الحافظ ابن الوزير اليماني بين الزيدية وأهل السنة والجماعة ! ( للنقاش العلمي )

[الكـاظم]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةُ للعالمين ، محمد الأمين ، خاتم الأنبياء والمُرسلين ، وعلى آله الغر الميامين ، الطاهرينَ المُطهرّين ، ورضوانه على الصحابة الراشدين المتقين ، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين .

وبعد :

أحيي اخوتي في الله قارئي هذه السطورة ، بتحية الإسلام الخالدَة ، وأطرحُ عليهم موضوعاً للمدارسَة يهم المثقفين و الباحثين منهم أكثرَ من غيرهِم ، ولن يخلوَ من فائدة يستفيدها المتعلمون إن شاء الله ، وطَرحُنا يختص بإمامٍ حافظٍ يفختر به وببديهته العلمية أهل الإسلام قاطبةً ، ولا نجدنا نُبالِغُ إذ نقولُ ذلك .

وهُو الإمامُ الحافظ ، والعَلم الشامخ ، محمد بن إبراهيم بن علي بن المرتضى بن المفضل بن المنصور بن محمد بن العفيف بن مفضل بن الحجاج بن علي بن يحيى بن القاسم بن الإمام الداعي يوسف بن الإمام المنصور بالله يحيى بن الإمام الناصر احمد بن الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي بن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الشبه بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب .

والشهير بابن الوزير اليماني ...

فالفقير يدّعي أنَّ ابن الوزير رحمه الله تعالى ، لم يكن كما وصفهُ بعض مَن ترجمَ له ، بأنّهُ كان على طريقة السلف من أهل السنة والجماعة ، ويدّعي أيضاً أنّهُ لا يقتربُ مع السنة والجماعة ممثلةً في فكرها الحاضر ، في أمهات المسائل العقدية وعلى رأسها مسألة الأسماء والصفات ، لبّ مسائل التوحيد ، ومسألة أفعال العبادة وإرادة الله ، والتي هي لبّ مسائل العدل ، وفي المقابل نجده إلى الزيدية أقرب بكثير .

ونجدنا بحاجَة إلى مد يد العون من الإخوة الأفاضل في هذا الموضوع ، بالسلب أو الإيجاب ، لما يترتبّ عليه من حسنةِ الإفصاح عن عقيدة تكادُ في نظرنا تُزوّرُ على ابن الوزير ، وتجري على اسمه كالعادَة ، نقصدُ اتهامَه بالسنيّة والسلفية .

ونجدنا أيضاً بحاجة إلى الإنصاف الذي افتقدناه كُلياً مع غيركم ، ونرجو أن نلقاه معكم ، ولكم منّا كلّ الإنصاف بإذن الله .

فحيَّ على الفائدة ...

[الكـاظم]

للفائدة :

كتاب الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم ( صلى الله عليه وآله وسلم )

للحافظ محمد بن إبراهيم الوزير رحمه الله

للتحميل :

http://www.almeshkat.net/books/archive/books/alrood.zip

[الشهاب العابر]

بسم الله .

وبه استعين.

في البداية انا لست من اهل العلم ولا حتى من طلبته وما جذبني لهذا الموضوع هو انني قرأت ترجمة هذا الامام الجبل الحافظ ابن الوزير

اليمني(منذ يومين تقريبا) وذلك من كتاب(البدر الطالع بمحاسن من يعد القرن السابع) لشيخ الاسلام ومحدث اليمن الامام محمد علي

الشوكاني رحمة الله عليه.

فعلمت انه مفخرة للاسلام وبحر من بحور العلم وعلم من اعلام اهل السنة والجماعة ممن ساروا على نهج السلف الصالح ونبذوا التقليد

والاحتجاج باقوال العلماء المجردة من الدليل.

وما اعلمه عن ابن الوزير انه على منهج السلف الصالح رضوان الله عليهم ولذالك حدثت خلافات كبيرة بينه وبين مشايخه وصلت الى

تاليف الكتب في الردود بينه وبين مشايخه الزيدية ممن ينتهجون التقليد.

واشار الشوكاني الى ان ابن الوزير في كتاباته لايشابه في قوة اسلوبه وحججه احد ممن اتوا بعده بل هو اقرب الى ابن حزم وابن

تيمية رحمهما الله في اسلوبه وغزارة علمه.

وسأتابع الموضوع علي استفيد من طرح بقية الاخوة.

[سليمان الخراشي]

الأستاذ الكاظم / مرحبًا بك ..
أظنك طرحت هذا السؤال في ملتقى أهل الحديث ؛ وقد حصل لبس ؛ حيث اعتقدك المشرف حسن المالكي المراوغ الذي فر من مناظرة الشيخ الشويقي الشهيرة .

ثم رأيت اسمك في موقع ( الزيدية ) ؛ فأظنك لست المالكي ؛ ولهذا فأنا أعتذر لك نيابة عنهم .

وقد أعجبني مقالك عن قضية التقريب بين الزيدية والإمامية ؛ حيث تنبهت إلى ألاعيب الرافضة الذين يريدون استدراج الزيود في اليمن ليكونوا مثلهم ( طعانين ) ( سبابين ) لأمهات المؤمنين ولصحابة سيد المرسلين ..

فالحمد لله على تنبيهك أهل الموقع لهذا الخطر العظيم ..

=======================

أما عن سؤالك الذي اختصرته هنا ؛ حيث استنتجت أن ابن الوزير أقرب للزيدية ... الخ ؛ فأفيدك بأن علماء الزيدية لايرون رأيك !
وفاتك - وفقك الله للحق - أن المدعو حسن السقاف قد سألهم عن ابن الوزير وغيره ممن تركوا التمذهب وتمسكوا بدعوة الكتاب والسنة ؛ وذلك في موقعهم الذي تكتب فيه .
فأجابوه بالتالي :
((( الحمد لله رب العالمين ؛
السيد العلامة الكبير الحسن بن علي السقاف حياكم الله تعالى وحاطكم بعنايته وأنواره ،
لَكَم سررنا بتشريفكم لنا في هذا الموقع ، فأهلا وسهلاً ومرحباً بكم ،
السؤال الذي أوردتموه هام جداً لكني لم أجرؤ على الإجابة لأن هذا مقام علماء لا ينبغي لمثلي الخوض فيه ، لكن سيدي العلامة عبد الله بن حسين الديلمي حفظه الله قد أعد لكم جواباً فيشرفني أن أنقله لكم ، مع الاعتذار على التأخر سيدي الكريم ، وهذا هو الجواب :

بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي العلامة الفاضل الحسن بن علي السقاف حياكم الله وبعدُ ؛
فيعود عليكم أفضل السلام والرحمة والبركة من الله عز وجل ، نعم ؛ وصلت رسالتكم فأحببت أن أمتثل أمركم وألبي رغبتكم فالمسامحة منكم لأي زلل أو تقصير ، وأقول :
إن لأي مذهب أو ديانة حقيقة وماهية تمنع وتجمع ، وإطار يتميز به عن غيره من المذاهب ، والزيدية لها إطار وحقيقة معينة سواء كان معتقدها صحيحاً أم لا ، إذ ذلك موضوع آخر ، ومَن ذكرتم لم يكونوا من ضمن من يقول بالأفكار التي هي حقيقة الزيدية .
فالزيدية لا تقول إن لله أعضاء من يد ورجل وساق وغيره ذلك مما يقال إنها صفات ؛ إذ لا يوجد في الحقيقة اللغوية ولا الحقيقة الشرعية والدينية أن ما تقدم صفات ، والزيدية العقائدة لا تقول برؤية الله عز وجل عقلاً وشرعاً ولا بشفاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمن مات مصراً على فسقه وعصيانه من أصحاب الكبائر ولا بخروجهم من النار ، والزيدية تقول بإمامة الإمام علي عليه السلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلا فصل ، وبإمامة الحسن والحسين عليهما السلام بعد أبيهما ، وبإمامة أهل البيت من ذرية الحسنين بشروط مبسوطة في مظانه .
ومن ذكرتم لا يقولون بذلك ، بل يقولون بالأعضاء والرؤية والشفاعة للعصاة وخروجهم من النار ، ولا يقولون بالتشيع الذي هو القول بإمامة على والحسن والحسين وأولادهما عليهم السلام .
فأئمة أهل البيت (ع) يصرحون بعدم كون من ذكر زيدية وذلك لتصريح هؤلاء الأئمة بتعريف الزيدية ، فنفيهم لهؤلاء هو لعدم قولهم بأفكار أهل البيت (ع) .
ومخالفة من ذكرتم للزيدية جزيئة في حق المقبلي وابن الوزير وابن الأمير ، وأما الشوكاني فمخالفته لهم كلية في العقيدة ، وأما الحسن الجلال فعقيدته هي عقيدة الزيدية .
فانظرو سيدي الفاضل كتاب الشافي للإمام الكبير عبد الله بن حمزة (ع) في الجزء الثاني صـ130-132 الذي عرف من هو الزيدي ، وكذا الجامعة المهمة لأسانيد كتب الأئمة لسيدي الإمام مجد الدين المؤيدي صـ72-75 ، وكذا الوالد العلامة الكبير بدر الدين الحوثي حفظهم الله في كتابه مفتاح أسانيد الزيدية صـ17 .
ولمعرفة أفكار الزيدية وعقيدتهم انظروا مجموع الإمام زيد ، ومجموع الإمام الهادي ، ومجموع رسائل الإمام القاسم بن إبراهيم ، وحقائق المعرفة للإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان ، والبساط للإمام الناصر للحق ، ورسائل الإمام عبد الله بن حمزة وكذلك الشافي له ، وكتاب الأساس للإمام القاسم بن محمد ، وينابيع النصيحة للأمير الحسين بن بدر الدين ، ومقدة البحر الزخار للإمام أحمد بن يحيى المرتضى ، وكذا مؤلفات الإمام يحيى بن حمزة في العقيدة ، وكتذب من ذكر مطبوعة .
ثم كيف يقال إنهم زيدية وهم يقولون برفض التمذهب كما صرّح به ابن الوزير في كتابه إيثار الحق على الخلق ، وابن الأمير ، والمقبلي كما في كتابه إيثار الحق على المشائخ والآباء ، وأما الشوكاني فإن مذهبه مذهب ابن تيمية وابن عبد الوهاب الذي – زعم – أنه مذهب السلف من المحدثين .
قال السيد العلامة الكبير بدر الدين الحوثي في كتيب له موسوم بـ( مفتاح أسانيد الزيدية ) : أما كتب الشوكاني فلا تعتبر من كتب الزيدية ، فلا يستدل بها على مذهبهم بمن أراد معرفته لا هي ولا كتب المقبلي ولا كتب ابن الأمير ولا كتب محمد بن إبراهيم الوزير اهـ صـ17 .
وذكر الإمام مجد الدين حفظه الله أن ابن الوزير قد تاب ورجع إلى عقيدة أهل البيت (ع) .
نعم ؛ قال الهادي بن إبراهيم أخو محمد بن إبراهيم : وأما مسألة مخالفة إجماع العترة بالقول بالرؤية فهذا شئ لم أعرفه وأنا أنزهه عن هذه المقالة ، ومعي خطه بأن اعتقاده في العقائد الكلامية والمسائل الإلهية اعتقاد أهل البيت عليهم السلام ، وأنه غير مخالف في واحدة من هذه المسائل اهـ مقدة العواصم والقواصم صـ47 .
قلت : فسواء صح رجوعه أم لم يصح فلا تعتبر كتبه من كتب الزيدية وذلك لأنه إن صح رجوعه فلا يصح حتى نسبة ما فيها إليه باعتبار ما استقر عليه أخيراً ، وإن لم يصح فلأن تلك الكتب تخالف الفكر الزيدي .
