السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
الوسيلة هل هي سنة إلهية كبقية السنن ، أم أنها بدعة من اختراع الشيعة ؟؟؟؟
طبعاً الكل يعلم إن الله تعالى عنده كل شيء ، و لكن كيف الوصوا غلى ما عند الله تعالى ؟
..............: هل أن سنة الله تعالى ، هي الوصول إلى ماعند ه من غير واسطة أو وسيلة ؟
.................................................. .....أم أن سنته الله تعالى ، هي الصول إلى ما عنده بالوسية ؟؟؟
الجواب :
........... قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ } .
........ملاحظة : - يوجد في القرآن سبع آيات تبدأ بقوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ } مثل قوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا }
إذاً القرآن يأمر باتخاذ الوسيلة بغض النظر عن نوع و ماهية هذه الوسيلة .
و لكن ما هي الوسيلة ؟
..........الجواب ...... الوسيلة هي كل شيء يكون واسطة بينك و بين الوصول إلى شيء آخر بإذن الله .
فالماء وسيلة لرفع العطش ، و الدواء وسيلة لرفع المرض ، و الدعاء وسيلة لجلب المراد ، والخباز وسيلة لصناعة الخبز و هكذا ، و لكن بإذن الله .
ثم أن الوسيلة قدتكون تكوينية ، و قد تكون الوسيلة تشريعية. و قد تكون الوسيل من داخل الإنسان ، وقد تكون من خارجه .
و أيضاً ، قد يكون الوصول إلى ما عند الله بوسيلة بسيطة ، و قد يكون بوسيلة مركبة أي عدة وسائل.
1 - مثال على الوسيلة التكوينية :
.................................. إن الله تعالى هو الذي يرفع عن الإنسان الجوع و العطش و المرض ، و هذا قد يكون مباشرة من دون واسطة ، و لكن الغالب ليس مباشرة بل عن طريق وسيلة مثل الطعام و الشراب و الدواء قال تعالى { وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ " 79" ، وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ "80" } .
فنحن لا نقول فقط يا رب اشبعنا ، بل نتوسل بالأكل أي نتخذه وسيلة لرفع الجوع مع علمنا بأن الله هو الذي يرفع عنا الجوع ، و هذا ليس من الشرك أي أننا لا نجعل الطعام شريكا لله بل نتوسل به فقط و هي وسيلة تكوينية ، لأننا لا نقول للطعام ارفع جوعنا بل نأكله و هو تكوينا يرف الجوع بإذن الله .
وقد أمرنا الله باتخاذ الطعام وسيلة لرفع الجوع فقال تعالى { يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً}.
2 - مثال على الوسيلة التشريعية :
.................................... إن الله تعالى هو الذي يغفر ذنوب الإنسان و هذا قد يكون مباشرة من غير وسيلة ، و لكن الغالب ليس مباشرة ، بل عن طريق وسيلة مثل الإستغفار و هو توسل بالكلام بواسطة اللسان ، أو عن طريق واسطة خارجية و هي أن تطلب من عباد الله الصالحين أن يستغفروا لك ، كما حصل لأبناء يعقوب عليه السلام كما قال تعالى { قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ }.
فإن ابناء النبي يعقوب عليه السلام قد جعلوا اباهم واسطة بينهم و بين الله فهو الذي يستغفر لهم و ليس هم ، لعلمهم بوجاهة ابيهم عند الله ، و اعترافهم بأنهم خاطئين لأن المعاصي تحجب العبد عن الله قال تعالى { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ }
فما هو السبب الذي جعل الله يتقبل من احدهما و لم يتقبل من الآخر ؟ الآية نفسها تجاوب قال تعالى { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } .
و هنا يورد سؤال و هو : من منكم يستطيع أن يجزم و يقول أنه من المتقين و أنه لا توجد بينه و بين الله ذنوب تجعله من الخاطئين الذين لا يقبل لهم عمل كما حصل لأبن آدم الذي لم يتقبل منه القربان ؟؟
لذلك فتح الله على الناس باب الوسيلة فقال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ }
.......................... و باب الشفاعة فقال تعالى { مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا. }.
و هذا يفتح باب الأمل في وجه المؤمنين الذين اقترفوا ذنوبا بأن لا ييأسوا من روح الله ، و بالتالي يتمادون في المعصية .
ملاحظة :
............ قد يقول البعض لماذا لا نكتفي بالأستغفار و دعاء الله ؟
الجواب : - إن الله تعالى لا يقبل من احد عمل إلا بوجود شرط للقبول و ارتفاع المانع .
فالشرط هو التقوى كما قال تعالى { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } ، و المانع هو الخطيئة كما قال تعال { قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ }.
النتيجة :
.......... أن اتخاذ أو ابتغاء الوسيلة هي سنة إلهية ، مع ان الله تعلى قادر على أن يجعلنا نصل غلى ما نريد من غير واسطة .
و لو فعل ذلك لتعطلت سننه . فلا يكون هناك داعي للماء و لا للدواء و لا للطبيب و لا للنبي و لا للملائكة ، و كثير من الأسباب و الوسائل سوف لا يكون لها شغل .
بقي أمر و هو أن المتوسل هل هو موحدا لله ، أم مشركاً بالله ام كافرا بالله ؟؟
الجواب :
.......... 1 - إذا كان المتوسل يعتقد أن الوسيلة تنفعه من غير الله أو من دون الله ، فهو كافر . قال تعالى { وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }
.......... 2 - إذا كان المتوسل يعتقد أن الوسيلة تنفعه مع الله ، فهو مشرك . قال تعالى { لاَّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَهًا آخَرَ }
.......... 3 – أما - إذا كان المتوسل يعتقد أن الوسيلة تنفعه بإذن الله ، فهو موحد . قال تعالى { وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ }