بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة لا بد منها
انتشرت هذه المقولة على لسان الكثيرين من الذين يريدون تشويه سمعة هذا الشيخ الجليل ، إلى أن اتهمه البعض بالكفر و الزندقة. و هنا سيبدو الحق جليا مجلجلا أن الشيخ أحمد ما كان ليدعو لوحدة الأديان أبداً أبداً أبداً.
إنما يدعو للحوار و التسامح بين الأديان حتى تنتهي الفتن التي انتشرت في باكستان و نيجيريا و غيره من المناطق حيث يقتل المسلمون و المسيحيون و تحرق المساجد و الكنائس و بالتالي تشوه سمعة الإسلام العظيم.
و قد يتفلسف البعض و يقولون أن إطلاق كلمة (أخي) على النصراني حرام و دليل على الماسونية و لكن الله قال:
(( و إلى عاد أخاهم هوداً)) هود
((إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون)) الشعراء
((و إلى ثمود أخاهم صالحاً)) هود
((إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون)) الشعراء
((و إلى مدين أخاهم شعيباً)) هود
((إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون)) الشعراء
((إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون)) الشعراء
فهل هم أفهم أم الله؟ أم أن الله جل جلاله يدعو للماسونية!!!
منطلق محاورة أهل الكتاب في القرآن الكريم
نتلمس منطلق هذا الحوار ومنطقه من نصوص القرآن الكريم:
قال الله تعالى: "قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمين". سورة آل عمران آية 64.
وقال جل شأنه: "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون، وكذلك أنزلنا إليك الكتاب فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به ومن هؤلاء من يؤمن به وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون) سورة العنكبوت أية 46-47.
ونرى في سلوك النبي صلى الله عليه وسلم مع النجاشي ملك الحبشة ما يضيء سبيل الحوار والتفاهم ويرسم أصوله ومنهجه، ولم يكن هذا المنهج المنفتح ليروق بالطبع لسائر الناس، فثمة أشخاص لم تتسع آمالهم لفكر التعاون والحوار ورأوا فيه اختراقا لما تعودوه من روح الانغلاق والجمود، ولم يجدوا في المسيحيين إلا بقايا حملات الفرنجة على المشرق وتأولوا ما جاء في القرآن الكريم والسنة المشرفة من أمر الحوار بأنه خاص لجماعة من النصارى آمنوا واتبعوا الرسول، مع أن البداهة تقضي أن من آمن واتبع الرسول مؤمن كامل الإيمان لا يوجد لديه ما تحاوره وتجادله فيه.
الانتقادات التي وجهت للشيخ أحمد كفتارو بسبب محاورته للغرب
لقد بلغت أسفار الشيخ إلى البلاد الغربية أكثر من مائة زياؤة ، و في زسارته لأمريكا عام 1960 كان من المفروض أن يلقي 10 محاضرات و لكن لإعجاب العالم الغربي بالإسلام فقد ألقى محاضرات في 44 جامعة أمريكية و هذا ما لم يفعله إلا القليل....
طوال سنين من زمننا الحالي كان ولا زال المسلمين متأثرين وغير مؤثرين في الحضارة الغربية، يشاهدونها عن بعد، وهذا ألم كبير لمثقفي الأمة ولكن عندما خرج من أبناء المسلمين من يؤثر في الغرب ويهز منابرهم التي طالما استخدمها اليهود والمغرضون لإساءة سمعة الإسلام والمسلمين، وعندما انبهرت عقول أبناء الغرب بحكمة الإسلام وبهائه وعندما راح الشيخ أحمد كفتارو يمحو الصور السيئة من عقول أبناء الغرب عن الإسلام ويحولها إلى صور نضرة خيرة، انطلق للأسف من بعض المنتسبين للدين الإسلامي الذين لم يتعلموا فقه القرآن في الحوار وفقه السيرة النبوية يهاجمون سماحة الشيخ أحمد كفتارو وذلك إما بسبب جمود في العقل والفكر أو بسبب ارتياب وخوف من الغرب وكأن المسلمين يجب أن يبقوا منغلقين ولا يظهروا للعالم إلا من خلال الصورة التي رسمها اليهود لهم في إذاعاتهم وفي أفلام هوليوود. وكأن الإسلام دين الجمود والإنغلاق والخوف.
ففي محاورته للغرب لم يخلص الشيخ أحمد كفتارو من مقاومة الجامدين على الرغم من أن أبسط آثاره الظاهرة التعريف بالإسلام ونشر الحقائق الإسلامية في الغرب وراح بعض من قصر نظره يتحدث عن مكيدة صليبية تبشيرية وراء هذه المؤتمرات. وأنها تستخدم لصرف نظر المسلمين عن حملات التنصير المستمرة في الشرق والغرب.
ولا شك أن هذا الفهم ناشئ من تعميم الحكم على سائر الخلق من دون النظر إلى ما يمكن أن يكون في هذا الشرق والغرب من عناصر إيجابية باحثة عن الحق ساعية في الفضائل.
يتبع >>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>