العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-06-12, 01:47 PM   رقم المشاركة : 1
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


جواب كيفية معرفة ضبط الراوى

كيفية معرفة ضبط الراوى


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله الذى رفع من وقف تحت أمره ونهيه إلى أوج الكمال, ووصل من انقطع إليه بصلة فاخرة فى الحال والمآل , والصلاة والسلام على نبينا محمد المرسل بصحيح الأقوال والأفعال , الذى بلغ حسنُ حديثه مبلغ الإعجاز والكمال , وعلى آله المدرجين فى سلسلة هديه التى لاانفصام لها ولا انفصال , وعلى أصحابه الذين بذلوا نفوسهم وأموالهم فى مرضاته تعالى , من غير ضعف ولا اعتلال , وعلى التابعين لهم السالكين طريقهم بلا قلب , لا اضطراب , بل ساورا باعتدال .

أما بعد :

قبل أن نتكلم عن كيفية معرفة ضبط الراوى يجدر بنا أن نلقى الضوء على تعريف الضبط وأقسامه ، ومراتبه ،وشروطه ، وما يخل به حتى نكون بذالك على أتم دراية بحقيقته ، فنقول وبالله التوفيق :
تعريف الضبط :
لغة: قال الجرجانى فى التعريفات : الضبط: في اللغة: عبارة عن الحزم.
فى الاصطلاح : عبارة عن احتياط فى باب العلم , وله طريقان : العلم عند السماع ، والحفظ بعد العلم عند التكلم , حتى إذا سمع ولم يعلم لم يكن معتبرا ، كما لو سمع صياحا لامعنى له , وإذا لم بفهم اللفظ بمعناه لم يكن ضابطا ، وإذا شك فى حفظه بعد العلم والسماع لم يكن ضابطا أيضا .

أقسامه :

الضبط قسمان : ضبط صدر , وضبط كتاب .

1_ ضبط صدر : وهو أن يحفظ ويثبت ما سمعه فى حفظه , بحيث يبعُد زواله عن القوة والحافظة , ويتمكن من استحضاره متى شاء , وصونه من الوهم , والغلة والنسيان .
2_ ضبط كتاب : هو أن يحفظ كتابه الذى كتب فيه المرويات التى سمعها أو قرأها أو نحو ذالك ، بنفسه , أو عن طريق ثقة , وصونه عن تطرق التزوير , والتغيير , والتصحيف , التحريف إليه من وقت سماعه إلى أن يؤديه .

مراتبه :

الضبط ثلاث درجات فيما يتعلق بضبط الصدر فقط وهى : عليا ,وسطى ، ودنيا ، أما ضبط كتاب فالظاهر أن كله تام ، ولايُتصور فيه النقصان لأن صاحبه يحفظ كتابه من أن تمتد إله يدُ عابس ، فيُغير ، أو يُصحف ، أو يُحرف أو نحو ذالك .

شروط الضبط :

قال السخاوى – رحمه الله – فى فتح المغيث : فَأَمَّا شُرُوطُ أَوَّلِهِمَا الَّذِي تَنْكِيرُهُ شَمِلَ التَّامَّ وَالْقَاصِرَ، فَهِيَ أَنْ يَكُونَ الرَّاوِي يَقِظًا ،وَ ذَلِكَ بِأَنْ لَمْ يَكُنْ مُغَفَّلًالَا يُمَيِّزُ الصَّوَابَ مِنَ الْخَطَأِ ; كَالنَّائِمِ وَالسَّاهِي ; إِذِ الْمُتَّصِفُ بِهَا لَا يَحْصُلُ الرُّكُونُ إِلَيْهِ، وَلَا تَمِيلُ النَّفْسُ إِلَى الِاعْتِمَادِ عَلَيْهِ، وَأَنْ يَكُونَ ( يُثْبِتُ مَا سَمِعَهُ فِي حِفْظِهِ بِحَيْثُ يَبْعُدُ زَوَالُهُ عَنِ الْقُوَّةِ الْحَافِظَةِ، وَيَتَمَكَّنُ مِنَ اسْتِحْضَارِهِ مَتَى شَاءَ.
(إِنْ حَدَّثَ مِنْ حِفْظِهِ وَيَحْتَوِي عَلَيْهِ بِنَفْسِهِ أَوْ بِثِقَةٍ ، وَيَصُونُهُ عَنْ تَطَرُّقِ التَّزْوِيرِ وَالتَّغْيِيرِ إِلَيْهِ، مِنْ حِينِ سَمِعَ فِيهِ إِلَى أَنْ يُؤَدِّيَ إِنْ كَانَ مِنْهُ يَرْوِي، وَأَنْ يَكُونَ يَعْلَمُ مَا فِي اللَّفْظِ مِنْ إِحَالَهْ ، بِحَيْثُ يُؤْمَنُ مِنْ تَغْيِيرِ مَا يَرْوِيهِ (إِنْ يَرْوِ بِالْمَعْنَى) وَلَمْ يُؤَدِّ الْحَدِيثَ كَمَا سَمِعَهُ بِحُرُوفِهِ ، وإلى هذه الشروط أشار الحافظ العراقى فى ألفيته فقال :
بِأَنْ يَكُونَ ضَابِطًا مُعَدَّلًا ... أَيْ يَقِظًا وَلَمْ يَكُنْ مُغَفَّلًا
- يَحْفَظُ إِنْ حَدَّثَ حِفْظًا يَحْوِي ... كِتَابَهُ إِنْ كَانَ مِنْهُ يَرْوِي
- يَعْلَمُ مَا فِي اللَّفْظِ مِنْ إِحَالَهْ ... إِنْ يَرْوِ بِالْمَعْنَى .
مايُخِّل يخل بضبط الراوى :
أوجه الخلل فى ضبط الراوى بنوعيه – ضبط صدر وضبط كتاب - :
_ يقع فى ضبط الصدر أنواع من الخلل مثل : الوهم ، والغفلة ، والخطأ ، والنسيان .
_ ويقع فى ضبط االكتاب أنواع من الخلل : كالتصحيف ، والتخريف ، والتغيير ، والتبديل .

كيفية معرفة الضبط :

فأما عن كيفية معرفة ضبط الراوى ، فإن المحدثين قد سلكو طريقة جمع روايات الراوى وطرقها ، وبعد جمعها تقارَنُ هذه الروايات بروايات الثقات الضابطين المتقنين ، فإن وافقهم الراوى فى رواياتهم غالبا ، ولو من حيث المعنى فضابط , ولا تضر مخالفته اليسيرة لهم ، فإن كثرت مخالفته لهم وندرت الموافقة اختّل ضبطه ولم يحتج بحديثه .
قال ابن كثير فى – اختصار علوم الحديث - ويعرف ضبط الراوي بموافقة الثقات لفظا، أو معنى، وعكسه عكسه والتعديل مقبول، ذُكر السبب أو لم يذكر .
قال السيوطى فى تدريب الراوى : ذَكَرَ الْحَافِظُ أَبُو الْحَجَّاجِ الْمِزِّيُّ فِي الْأَطْرَافِ: أَنَّ الْوَهْمَ تَارَةً يَكُونُ فِي الْحِفْظِ، وَتَارَةً يَكُونُ فِي الْقَوْلِ، وَتَارَةً فِي الْكِتَابَةِ.
قَالَ: وَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ حَدِيثَ: «لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي» ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، وَأَبِي بَكْرٍ، وَأَبِي كُرَيْبٍ، ثَلَاثَتُهُمْ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَوَهِمَ عَلَيْهِمْ فِي ذَلِكَ، إِنَّمَا رَوَوْهُ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، كَذَلِكَ رَوَاهُ عَنْهُمُ النَّاسُ، كَمَا رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ، عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ أَحَدِ شُيُوخِ مُسْلِمٍ فِيهِ.
قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ وَهْمٌ وَقَعَ مِنْهُ فِي حَالِ كِتَابَتِهِ، لَا فِي حِفْظِهِ: أَنَّهُ ذَكَرَ أَوَّلًا حَدِيثَ أَبِي مُعَاوِيَةَ، ثُمَّ ثَنَّى بِحَدِيثِ جَرِيرٍ، وَذَكَرَ الْمَتْنَ وَبَقِيَّةَ الْإِسْنَادِ، ثُمَّ ثَلَّثَ بِحَدِيثِ وَكِيعٍ، ثُمَّ رَبَّعَ بِحَدِيثِ شُعْبَةَ، وَلَمْ يَذْكُرِ الْمَتْنَ وَلَا بَقِيَّةَ الْإِسْنَادِ عَنْهُمَا، بَلْ قَالَ عَنِ الْأَعْمَشِ بِإِسْنَادِ جَرِيرٍ وَأَبِي مُعَاوِيَةَ بِمِثْلِ حَدِيثِهِمَا، فَلَوْلَا أَنَّ إِسْنَادَ جَرِيرٍ، وَأَبِي مُعَاوِيَةَ عِنْدَهُ وَاحِدٌ، لَمَا جَمَعَهُمَا فِي الْحَوَالَةِ عَلَيْهِمَا.


هذا والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب


=======


يبقى مع قياس ضبط الراوي الذي أسميته أنت بالمقارنة أمران
الأول : التنصيص وهو أن ينص إمام معتبر على ضبط الراوي
ثانياً : الامتحان وقد وقع لجماعة من المحدثين ، ويضيف البعض ثالثاً وهو الاستفاضة والشهرة ، لكن أظن أنه يرجع إلى ما سبق والله أعلم .


منقول







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» كيف تم اختراق موقع قناة العربية و تم استعادته بعد اعلانها ملاحقتهم قضائيا
»» حديث بالسند من الشيخ محمدالحسن الددو الي النبي
»» قائد القوات البريطانية السيستاني خدم وجودنا في العراق
»» من طامات الشيعة يمكن للمرجع ان يشرع مثل الله و النبي
»» عشرة ادلة على حجية السنة فيصل القلاف
 
قديم 24-06-12, 03:43 PM   رقم المشاركة : 2
رهين الفكر
عضو ماسي






رهين الفكر غير متصل

رهين الفكر is on a distinguished road


بارك الله فيك اخي الفاضل

موضوع مهم







التوقيع :
الاثني عشرية يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض

فهم ،،، يؤمنون بقوله تعالى (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) مع تحريفهاعن معناها
ولكنهم يكفرون بقوله تعالى (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا)

وهم ،،، يؤمنون بقوله تعالى (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) مع صرفها إلى من لم تنزل فيهم
ولكنهم يكفرون بقوله تعالى (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)



اقتباس:
ان خط الدفاع الاول ضد استهداف الصحابة يبدأ عند معاوية رضي الله عنه ذلك الرجل العظيم
فأعداء دين الله يبدأون به ولكنهم لن ينتهوا عنده



من مواضيعي في المنتدى
»» ابو بكر وعمر ومعاوية وخالد بن الوليد واثرهم العظيم في امة الإسلام
»» ما قولكم يا اثني عشرية لو انني قلت لكم او ان احدا قال لكم هذا فهل لكم القدرة على الرد
»» علي بن ابي طالب بشر
»» بفخار وحتى الموت رافضية كيف نؤمر بالتمسك بالعترة وهم ليسوا معصومين
»» هههههه اسمع لشيعي يقول عن عمر بن الخطاب ان هناك عمر حقيقي وعمر وهمي
 
قديم 24-06-12, 05:20 PM   رقم المشاركة : 3
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


قوانين الرواية في عهد الصحابة (1-2)


http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=152428

الجرح والتعديل في عصر الصحابة رضي الله عنهم
علم الإسناد من خصائص الأمة المحمدية

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=152429




ابتكار المسلمين علوم خاصة بالشريعة

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=152427

الطعن في ضبط أبي هريرة لرواية الحديث

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=152374

الإجابة لما استدركته عائشة على الصحابة

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=152420

الحديث بفهم الصحابة

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=152415


مائة وخمس قواعد حديثية جمعها الشيخ ماهر الفحل..هدية لطلاب الحديث.

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=152368


جواب ضبط الصحابة

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=151907

قواعد قبول متن الحديث.. نموذجاً

http://www.dd-sunnah.net/forum/showt...33#post1575133







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» ملف تحليل المخدرات عند الشيعة الاثناعشرية و اللواط و الدعارة
»» غرائب اثناغشرية هذه جنازة و لا جلسة طرب
»» الكريسماس في عقيدة المسيحيين هو الاحتفال بولادة ابن الله و ذلك مخالف لعقيدة المسلم
»» تناقضات الاخوان و جون ماكين
»» أين تكمن قوة إيران؟ -بقلم: طارق الحميد
 
قديم 25-06-12, 05:45 AM   رقم المشاركة : 4
سالم السهلي
مشرف






سالم السهلي غير متصل

سالم السهلي is on a distinguished road


موضوع يستحق التثبيت .... بارك الله فيك على النقل







التوقيع :

عليك بالإخلاص تجِدُ الخَلاص .


من مواضيعي في المنتدى
»» الزميل شاكر يطرح تساؤلاً : أين الله ؟
»» المقبالي يتّهم أهل السنة في عمان بالخيانة (لا ولاء لهم لأوطانهم )!!
»» الرافضة بلاتقية !
»» المساهمه والاكتتاب : مليارات يتم جمعها في غضون ايام !!
»» سؤال بسيط للشيعة فقط
 
قديم 25-06-12, 06:50 AM   رقم المشاركة : 5
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road




مرحبا بك اخي سالم القويفل

و نزيذ بالنسبة للصحابة


و انقل من رد على الرافضي موالي الدجال الاعور خسرو مجوس

علينا ان نفهم النفسية والعقلية التي يرد فيها على موضوع ضبط الصحابة

فكل ما ناتي له
بدليل يقول يني ردعلى الشك
لالا ما يصير
فهذا احتمال
قد يكون
ربما
ليس بالضرورة
كل الصحابة ليس ضابطين لالا عندهم وهم
ما اصدق لالالا ليس صحيح ليس بالضرورة
انه ينطلق من فكرة متمركزة في ذهنه كون الصحابة جميعهم كفار
مرتدون ظالمين غاصبين لا تصح الشهادة الي بالبراءة منهم و لعنهم
فالشيعة يعكسون شكهم في دينهم على الصحابة

فمثلما ان ليس لهم مقياس للعدالة و الضبط و صار الكذابون و الملعونون و شاربي الخمر عدول و ثقات
يحاول ان يسقط بلاوي رواتهم و امراض على الصحابة الذين عدلهم الله سبحانه

 
دليل ضبطهم
ان الرسول صلى الله عليه وسلم
وثق بهم و من ضبطهم ولذلك
ارسل منهم السفراء للامصار والحكام
وارسل الدعاة المعلمين في الامصار لدعوة غير المسلمين
او لتعليم المسلمين
بل شجعهم على التبليغ عنه
و لو كان يشك فيهم لما طلب منهم التبليع
بل انه دعى لمن بلغ عنه
فهم لعدالتهم و ورعهم لا يرون حديث ليسوا متاكدين من حفظه

فالعلماء صنفوا مراتب للرواة مثل الثقة و هو العدل الصابط
و الصدوق
لاباس به
اما الصحابة فهم فوق مرتبة الثقة بل يكفي ان يقال صحابي

مرتبة الثقة عند الجمهور معناها العدالة و الضبط الكامل
فحين يجمع الراوي بين العدالة والضبط فهو ثقة
ومن كان ثقة في دينه فهو ثقة في ضبطه ثقة في فهمه

الثقة هو من يجمع العدالة والضبط .

 و اضافة لما سبق
يقوم العلماء بتطبيق قواعد نقد المتن


http://www.dd-sunnah.net/forum/showt...33#post1575133

يا ناطحا
يوما جبلا لتوهنه ......اشفق على الراس لا تشفق على الجبل


استدراكات ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها دليل على ان الصحابة يتحققون عما ينقل عن النبي
و هذا دليل اخر على ان حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم تتم عليه المراجعة
و التدقيق فيما بين الصحابة وامهات المؤمنين
ومن الصحابة الذين عرفوا بروايتهم للحديث كانوا يترددون عليها لمراجعة محفوظاتهم.
"فقد كان أبو هريرة يأتي إلى مكان قريب من حجرة عائشة رضي الله عنها فيحدث، فعن هشام عن أبيه قال كان أبو هريرة يحدث ويقول اسمعي يا ربة الحجرة اسمعي يا ربة الحجرة وعائشة تصلي... حتى يطمئن إلى صحة الحديث عندما تقرّ عليه عائشة المحدثة الفقيهة الحافظة. وهذا لا يقدح في ضبط أبي هريرة بل العكس يرفع من شأنه في نظرنا، لأنه يتحرى الدقة والحرص الشديد على حديث رسول الله . كما يدل على مستوى الوعي الذي وصل إليه الصحابي في تعامله مع المرأة الفقيهة. مستوى اكتسبوه من مدرسة النبوة تلك المدرسة التي علمتهم احترام رأي الكفء بغض النظر عن كونه رجل أو امرأة. كانت عائشة من كبار علماء الصحابة المجتهدين. قال ابن قيّم الجوزية في إعلام الموقّعين: والذين حفظت عنهم الفتوى من الصحابة مائة ونيف وثلاثون نفساً، ما بين رجل وامرأة، وكان المكثرون منهم سبعة: عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وعائشة أم المؤمنين، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر.

=============

امثلة على شك الشيعة

فهم شكوا في ان القرآن صحيح وقالوا عنه محرف
و شكوا في الصحابة وقالوا عنهم مرتدين
و شكوا في الحسن وقالوا عنه مذل المؤمنين لانه بايع شيدنا معاوية
و نقلوا الامامة الي ذرية الحسين
بل اول من سكك في الصحابة هم الشيعة الخوارج وقالوا لسيدنا علي انه لم يحكم بما انزل الله وكفروه

===========

حفظ الله للقرآن يستلزم حفظ السنة:

. أن قوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) يدل على حفظ القرآن بدلالة المطابقة، ويدل على حفظ السنة المبينة للقرآن بدلالة التضمين، فإن حفظ المبين يتضمن ويستلزم حفظ ما يبينه، لأن هذا من جملة الحفظ. كما بين ذلك الإمام الشاطبي رضي الله عنه.

==

فالحفظ له مظهران: مظهر مادي وهو حفظ الألفاظ والعبارات أن تنسى أو تحذف أو تبدل. ومظهر معنوي، وهو حفظ المعاني أن تحرف أو تمسخ وتشوه.
إن واحداً من عامة عقلاء البشر لا يكتب كتاباً يقول إنه لا يُفهم فهماً كاملاً إلا بالحواشي المصاحبة له، ثم ينشر الكتاب من غير تلك الحواشي. فكيف يُظن بالحكيم العليم أن يرسل رسولاً تكون مهمته أن يبين كتابه، ثم يحفظ الكتاب ولا يحفظ ذلك البيان؟
والله ـ سبحانه وتعالى ـ يشير في أكثر من أربعين موضعاً في كتابه إلى سنَّة رسوله، فيأمر باتباعه وعدم تقديم كلام بشر على كلامه، ويبين ضرورة هذا الاتباع وفضله، وأنه أمر يقتضيه حب المؤمن لربه، ويحذر ـ سبحانه ـ من مخالفة هذه السنة. يذكر كل هذا في مثل قوله ـ سبحانه ـ: {قُلْ إن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31] .
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّـمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21]
{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} [الحشر: 7].
{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63].
هل يتصور عاقل يقدر ربه حق قدره أن يشير في أمثال هذه الآيات إلى معدوم بالنسبة لمن هم في عصورنا هذه المتأخرة؟
كيف يكون الناس في عهده -صلى الله عليه وسلم- بحاجة إلى سنته وهم الذين نزل القرآن الكريم بلغتهم، ولا نكون نحن بحاجة إليها؟
كيف يشير إلى معدوم بالنسبة لنا وقد أرسل رسوله -صلى الله عليه وسلم- للناس كافة إلى قيام الساعة وجعله خاتما لأنبيائه؟
وإذا كان ـ سبحانه وتعالى ـ يعلم أن حاجتنا إليها عظيمة؛ فكيف يتصور أن لا يحفظها لنا وينعم علينا بهدايتها كما أنعم على الذين من قبلنا؟
إن القول بعدم حفظ السنة له خبيء من أبطل الباطل هو أن محمداً -صلى الله عليه وسلم- إنما أرسل لمعاصريه. وخبيء آخر هو أن الكفار كانوا محقين في إنكارهم لإرسال الرسل وفي زعمهم بأن كل واحد منهم مؤهل لأن يؤتى مثل ما أوتي رسل الله.
بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفاً منشرة: {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى صُحُفًا مُّنَشَّرَةً } [المدثر: 52]
كيف يشك إنسان في حفظ السنة ثم يشهد بلسانه بأن محمداً رسول الله؟ ما ذا تعني هذه الشهادة بالنسبة له؟ إنه لا فرق في واقع الأمر بين إنكار السنة وإنكار حفظها؛ فكلا الأمرين يؤدي إلى عدم الاهتداء بها.
والاعتقاد في حفظ السنة من لوازم الإيمان بالرسالة المحمدية؛ لأن المؤمن بهذه الرسالة يسأل الله ـ تعالى ـ في كل ركعة من ركعات صلاته الواجبة والنافلة في كل يوم أن يهديه إلى الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. ومن ذا الذي يدخل في من أنعم الله عليهم إن لم يدخل فيهم جهابذة العلماء الفضلاء الأتقياء الذين أفنوا أعمارهم في جمع السنة وحفظها وتفتيشها ودراستها والعمل بها؟ كيف يدعو إنسان ربه أن يهديه إلى صراط الذين أنعم الله عليهم، ثم يعرض عن علماء السنة هؤلاء أو يتعالى عليهم ظاناً أنه أعلم منهم أو أعقل أو أذكى أو أحرص على دين الله؟ كلاَّ؛ بل إن المؤمن الصادق ليقول لنفسه: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ } [الأنعام: 90].
إنه لا بديل عن سلوك صراط هؤلاء إلا سلوك طريق المغضوب عليهم من الذين عرفوا الحق وأنكروه، أو سلوك طريق الضالين الذين عبدوا الله بأهوائهم وتخرصاتهم، فلم يكونوا من الذين هداهم الله ولا من أولي الألباب.