نعم سيدي ؛ إن نفي الزيدية من ذكر ليس لآرائهم الفقهية بل النفي من الحيثية العقائدية ، يدل على ذلك ما تقدم وأن الزيدية من حيثية الأمور الفقهية لها مدارس متعددة فلم ينف ذلك التعدد الفقهي وإن كان بسيطاً كونهم زيدية وذلك لأن الزيدية هي القول بالتوحيد من كونه تعالى موجوداً خالقاً قادراً عالماً حياً ، وكون صفاته ذاته على معنى نفي التركيب سواء القابل للانقسام أم غير القابل للانقسام على حد زعم ابن تيمية في أنه تعالى مركب لا يقبل الانقسام ، وعلى معنى نفي التأثير للعلة والفاعل ، وكذا تقول الزيدية بنفي الرؤية عقلاً وشرعاً ، ونفي أن يكون تعالى ذا مكان وزمان وذا أعضاء يزعمها البعض صفات ويقولون بأن لله الوحدانية والتفرد في الألوهية والربوبية ، ويثبتون بأن الإنسان فاعل لأفعاله لتعلق المدح والثواب والذم والعقاب والتكاليف بها ، وينفون القضاء والقدر بمعنى الإلزام والأمر في الذنوب من قتل وزنى ونحوهما ، ويقولون بهما في ما كان من فعل الله نحو الأمراض والزلازل والبراكين والموت ، وينفون أن يكون الله فاعلاً للقبيح لأنه عالم بقبحه وغنيٌ عنه وعالم باستغنائه عنه ، وترقفض القول بالجبر والكسب ، وبصحة نبوة الأنبياء وأن الدليل على صدق دعواهم عليهم الصلاة والسلام عقلية لا عادية ، وأن القرآن الكريم كان بعد أن لم يكن ، ويقولون بوجوب الخروج على الظالم مع مراعاة شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيما يتعلق بالآمر والمأمور به والمنهي عنه ، ومع مراعاة التدريج فلا يخشن إن كفي اللين ، إذ المراد هو إزالة المنكر لا القتل والجرح ، ويقولون بإمامة الإمام علي (ع) بعد رسول الله لحديث الغدير والمنزلة ونحوهما ، وبإمامة الإمام الحسن والإمام الحسين لنص رسول الله ولإجماع أهل البيت عليهم السلام الثابتة حجيته بحديث الثقلين والسفينة ونحوهما ، وبكون الإمامة في ذرية الحسنين (ع) لقوله تعالى : ( قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ) ، وقوله : ( أم يحسدون الناس ) ... الآية ، وقول رسول الله : ( إني تارك فيكم ) ، و( أهل بيتي فيكم كسفينة نوح ) ، مع قوله صلى الله عليه وآله وسلم في تحديد من هم أهل البيت : ( اللهم هؤلاء أهل بيتي ) مشيراً إلى علي وفاطمة والحسن والحسين ، وفعله بوضع الكساء عليهم وإخراج أو رفض دخول أم سلمة رضي الله عنها كما في الأكثر ، مع قوله صلى الله عليه وآله وسلم لها : ( إنك إلى خير ) ، ومع استخحدام لفظة الإشارة في قوله ( هؤلاء ) ، وقوله ( أهل بيتي ) ، وإضافة الأهل والبيت إليهم عليهم السلام ، ومع مراعاة أن العبرة بعموم اللفظ دون خصوص السبب .
وتقول الزيدية أيضاً إن العقل حجة وكونه متعلَّقاً للذم والعقاب والمدح والثواب قبل ورود الشرع ، وأن العقل مقدم على الشرع في الإلهيات والنبوات ، فمن قال بهذا فهو زيدي ، ومن لم يقل بها أو لم يقل ببعضها فليس بزيدي .
وموضوع صحة عقيدتهم موضوع آخر إذ المراد التنبيه على من هو الزيدي .
نعم سيدي العلامة المجاهد ، هذا ما سنح القلم بذكره ، فالعفو على التقصير ، وأما معرفة منهج كل واحد من الذي ورد السؤال عنهم وبذكرهم فموضوع آخر أيضاً وأعتقد أنه لا يخفى عليكم سيدي .
ملاحظة : ملحوظة : أظن أن من قال إن الشوكاني والمقبلي وابن الأمير وابن الوزير زيدية قال ذلك لأن الزيدية تقول بالاجتهاد ووجوبه على من له الأهلية ، وبالتالي فمن ذكر فهم زيدية لأنهم مجتهدون وإن خالفوا الزيدية في الفروع إذ لهؤلاء آراء لا يقول بها الشافعي وابن حنبل والحنفي والمالكي في الأمور الفقهية ، وهؤلاء مخطئون لجهلهم بمعنى الانتساب إلى الزيدية أولاً ، وإلا لكانت كل الفرق زيدية لأنهم اجتهدوا ، ولجهلهم أيضاً ربما مخالفة من ورد السؤال بذكرهم للزيدية في علم الكلام ، والله أعلم .
الرجاء المسامحة على ميل القلم وزللـه لشواغل وهموم تعتي الفكر بسبب عدوة الشعوب أمريكا وإسرائيل ، وكتب خويدم العلم وطالبه عبد الله بن حسين الديلمي ))) .http://www.al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=389

======================

أسأل الله لي ولك التوفيق إلى الحق ، وأن يجعلنا ممن يقولون ( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ) .

[الكـاظم]

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد ....

الأخ أسد السنة .... بارك الله فيكم

وهو مما لا شكّ فيه أن الإمام محمد بن إبراهيم ، يُعدُّ مفخرةَ للإسلام والمُسلمين ، وترجمته من البدر الطالع للإمام الشوكاني ، يجب أن نتطرّق إليها في نقاشنا .

لكم تحياتي

[الكـاظم]

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد ...

الأستاذ الفاضل سليمان الخراشي ... رعاكم الله

-----

سليمان الخراشي كتب :

اقتباس: أما عن سؤالك الذي اختصرته هنا ؛ حيث استنتجت أن ابن الوزير أقرب للزيدية ... الخ ؛ فأفيدك بأن علماء الزيدية لايرون رأيك ! وفاتك - وفقك الله للحق - أن المدعو حسن السقاف قد سألهم عن ابن الوزير وغيره ممن تركوا التمذهب وتمسكوا بدعوة الكتاب والسنة ؛ وذلك في موقعهم الذي تكتب فيه .

بلى ، سيدي الكريم ، كنتُ متابعاً لبيان سيدي المفضال عبدالله بن حسين الديلمي عمَّر الله أيامه بوافر العبادة والسعادة ، وقد اشارَ حفظه الله إلى ما نُريدُ التنويه عليه ، من عدم خروج ابن الوزير الكلي عن المذهب الزيدي عندما قال : ( ومخالفة من ذكرتم للزيدية جزيئة في حق المقبلي وابن الوزير وابن الأمير ، وأما الشوكاني فمخالفته لهم كلية في العقيدة ، وأما الحسن الجلال فعقيدته هي عقيدة الزيدية ) .

وأمّا أنَّ ابن الوزير ليس متمذهباً بمذهب الزيدية ، فنحن نقرّ بذلك ، ونقرَّ أنَّ تقريراته في كُتبه ليست حجةً على الزيدية ، وتقرَّ أيضاً أنّه ليسَ مُتمذهباً بمذهبٍ بعينه ( كمذهب أهل السنة والجماعة ) ، فقال السيد عبدالله الديلمي : (( ثم كيف يقال إنهم زيدية وهم يقولون برفض التمذهب كما صرّح به ابن الوزير في كتابه إيثار الحق على الخلق )) .

قلتُ : وهُو صريح فعل ابن الوزير رحمه الله تعالى ، مع ابن ظهيرة الشافعي ، عندما قال لابن الوزير ( فيما معناه ) ، ما أحسن يا شيخنا لو تمذهبت بمذهب الإمام الشافعي ! ، فردّ عليه ابن الوزير قائلاً : لو جازَ ليَ التقليد ، ما عدلتُ عن مذهب جدي القاسم بن إبراهيم وحفيده الهادي . وذكرَ هذا القاضي إسماعيل بن علي الأكوع في كتابه (( الإمام محمد بن إبراهيم الوزير وكتابه العواصم والقواصم )) .

وهُناك تداخلٌ في نسبة العقائد لأصحابها ، التي ذكرها السيد عبدالله الديلمي ، إذ أنّه احتوى بيانه على الكلام على عقائد أربع شخصيات بارزة وبإجمال ، منهم السيد محمد بن إبراهيم الوزير ، وصالح المقبلي ، ومحمد بن إسماعيل الأمير ، ومحمد بن علي الشوكاني ، ولو تمعنّتَ آحر الرسالة تجد تنزيه ابن الوزير على لسان أخيه الهادي بن إبراهيم الوزير وبخطَّ يده ( يد محمد بن إبراهيم ) .

هذا أقصى ما يتحمّله كلام السيد الديلمي حفظه الله .

---------

فائدة : لأنّنا طلبنا أن يكونَ مبحثنا هذا علمياً ، وواقعياً أكثرَ منه إلى المُدافعَة ، فنحنُ نريدُ أن نتكلَّم عن عقيدة ابن الوزير من كتب ابن الوزير نفسَه ، وهذا قمّة الإنصاف لابن الوزير رحمه الله تعالى .

--------

عقيدة ابن الوزير في الأسماء والصفات بين الزيدية وأهل السنة والجماعة :

1- قال العلامة ابن أبي القاسم رحمه الله تعالى ، مُعترضاً على ابن الوزير ، من أنَّ في صحاح أهل السنة ومسانيدهم ، أخباراً توهمُ التجسيم والتشبيه ، والجبر ، ( يقصد بالتجسيم الأحاديث الموحية باليد والوجه والساق وأمثالها ) :

(( قالَ : ممّا يَدُلُّ على أنَّ في أخبارِ كُتُبِهِم التي يُسمّونها الصّحاح ما هُو مردودٌ أنَّ في أخبار هذه الكُتُب ممّا يُثبتُ التجسيم والجبرَ والإرجاء ونسبةُ ما لايجوز إلى الأنبياء ، ومِثلُ ذلكَ يُضربُ بهِ وجهُ راويه ، وأقلُّ أحوالِه أن يَكذِبَ فيه إلى آخر كلامه في هذا الوجه . ))

انظر العواصم والقواصم 8/261

* فردَّ عليه ابن الوزير رحمه الله تعالى ، منوَّها أنَّ وجودَ مثلَ هذه الأخبار الدّالة على التجسيم ليَسَت علامة للكذب ، أو الردّ ، بل إنّهُ يجبُ تأويلُ هذه الأحاديث بما يُناسبُ سياقها ، وقد نَسبَ شيخهُ إلى العجز عن تأويل هذه الأحاديث المروية في الصحاح ، بما يُنافي التجسيم والتشبيه ، ثم قدَّمَ ابن الوزير مقدمات ينبّهُ بها القارئ ألاَّ يتوهَّمَ أنهُ بمجرَّدِ عدم نسبَة هذه الآحاديث الموحية بالتجسيم إلى الوضع والكذب ، أنهُ قائلٌ بها ، آخذٌ بظاهرهَا ، وأيضاً يُسلّط ابن الوزير الضوء إلى أنّهُ قد غلطَ عليه الكثير من الناس ، ونسبوهُ إلى الإقرار بما في هذه الأحاديث على ظاهرها ، بمجردّ أنّه قَبِلَها ولم يصفّها في مصافِّ الموضوعات . ولا يفوتك أن تتأمَّل عقيدته رحمه الله في أحاديث الآحاد . ، ومما يجب التنبيه عليه أيضاً أنّ ابن الوزير وإن كان لا ينفي التأويل ولكنه يكرهه ، وهذا لا يوهِمُ أنه يأخذُ بالظاهر ، فقالَ رحمه الله راداً مقالةَ شيخهِ السابقَة :

(( أقول : هذا مقامٌ وَعِر قَد تعرَّض السيدُ له ، وأبدَى صَفحتَه ، وأرادَ أن يُكَذِّبَ الرّواةَ فيما لَم يَفهَم تأويلَه ، وهذا بحرٌ عميق ، لا يصلُحُ رُكوبُه إلاّ في سفين البراهين القاطعة ، وليلٌ بَهيمٌ .... ، وقبل الخوضِ في هذه الغَمرةِ أُقدِّمُ مُقَدِّماتٍ :

المقدمة الأولى :

الاعتراف بانَّ كلَّ ما خالَفَ الأدلّة القاطِعَة المعلومَة مِنَ العقل أو السَّمع ، وكانَ مِن أحاديث الآحاد المظنونة ، فإنّهُ غيرُ مَعمولٍ به . فإن ثبتَ دليلٌ على انّهُ لا يُمكنُ تأويلُه ، وَجبَ ردّهُ على راويه ، على ما يأتي بيانه في مراتب الرّد ، وإن لَم يَقُم دليلٌ على امتناع تأويلِه ، تُرِكَ غيرُ مَعمولٍ به ولا مَقطوعٍ بِكَذِبِه .

وإنّما ذكرتُ هذه المُقدّمة ، وصدّرتُها قبل الكلامِ على هذه الجُملَة ، لئلاّ يتوهَّمَ أحدٌ أنّي أقولُ بغيرِها ، فقَد كَثُرَ الغلطُ عليّ في مواضِع ، ثم إنَّ السيد أيَّدهُ الله ... ))

انظر العواصم والقواصم 8/261 - 262

* ومع ما سبقَ يؤكد هنا ابن الوزير ، أنّه لا ينفي التأويل ، فيقول :

(( أنَّ السيد أيدهُ الله تعالى جنى عليَّ جِنايةً عظيمَة ، فَنَسَبَني إلى القولِ بنفي التأويل، وأنا ما قُلتُ بذلِك في الكتاب الذي اعترَضَهُ السيّد ))

انظرها وانظر تتمتها فهي مفيدة في العواصم والقواصم 8/ 265 إلى 268

وللكلام في التأويل عند ابن الوزير ذيول طويلة ... ومؤكدات قوية ... نكتفي هنا بإثبات عدم نفي التأويل للآيات والأحاديث الموهمة التجسيم. وهو عقيدة الزيدية ، دونَ أهل السنة والجماعة .

عقيدة ابن الوزير في أفعال العباد بين الزيدية وأهل السنة والجماعة :


* بدايةً ماذا تقول الطائفتين الزيدي والسنة في مسألة أفعال العباد :

عند الزيدية : أن أفعالَ العباد من العباد ، وأنّها منسوبةً إليهم ، وليستَ من الله خلقاً .
عند أهل السنة والجماعة : أنّ أفعال العباد ، مِنَ العباد فعلٌ ومن الله خلق .

وعندَ ابن الوزير رحمه الله تعالى :

* قالَ ابن الوزير ، مُبيناً أنَّ أفعال العباد ممّا يستحقون عليه الثواب ، كصلة الرحم ، وإماطة الأذى عن الطريق ، منسوبةٌ إلى العباد أنفسهم ، وكذلك أعمالهم التي يستحقون عليه العقاب ، كالسرقة والزنا ، منسوبة إلى العباد أنفسهُم ، ويتفق أهل السنة مع الزيدية في صحة هذه العقيدة ، ولكن أهل السنة يضيفونَ أنّ الله هُو مَن خلق الفعل ، والزيدية لا تقول بهذا . فيقول رحمه الله :

(( واعلَم أنَّهُ لا خِلافَ بينَ المُسلمين أنَّ للعبادِ أفعالاً مُضافَةً إليهِم يُسمَّونَ بِها مُطيعينَ وعُصاة ، ويُثابُونَ على حَسَنِها ، ويَستحقّونَ العقابَ على قبيحها )) .

انظر العواصم والقواصم 7/5-6

* ثم يبتعد ابن الوزير ، عن عقيدة أهل السنة والجماعة في أفعال العباد ، ويقترب من عقيدة الزيدية ، عندما خصّ العَبد بما يتعلّق بالقدرة على أفعاله ، فيقول رحمه الله :

(( ويجبُ أن يُضافَ القَدرُ المُتعلِّق بِقُدرَة العَبد مِن هذه القبائح إلى العَبْد وَحدَه ، تحقيقاً لتنزيهِ الله تعالى وكمالِ تقديسهِ عن القبائح ، وكمالِ عَدلِه وحِكمَتِه فيما ابْتَلَى به من تقديرِ وقوعِها وأسبابها ))

انظر العواصم والقواصم ، 7/20

* ثم يُفارق ابن الوزير ، عقيدة أهل السنة والجماعة ، ويُطابق عقيدة الزيدية ، عندما نفى أن يكون أهل السنة ( التي ينافحُ عنهم ) قائلون بأنّ أفعال الإنسان التي يستحق عليها الذم والمدح ( كأفعالنا اليومية ) مخلوقةً لله سبحانه وتعالى ، وهُنا يجب أن يتنبه الحاذق كيفَ أنَّ ابن الوزير ينفي أن يكون أهل السنة قائلون بخلق الأفعال ، بينما نجد أهل السنة والجماعة في عقيدتهم المرسومة في الدفاتر قائلون بها ، فهناك إشارة خفيّة تفوح من كتابات ابن الوزير توحي أنّ هناكَ أهلَ سنّة غير أهل السنة والجماعة اليوم ، وأنّ هُناك أهل سنة قد ابتدَعت في دينها ما ليسَ منه وهو صريح قوله رحمه الله في كتاب إيثار الحق على الخلق . فيقول ابن الوزير :

(( وأمّا ما يَقَعُ عليهِ الجزاءُ بالذّمِ والعِقاب ، والثناءِ والثواب ، مِن الأمور العَدَميّة والإضافيّة ، التي ليسَت بشيءٍ حقيقيٍّ أصلاً كالتُّروكِ على الصحيح ، وإنّما جِهاتُ استحقاقٍ مثلُ تروكِ الواجبات ، وتُروك المُحرّمات عندَ الخصوم ، فليسَتْ عندَ أهلِ السُنّة مَخلوقَة كما يأتي الدليلُ عليه قريباً مِن وجوهٍ ثلاثةٍ قُرآنية ))

انظر العواصم والقواصم 7/95 - 96

أيضاً إلى هنا نتوقف مع ابن الوزير ، في عقيدة أفعال العباد ، ونلخصه بأنّه إن لَم يُطابق الزيدية في عقيدتها فهو إليها أقرب وأقرب .

==

والسؤال للعقول / أإلى السنة أم إلى الزيدية ؟

==

تنبيه /

لجعل النقاش أكثرَ فائدة ، فلنجعل كُتُب ابن الوزير ومؤلفاته هي الحَكم ، ولا مانعَ مع الترجيح بأقوالِ غيره ، شريطة وجود أصل المسألة المُرجَّحَة على لسان ابن الوزير ، وأحسبُ والله أعلم أنّ الجميع يوافقونني على هذا .



تحياتي للجميع

[سليمان الخراشي]

الأستاذ الكاظم /
س / أنت ما ذا ترى في ابن الوزير ؟!
إن قلت بأنه كان زيديًا ؛ فكما أخبرتك أن علماء مذهبك لايرتضون هذا ؛ لأنهم لا يريدون أن يلتزموا بما في كتبه !
وإن قلت : كان أقرب للزيدية من السنة ! فمسألة القرب والبعد تقبل آراء كثيرة ، وتخضع لنظرة المتحدث عن هذا القرب والبعد .

==========

في ظني أن ابن الوزير ترك ( التمذهب ) وأراد الكتاب والسنة لكنه ( لبيئته السابقة ) عثر هنا وهناك بما لايوافق السنة ؛ مما لا يؤخذ منه منهج له ؛ إنما هي أفراد أخطاء .

==========

وليتك تطلع على رسالة ( ابن الوزير وآراؤه الاعتقادية ) للشيخ علي الحربي ، أو مقدمة الشيخ ( اليماني ) علي العمران للروض الباسم .

وفقك الله ونفع بك ..

[الكـاظم]

اقتباس: س / أنت ما ذا ترى في ابن الوزير ؟!

أرى أنّه لا يتبعُ مذهباً بعينه ، فلا إلى الزيدية ولا إلى السنة والجماعة (غير متمذهب )

اقتباس: وإن قلت : كان أقرب للزيدية من السنة ! فمسألة القرب والبعد تقبل آراء كثيرة ، وتخضع لنظرة المتحدث عن هذا القرب والبعد .

هو فعلاً ، كان أقرب عقيدةً إلى الزيدية ، ونظرتنا أخضعناها لنظر ابن الوزير ، وما سطّرَهُ بنانه الكريم .

اقتباس: في ظني أن ابن الوزير ترك ( التمذهب ) وأراد الكتاب والسنة لكنه ( لبيئته السابقة ) عثر هنا وهناك بما لايوافق السنة ؛ مما لا يؤخذ منه منهج له ؛ إنما هي أفراد أخطاء .

وهذ ما نُريدُه ممّن يقرأ هذ السطور ، أن يتنبّهَ عندما يترجم لابن الوزير ، فلا يأخذ بأقوال العلامة الشوكاني في البدر الطالع من أنّ اب الوزير انتهج بنهج أهل السنة لما في ذلك من التمويه على الأغمار ، ونحن نوجه كلامنا هذا لجماعةٍ نعرفها برسمها وعينها تهتم بتراث ابن الوزير الكتابي ، لدراسة مذاهب أهل البيت عليهم السلام ، وقد لا يكون له معنىً عند غيرِهم ، وليتَ أنّهم يُطالعوه الآن .

سيدي الخراشي ... وما نريدُ إثباته ... هو ما تفضلتم به من أن ابن الوزير ( عثر هنا وهناك بما لايوافق السنة ) .

اقتباس: وليتك تطلع على رسالة ( ابن الوزير وآراؤه الاعتقادية ) للشيخ علي الحربي

اطّلعنا عليها أستاذي الفاضل ... ووجدناه يقول ( فيا معناه ) ، وقد سمعتُ مَن ينسبُ ابن الوزير إلى الاعتزال ، فلمّا بحثتُ وجدتُ بن الوزير برئٌ من الاعتزال ، براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام . ثم وجدناه ينسب ابن الوزير إلى مذهب السلف ( أهل السنة والجماعة ) ، ... إلخ .

وهذا مما لا يقوم عليه دليل ، بل لم يذكر الأستاذ علي الحربي أدلته على ذلك ، بل لم يتكلم عن مسائل العدل المتضمنة لأفعال والإرادات إلاّ بسطورٍ قليلة ( بالرغم أنّ كتابه بلغَ مجلدين ، وبالرغم أن خُصِّص لمناقشة عقيدة ابن الوزير ، وناهيك بهذه العقائد من عقائد تحدد اتجاه الرجل الفكري ) ، ومع ذلك .... فالله الستعان .

وأنا أنصحك أخي الخراشي بقراءة كتاب ( ابن الوزير اليمني ومنهجه الكلامي ) للمؤلف رزق حجر ، و أعطني رأيك ، وإن كنت أحبذ قراءة العوصم ولقواصم وغيرها من ملفاته .

===

لكم تحياتي

[السعدي 2]

العضو / الكـاظم حياك الله في شبكة الدفاع عن السنة ونسأل الله أن يوقفنا جميعاً لما يحب ربنا ويرضى آمـــيـــن


السعدي2 ...

[الكـاظم]

السعدي 2 /

تعودُ إليكم ، أزكى التحايا .