الإمام أحمد بن حنبل
كان هذا الأخير يعظم الصوفية ويكرمهم فقد قيل له يوما : يحبك بشر-يعنون بشر بن الحارث إمام الصوفية الكبير- فقال <لا تعنون الشيخ نحن أحق أن نذهب إليه >فقيل له نجيء به ؟ قال< لا أكره أن يجاء به الي أو أذهب إليه فيتصنع لي وأتصنع له فنهلك.>
وقال رحمه الله لابنه في أبي إبراهيم السائح-شيخ الصوفية-<سلم عليه فانه من كبار المسلمين >وهذان المقولتان واردتان في طبقات الحنابلة ج1 ص186و138 . ويقول رحمه الله في نفس الكتاب ص201 < ما صليت يوما غير فرض، استأثرت بمذاكرة أبي زرعة على نوافلي>وأبو زرعة هذا صوفي كذلك مثله مثل الفتح بن شخرف حيث جاء في ص255 يقول الإمام أحمد < ما أخرجت خرسان مثل الفتح بن شخرف>و أورد السبكي في طبقات الشافعية قصة ابن حبل مع المحاسبي هذا الصوفي الكبير، حيث اختبأ ابن حنبل في دار إسماعيل واخذ ينصت لكلام المحاسبي دون أن يراه هذا الأخير، وأخذ يبكي حتى أغشي عليه من شدة تأثره بكلام المحاسبي. وذكر قطب الدين أيمن أن الإمام كان يحث ولده على الاجتماع بالصوفية ويقول انهم بلغوا من الإخلاص مقاما لم نبلغه.
الإمام الشافعي
جاء في شواهد التصوف لمعمر بن زياد الأصبهاني :< مر طائفة من الصوفية على الإمام الشافعي في صحن المسجد فقال : والذي فلق الحب وبرأ النسمة ما على وجه الأرض في هذه الساعة قوم أكرم على الله عز وجل منهم.> هذا إضافة إلى ملازمته لعدد من الصوفية فقيل له في ذلك، فقال استفدت من مشايخ الصوفية ما لم نستفد من غيرهم قولهم < الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك> وقولهم <اشغل نفسك بالخير فان لم تشغلها بالخير شغلتك بالباطل>ويكفي في هذا ثناء الشافعي على طائفة هذا قدر كلماتهم. كما كان يشهد له بمجالسة شيبان الراعي وهو من خواص الصوفية وهذا ما أورده الشيخ أحمد العلوي نقلا عن كتاب النصرة النبوية." اهـ.