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» الرد على شبهة احراق النبي الاحاديث و أبوبكر و عمر حرق كتب الاحاديث
»» :«البلطجية» بالبحرين تنتجهم الطائفية المدعومة إيرانياً وأمريكياً عكس العالم / سلوى
»» بعد أن رأوا حكم النصيري شارف على الإنتهاء قالوا العرعور لوطي
»» شيعة إيران في طريق الانقراض / صباح الموسوي
»» الشيعة والدعوة الي هدم مساجد اهل السنة
 
قديم 25-06-12, 01:11 PM   رقم المشاركة : 6
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


جهود العلماء في مقاومة الوضع في الحديث

http://www.dd-sunnah.net/forum/showt...030#post723030


ملف جواب لماذا يجب اخذ السنة مع القرآن و ليس القرآن وحده / منكر السنة



http://www.eltwhed.com/vb/showthread...نة







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» بيان لحال مجوس هذه الأمة الاثني عشرية من خلال الضروريات الخمس للحياة.
»» الشيعة و خيانتهم اهل البيت قاسم العلوش
»» تواطىء اميركا مع شيعة البحرين
»» المئات من أبناء مدينة سيدي بوزيد التونسية يتظاهرون ضد حركة النهضة الإسلامية
»» ملف الشيخ علي جمعة /الليونز/ الخمر /الجزمة
 
قديم 05-07-12, 02:34 PM   رقم المشاركة : 7
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road



الضبط عند الصحابةِ .. وإقامة الحجة على المُدّعي !

الضبط عند الصحابةِ

أوّلًا : الهدفُ من الموضوع:

توضيحُ مغالطاتِ المحاور المخالِفِ وسياستُهُ في احكام مغالطاتِه .. ففي الحوار مع المخالِف الذي يُريد أن يتحرر من النص ليخدْم بها معتقدَهُ وغلطَه .. قد يستخدِمُ مغالطاتٍ من قبيل توهُمِ الصحابةِ (اتهام في ضبْطِهِم) , أو كذِبِهِم (اتهام في عدالتِهِم وأمانتهم) .. مما يُشغِّبُ بعدم الثقةِ في نقلِهِم وهذا مما لا يقول بهِ أهل السنةِ والجماعة .. وغرضُهُ أنه لو شكّك في الناقل (عدالته وضبطه) فإنهُ سيسْقُطُ المنقول بالتبْعِيّة .. ويرمي المخالِفُ بهذه الإدّعاءاتِ دون أي دليلٍ أو حجةٍ برهانيّةٍ يُثبِتُ بها افتراءَه .. فدوْمًا ينبغي التنبُه في الحوارات مع المخالِف لما يرْمي به من مغالطاتٍ , والوقوف على غرضِهِ منها .. وصدُّ محاولةِ التشْكيكِ في ضبْطِ الصحابةِ بالوهْم أو النسيان , أو التشكيك في عدالتهِم بالكذِبِ أو التجْريحِ .. وهذا دأب الغلاةُ في الطعن فى عدالة وضبْطِ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتابعين وتابعيهم ومن نقلوا لنا دين الله عز وجل ،كل يطْعَنُ لأجلِ هواه وبغيته ومراده , واتحد في هذه الغايةِ المبتدعة الرافضة (الطاعِنون في الصحابة) ، والخوارج ، والمعتزلة ، وتبِعَهُم القرآنيون والمستشرقون والملاحدة .. ويُحاوِلون جهْدَهُم الطعْن في عدالتِهِم وفي ضبْطِهِم .. فإن هم نجحوا في ذلِك فقد سقَطَ الدينُ الإسْلامي بالكُلية , ولا يبقى لهم إلا إملاء ما يُريدون .. وكما قلنا : إذا طعنوا في الناقل سقَطَ المنقول ..

ثانِيًا: أدلةُ وجوبِ التزام الضبْطِ من كتاب الله وسنة نبيِّه:

قولُهُ تعالى " ولا تقْفُ ما ليْس لكَ بِهِ علم" , وقوله تعالى " قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطنا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون". ولقول الرسول صلى اللهُ عليهِ وسلّم في الحديثِ المتواتر" نَضَّرَ اللهُ إِمْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِيْ فَوَعَاهَا وَأَدَّاهَا كَمَا سَمِعَهَا ".


ثالِثًا: ما هي قوادِحُ الضبْط وخوارِمُه , وكيْف يُختَبَرُ ضبْطُ الراوي؟

أما خوارم الضبْط :

1- ان يكون الراوي سيِّءُ الحِفْظ
2- أن يكونَ كثير الوهم.. ويُشترط الكثرة .. لأن الخطأ والنسيان والوهم لا يسلم منه أي بشر مع كونه موصوفاً بالضبط التامّ .. قال ابن معين: ((من لم يخطئ فهو كذاب)).. لكن الخطأ والوهم يكون نادراً من الثقة، ويُعيَّن ويُبيَّن للناس حتى لا يتتابعوا في الخطأ..

3- أن يكون كثير الغفلةِ والتساهُل في حديثِه عن رسول الله.
4- أن يكون كثير الغلط..
5- مخالفته للرواة الثقاةِ الآخرين.. والمخالفة تشمل أنواعاً:
1- أن يخالف الراوي في تغيير سياق الإسناد أو المتن فيسمى: المدرج.
2- أن يخالف الراوي بتقديم المتأخر وتأخير المتقدم في الإسناد أو المتن، فيسمى: مقلوباً.
3- أن يزيد راوياً في الإسناد ما لم يزده الآخرون فيسمى: المزيد في متصل الأسانيد.
4- أن يخالف الرواة بإبدال راوٍ براوٍ أو برواة في إسناد واحد، وكذلك إبدال شيء في متن الحديث الواحد مرة بلفظ ومرة بلفظ آخر، فيسمى: مضطرباً.
5- كذلك يخطئ في الكلمة فيغير سياقها فيسمى: المصحف والمحرف.

وأما كيفية معرفةِ ضبط الراوي:

أولا: بالشهرة والاستفاضة.. فالخبر المستفاضُ أو المشهور ينْدُر فيه الوهم أو قد يستحيل.
ثانيا: مقابلة مرويات الراوي بما هو محفوظ عن الثقات.
ثالثا: امتحان الراوي.. بعدة أوجُه:
1. قلب الأحاديث على الراوي: ومعناه أن يوضع اسناد حديث لمتن حديث آخر لينظر هل يتنبه على ذلك الراوي أم لا.
2. أن يسأل عن أحاديثه التي كان قد حدث بها من قبل.


رابِعًا: هل يجوزُ الوهْمُ على الصحابةِ ؟ وهل يؤثِّرُ في ضبْطِهِم؟!

الصحابةُ بشَر ويجوزُ عليْهِمُ الوهْمُ والخطأ والنسيان , كما يجوزُ على غيْرِهم .. قال ابن تيمية : " وأما الغلط فلا يسلم منه أكثر الناس ، بل في الصحابة من قد يغلط أحياناً " .. ولا يؤثِّرُ على ضبْطِهِم لقُرْب العهد بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وطريق تلقي العلم عنه ، بالسماع المباشر ، أو بالرؤية ، مع تكرار ورود العلم عليه ، وهذا يُضعف احتمال الوهم ، بخلاف من بعدهم بعدما كثرت الوسائط وتعددت.. كما أن توهُمَ الصحابي يُبينُهُ صحابيٌ آخر باسْتِدْراكِهِ عليْهِ .. ويُبين فيه الصحابيُّ أن الصحابي الآخر أخطأ أو توهّم..


خامِسًا: إذًا متى نحْكُم على صحابي بالوهم؟!..

لا يُمكِنُ الحُكْم على صحابيٍ أو راوٍ بالخطأ أو الوهْمِ في روايةٍ ما , إلا بدليلٍ أو بيِّنة تُبيِّنُ اسْتِدْراكِ صحابيٍّ على صحابيٍّ آخر .. وليْس الأمر متروكًا للهوى والظن .. كأن يروي الصحابيُ الخبرَ, فيروي صحابيٌ آخر بخلافِهِ ويُبين ما وهِمَ فيه الصحابي .. وهذا حادِثُ بيْن الصحابةِ رضوانُ اللهِ عليْهِم لاحتياطِهِم في التثبُت والتأكيد على صحةِ ما يُنْقَل عن رسول الله صلى اللهُ عليْهِ وسلّم .. وياتي تفصيلُهُ أدناه في الطريقة التاسعة من طُرُق التثبُت والضبْط عند الصحابةِ .. ونكتفي هنا بِمِثاليْن:
الأول : توهيم عائشة لابن عمر في تواريخ عمرات النبي صلى الله عليه وسلم .. فعن مجاهد ، قال : دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد ، فإذا عبد الله بن عمر ، رضي الله عنهما جالس إلى حجرة عائشة ، وإذا ناس يصلون في المسجد صلاة الضحى ، قال : فسألناه عن صلاتهم ؟ فقال : بدعة ، ثم قال له : كم اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أربعاً ، إحداهن في رجب ، فكرهنا أن نرد عليه ، قال وسمعنا أستنان عائشة أم المؤمنين في الحجرة ، فقال عروة : يأماه ، يا أم المؤمنين ، ألا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن ؟ قالت : ما يقول ؟ قال : يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمرات ، إحداهم في رجب ، قالت : يرحم الله أبا عبد الرحمن ، ما اعتمر عمرة إلا وهو شاهده ، وما اعتمر في رجب قط".

