لاشك بأن الله قد اهتم بنبيه وحبيبه عليه أفضل الصلاة والسلام
فذكره في الكثير من آيات كتابه مادحا ومعاتبا ومربيا وآمرا وناهيا
واختار له أطيب الأهل واهتم بهم ايضا
و من أكبر الأدلة على اهتمام الله سبحانه وتعالى بأهل بيت النبي
أنه قد ذكرهن في العديد من الآيات وحرص على تربيتهن وتأديبهن كحرصه على تربية رسوله
فمدحهن وعاتبهن وهددهن وأمرهن ونهاهن على وجه الخصوص كما فعل مع نبيه
و سماهن مرة بنساء النبي و أخرى بأزواج النبي وثالثة بأمهات المؤمنين ورابعة بأهل البيت
بينما لم يذكر درزن الرافضة ولا مرة واحدة
وكما أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليس كأحد من البشر لفضله عليهم
فقد صرح الله عز وجل بأن نساءه لسن كأحد من النساء لفضلهن عليهن
ومن مظاهر هذا الإهتمام الإلهي بأهل بيت نبيه تصريحه تعالى بمضاعفة العقاب والثواب لهم فقال جل وعلا :
" يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31) " الأحزاب
وهذا تشريف من الله تعالى لهن لقرب مكانهن من رسول الله واختصاصهن به
وقد أشبهن في هذه بعلهن وحبيبهن وحبيبنا عليه أفضل الصلاة والسلام حين قال له ربه :
" وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً (73) وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً (74) إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75) " الإسراء
وقد فسر علماء الرافضة هذا بأن عظم الذنب يكون على مقدار عظم شأن صاحبه وأن خطأ الخطير أخطر
تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج 2 - ص 386 - 387
( إذا لأذقناك ضعف ) * عذاب * ( الحياة وضعف ) * عذاب * ( الممات ) * يعني : عذاب الدنيا والآخرة مضاعفين ، أي : لضاعفنا لك العذاب المعجل للعصاة في الحياة الدنيا وما نؤخره لما بعد الموت ، وفي هذا دليل على أن القبيح يكون عظم قبحه على مقدار عظم شأن فاعله .
التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج 3 - ص 208
( 75 ) إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات قيل أي عذاب النار وعذاب الآخرة ضعف ما يعذب به في الدارين بمثل هذا الفعل غيرك لأن خطأ الخطير أخطر
وقد شهد علماء الرافضة بهذا الفضل والشرف أيضا لأمهات المؤمنين فقالوا :
تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج 16 - ص 305
ثم تخاطبهن ثانيا : انهن واقفات في موقف صعب على ما فيه من العلو والشرف فان اتقين الله يؤتين أجرهن مرتين وان أتين بفاحشة مبينة يضاعف لهن العذاب ضعفين
التبيان - الشيخ الطوسي - ج 8 - ص 337
لما تهدد الله تعالى نساء النبي صلى الله عليه وآله بأن من يأت منهن بفاحشة ظاهرة من ارتكاب محظور ، وما نهى الله تعالى عنه انه يضاعف لها العذاب ضعفين لوقوع أفعالهن على وجه يستحق به ذلك من حيث كن سواء أسوة يتأسى بهن غيرهن .
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج 13 - ص 229 - 230
فأنتن تعشن في بيت الوحي ومركز النبوة ، وعلمكن بالمسائل الإسلامية أكثر من عامة الناس لارتباطكن المستمر بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) ولقائه ، إضافة إلى أن الآخرين ينظرون إليكن ويتخذون أعمالكن نموذجا وقدوة لهم . بناء على هذا فإن ذنبكن أعظم عند الله ، لأن الثواب والعقاب يقوم على أساس المعرفة ، ومعيار العلم ، وكذلك مدى تأثير ذلك العمل في البيئة ، فإن لكن حظا أعظم من العلم ، ولكن موقع حساس له تأثيره في المجتمع . ويضاف إلى ذلك أن مخالفتكن تؤذي النبي ( صلى الله عليه وآله ) من جهة ، ومن جهة أخرى توجه ضربة إلى كيانه ومركزه ، ويعتبر هذا بحد ذاته ذنبا آخر ، ويستوجب عذابا آخر .
اللمعة البيضاء - التبريزي الأنصاري - ص 35 - 36
وكذا الحكم في أزواج النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال تعالى : ( يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا * ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما ) . وذلك لزيادة العلم والمعرفة ، وتفاوت القرب والمنزلة ، فصار الذنب منهن أقبح ، والطاعة منهن أحسن ، وكذلك الحكم في العلماء للعلة المذكورة ، حتى ورد انه يغفر من الجاهل سبعون سيئة ، وقد لا يغفر من العالم سيئة واحدة . واما سائر الرعية فهم في محل الخطر في كل مرحلة .
بل وصل الحال أن يغبط أمهات المؤمنين على هذا الفضل العظيم رجال من بني هاشم
فهذا إمام الرافضة الرابع زين العابدين علي بن الحسين رحمه الله تعالى يقول :
تفسير مجمع البيان - الشيخ الطبرسي - ج 8 - ص 153
وروى محمد بن أبي عمير ، عن إبراهيم ابن عبد الحميد ، عن علي بن عبد الله بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين زين العابدين ، أنه قال له رجل : إنكم أهل بيت مغفور لكم . قال : فغضب وقال : نحن أحرى أن يجري فينا ما أجرى الله في أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أن نكون كما تقول . إنا نرى لمحسننا ضعفين من الأجر ولمسيئنا ضعفين من العذاب . ثم قرأ الآيتين
وهذا ابنه زيد بن علي رحمه الله تعالى يتمنى نفس الفضل والمنزلة التي وجبت لأمهات المؤمنين فيقول :
تفسير مجمع البيان - الشيخ الطبرسي - ج 8 - ص 153
وروى أبو حمزة الثمالي عن زيد بن علي عليه السلام أنه قال : إني لأرجو للمحسن منا أجرين ، وأخاف على المسئ منا أن يضاعف له العذاب ضعفين ، كما وعد أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
حسنا بعد أن أوضحنا أن مضاعفة الثواب والعقاب لأمهات المؤمنين يعتبر ميزة لهن وتأكيد على فضلهن ومكانتهن
وأن التكاليف بخصوصهن أاكد منها في غيرهن وأنهن قد أشبهن بذلك زوجهن عليه الصلاة والسلام
نأتي لما يغيظ الرافضة ويقتل باطلهم
معنى كل ما ورد من مضاعفة الثواب والعقاب لأمهات المؤمنين قياسا بالأمة بما فيها أئمة الرافضة
أنه لو تصدقت إحدى أمهات المؤمنين بصاع من طعام
لعادل أجر ذلك أجر صاعين يتصدق بهما الإمام جعفر الصادق رحمه الله تعالى
ولو فعلت ذنبا معينا فإن إثمه يكون ضعف ماسوف يكتب على جعفر الصادق فيما لو فعل نفس الذنب
وذلك يدل على أن أمهات المؤمنين أقرب للعصمة والإبتعاد عن الذنوب من أئمة الرافضة
لأن خوفهن من مقارفة الذنب ضعف خوف غيرهن لمضاعفة العذاب عليهن
وحرصهن على عمل الصالحات ضعف حرص غيرهن لكون أجرهن ضعف أجر غيرهن
وهذا ليس متوفرا في أئمة الرافضة الذين تحسب ذنوبهم وحسناتهم كحساب بقية الخلق
تعازينا الحارة للزملاء الرافضة في عصمة أئمتهم المفتراة