الكثير من أقوال العلماء في التصوف / مهم جدا

[منهاج السنة النبوية]

الحقيقة ان اسمك على غير المسمى فكيف تقهر الخوارج وانت لاتعرف الصحيح من الضعيف .

اتق الله تعالى ولاتكلم الا بعلم !!!!!!!!!!!!!

سند القصة :
من كتاب شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله ( قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة )
بتحقيق : الدكتور ربيع بن هادي المدخلي .

384 - ثم ذكر حكاية بإسناد غريب( 1) منقطع رواها عن غير واحد إجازة، قالوا: حدثنا أبوالعباس أحمد بن عمر بن دلهات قال: حدثنا أبوالحسن علي بن فهر، ثنا أبوبكر محمد بن أحمد بن الفرح، ثنا أبوالحسن عبد الله بن المنتاب، ثنا يعقوب(2 ) بن إسحاق بن أبي إسرائيل، ثنا ابن حميد( 3) قال: ناظر أبوجعفر أمير المؤمنين مالكاً في مسجد رسول / الله ، فقال له مالك: يا أمير المؤمنين، لا ترفع صوتك في هذا المسجد، فإن الله أدب قوماً فقال (49: 2) {لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} الآية، ومدح قوماً فقال (49: 3): {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ} الآية، وذم قوماً فقال (49: 4): {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ(4 ) هذا الكلام كله ذكره القاضي عياض في الشفاء (2/41 - 43) في الفصل الذي ذكره الشيخ في بداية الكلام، فلله دره ماأصدقه وأدقه في النقل.

مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ} الآية، وإن حرمته ميتاً كحرمته حياً. فاستكان لها أبوجعفر، فقال: يا أبا عبد الله، أستقبل القبلة وأدعو؟ أم أستقبل رسول الله ؟ فقال: ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى الله يوم القيامة؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعك الله، قال الله تعالى (4: 64): {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا}.
385 - قلت: وهذه الحكاية منقطعة؛ فإن محمد بن حميد الرازي لم يدرك مالكاً لا سيما في زمن أبي جعفر المنصور، فإن أبا جعفر توفي بمكة سنة ثمان وخمسين ومائة، وتوفي مالك سنة تسع وسبعين ومائة، وتوفي محمد بن حميد الرازي سنة ثمان وأربعين ومائتين( 5) ولم يخرج من بلده حين رحل في طلب العلم إلا وهو كبير مع أبيه( 6).
وهو مع هذا ضعيف عند أكثر أهل الحديث، كذّبه أبوزرعة(7 ) وابن وارة( 8).

وقال صالح بن محمد الأسدي( 9): ما رأيت أحدًا أجرأ على الله منه وأحذق بالكذب منه( 10).
وقال يعقوب بن شيبة: كثير المناكير(11 ).
وقال النسائي: ليس بثقة(12 ).
وقال ابن حبان: ينفرد عن الثقات بالمقلوبات( 13).
وآخر من روى الموطأ عن مالك هو أبومصعب(14 ) وتوفي سنة اثنتين وأربعين ومائتين. وآخر من روى عن مالك على الإطلاق هو أبوحذيفة أحمد ابن إسماعيل السهمي(15 ) توفي سنة تسع وخمسين ومائتين

وفي الإسناد أيضاً من لا يعرف حاله( 16).
وهذه الحكاية لم يذكرها أحد من أصحاب مالك المعروفين بالأخذ عنه، ومحمد بن حميد ضعيف عند أهل الحديث إذا أسند، فكيف إذا أرسل( 17) حكاية لا تعرف إلا من جهته!(18 ).



الهوامش :
( 1) لقد بحثت عن رجال هذا الإسناد بدءًا من أبي العباس أحمد بن عمر بن دلهات إلى أبي الحسن ابن المنتاب في ترتيب المدارك للقاضي عياض، والصلة لابن بشكوال، فلم أقف لأحد منهم على ترجمة، فهو إسناد غريب حقاً كما وصفه شيخ الإسلام.
(2 ) هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن كامجر، قال الدارقطني لا بأس به، تاريخ بغداد (14/291).
( 3) قال الذهبي في المغني (2/573): ضعيف لا من قبل حفظه، قال يعقوب بن شيبة: كثير المناكير. وقال البخاري: فيه نظر. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال أبوزرعة: يكذب. وقال صالح جزرة: ما رأيت أحذق بالكذب منه ومن ابن الشاذكوني.
( 4) انظر: كتاب المجروحين لابن حبان (2/303)، والكاشف (3/326)، وتهذيب التهذيب (9/131)، والميزان (3/531).
( 5) ولم يذكره أحد في تلاميذ مالك حتى المزي في تهذيب الكمال، انظر ترجمة مالك في تهذيب الكمال (3/1296 - 1297)، وترجمة محمد بن حميد منه (3/1190 - 1191) وراجع ترتيب المدارك للقاضي عياض (1/282 - 545) وقد قسم فيه الرواة عن مالك إلى طبقتين: كبرى وصغرى، وعلى حسب البلدان، ولم يذكر فيهم ابن حميد.
وهذا يؤكد ما قاله شيخ الإسلام.
( 6) قال ابن حبان في المجروحين (2/204).
"قال أبوزرعة وابن وارة - أي للإمام أحمد -: صح عندنا أنه يكذب قال - يعني صالح بن أحمد -: فرأيت أبي بعد ذلك إذا ذكر ابن حميد نفض يده.

( 7) الحافظ الكبير الثبت أبوعبد الله محمد بن مسلم بن عثمان بن وارة الرازي، مات سنة (270)، تذكرة الحفاظ (2/575).
قال الحافظ: ثقة حافظ.. من الحادية عشر/ س. تقريب (2/207).
( 8) الحافظ العلامة شيخ ما وراء النهر، أبو علي صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب الأسدي مولاهم البغدادي، نزيل بخارى، كان ثبتاً صدوقاً مشهوراً. قال أبوسعد الإدريسي: ما أعلم بعصر صالح بالعراق ولا بخراسان في الحفظ مثله..."، تذكرة الحفاظ (2/541 - 543).
( 9) انظر: تاريخ بغداد (2/262) وقال: محمد بن حميد أحاديثه تزيد وما رأيت أجرأ على الله منه. في الموضع السابق من التأريخ.
( 10) تاريخ بغداد (2/260) ص (16).
( 11) تاريخ بغداد (2/263).
(12 ) كتاب المجروحين (2/203).
وقال البخاري في التاريخ (ق1/ج1/69): فيه نظر. وقال إسحاق بن منصور: أشهد على محمد بن حميد وعبيد بن إسحاق العطار أنهما كذابان. تاريخ بغداد (2/263).
وجرت له قصتان مع أبي حاتم الرازي ومحمد بن عيسى الدامغاني اتضح منهما كذبه العريض. الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (7/232 - 233). راجع هذه الأقوال في تهذيب الكمال (3/1190 - 1191)، وتهذيب التهذيب (9/127 - 131)، والميزان (3/530).
( 13) الإمام الفقيه أحمد بن أبي بكر الزهري المدني، قاضي المدينة وعالمها، سمع مالكاً وطائفة. وفاته كما ذكر شيخ الإسلام. راجع الكاشف (1/53)، والتقريب (1/12)، والتذكرة (ص 482).
( 14) الأمر كما ذكر المؤلف. انظر الكاشف (1/52)، والتقريب (1/11).
( 15) لعله يشير بهذا إلى معظم رجال الإسناد من ابن دلهات إلى يعقوب بن إسحاق، وقد أخبرت أني لم أقف لهم على خبر بعد بحث، فلعل واحداً من هؤلاء المجهولين اخترع هذه الحكاية إن سلم من اختراعها ابن حميد.
( 16) يريد بهذا شيخ الإسلام أن ابن حميد على مافيه من بلاء لم يصرح في رواية هذه الحكاية بصيغة من صيغ التحديث؛ كسمعت مالكاً، أو حدثني، أو أخبرني، أو عن مالك، أو قال مالك، وإنما قال: ناظر مالك فهي بهذا التعبير مرسلة، فإن سلم محمد بن حميد من تبعتها، فهناك احتمال آخر أن يكون رجل كذاب اخترع هذه الحكاية، ونسبها إلى مالك، أو يكون هناك عدد من الوسائط بين محمد بن حميد وبين مالك فيهم كذاب أو كذابون تداولوا هذه الحكاية حتى وصلت إلى محمد ابن حميد.
(17) يقصد شيخ الإسلام أن محمد بن حميد مع عدم إدراكه لمالك، فقد انفرد من بين أصحاب مالك على كثرتهم، وكثرة الأئمة الحفاظ فيهم، وعلى كثرة من لازمه منهم، ومع معرفتهم وحفظهم وإتقانهم لحديثه.
ومثل محمد بن حميد - وأصدق منه - إذا انفرد عن أصحاب مالك بحديث، أو مثل هذه الحكاية، لا تقبل منه، ولو أسندها فكيف إذا أرسلها.