العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحــوار مع الــصـوفــيـــة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-05-03, 02:29 AM   رقم المشاركة : 1
القدس لنا
Guest





لماذا لا نحتفل بالمولد النبوي ؟

الحمدلله الذي أكمل لنا الدين فليس لأحد أن يزيد فيه ما ليس منه وأصلي وأسلم على نبينا محمد بلغ البلاغ المبين ونصح أمته، وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك،أرسله الله ليطاع ويتبع لا ليزاد في شرعه ويبتدع وبعـد:
فمع دخول شهر ربيع الأول من كل عام يتكرر هذا السؤال لماذا لا نحتفل بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟
ويكثر السؤال مع حرص كثير من الفضائيات على إحياء مثل هذه الاحتفالات لتجمع بين عرض الشبهات والشهوات , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
وقبل الإجابة على هذا السؤال يحسن بنا ذكر بعض الثوابت والأصول المهمة التي يجب أن يعلمها المسلم:
1-وجوب محبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلا يصح إسلام المرء حتى يحبه ولا يكمل إيمانه حتى يكون صلى الله عليه وآله وسلم أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين بل حتى يكون صلى الله عليه وآله وسلم أحب إليه من نفسه.
أخرج الشيخان من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ) وللبخاري عن عبد الله بن هشام رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب رضي الله عنه, فقال عمر : يا رسول الله لا أنت أحب إلي من كل شي إلا من نفسي , فقال صلى الله عليه وآله وسلم: لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك , فقال عمر : الآن والله لأنت أحب من نفسي , فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم الآن ياعمر).
2- المحب الصادق للنبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي يمتثل أوامره ويجتنب نواهيه ويتأدب بآدابه ويتخلق بأخلاقه إذ أن من لوازم المحبة الطاعة والإتباع للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال تعالى: {وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فأعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين}( المائدة92)، وقال سبحانه: { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا}( الأحزاب21) .
وقد قيل:
لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع .
3-إن الله سبحانه قد أكمل لنا الدين ببعثة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم فلم يترك لأحد أن يزيد فيه ما ليس منه قال تعالى: { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا }( المائدة3)
قال الإمام مالك رحمه الله عن الآية ( فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا ) .
4- إن أي عمل يقصد به التقرب إلى الله سبحانه لا يقبل إلا بشرطين هما الإخلاص لله تعالى والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم قال تعالى: { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا).
و كل عبادة لم يتعبدها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا أصحابه رضي الله عنهم فهي بدعة محدثة مردودة على صاحبها قال صلى الله عليه وآله وسلم(من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق عليه
ولمسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد).
قال ابن رجب رحمه الله: ( وهذا الحديث أصل عظيم من أصول الإسلام , وهو كالميزان للأعمال في ظاهرها , كما أن حديث - الأعمال بالنيات – ميزان للأعمال في باطنها , فكما أن أي عمل لا يراد به وجه الله تعالى فليس لعامله منه ثواب , فكذلك كل عمل لا يكون عليه أمر الله ورسوله فهو مردود على عامله , وكل من أحدث في الدين ما لم يأذن به الله ورسوله فليس من الدين في شئ..) جامع العلوم والحكم 1/180
وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة) أخرجه أحمد والترمذي وقال حسن صحيح.
وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : ( كل عبادة لم يتعبدها أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلا تتعبدوها ).
5-أن القربات لا يكفي فيها حسن النية , وإنما تكون بما وافق سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولقد فهم السلف رضي الله عنهم ذلك وعملوا به فهذا ابن مسعود رضي الله عنه يرى أناس قد اجتمعوا حلقا في المسجد على رأس كل حلقة أحدهم , وهو يقول سبحوا مائة , هللوا مائة ,كبروا مائة , وهم يعدون تسبيحهم وتهليلهم وتكبيرهم بالحصى فغضب رضي الله عنه وقال ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟ قالوا : يا أبا عبد الرحمن ! حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح ، قال : فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء،ويحكم يا أمة محمد! ما أسرع هلكتكم ! هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم متوافرون ، وهذه ثيابه لم تبل ، وآنيته لم تكسر ، والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد ، أو مفتتحو باب ضلالة ؟ ! قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ! ما أردنا إلا الخير ، قال : وكم من مريد للخير لن يصيبه .
ولما أراد رجل أن يحرم من المدينة دون الميقات نهاه الإمام مالك رحمه الله وقال : أحرم من حيث أحرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, إني أخشى عليك الفتنة , فقال الرجل وأي فتنة في أميال أزيد ها ؟ فقال الإمام مالك : أي فتنة أعظم من أنك هديت إلى أمر قصر عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم تلا قوله تعالى{ فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} ( النور63).

إذا عرفت ما سبق فاشرح صدرك لما يلي :

1- الاحتفال بالمولد ليس له أساس من الدين فلم يفعله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهو أفضل الأنبياء وخاتمهم وأكملهم بلاغاً ونصحاً، القائل صلى الله عليه وآله وسلم (ما تركت شيئا يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به ) , ولا فعله خلفاؤه الراشدون ولا بقية الصحابة رضي الله عنهم وهم أعظم الخلق محبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما قال أنس رضي الله عنه (ما كان شخص أحب إليهم من النبي صلى الله عليه وآله وسلم, وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهيته لذلك ) رواه الترمذي و أحمد وسنده صحيح , وقال أبو سفيان قبل أن يسلم رضي الله عنه: ( ما رأيت من الناس أحداً يحب أحد كحب أصحاب محمد محمداً ) وقال عروة بن مسعود الثقفي قبل إسلامه أيضا رضي الله عنه: (والله لقد وفدت على الملوك , وفدت على قيصر وكسرى والنجاشي والله إنْ رأيت ملكاً يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا‍ )، ولا فعله تابعوهم ولا من تبعهم بإحسان ولا أحد من أهل القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية وهم أعلم الناس بالسنة ممن بعدهم ولو كان خيراً لسبقونا إليه ولما تركوه مع قيام المقتضي وعدم المانع ( قيام المقتضي والموجب لعبادة من العبادات في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وانعدام المانع منها مع ترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم لها دليل على بدعية فعلها )،فمن ترك الاحتفال تعبداً لله فقدوته رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخلفاؤه والصحابة رضي الله عنهم والتابعون ومن تبعهم بإحسان وأنعم بها من قدوة.
2- أول من أحدث المولد هم الرافضة العُبيّديون أحفاد عبيد الله بن ميمون القداح الذين حكموا مصر من 357 إلى 567هـ في القرن الرابع الهجري والذين نقل ابن كثير في البداية والنهاية فتوى علماء وقضاة وفقهاء ومحدثي وأشراف القرن الخامس فيهم وفيه الطعن في نسب هؤلاء الكفرة وأنهم لا نسب لهم في ولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأنهم أي العُبيّديون : ( كفار فساق فجار ملحدون زنادقة معطلون وللإسلام جاحدون، ولمذهب المجوسية والثنوية معتقدون، عطلوا الحدود، وأباحوا الفروج، وأحلوا الخمر وسفكوا الدماء وسبُّوا الأنبياء ولعنوا السلف وادعوا الربوبية)اهـ.
فمن كانت هذه صفته حتماً لم يحدث المولد محبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل غرض آخر بأن يغيروا على الناس دينهم وأشغال الناس بالبدع طريق سهل لإماتة السنة والبعد عن الشريعة مع ما في هذه الإحتفلات من تثبيت دعائم دولتهم الكافرة في قلب الأمة الإسلامية ونشر لمذهبهم الإسماعيلي الباطني وتثبيت لنسبهم المزعوم ,
ولقد عد المقريزي في ( الخطط 1/490) للعبيديين ثمانية وعشرون موسما وعيدا طوال العام منها مولد علي والحسن والحسين وفاطمة رضي الله عنهم ومولد الخليفة الحاضر ويوم النيروز ويوم الميلاد وغير ذلك.
ومن عجيب أمر هؤلاء الزنادقة أن أدعى الحاكم بأمر الله الفاطمي ( وهو من أشهر خلفائهم ) الألوهية وأرغم المصريين على سب أبي بكر وعمر وعائشة رضي الله عنهم وعلق ذلك على المساجد ومنع المصريين من صلاة التراويح ونشر الرعب وأستحل الأموال وأفسد في الأرض حتى أكل المصريون القطط والكلاب بل وأكلوا الموتى ...ومن هؤلاء نشأت بدعة المولد فهم أول من أحدث المولد ودعوا إليه!.
ثم ماتت هذه البدعة بعد أن طهر الله مصر على يد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله من هؤلاء الروافض ثم ظهرت في القرن السابع أظهرها المظفر أبو سعيد الكوكبوري ملك إربل ( أنظر البداية والنهاية ج13/137) وكان يعمل لذلك سماعاً ورقصاً من الظهر إلى الفجر يرقص فيه بنفسه مع الصوفية ويمد سماطاً عظيماً فيه أصناف الأطعمة والحلوى فمن احتفل بالمولد فهؤلاء قدوته.
3- إذا كان المولد حدث حتما بعد القرون المفضلة باتفاق الجميع فإنه قد ثبت في صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه : (أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول:أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله, وهو خير الهدي هدي محمد, وشر الأمور محدثاتها,وكل بدعة ضلالة) وللنسائي (وكل ضلالة في النار).
وروى الترمذي واحمد من حديث العرباض بن سارية عن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم
قال ( إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة).
وهذا عام في كل بدعة قال شيخ الإسلام رحمه الله في الاقتضاء (لا يحل لأحد أن يقابل هذه الكلمة الجامعة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الكلية وهي قوله (كل بدعة ضلالة) بسلب عمومها وهي أن يقال: ليست كل بدعة ضلالة فإن هذا إلى مشاقة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أقرب منه إلى التأويل).أهـ
4- الاحتفال بالمولد مشابهة للنصارى في احتفالهم بمولد نبي الله المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام وقد نهينا عن التشبه بهم وفي الحديث (من تشبه بقوم فهو منهم) أخرجه أحمد وأبو داود.
5- الاحتفال بالمولد رد لقول الله تعالى:{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}
( المائدة3) إذ يفهم منه أن الله سبحانه لم يكمل لهذه الأمة الدين، وأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يبلغ البلاغ المبين حتى جاء هؤلاء المتأخرون في القرن الرابع والسابع فأحدثوا في شرع الله ما لم يأذن به الله زاعمين أن ذلك مما يقربهم إلى الله وكفى بذلك طعناً في دين الله واعتراضاً على الله وقدحاً في الشرع قال مالك رحمه الله ( من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً خان الرسالة لأن الله يقول { اليوم أكملت لكم دينكم } فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا ).
6- هذه الاحتفالات مع كونها بدعة فهي تشتمل غالباً على كثير من المنكرات التي تختلف من عصر إلى عصر ومن بلد إلى بلد كاختلاط النساء بالرجال واستعمال الأغاني والمعازف وشرب الدخان والرقص وإسراف الأموال مع ما فيها من الغلو في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وطلب المدد منه والاستغاثة به مما لا ينبغي إلا لله تعالى واعتقاد بعضهم أنه يعلم الغيب وأنه يحضر بنفسه مثل هذا الاحتفال ولهذا يقومون له محيين ومرحبين وهذا من أعظم الباطل وأقبح الجهل مع إنشاد الأشعار الشركية كقصيدة البردة للبوصيري التي يقول فيها مخاطبا النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذا بيدي فضلاً وإلا فقل يا زلة القـدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
وكقصيدة البكري وفيها من الشرك بالله ودعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم والاستغاثة به ما تنفر منه نفوس الموحدين كقوله مخاطباً نبينا صلى الله عليه وآله وسلم :
يا أكرم الخلق على ربه وخير من فيهم به يسأل
قد مسني الكرب وكم مرة فرجت كرباً بعضه يعضل
عجل بإذهاب الذي أشتكي فإن توقفت فمن ذا اسأل .
فماذا بقي لله تعالى وتقدس إن كان من جود نبينا صلى الله عليه وآله وسلم الدنيا والآخرة وهو المسئول لتفريج الكروب والله تعالى يقول : ( قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشدا .قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا ) الجن 21-22 .
7- الاحتفال بالمولد ليس له أساس من التأريخ فإن المؤرخين قد اختلفوا في يوم ولادته صلى الله عليه وآله وسلم على أقوال هي أيام : (2، 8، 9،10، 12، 17، 22) من شهر ربيع الأول فهذه سبعة أقوال لا مرجح لأحدها على الآخر ومن رجح فعليه الدليل مع أن علماء الفلك يذكرون أن يوم الاثنين شهر ربيع الأول سنة مولده صلى الله عليه وآله وسلم صادف أيام: (2، 9، 16، 23) وإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولد يوم الاثنين قطعاً فلا يمكن أن يكون ولد يوم الثاني عشر الذي تقام فيه هذه الاحتفالات البدعية لذا فقد رجح بعض المحققين أن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ولد يوم الاثنين التاسع من ربيع الأول ( أنظر الرحيق المختوم ), وهذا الاختلاف الكبير في مولده صلى الله عليه وآله وسلم دليل على أنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يقم لليلة المولد وزنا ولا جعل لها ذكراً وعلى ذلك سار أصحابه رضي الله عنهم لعلمهم أن ذلك ليس من هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
8- نبينا صلى الله عليه وآله وسلم توفي يوم الاثنين 12 ربيع الأول سنة 11هـ ولو كان الدين بالرأي لكان اتخاذ هذا اليوم مأتماً وحزناً أولى من اتخاذه عيداً واحتفالاً.
9- الاحتفال بالمولد غلو وإطراء للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد نهانا عن الغلو فيه فقال: (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله) أخرجاه عن عمر رضي الله عنه ، ومن مظاهر إطراء النصارى لعيسى بن مريم عليه السلام الاحتفال بمولده، والاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم مخالفة لهذا الحديث الصريح وفعل كفعل النصارى القبيح فاعتبروا يا أولي الألباب.
10- إن الله سبحانه يقول { وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه إلى الله } (الشورى10) ويقول سبحانه : { فإن تنازعتم في شي فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر } (النساء 59) وقد رددنا مسألة الاحتفال بالمولد إلى كتاب الله تعالى فوجدناه يخبرنا أن الدين كامل غير ناقص ويأمرنا بإتباع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورددناه إلى السنة فلم نجد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعله ولا أصحابه رضي الله عنهم فعلمنا أنه ليس من الدين بل هو من البدع المحدثة أحدثته فرقة انتسبت للإسلام زوراً وبهتاناً وتتابع علماء الإسلام قديما وحديثا على كفرها .
11- الأعياد والمواسم الدينية من العبادات، فلا يشرع منها إلا ما شرعه الله تعالى , والله سبحانه شرع لنا عيد الفطر والأضحى، وعيد الأسبوع وهو الجمعة وفيما شرعه الله غنية وكفاية لذلك منع النبي صلى الله عليه وآله وسلم أهل المدينة من اتخاذ يومين يلعبون فيهما كل عام كانت لهم قبل الإسلام وقال صلى الله عليه وآله وسلم( إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر)رواه أبو داود.
12- الاحتفال بالمولد لا يزيد النبي صلى الله عليه وآله وسلم شرفاً ولا رفعة فإن شرفه وفضله في القمة بين البشر أجمعين فهو سيد الأولين والآخرين وأكرم الخلق على رب العالمين مرفوع له ذكره إلى يوم الدين كما قال سبحانه { ورفعنا لك ذكرك }(الشرح4) فذكره مرفوع في الأذان والصلوات والخطب وغير ذلك من شعائر الدين فهو أجل من أن تكون ذكراه مناسبة سنوية فقط بل ذكراه في كل وقت وحين .
فما الثمرة من مثل هذه الاحتفالات المبتدعة؟
13- كل بدعة تميت سنة , وبدعة الاحتفال بالمولد أماتت سننا لأن المحتفلين بهذه الموالد يظنون أنهم قد أدوا واجبهم نحو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتجدهم بعد ذلك يقعون في المنكرات ويتركون واجبهم الحقيقي نحو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو الطاعة والاتباع، ومن العجيب أن كثيراً من الناس ينشط في حضور هذه الاحتفالات المبتدعة ويدافع عنها ويتخلف عما أوجبه الله عليه من حضور الجمع والجماعات وإذا نظرت في أقواله وأعماله رأيته مخالفا لشريعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم متهاونا في الصلاة معروفاً بالمعاصي والآثام .
14- أنكر علماء الإسلام في القديم والحديث بدعة المولد وكتبوا في ذلك، فمن ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في الاقتضاء (2/619) ومجموع الفتاوى ( 1/312) والإمام الشاطبي في الاعتصام، وابن الحاج المالكي في المدخل،والإمام أبو حفص
تاج الدين الفاكهاني في ( المورد في حكم المولد ), والعلامة محمد بخيت المطيعي الحنفي المتوفى سنة 1354هـ مفتي الديار المصرية في ( أحسن الكلام فيما يتعلق بالبدعة والسنة من الأحكام ) ,والشيخ أبو الطيب محمد شمس الحق العظيم أبادي من علماء الهند, والشيخ بشير الدين القنوجي ,والعلامة محمد عبد السلام خضر الشقيري في كتابه السنن والمبتدعات, و العلامة محمد رشيد رضا في كتابه ( ذكرى المولد النبوي ) ، والعلامة محمد بن إبراهيم في عدد من كتبه ورسائله ،والعلامة عبد الله بن محمد بن حميد في ( الرسائل الحسان في نصائح الإخوان 39 ) والعلامة عبد العزيز بن باز في ( الفتاوى 4/289)، والعلامة إسماعيل الأنصاري في كتابه الجامع الماتع ( القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل) والعلامة محمد بن صالح العثيمين والعلامة محمد ناصر الدين الألباني - رحمهم الله جميعاً - وغيرهم كثير, ولم يفعله أحد من أئمة المسلمين وعلمائهم المعتبرين كالأئمة الأربعة : أبو حنيفة النعمان ومالك بن أنس والشافعي وأحمد بن حنبل, ولا أئمة أهل الحديث كالبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وأبن ماجة وإسحاق وابن المبارك وسفيان رحمهم الله وغفر لنا ولهم,وإنما كانت بداية ما قد علمت !
وبعد أخي: فلقد أحب الصحابة رضي الله عنهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حباً يعجز عنه الوصف , لقد آثروه على أنفسهم وآبائهم وأبنائهم وأزواجهم وعشيرتهم , وعلى كل متاع الدنيا ولم تكن تلك المحبة كلاما يؤثر , بل كانت طاعة وأتباعا , ومع تلك المحبة العظيمة فلم يقيموا لمولده احتفالا ولا جعلوا له ذكرا وما ذلك إلا دليلاً على عدم شرعية ذلك أفلا يسعنا ما وسع القوم , قال ابن مسعود رضي الله عنه: ( اتبعوا ولا تبتدعو, فقد كفيتم, عليكم بالأمر العتيق) وسبق قول حذيفة رضي الله عنه : ( كل عبادة لم يتعبدها أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلا تتعبدوها ).
وبعد أيها الموفق : فإننا نرفع الصوت بأننا نتقرب إلى الله بمحبة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ونبرهن على ذلك باقتفاء أثره، ولزوم سنته، وتصديق خبره , وطاعته فيما أمر واجتناب ما عنه نهى وزجر وأن لا نعبد الله إلا بما شرع : -
فلهذا كله لن نحتفل بمولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طاعة وأتباعا له صلى الله عليه وآله وسلم.
ولا أحسب دينك وعقلك إلا داعيك إلى أن تقول:
لن أحتفل... لأن الدين كامل غير ناقص.
لن أحتفل... لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم لم يحتفلوا.
ولن أحتفل... لأن (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).
اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

أبو سلمان خالد
[email protected]







 
قديم 03-05-03, 03:05 AM   رقم المشاركة : 2
قاهر الخوارج
مطرود لمخالفته لشروط التسجيل





قاهر الخوارج غير متصل

قاهر الخوارج



اسئلتك قد طرحتها في موضوع : المولد النبوي..كيف يكون.؟.. وكيف يحتفل به؟

نرجوا ان ترجع لنفس الموضوع ويكون النقاش مركزاً هناك

النعمان

مشرف الحوارالإسلامي







التوقيع :
تم إزالة التوقيع من قِبل الإدارة
من مواضيعي في المنتدى
»» الكثير من أقوال العلماء في التصوف / مهم جدا
»» هل لبس العمامة سنة
»» امام المسجد الاقصى يتحدث عن الصوفية
»» حقيقة التصوف
»» مواقف اضحكت الرسول صلى الله عليه وسلم
 
قديم 07-05-03, 06:48 PM   رقم المشاركة : 3
القدس لنا
Guest





اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:36 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "