجلين،منصت واع ٍ، أو متكلم عالم،
وقال الأوزاعي،ما بلي أحد في دينه ببلاء أضر عليه من طلاقة لسانه،
وما أحسن نصيحة أبي حاتم البستي حين قال،الواجب على العاقل أن يبلغ مجهوده في حفظ اللسان حتى يستقيم له،إذ اللسان هو المورد للمرء موارد العطب،
والصمت يكسب المحبة والوقار، ومن حفظ لسانه أراح نفسه، والرجوع عن الصمت أحسن من الرجوع عن الكلام،
والصمت منام العقل، والمنطق يقظته،
ولا يخفى أن الجدل والاعتراض والنقاش العقيم بين الناس سبب لكثير من البغضاء والخصومات،فبعض الناس هوايته الجدل وإجبار الناس على قبول رأيه ،
ومتعته في تسفيه آراء الآخرين، في حين أن الأمر واسع واختلاف وجهات النظر فيما يتسع فيه المجال للتنوع ليس مبرراً للخصومة والجدل،فاحفظ للجليس كرامته باحترام رأيه وليس من الضرورة أن توافقه،
فالصمت في مثل هذه المواضع خير من الجدل العقيم،
فما أحوجنا إلى لزوم الصمت والإقلال من الكلام ،