الثاني : توهيم سعيد بن المسيب لابن عباس في زواج النبي صلى الله عليه وسلم من ميمونة وهو محرم . فعن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عباس ، أن النبي تزوج ميمونة وهو محرم . قال سعيد بن المسيب : وهم ابن عباس , وإن كانت خالته ، إنما تزوجها حلالاً".



سادِسًا: وكيْف الرد على من اتهم ضبْط الصحابة بلا بيِّنةٍ أو برهان ؟!

اتهام الصحابةِ بقلةِ الضبْط , بحجةِ تحرُج الصحابي من أن يسْتدرِك على الآخر , أوبالتعميم أو غيرِ ذلِك .. غيرُ صحيح ولا برهان عليْهِ .. ولا يجوز .. فإننا نفعل كما فعل رسول اللهِ ونقطعُ بما فعل فالصحابة - رضي الله عنهم - لشدة خوفهم من الله تعالى وحرصهم على دينهم وتعظيمهم لسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم لم يكونوا ليحدثوا غيرهم من المسلمين بشيء من أمور الدين إلا بما علموا أنهم حفظوه وأتقنوه من الأحاديث .. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل خبرهم ..

وإن كان الأصْلُ هو قبول خبرِهِم كما قبلهُ رسول الله صلّى اللهُ عليْهِ وسلم منهم .. وهم الصحابةُ كانوا يقبلون أخبار بعضهم بعْضًا , فإنهُ مع ذلِكَ إذا قامت عند السامع قرينة على احتمال أن ذلك المخبر واهم في خبره ، فإنهُ يسْتدرِكُ عليْه كما استدرك رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أيْضًا , وقد كان الصحابةُ والتابعون بمجرد أن يروي الصحابيُ روايةً يظهرُ فيها الخطأ يُسارِعون إما بالإسْتدراك عليْه وتصحيحِه والتثبُت من ذلِك بالشهود , أو إن كان يمنعهم التحرُج فإنهم يتوجهون إلى صحابيٍّ آخر يتكفّلُ بالردِ والإسْتدراك.. ورد بعضهم على البعض الآخر هو من أدلة كمال العدالة عندهم .. والوهم لو كان من بعضهم مع قلته, فان غالب الصحابة تأتي بالأدلة على مخالفة هذا الأمر أو من تكون له قرينة تزيد من قبول رأيه في مسألة معينة عن غيره. وما أقل ما روي من مثل هذه الوقائع.


سابِعًا: هل يُقسم الصحابة إلى ضبطٍ وغير ضابِط كما باقي الرواة , وما هو البرهان على ثبوتِ الضبْط للصحابةِ؟

لا يُقسّم الصحابةُ إلى ضابطٍ وغير ضابطٍ كباقي الرواة .. لأن برهانَ ثبوتِ الضبط لكل صحابي هو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبل أخبار الصحابة ، ولا يرد منها إلا ما عَلم صلى الله عليه وسلم أن ذلك المُخبِر واهم فيه ، وأيضا كان النبي صلى الله عليه وسلم يرسل آحاد الصحابة يبلغون عنه الناس أشياء سمعوها منه صلى الله عليه وسلم؛ وعلى ذلك جرى الصحابة والتابعون ، فإنهم كانوا يقبلون خبر الصحابي دون أن يقسموا الصحابة إلى أصحاب ضبط ، وغير ضابطين ، أو نحو ذلك ، إلا إذا قامت عند السامع قرينة على احتمال أن ذلك المخبر واهم في خبره ، فإنهُ يسْتدرِكُ عليْه. وعلى هذا استمر عمل علماء الإسلام إلى يومنا هذا، فلا يوجَدُ عالمُ من علماء الأمةِ ضعَّف أحداً من الصحابة - الذين هم عنده صحابة - لا من جهة عدالة ، ولا من جهة ضبط؛ والأُمة قد عملت بمقتضى توثيق جميع الصحابة وبَنَتْ دينَها على ذلك.

ثامِنًا: ما هي الأدلةُ على تثبُتِ الصحابةِ وضبْطِهِم لخبرِ رسول الله صلى الله عليْهِ وسلّم؟

وقبل أن نضرب الأمثلة على تثبت الصحابة رضوان الله عليهم وأرضاهم يجب أن نقف قليلا أمام الباعث الحقيقي الذي دعاهم إلى الالتزام بهذه الحيطة التامة في رواية أحاديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وسنته الغراء. إذا أنعمنا النظر في تلك الحوادث فسنجد أنهم كانوا يتثبتون من الحفظ وعدم النسيان ويريدون كذلك من وراء ذلك أن يزرعوا في قلوب تلاميذهم الهيبة والإكبار لسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -. وإن الوصول إلى هذه الحقيقة ليس أمرا عسيرا لمن رزق السلامة في المقاصد والرزانة في النظر.

1- مثال ذلك ما رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري قال: (كنت في مجلس من مجالس الأنصار إذ جاء أبو موسى كأنه مذعور فقال استأذنت على عمر ثلاثا فلم يؤذن لي فرجعت فقال ما منعك؟ قلت استأذنت ثلاثا فلم يؤذن لي فرجعت وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع) فقال والله لتقيمن عليه ببينة أمنكم أحد سمعه من النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال أبي بن كعب والله لا يقوم معك إلا أصغر القوم، فكنت أصغر القوم فقمت معه فأخبرت عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك). رواه البخاري/ كتاب الاستئذان/ باب الاستئذان ثلاثا/ رقم الحديث: 5776، ومسلم في كتاب الآداب/ رقم الحديث: 4010، وأبو داود في كتاب الأدب/ رقم الحديث: 4510، وأحمد في مسند الكوفيين/ رقم الحديث: 18689.
فعمر هنا - رضي الله عنه - إنما طلب البينة لا لأن أبا موسى غير مؤتمن عنده بل لأمر آخر يفصح عنه عمر نفسه، فقد جاء في رواية الإمام مالك لهذه القصة قول عمر - رضي الله عنه - (أما إني لم أتهمك ولكني خشيت أن يتقول الناس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم ).الموطأ/ للإمام مالك/ كتاب الجامع/ رقم الحديث: 1520.
وقال ابن حجر في تعقيبه على هذه القصة (وفي رواية عبيد بن حنين… فقال عمر لأبي موسى: والله إن كنت لأمينا على حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولكن أحببت أن أستثبت) ونحوه في رواية أبي بردة حين قال أبي بن كعب لعمر" لا تكن عذابا على أصحاب رسول الله فقال: سبحان الله، إنما سمعت شيئا فأحببت أن أستثبت)صحيح البخاري/ كتاب الاستئذان/ رقم الحديث. 5776
وقال الإمام النووي (وأما قول عمر لأبي موسى: (أقم عليه البينة) فليس معناه رد خبره من حيث هو خبر واحد ولكن خاف عمر مسارعة الناس إلى القول على النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى يتقول عليه بعض المبتدعين أو الكاذبين أو المنافقين ونحوهم ما لم يقل، وأن كل من وقعت له قضية وضع فيها حديثا على النبي - صلى الله عليه وسلم - فأراد سد الباب خوفا من غير أبي موسى لا شكا في رواية أبي موسى فإنه عند عمر أجل من أن يظن به أن يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما لم يقل بل أراد زجر غيره بطريقه فإن من دون أبي موسى إذا رأى هذه القضية أو بلغته وكان في قلبه مرض أو أراد وضع حديث خاف من مثل قضية أبي موسى فأمتنع من وضع الحديث والمسارعة إلى الرواية بغير يقين. ومما يدل على أن عمر لم يرد خبر أبي موسى لكونه خبرا واحدا إنه طلب منه أخبار رجل آخر حتى يعمل بالحديث ومعلوم أن خبر الاثنين خبر واحد وكذا ما زاد حتى بلغ التواتر). شرح النووي على صحيح مسلم/ كتاب الآداب/ رقم الحديث: 4010.
وقال ابن حبان: (قد أخبر عمر بن الخطاب أنه لم يتهم أبا موسى في روايته وطلب البينة منه على ما أراد تكذيبا له، وإنما كان يشدد فيه لأن يعلم الناس أن الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شديد) كتاب المجروحين / ابن حبان ج1: 8.

2- وكذلك تعلق بعض الواهين بما روي عن علي - رضي الله عنه - من إنه كان يستحلف الرواة إذا حدثوه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحملوا فعله هذا على أنه ارتياب وشك من علي - رضي الله عنه - فيمن يحدثه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. فقد أخرج الحميدي بسنده عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنه قال: (كنت إذا سمعت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثا نفعني الله بما شاء أن ينفعني منه، وإذا حدثني غيره استحلفته، فإذا حلف لي صدقته). مسند الحميدي/ ج1/ ص2/ رقم الحديث: 1
وظاهر أن عليا - رضي الله عنه - لم يكن يريد من استحلافهم أن يتأكد من صدقهم لأنهم لو كانوا متهمين عنده لأحتاج في توثيقهم إلى من يوثقهم له ولا يصح عندئذ أن يعتمد على يمينهم في تزكية أنفسهم من الكذب. وإنما كان مراده والله أعلم أن يتأكد من أن ما رووه رووه باليقين وليس بالظن الغالب كما أخبر بذلك صاحب الروض الباسم حينما قال: (وعلي لم يتهم الراوي بتعمد الكذب لأنه لو اتهمه بذلك لأتهمه بالفجور باليمين ولم يصدقه إذا حلف وإنما أتهمه بالتساهل في الرواية بالظن الغالب فمع يمينه قوي ظنه بأنه متقن لما رواه حفظا)الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم/ ابن الوزير: 1/52.

3- ومما يشهد لنا بأن تثبت الصحابة - رضي الله عنه - كان حول ضبط الراوي وحفظه ما رواه البخاري بسنده عن عروة انه قال: (حج علينا عبد الله بن عمرو فسمعته يقول: سمعت النبي صلى اله عليه وسم يقول: إن الله لا ينزع العلم بعد إن أعطاكموه انتزاعا ولكن ينتزعه منهم مع قبض العلماء بعلمهم فيبقى ناس جهال يستفتون فيفتون برأيهم فيضلون ويضلون. فحدثت به عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم إن عبد الله بن عمرو حج بعد فقالت: يا ابن أختي انطلق إلى عبد الله فاستثبت لي منه الذي حدثتني عنه فجئته فسألته فحدثني به كنحو ما حدثني، فأتيت عائشة فأخبرتها، فعجبت فقالت: والله لقد حفظ عبد الله بن عمرو) صحيح البخاري/ كتاب الاعتصام/ باب ما يذكر من ذم الرأي/ رقم الحديث: 6763.
فقول عائشة في نهاية الحديث (لقد حفظ عبد الله بن عمرو) نص ظاهر أن كل ذلك الاستثبات والاختبار لأجل التأكد من الحفظ وليس فيه ما يدل على الارتياب والتشكيك بالعدالة لا من قريب ولا من بعيد. وإنما (كل ذلك خوفا من الزيادة والنقصان أو السهو والنسيان واحتيطا للدين وحفظا للشريعة وحسما لطمع طامع أو زيغ زائغ أن يجترئ فيحكي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لم يقل)تحذير الخواص من أكاذيب القصاص/ السيوطي: 84 .

تاسِعًا: ماهي طُرُق التثبُت من ضبْطِ الصحابةِ لحديثِ رسول الله بعضِهِم بعْضًا؟

بعد هذا نستطيع أن نذكر ما نشاء من نصوص التثبت والاحتياط لدى الصحابة الكرام ونحن آمنون إنها لن تفسر تشكيكا من قبل بعضهم للبعض الآخر. إذا كنا نتحرى الحق والصواب فيما نقول أو نسمع. وبعد إمعان النظر في هذه النصوص تبين أن:

التثبت عند الصحابة الكرام كان له تسع طرق كلها توصل إلى الطمأنينة على أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

الطريقة الأولى: وهي طريق الاستشهاد على رواية الراوي برواية أخرى.

ادلتها:

(1) - رأينا كيف أن عمر - رضي الله عنه - طلب من أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - بأنه قد سمع الحديث هو أيضا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم "أنظر البخاري/ كتاب الاستئذان/ باب الاستئذان ثلاثا/ رقم الحديث: 5776.".
(2) وروى الإمام مالك بسنده عن قبيصة بن ذؤيب أنه قال: جاءت الجدة إلى أبي بكر الصديق تسأله ميراثها، فقال لها أبو بكر ما لك في كتاب الله شيء وما علمت لك في سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا فارجعي حتى اسأل الناس، فسأل الناس فقال المغيرة بن شعبة: حضرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعطاها السدس، فقال أبو بكر: هل معك غيرك؟ فقام محمد بن مسلمة الأنصاري، فقال مثل ما قال المغيرة فأنفذه لها أبو بكر)الموطأ/ الإمام مالك/ كتاب الفرائض/ ميراث الجدة/ رقم الحديث: 953، وسنن الترمذي/ كتاب الفرائض عن رسول الله/ رقم الحديث: 2027، وسنن أبي داود كتاب الفرائض/ رقم الحديث: 2507.
(3) ويمثل له بما روى البخاري بسنده عن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - أنه قال: (سأل عمر بن الخطاب عن إملاص المرأة هي التي يضرب بطنها فتلقي جنينا فقال: أبكم سمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه شيئا؟ فقلت: أنا، فقال: ما هو؟ قلت سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (فيه غرة عبد أو أمة)، فقال: لا تبرح حتى تجيئني بالمخرج فيما قلت، فخرجت فوجدت محمد بن مسلمة، فجئت به، فشهد معي أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: فيه غرة عبد أو أمة)رواه البخاري/ كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة/ باب ما جاء في اجتهاد القضاء/ رقم الحديث: 6773، ومسلم في كتاب التسامة والمحاربين/ رقم الحديث: 3188، والنسائي في سنته في كتاب القسامة/ رقم الحديث: 4740، والدارمي في مقدمة سنته تحت رقم: 640.
فالباعث على السؤال هنا هو الرغبة في التثبت من الحفظ وأن الحديث جاء على هذا المعنى احتياطا من السهو والخطأ وليس الأمر داخلا في دائرة الخوف من التقول على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنه لو كان احتمال التقول قائما لما أمكن دفعه بشهادة رجل من صغار الصحابة كأبي سعيد الخدري أو محمد بن مسلمة رضي الله عنهم وأرضاهم.


الطريقة الثانية: وهي التأكيد على الراوي بسؤاله:

وقد اعتمد هذه الطريقة كثير من الصحابة والتابعين فحين يسمعون حديثا لم يسمعوه من قبل فإنهم يؤكدون على الراوي ويستثبتونه استشعارا منهم لأهمية الأمر..

أدلتها:

(1) روى الإمام مسلم بسنده عن ابن عمارة بن رؤيبة عن ابيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (لا يلج النار من صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها وعنده رجل من أهل البصرة فقال أنت سمعت هذا من النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم أشهد به عليه وأنا أشهد لقد سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول بالمكان الذي سمعته منه) صحيح مسلم/ كتاب المساجد ومواضع الصلاة/ باب فضل صلاتي الصبح والعصر/ رقم الحديث: 1004، وسنن أي داود في كتاب الصلاة/ رقم الحديث: 363، ومسند الإمام أحمد/ مسند الشاميين/ رقم الحديث: 16588.
(2) وكذلك روي مسلم عن أبي هريرة أنه قال لكعب الاحبار أن النبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لكل نبي دعوة يدعوها وأنا أريد ان شاء الله أن اختبئ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة فقال كعب لأبي هريرة: أنت سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال أبو هريرة: نعم) صحيح مسلم/ كتاب الإيمان/ اختباء النبي دعوته الشفاعة لأمته/ رقم الحديث: 295.وصحيح البخاري/كتاب التوحيد/رقم الحديث6920
(3) وروى النسائي بسنده عن ابن أبي عمار قال: سألت جابر بن عبد الله عن الضبع فأمرني بأكلها قلت: أصيد هي ؟ قال: نعم، قلت: أ سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟، قال: نعم) سنن النسائي/ كتاب مناسك الحج/ باب ما لا يقتله المحرم/ رقم الحديث: 2787.
وفي لفظ الترمذي (قال قلت لجابر الضبع أصيد هي، قال: نعم، قال: قلت : آكلها ؟ قال: نعم، قال: قلت: أقاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم) سنن الترمذي/ كتاب الحج عن رسول الله/ رقم الحديث: 779.وقال حديث حسن صحيح.
فهذه الأحاديث وعشرات غيرها أدلة قاطعة على عمق منهج التثبت في حياة الصحابة وتلاميذهم وأنهم إنما يثبتون من حفظ الراوي وأدائه ليس إلا بدليل اكتفائهم بعد ذلك بالتأكيد على الراوي نفسه ولو تعدى الأمر هذا لما جاز أن يكون كلام الراوي نفسه دليل توثيق وحجة على صحة الرواية.

الطريقة الثالثة: استحلاف الراوي على روايته:

ومن أبرز من سار على هذا الخط سيدنا علي رضي الله عنه

أدلتها:

(1) - أخرج الترمذي بسنده إلى أسماء بن الحكم الفزاري قال: سمعت عليا يقول: إني كنت رجلا إذا سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثا نفعني الله منه بما شاء أن ينفعني وإذا حدثني رجل من أصحابه أستحلفته فإذا حلف لي صدقته، وإنه حدثني أبو بكر وصدق أبو بكر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ما من رجل يذنب ذنبا ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ثم يستغفر الله إلا غفر له ثم قرأ هذه الآية " وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ". سنن الترمذي/ كتاب التفسير عن رسول الله/ باب ومن سورة آل عمران/ رقم الحديث: 2932.قال الترمذي:هذا حديث رواه شعبة وغير واحد عن عثمان بن المغيرة فرفعوه ورواه مسعر وسفيان عن عثمان بن المغيرة فلم يرفعاه ثم قال ولا نعرف لاسماء ابن الحكم حديثا الا هذا.

(2) وقد كان سيدنا علي - رضي الله عنه - هو نفسه يحلف على روايته لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لأن ما يريده من الناس لا يجوز له أن يمنع الناس عنه من التثبت والاستيقان. يشهد على ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن زيد بن وهب الجهني، أنه كان في الجيش الذي كان مع علي - رضي الله عنه - الذين ساروا إلى الخوارج فقال علي - رضي الله عنه -: أيها الناس إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: يخرج قوم من أمتي يقرأون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء، يقرأون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم لا تجاوز صلاتهم تراقبهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضي لهم على لسان نبيهم - صلى الله عليه وسلم -. لا تكلوا عن العمل واية ذلك أن فيهم رجلا له عضد وليس له ذراع على رأس عضده مثل حلمة الثدي عليه شعرات بيض، فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم، والله إني لأرجو أن يكون هؤلاء القوم فإنهم قد سفكوا الدم الحرام وإنما رواخي سرح الناس فسيروا على اسم الله… (وفي نهاية الحديث) فقام إليه عبيدة السلماني فقال: يا أمير المؤمنين الله الذي لا إله إلا الله هو لسمعت هذا الحديث من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟فقال أي والله الذي لا إله إلا هو حتى استحلفته ثلاثا وهو يحلف له) صحيح مسلم/ كتاب الزكاة/ باب التحريض على قتل الخوارج/ رقم الحديث: 1773

(3) وقد كان عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - يحلف لتلاميذه وهو يحدثهم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو غير متهم عندهم فقد أخرج البخاري بسنده إلى عبد الله بن مسعود قوله: (والله الذي لا إله غيره ما أنزلت سورة في كتاب الله إلا أنا أعلم فيم أنزلت ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه) صحيح البخاري/ كتاب فضائل القرآن/ باب القراء من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -/ رقم الحديث: 4618.

(4) وأخرج مسلم عن عبدة بن زر حبيش قال سمعت أبي بن كعب يقول وقيل له: ان عبد الله بن مسعود يقول من قام السنة أقام ليلة القدر فقال أبي: والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي رمضان يحلف ما يستثني والله إني لأعلم أي ليلة هي، هي الليلة التي أمرنا بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقيامها هي ليلة صبيحة سبع وعشرين وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع فيها) صحيح مسلم/ كتاب صلاة المسافرين وقصرها/ باب الترغيب في قيام رمضان/ رقم الحديث: 1272.

الطريقة الرابعة: طريقة اختبار الراوي:

ومن طرق تثبت الصحابة رضي الله عنهم أنهم كانوا إذا سمعوا حديثا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرويه راويه على جهة ما فإنهم كانوا يرسلون إليه بعد فترة من يسمع مرة أخرى فيوازنون بين الروايتين ليتأكدوا من حفظ ذلك الراوي.

أدلتها:

(1) فقد أخرج البخاري عن عروة قوله: ((حج علينا عبد الله بن عمرو فسمعته يقول سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن الله لا ينزع العلم بعد أن أعطاكموه انتزاعا ولكن ينتزعه منهم مع قبض العلماء بعلمهم فيبقى أناس جهال يستفتون فيفتون برأيهم فيضلون ويضلون فحدثت به عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم أن عبد الله بن عمرو حج بعد فقالت يا ابن أختي انطلق إلى عبد الله فاستثبت لي منه الذي حدثتني عنه فجئته فسألته فحدثني به كنحو ما حدثني فأتيت عائشة فأخبرتها فعجبت فقالت: والله لقد حفظ عبد الله بن عمرو)) صحيح البخاري/ كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة/ باب ما يذكر من ذم الرأي والأخذ بالقياس/ رقم الحديث: 6763.
وقد جرى تلامذتهم على هذا المنحى فطالما استثبتوا من راوي الحديث بعد أن يحدثهم.
(2) أخرج البخاري بسنده إلى ابن جريج قال: أخبرني نافع قال: حدثنا عبد الله ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شغل عنها- أي صلاة العشاء- ليلة فأخرها حتى رقدنا في المسجد ثم أستيقظنا ثم رقدنا ثم استيقظنا ثم خرج علينا النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: (ليس أحد من أهل الأرض ينتظر الصلاة غيركم وكان ابن عمر لا يبالي أقدمها أم أخرها إذ كان لا يخشى أن يغلبه النوم عن وقتها وكان يرقد قبلها قال ابن جريج قلت لعطاء وقد سمعت ابن عباس يقول أعتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة بالعشاء حتى رقد الناس واستيقظوا ورقدوا واستيقظوا فقام عمر بن الخطاب فقال الصلاة فقال عطاء قال ابن عباس فخرج نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كأني أنظر إليه الآن يقطر رأسه ماء واضعا يده على رأسه فقال لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يصلوا هكذا فاستثبت عطاء كيف وضع النبي - صلى الله عليه وسلم - على رأسه يده كما أنبأه ابن عباس فبدد لي عطاء بين أصابعه شيئا من تبديد ثم وضع أطراف أصابعه على قرن الرأس ثم ضمها يمرها كذلك على الرأس حتى مست إبهامه من طرف الأذن مما يلي الوجه على الصدغ وناحية اللحية لا يقصر ولا يبطش إلا كذلك وقال لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يصلوا هكذا) صحيح البخاري/ كتاب مواقيت الصلاة/ باب النوم قبل العشاء/ رقم الحديث: 537.


الطريقة الخامسة: الرجوع إلى صاحب الشأن في الرواية:

ومن طرائق تثبت الصحابة رضي الله عنهم الرجوع إلى صاحب الشأن في الرواية وهو ما يعرف عند المحدثين بطلب إسناد العالي اختصارا لطريق الرواية الأمر الذي يقلل بدوره من احتمال الوهم والنسيان؛

أدلتها:

(1) روى الترمذي بسنده إلى أنس بن مالك قال: كنا نتمنى أن يأتي الاعرابي العاقل فيسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن عنده، فبينا نحن كذلك إذا أتاه إعرابي فجثا بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد ان رسولك أتانا فزعم لنا أنك تزعم لنا ان الله أرسلك فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: نعم، قال: فبالذي رفع السماء وبسط الأرض ونصب الجبال. الله أرسلك؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: نعم، قال: فإن رسولك زعم لنا أنك تزعم أن علينا خمس صلوات في اليوم والليلة فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: نعم، قال فبالذي أرسلك الله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قال: فإن رسولك زعم لنا أنك تزعم ان علينا صوم شهر في السنة فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: صدق، قال: فبالذي أرسلك الله أمرك بهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: نعم، قال: فإن رسولك زعم لنا أنك تزعم أن علينا في أموالنا الزكاة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: صدق، قال: فبالذي أرسلك الله أمرك بهذا، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: نعم، قال: فإن رسولك زعم لنا أنك تزعم أن علينا الحج إلى البيت من استطاع إليه سبيلا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: نعم، قال فبالذي أرسلك الله أمرك بهذا فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: نعم، قال: والذي بعثك بالحق لا أدع منهن شيئا ولا أجاوزهن ثم وثب، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن صدق الإعرابي دخل الجنة)أخرجه البخاري في كتاب العلم/ باب ما جاء في العلم وقوله ((وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً))/ رقم الحديث: 61. ومسلم في كتاب الايمان /رقم الحديث : 13 و الترمذي في كتاب الزكاة عن رسول الله/باب ما جاء إذا أديت الزكاة فقد قضيت ما عليك/ رقم الحديث: 562
فأنظر إلى هذا الإعرابي الذي قطع الفيافي والقفار ولم يكتف بما أخبره به رسولٌ من عندِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - من أجل أن يصل إلى برد اليقين وبر الأمان زيادة منه في التثبت واستشعارا لعظم ما يترتب على هذا الحديث. لأن المسألة مسألة جنة أو نار فأما سعادة الأبد وأما شقاء الأبد. فأقره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم ينكر عليه.

(2) وأخرج الإمام مالك بسنده عن الفريعة بنت مالك بن سنان وهي أخت أبي سعيد الخدري أخبرتها أنها جاءت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسأله أن ترجع إلى أهلها في بني خدرة فإن زوجها خرج في طلب أعبد له أبقوا حتى إذا كانوا بطرف القدوم لحقهم فقتلوه قالت: فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أرجع إلى أهلي في بني خدرة فإن زوجي لم يتركني في مسكن يملكه ولا نفقة قالت فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: نعم قالت : فانصرفت حتى إذا كنت في الحجرة ناداني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو أمر بي فنوديت له فقال كيف قلت؟ فرددت عليه القصة التي ذكرت له من شأن زوجي فقال امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله، قالت فاعتددت فيه أربعة أشهر وعشرا قالت فلما كان عثمان بن عفان أرسل إلي فسألني عن ذلك فأخبرته فأتبعه وقضى به) موطأ الإمام مالك/ كتاب الطلاق/ باب مقام المتوفي عنها زوجها في بيتها حتى نحل/ رقم الحديث: 1081، وسنن الترمذي/ كتاب الطلاق واللعان عن رسول الله/ رقم الحديث: 1125، وقال حديث حسن صحيح ،ومسند أحمد بن حنبل/ باقي مسند الأنصار/ رقم الحديث: 25840.
فإرسال عثمان إلى الفريعة، وسؤاله منها عن الحديث الذي قال المصطفى لها يعني أنه أراد أن يسمع الحديث ممن سمعه مباشرة من النبي - صلى الله عليه وسلم - أو صاحب الواقعة… وكان الدافع لسؤاله التثبت من حفظ الحديث وطلب الإسناد العالي، وليس الباعث على سؤاله الريبة أو الخوف من كذب الرواة في الحديث النبوي.

(3) وأخرج النسائي بسنده عن عمرو بن حزم أنه سمع عروة بن الزبير يقول: ذكر مروان في إمارته على المدينة أنه يتوضأ من مس الذكر إذا أفضى إليه الرجل بيده فأنكرت ذلك وقلت لا وضوء على من مسه فقال مروان أخبرتني بسرة بنت صفوان أنها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر ما يتوضأ منه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويتوضأ من مس الذكر، قال عروة: فلم أزل أماري مروان حتى دعا رجلا من حرسه فأرسله إلى بسرة فسألها عما حدثت مروان فأرسلت إليه بسرة بمثل الذي حدثني عنها مروان) اخرجه النسائي في كتاب الطهارة/ باب الوضوء من مس الذكر/ رقم الحديث: 164والترمذي في كتاب الطهارة عن رسول الله رفم الحديث 77 وقال حديث حسن صحيح وابو داود.في كتاب الطهارة رقم الحديث 154وابن ماجة في كتاب الطهارة وسننها رقم الحديث472

(4) وأخرج النسائي كذلك بسنده إلى محمد بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال: (أتينا جابرا فسألناه عن حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - فحدثنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدى وجعلتها عمرة فمن لم يكن معه هدي فليحلل وليجعلها عمرة وقدم علي - رضي الله عنه - من اليمن بهدي وساق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المدينة هديا وإذا فاطمة قد لبست ثيابا صبيغا واكتحلت قال فانطلقت محرشا-أي مستميلًا رسول الله في عقابِها أو نهيها - أستفتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت يا رسول الله أن فاطمة لبست ثيابا صبيغا واكتحلت وقالت: أمرني به أبي - صلى الله عليه وسلم - قال: صدقت، صدقت، صدقت أنا أمرتها) اخرجه النسائي في كتاب مناسك الحج/ باب الكراهية في الثياب المصبغة للمحرم/ رقم الحديث: 2664.
فهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يغضب لأن عليا يستوثق من كلام فاطمة رضي الله عنها إذ الأمر كما قلت آنفا رائده الحرص الشديد على الدين.

الطريقة السادسة: سؤال الصحابة رضي الله عنهم عن رواية الراوي:

ومن طرق تثبيت الصحابة رضي الله عنهم كانوا إذا شكوا في حفظ راوٍ في مسألة معينة سألوا فيها من يعتقد فيه العلم والإحاطة بمثلها امتثالا لقوله تبارك وتعالى ( فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ).

أدلتها:

(1) ما أخرجه الترمذي عن الحسن عن سمرة قال "سكتتان حفظتهما من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنكر ذلك عمران بن حصين وقال حفظنا سكتة فكتبنا إلى أبي بن كعب فكتب أبي أن حفظ سمرة) سنن الترمذي/ كتاب الصلاة/ ما جاء في السكتتين/ رقم الحديث: 233.وقال حديث حسن ،وسنن ابي داود/كتاب الصلاة/رقم الحديث660،وسنن ابن ماجة/كتاب اقامة الصلاة والسنة فيها/رقم الحديث 835
(2) وما أخرجه مسلم بسنده إلى عبد الله بن مسعود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم أنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل، قال أبو رافع فحدثت عبد الله بن عمر فأنكره علي فقدم ابن مسعود فنزل بقناة فاستتبعني إليه عبد الله بن عمر يعوده فانطلقت معه فلما جلسنا سألت ابن مسعود عن هذا الحديث فحدثني كما حدثته ابن عمر) صحيح مسلم/ كتاب الإيمان/ باب كون النهي عن المنكر من الإيمان/ رقم الحديث: 71.ومسند احمد /سند المكثرين من الصحابة /رقم الحديث 4148
فأنظر إلى حيطة الصحابة رضي الله عنهم كيف أنهم كتبوا إلى أبي ابن كعب من أجل أن يتثبتوا من سنة من سنن المصطفى فكان كلامه هو الفصل والدليل على أن سمرة قد حفظ .. وكذلك الحال مع أبي رافع قدم دليل حفظه بسؤاله لعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم.

الطريقة السابعة: شهادة بعضهم لبعض رضي الله عنهم:

ومن وسائل التثبت عند الصحابة رضي الله عنهم انهم كانوا إذا سمعوا حديثا لهم به علم شهدوا لذلك الراوي بالصدق والحفظ

أدلتها:

(1) ما أخرجه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال أمرىء مسلم هو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان قال: فدخل الأشعث بن قيس فقال: ما يحدثكم أبو عبد الرحمن قالوا: كذا وكذا قال: صدق أبو عبد الرحمن في نزلت، كان بيني وبين رجل أرض باليمن فخاصمته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال هل لك بينة؟ فقلت لا قال فيمينه قلت: إذن يحلف فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال أمرىء مسلم هو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان فنزلت ((إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ))". صحيح مسلم/ كتاب الإيمان/ باب وعيد من أقتطع حق مسلم بيمين فاجرة بالنار/ رقم الحديث: 197.والبخاري كتاب المساقاة /باب الخصومة في البئر /رقم الحديث / 2185
فشهادة الأشعث بن قيس لعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما هنا وتوافُقُ روايتهما دليل على ضبط عبد الله بن مسعود وإتقانه لشروط رواية الحديث.


الطريقة الثامنة: استدراك بعضهم على بعض في رواية الحديث:

ومن أمثلة التثبت في الحديث عند الصحابة رضي الله عنهم استدراك بعضهم على بعض في رواية الحديث إذا علم أحدهم أن هناك حديثا يروي على غير وجهه الصحيح. وكان الصحابة رضي الله عنهم يُسارِعون بالإسْتدراكِ على بعضهم بعضًا - برغم قلة ما رويَ في هذه الوقائِع - لأن أحدهم لم يدع العصمة لنفسه، وما كان يمنعهم التحرُجُ عن قولِ الحق وتبيانِهِ وتوضيحِه ... ولعلمهم إن تركهم لهذا الأمر يجعل العالم منهم كاتما للعلم وهو ما توعد عليه الشارع الحكيم على لسان رسوله الكريم.
ومن الجدير بالذكر أنه ليس بالضرورة ان يكون المستدرك أعلى مرتبة من المستدرك عليه بل الأمر مرهون بالحفظ والسماع فمن حفظ فهو حجة على من لم يحفظ. وكان الصحابة رضي الله عنهم يتقبلون ذلك بكل رحابة وانبساط لأن (الحكمة ضالة المؤمن حيثما وجدها فهو أحق بها) سنن الترمذي/ كتاب العلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم/ باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة/ رقم الحديث: 2611، وقال هذا حديث غريب لا نعرفه الا من هذا الوجه وسنن ابن ماجة/ كتاب الزهد/ باب الحكمة/ رقم الحديث: 4159.
وممن اشتهر من الصحابة رضي الله عنهم بكثرة استدراكاته: عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين وزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى إن الإمام بدر الدين الزركشي (ت 794هـ) قام بجمع استدراكات عائشة رضي الله عنها على الصحابة وجعلها في كتاب مستقل أسماه (الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة) قام بتحقيقه والتعليق عليه الدكتور سعيد الأفغاني.

أدلتها:

(1) ما أخرجه البخاري في صحيحه عن عبد الله بن أبي مليكة قال: توفيت ابنة لعثمان - صلى الله عليه وسلم - بمكة وجئنا لنشهدها وحضرها ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم وإني لجالس بينهما أو قال جلست إلى أحدهما ثم جاء الآخر فجلس إلى جنبي فقال عبد الله بن عمر لعمرو بن عثمان ألا تنهى عن البكاء فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه فقال ابن عباس رضي الله عنهما قد كان عمر - رضي الله عنه -يقول بعض ذلك ثم حدث قال: صدرت مع عمر - رضي الله عنه - من مكة حتى إذا كنا بالبيداء إذا بركب تحت ظل سمرة فقال: اذهب فأنظر من هؤلاء الركب قال فنظرت فإذا صهيب فأخبرته فقال أدعه لي فرجعت إلى صهيب فقلت ارتحل فالحق أمير المؤمنين فلما أصيب عمر دخل صهيب يبكي يقول وا أخاه واصاحباه فقال عمر: يا صهيب أتبكي علي وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الميت ليعذب ببعض بكاء أهله عليه فقال ابن عباس رضي الله عنهما: فلما مات عمر رضي الله عنه ذكرت ذلك لعائشة رضي الله عنها فقالت: رحم الله عمر والله ما حدث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن الله ليعذب المؤمن ببكاء أهله عليه ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله ليزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه وقالت: حسبكم القرآن " وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى". قال ابن عباس رضي الله عنهما عند ذلك: والله " هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى" ، قال ابن أبي مليكة (والله ما قال ابن عمر رضي الله عنهما شيئا).صحيح البخاري/كتاب الجنائز/باب قول النبي يعذب الميت ببكاء اهله عليه/رقم الحديث 1206،وصحيح مسلم كتاب الجنائز/باب يعذب الميت ببكاء اهله عليه/رقم الحديث:1543
فلا يعترض هنا على عائشة باستدراكها على عمر رضي الله عنهما بعلو شأن أمير المؤمنين وشدة تمسكه لأنه ما من صحابي إلا وفاته شيء من سنته - صلى الله عليه وسلم - فكان الشاهد منهم يبلغ الغائب كما أمرهم بذلك - صلى الله عليه وسلم -.

(2) ومن أمثلة ذلك ما استدركت به عائشة رضي الله عنها على أبي هريرة في مسألة صحة صيام من أصبح جنبا في رمضان. فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده عن أبي بكر بن عبد الرحمن " أنه أتى عائشة فقال: أن أبا هريرة يفتينا أنه من أصبح جنبا فلا صيام له فما تقولين في ذلك فقالت: لست أقول في ذلك شيئا، قد كان المنادي ينادي بالصلاة فأرى حدر الماء بين كتفيه ثم يصلي الفجر ثم يظل صائما". مسند احمد/باقي مسند الانصار/رقم الحديث24295

(3) وأخرج كذلك في مسنده عن الحارث بن نوفل قال: " صلى معاوية بالناس العصر فألتفت فإذا أناس يصلون بعد العصر فدخل ودخل عليه ابن عباس وأنا معه فأوسع له معاوية على السرير فجلس معه قال: ما هذه الصلاة التي رأيت الناس يصلونها ولم أر النبي - صلى الله عليه وسلم - يصليها ولا أمر بها قال: ذاك ما يفتيهم ابن الزبير فدخل ابن الزبير فسلم فجلس فقال معاوية: يا ابن الزبير ما هذه الصلاة التي تأمر الناس يصلونها لم نر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاها ولا أمر بها، قال: حدثتني عائشة أم المؤمنين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاها عندها في بيتها قال: فأمرني معاوية ورجل آخر أن نأتي عائشة فنسألها عن ذلك قال: فدخلت عليها فسألتها عن ذلك فأخبرتها بما أخبر ابن الزبير عنها فقالت: لم يحفظ ابن الزبير إنما حدثته عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى هاتين الركعتين بعد العصر عندي فسألته فقلت إنك صليت ركعتين لم تكن تصليهما قال: إنه كان قد أتاني شيء فشغلت في قسمته عن الركعتين بعد الظهر وأتاني بلال فناداني بالصلاة فكرهت أن أحبس الناس فصليتهما قال: فرجعت فأخبرت معاوية" مسند احمد/باقي مسند الانصار/رقم الحديث/24331

وغير ذلك كثير مما حفلت به كتب السنن والآثار من صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم - تقضي بأنهم كانوا أمناء الله على سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - أختارهم الله بعلم لتبليغ أحداث عصر الرسالة إلى الأمة الإسلامية بكل أمانة وصدق.


الطريقة التاسعة: الرحلة في طلب الحديث بنية التثبت:


وأخيرا نختم هذا المبحث بذكر طرف مما تحمله الصحابة رضي الله عنهم في سبيل حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الرحلة والسعي من اجل التثبت من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي الطريقة التاسعة التي مشى بها الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم متحملين في ذلك مشاق عظيمة لا يمكن أن تهون إلا على ذوي الهمم العالية والنفوس الكبيرة.

أدلتها:

(1) أخرج الإمام أبو داود في سنته عن عبد الله بن بريدة " أن رجلا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - رحل إلى فضالة بن عبيد وهو بمصر فقدم عليه فقال: أما إني لم آتك زائرا ولكني سمعت أنا وأنت حديثا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجوت ان يكون عندك منه علم قال: وما هو؟ قال: كذا وكذا قال: وما لي أراك شعثا وأنت أمير الأرض؟ قال: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ينهانا عن كثير من الأرفاه، قال: فما لي لا أرى عليك حذاء، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا أن نحتفي أحيانا". سنن أبي داود/ كتاب الترجل/ رقم الحديث: 3629، وأخرجه أحمد في باقي مسند الأنصار/ رقم الحديث: 22844.
(2) وأخرج الدارمي في سننه عن ابن عباس قال: " لما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت لرجل من الأنصار: يا فلان هلم فلنسأل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنهم اليوم كثر فقال: واعجبا لك يا ابن عباس أترى الناس يحتاجون إليك وفي الناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ترى؟ فترك ذلك وأقبلت على المسألة فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتيه وهو قائل فأتوسد ردائي على بابه فتسفي الريح على وجهي التراب فيخرج فيراني فيقول يا ابن عم رسول الله ما جاء بك ألا أرسلت إلي فآتيك فأقول لا، أنا أحق أن آتيك فأسأله عن الحديث، فبقي الرجل حتى رآني وقد اجتمع الناس علي فقال: كان هذا الفتى أعقل مني". سنن الدارمي/ المقدمة/ باب الرحلة في طلب العلم واحتمال العناء فيه/ رقم الحديث: 569.
وقد استطاع الصحابة رضي الله عنهم أن يزرعوا هذا المبدأ الأصيل في نفوس تلاميذهم من التابعين فكانت الرحلة في طلب الحديث على أشدها وشاعت حتى أصبحت منهجا ثابتا في طلب العلم إذ هي تطبيق واقعي لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة" سنن ابي داود/كتاب العلم /رقم الحديث:3157 ، سنن ابن ماجة/ المقدمة/ باب فضل العلم والعلماء/ رقم الحديث: 346
فقد أخرج الدرامي عن بسرة بن عبد الله انه قال: ((إن كنت لأركب إلى مصر من الأمصار في الحديث الواحد لأسمعه)) سنن الدارمي/ المقدمة/ باب الرحلة في طلب العلم/ رقم الحديث: 562.


الطريقة العاشرة : عرض السنة على السنة

ومن الوسائل التي اتخذها الصحابة رضي الله عنهم كأساس من اسس توثيق السنة وتمييز الحديث الصحيح من غيره عرض السنة على السنة

أدلتها:

(1) ومن ذلك ما رواه ابو مسلم بن عبد الرحمن قال :"دخلت على عائشة فقلت يا اماه ان جابر بن عبدالله يقول : " الماء من الماء" صحيح مسلم, فقالت " اخطأ , جابر اعلم مني برسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سمعته يقول اذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل)" سنن الترمذي / كتاب الطهارة عن رسول الله /باب اذا التقى الختانان / رقم الحديث / 102 ، ومسند احمد /باقي مسند الانصار / حديث عائشة / رقم الحديث / 23514.

الطريقة الحادية عشرة :عرض الحديث على القياس:

ومن الطرق التي اتبعها الصحابة في التثبت في الحديث : عرض الحديث على القياس.


أدلتها:

(1)فقد اخرج الترمذي عن ابي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الوضوء مما مست النار ولو من ثور اقط ، فقال له ابن عباس :انتوضأ من الدهن انتوضأ من الحميم ) سنن الترمذي / كتاب الطهارة عن لسول الله / باب نا جاء في الوضوء مما مست النار / رقم الحديث / 74 ، وقال حديث حسن صحيح .

(2) ومن ذلك ايضا ما روى ابن ماجة عن ابي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلممن غسل ميتا فليغتسل ) سنن ابن ماجة كتاب ما جاء في الجنائز / باب ما جاء في غسل الميت / رقم الاحديث / 1452 ،وسنن الترمذي / كتاب الجنائز / رقم الحديث / 914 ،وسنن ابي داود / كتاب الجنائز / رقم الحديث / 2749
وقدر ابن عباس ذلك قياساعلى طهارة المسلم في حال حياته فقال : "أنجاس هم فتغتسلون منهم؟!" السنن الكبرى / البيهقي /كتاب الطهارة / باب الغسل من غسل الميت / رقم الحديث / 1357


الطريقة الثانية عشرة : يمين الراوي على صدق روايته

ومن الطرق التي اتبعها الصحابة والتابعون رضي الله عنهم وهم يرسخون منهج التثبت ؛ يمين الراوي على صدق روايته ،لكي تطمئن النفوس الى ما يروى .

أدلتها:

فهل لنا بعد هذا إلا أن نقول إن التثبت الذي حض الله تعالى عليه في القرآن الكريم وسنّهُ لنا نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - قد أتى أكله كأطيب ثمار في جيل الصحابة الذين تربوا على يد النبي الخاتم - صلى الله عليه وسلم - فكانوا مصابيح الهدى والنبراس المقتدى الذي يشع على الدنيا لكي يعلمها كيف كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يريد لهذه الأمة أن تكون متيقظة ومتثبتة في كل ما يصدر من أقوال أو تصرفات. لأن الله يريد لهم أن يكونوا أمة وسطا ويكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليهم شهيدا .

(1) فمن ذلك ما اخرجه البخاري عن مسروق عن عائشة ( ذكر عندها مايقطع الصلاة ؛ الكلب والحمار والمرأة فقالت شبهتمونا بالحمر والكلاب ،والله لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي واني على السرير بينه وبين القبلة مضطجعة فتبدو لي الحاجة فأكره ان اجلس فأوذي النبي صلى الله عليه وسلم فأستل من عند رجليه ) صحبح البخاري / كتاب الصلاة / باب من قال لا يقطع الصلاة شىء / رقم اتلحديث / 484

(2) ومنه ايضا ما اخرجه النسائي بسنده الى ابي عبدالرحمن الاوزاعي انه سمع المطلب بن عبد الله يقول : قال ابن عباس :"اتوضأ من طعام اجده في كتب الله حلالا لان النار ميته" ؟ فجمع ابو هريرة حصى فقال : "اشهد عدد هذه الحصى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( توضئوا مما مست النار) سنن النسائي / كتاب الطهارة / باب الوضوء مما غيرت النار / رقم الحديث / 174

(3) وروى الامام احمد عن عمارة بن رويبة عن ابيه قال " سأله رجل من اهل البصرة قال : اخبرني ما سمعت من رسول الله يقول ؟ ( قال سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يلج النار احد صلى قبل طلوع الشمس وقبل ان تغرب ) قال انت سمعته منه ؟ قال : سمعت اذناي ووعاه قلبي فقال الرجل :"والله لقد سمعته يقول ذلك ) مسند احمد / اول مسند الكوفيين / حديث عمارة بن رويبة / رقم الحديث / 17580

عاشِرًا: كيفيةُ الرد على رافِضيٍّ يتهِمُ صحابيًا بالوهم؟

أولًا: يُطالَبُ بالدليل .. وهو الإتيانُ بروايةٍ مخالفةٍ يؤكِّدُ فيها الراوي توهُمَ الصحابي.. فيعْجزُ فتُقام الحُجّةُ عليْه.
ثانِيًا: وبعْدَ أن يعْجَز يُمكِنُ الإسْتشهادُ بالشهرةِ أو الإستفاضةِ إن توافرت عن أكثر من صحابيٍ يؤكِّدُ ما قالهُ الصحابي الأول .. فتنتهي القضيةُ بالإفحام.. أو يُرد عليْهِ عقلًا: بأن رمْي الراوي بالوهم دونَ بيِّنةٍ يهدِمُ أصول وفروعَ معتقدِهِ بالكلية , فيُمكِن اعتبار الوهم في كل روايةٍ من رواياتِ أئِمتِهِ وأهل ملتِه .. وهو ما لا يقول بِهِ فيقع في مناقضةِ مذهبِهِ عقلًا ونقْلًا.

ومثال ذلِك : انكار الرافضي لنسْخِ التلاوة عندَ المسْلمين محتجًا بالوهم .. فهذا اتِّهامٌ لضبْط الصحابي .. فإن طولِب بالدليل على توهُم الصحابي .. أي طولِب بأن يستشْهِد باستدراكٍ لأحد الصحابةِ يُخطىء هذا الصحابي .. فإن عجز عن إيراد هذا الدليل تبْطُل دعواه .. وإن قام المحاور السُنِّيُّ باثباتُ نسْخ التلاوةِ عن أكثر من صحابيٍّ بحيْثُ تشتهر او تستفيض الرواياتُ أو تتواتر .. يسقُطُ دعوى التوهُم بالكلية وتنتهي القضيّةُ بالإفْحام .. وهذا ينفي الوهم لأن نسبة الغلط أو الوهم إلى الواحد أرجح من نسبته إلى الجمع الكثير .. وكيْف لا يخْرُج صحابي على الإطلاق فيقول بخلافِ ما قال الصحابةُ الباقون ؟!! .. وهنا لا مجال للقول أن السكوت لا يعني عدم قولِهِم , فما من صغيرةٍ او كبيرةٍ إلا بينوها وفصلوها تفصيلاً , وما من خطا أخطأه صحابيٌ إلا وجلّوه وصححوه ونقلوه لنا .. وزعمُ سكوتِهِم جميعًا على أمرٍ كهذا , هو منافٍ للعقل , ومنافٍ لعدالة هؤلاء .. وكيْف يسْكُت أئِمة الشيعة الإثنى عشرية عن هذا الأمر الجلل؟!! .. أيتهم أئِمتهُ أيْضًا بالوهم أو الكذبِ أو الإفتراء .. أو السكوتِ عن الحق؟! .. فكيف لهؤلاء أن يحاجوا ؟!... فقد انتفى التوهم والخطأ يقينًا .. كما أننا لا نحتجُ باجماع سكوتِهِم بل نحتجُ على من زعم أن صحابة الرسول, أو حتى أئِمة الشيعة سكتوا عن الحق, كيف لأئمة الشيعة الإثنى عشرية أن يسكتوا عن الحق فلم ينقلوا خبرًا يُكذب نسْخ التلاوة وينفي وقوعه ..؟!! وكيْفَ يُظن في صحابةِ رسول الله صلى الله عليه وسلّم غمْطُ الحق , والسكوت عن تبيانِهِ لو أنه توهّمَ أحدُهُم؟... فكُتُب السنةِ كلها صحيحها وضعيفها لا يوجد فيها قولٌ واحِدٌ ينفي وقوعَ نسْخ التلاوة الذي رواهُ صحابةُ رسول الله صلى الله عليْهِ وسلّم .. فإن علمنا ذلِك تبيّن أن مُدّعي التوهُمِ يقودُهُ الهوى والتعصُّب لا الدليل والحُجّةُ والبرهان.. بل إن أفلَجَ حُجّةٍ على هؤلاء هو سكوتُ الصحابةِ الذين عدّلوهُم , وصمتُ أئِمّتِهِم والذين بصمْتِهِم خذلوهم , بل منهم من أكد نسْخ التلاوة وإن كان اسنادُ الحديثِ عند أهل السنة فيه ضعْف .. وأضعفُ حديثٍ عند أهل السنة أصحُّ من الصحيحِ عندهم.. فهل يتّهِمُ هذا الدعيُ أئِمّتهُ بالسكوت عن الحق وعدم الصدْحِ به؟!!

ولله الحمدُ والمنة.

منقول من موقع حراس العقيدة







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» لماذا حول الشيعة الاثناعشرية الامامة من ذرية الحسن الي الحسين
»» الدليل ان الشيعة الخوارج يوالون اهل الاوثان ويحاربون اهل الاسلام
»» الردعلى تدليس كمال الحيدري على الشيخ صالح الفوزان كتاب الله و سنتي
»» افحص الروابط الملغومة قبل ان تصيب جهازك بـ فيروس
»» صورة للصلاة تقية خلف السني مثال صورة لصلاة الشيعي خلف الشيخ حسون يؤم شيعة
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:43 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "