السادس : العالم الشيعي الإثني عشري آية الله العظمى الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء المتوفى سنة 1373 هـ
# تقرير كاشف الغطاء بما سيذكره في كتابه من مسائل وقضايا وآراء .
أصل الشيعة وأصولها - الشيخ كاشف الغطاء - ص 182
رأينا من الفرض علينا الذي لا ندحة عنه أن نكتب موجزا من القول عن معتقدات الشيعة وأصول مذهبها ، وأمهات مسائل فروعها التي عليها
إجماع علمائها ، والذي يصح أن يقال أنه مذهب الشيعة علي إطلاقها ، أما ما عداه فهو رأى الفرد أو الأفراد منها ، ومثله لا يصح أن يعد مذهبا لها . انتهى
# ماذا فعل الصديق والفاروق رضي الله عنهما ليبايعهما الكرار رضي الله عنه ويسالمهما ؟!
أصل الشيعة وأصولها - الشيخ كاشف الغطاء - ص 193 – 196
وحين رأى أن المتخلفين أعني
الخليفة الأول والثاني بذلا أقصى الجهد في نشر كلمة التوحيد ، وتجهيز الجنود ، وتوسيع الفتوح ، ولم يستأثروا ولم يستبدوا ، بايع وسالم ، وأغضى عما يراه حقا له ، محافظة على الاسلام أن تتصدع وحدته ، وتتفرق كلمته ، ويعود الناس إلى جاهليتهم الأولى . وبقي شيعته منضوين تحت جناحه ، ومستنيرين بمصباحه ، ولم يكن للشيعة والتشيع يومئذ مجال للظهور ،
لأن الاسلام كان يجري على مناهجه القويمة ، حتى إذا تميز الحق من الباطل ، وتبين الرشد من الغي ، وامتنع معاوية عن البيعة لعلي عليه السلام وحاربه في ( صفين ) انضم بقية الصحابة إلى علي عليه السلام حتى قتل أكثرهم تحت رايته ، وكان معه من عظماء أصحاب النبي ثمانون رجلا ، كلهم بدري عقبي : كعمار بن ياسر ، وخزيمة ذي الشهادتين ، وأبي أيوب الأنصاري ، ونظرائهم . . . انتهى
أقول : تأمل قوله في ص 182 : (
إجماع علمائها ، والذي يصح أن يقال أنه مذهب الشيعة علي إطلاقها ) ثم قوله في ص 193 – 196 عن الصديق والفاروق رضي الله عنهما أنهما :
1- بذلا أقصى الجهد في نشر كلمة التوحيد .
2- وتجهيز الجنود
3- وتوسيع الفتوح
4- لم يستأثروا
5- لم يستبدوا
وأيضا قوله ووصفه فترة خلافة الصديق والفاروق بـأن الإسلام كان يجري فيها على (
منهاجه القويمــــــــــة ) .
تنبيه : كلمة (
المتخلفين ) لها حظ كبير من النظر , إذ في بعض النسخ (
الخليفتين ) بدل (
المتخلفين ) والقطع باحدها بحاجة إلى بحث وتتبع , وعلى كل حال : يكفينا ما ذكرناه واستخرجناه من النص المذكور في مآثر الشيخين رضوان الله عليهما .
# هل الفاروق رضي الله عنه حرم ما أحل الله ؟ وهل أدخل في الدين ماليس منه ؟ وهل ما فعله في أمر المتعة مؤامرة على الإسلام وطعنا فيه وتغيير شعائره أم إجتهادا منه ؟ وهل كان عمر يهتم بمصلحة المسلمين أم كان كافرا منافقا كما يزعم البعض وحاشاه هدفه إبادة الإسلام وتدمير المسلمين ؟
أصل الشيعة وأصولها - الشيخ كاشف الغطاء - ص 262 - 264
التمحيص وحل العقدة : وإذا أردنا أن نسير على
ضوء الحقائق ، ونعطي المسألة حقها من التمحيص والبحث عن سر ذلك الإرتباك وبذرته الأولى التي نمت وتأثلت لا نجد حلا لتلك العقدة إلا : أن الخليفة عمر قد
اجتهد برأيه لمصلحة رآها بنظره
للمسلمين في زمانه وأيامه ، اقتضت أن يمنع من استعمال المتعة
منعا مدنيا لا دينيا ، لمصلحة زمنية ،
ومنفعة وقتية ، ولذا تواتر النقل عنه أنه قال : متعتان كانتا على عهد رسول الله وأنا أحرمهما وأعاقب عليهما . ولم يقل أن رسول الله صلى الله عليه وآله حرمهما أو نسخهما ، بل نسب التحريم إلى نفسه ، وجعل العقاب عليهما منه لا من الله سبحانه .
وحيث أن أبا حفص الحريص على نواميس الدين ، الخشن على إقامة شرائع الله ، أجل مقاما ، وأسمى إسلاما ، من أن يحرم ما أحل الله ، أو يدخل في الدين ما ليس من الدين ، وهو يعلم أن حلال محمد حلال إلى يوم القيامة ، وحرامه حرام إلى يوم القيامة ، والله سبحانه يقول في حق نبيه الكريم : [ ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين ]
فلا بد من أن يكون مراده المنع الزمني ، والتحريم المدني ، لا الديني ، ولكن بعض معاصريه ، ومن بعده من المحدثين البسطاء ، لما غفلوا عن تلك النكتة الدقيقة ، واستكبروا من ذلك الزعيم العظيم القائم على حراسة الدين أن يحزم ما أحل الله ، ويجترئ على حرمات الله ، اضطروا إلى استخراج مصحح ، فلم يجدوا إلا دعوى النسخ من النبي بعد الإباحة ، فارتبكوا ذلك الإرتباك ، واضطربت كلماتهم ذلك الاضطراب ، ولو أنهم صححوا عمل الخليفة بما ذكرناه لأغناهم عن ذلك التكلف والارتباك ويشهد لما ذكرناه ما سبق من رواية مسلم عن جابر : كنا نتمتع بالقبضة من التمر والدقيق على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله ، وأبي بكر ، حتى نهى عنه عمر في شأن عمرو بن حريث الحديث .
فإنه يدل دلالة واضحة أن عمر نهى عن المتعة من أجل قضية في واقعة استنكر الخليفة منها ، فرأى من الصالح للأمة النهي عنها ، وإن كنا لم نعثر على شئ من شأن القضية ، ولكن
أبا حفص كان معلوما حاله في الشدة والتنمر ، والغلظة والخشونة في عامة أموره ، فربما يكون قد استنكر شيئا في واقعة خاصة أوجب تأثره وتهيجه الشديد الذي بعثه على المنع المطلق خوف وقوع أمثاله ،
اجتهادا منه ورأيا تمكن في ذهنه ، وإلا فأمر المتعة وحليتها بعد : نص القرآن ، وعمل النبي ، والصحابة طول زمن النبي ، ومدة خلافة أبي بكر ، وبرهة من خلافة عمر ، أوضح من أن يحتاج إلى شئ من تلك المباحث والهنابث ، وتلك المداولات العريضة الطويلة . انتهى
أقول : نقلنا النص بكامله لكي لا نتهم بالبتر كعادة بعض المخالفين الذين لا هم لهم في البحث عن الحقيقة ولا التتبع ورآءها والتنقيب عنها وإنما رمي غيرهم بالبتر والكذب والتدليس !! وعلى كل نقول : إبتدأ المؤلف كلامه بقوله [
وإذا أردنا أن نسير على ضوء الحقائق ] وهو مشعر بأن ما سيذكره من التمحيص والبحث إنما هو مبني على الحقائق التي يعتقد بها لا أنه سيذكر الأمر بناءا على معتقد مخالفيه أو تماشيا معهم , ومما ذكره :
1- أن الفاروق رضي الله عنه ( اجتهد ) وأكد هذا المعنى وكرره مرتين قائلا [
أن الخليفة عمر قد اجتهد برأيه ] و [
إجتهادا منه ورأيا تمكن في ذهنه ] وهذا يؤكد أن القضية مبنية على إجتهاد لا على مؤامرة كما قد يظن البعض هداهم الله .
2- الدافع الذي دفع الفاروق رضي الله عنه إلى نهيه هو (
مصلحة المسلمين ) وخوفه عليهم وحرصه على شؤونهم , وكررت هذه النقطة مرتين في قوله [
لمصلحة رآها بنظره للمسلمين في زمانه وأيامه ] وقوله [
فرأى من الصالح للأمة النهي عنها ] وهذا يذكرنا بقوله تعالى واصفا نبيه وخليله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله : " لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ "
3- تكنيته الفاروق بـ (
أبا حفص ) ومعلوم أن أفضل ماينادى به الرجل هو (
كنيته ) وقوله عنه :
أ- الحريص على نواميس الدين
ب- الخشن على إقامة شرائع الله
ج- أجل مقاما
د- أسمى إسلاما
هـ لم يحرم ما أحل الله
و- لم يدخل في الدين ما ليس منه .
ز- الزعيم العظيم القائم على حراسة الدين
4- أن ما ذكره المؤلف في هذا البحث إنما هو نابع عن التفاتته إلى النكتة الدقيقة في القضية .
5- سياق كلام المؤلف من أوله إلى آخره يؤكد أنه في سياق مدح الفاروق وانه لم يقصد معارضة القرآن ولا الرسول الأكرم صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأنه أجتهد وانه حريص على الأمة يهتم بمصلحتها و أن الذي حصل هو سوء استخدام للمتعة اثار هذا القائم على حراسة الدين و . . الخ
فلا يمكن أخراج سياق الكلام عن ظاهره إلى تأويلات ركيكة , ومما يؤكد هذا ما قام به أحد المخالفين في نقاشه لموضوع المتعة حيث ذكر أول الكلام وآخره
ولم يذكر ما وصف به كاشف الغطاء الفاروق رضي الله عنه !!!
المتعة النكاح المنقطع - مرتضى الموسوي الأردبيلي - ص 217 - 221
يقول العلامة كاشف الغطاء ( قدس سره ) في كتابه ( أصل الشيعة وأصولها : 175 ) تحت عنوان التمحيص وحل العقدة : وإذا أردنا نسير على ضوء الحقائق ونعطي المسألة حقها من التمحيص والبحث عن سر ذلك الارتباط وبذرته الأولى التي نمت وتأثلت ، لا نجد حلا لتلك العقدة الا أن الخليفة عمر اجتهد برأيه لمصلحة رآها بنظره للمسلمين في زمانه وأيامه اقتضت من أن يمنع استعمال المتعة ، منعا مدنيا لا دينيا ، لمصلحة زمنية ومنفعة وقتية ، ولذا تواتر النقل عنه انه قال : متعتان كانتا على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . . . ولم يقل أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حرمها ونسخها بل نسب التحريم إلى نفسه وجعل العقاب عليها منه لامن الله سبحانه . . . (
!!! ) إلى أن يقول : ولكن بعض معاصريه ومن بعده من المحدثين البسطاء لما غفلوا عن تلك النكتة الدقيقة ، واستكبروا من ذلك الزعيم العظيم القائم على حراسة الدين أن يحرم ما أحل الله . . . اضطروا إلى استخراج مصحح فلم يجدوا الا دعوى النسخ من النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعد الإباحة ، فارتبكوا ذلك الإرتباك واضطربت كلماتهم ذاك الاضطراب . . . انتهى كلامه . وإذا ما أضفنا إلى ذلك ما روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) في هذا المضمار فلا يبقى اي شك للإنسان المسلم عن حقيقة الأمر ، ففي كتاب " مستدرك الوسائل " في باب إباحة المتعة الحديث 12 ، عن الفضل ، قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : بلغ عمر أن أهل العراق يزعمون أن عمر حرم المتعة ، فأرسل فلانا سماه ، فقال : أخبرهم أني لم أحرمها وليس لعمر أن يحرم ما أحل الله ولكن عمر قد نهى عنها . فتكون النتيجة هكذا : ان الخليفة استاء من إساءة التصرف بالمتعة في مواقف متعددة فتألم من ذلك ، وتكلم بشئ من النهي عنها ، ثم تراجع بعد ذلك . . . انتهى الشاهد من كلامه
أقول : لن أتهم الكاتب بالبتر والتدليس ولكن سأترك القارئ المنصف يتأمل ويحكم بعقله , فقد نقل كلام كاشف الغطاء حتى إذا وصل إلى هذا النص لم يذكره وهو (
وحيث أن أبا حفص الحريص على نواميس الدين ، الخشن على إقامة شرائع الله ، أجل مقاما ، وأسمى إسلاما ، من أن يحرم ما أحل الله ، أو يدخل في الدين ما ليس من الدين ، وهو يعلم أن حلال محمد حلال إلى يوم القيامة ، وحرامه حرام إلى يوم القيامة ، والله سبحانه يقول في حق نبيه الكريم : [ ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين ] فلا بد من أن يكون مراده المنع الزمني ، والتحريم المدني ، لا الديني )
وأقل ما يمكن أن يدل عليه هذا التصرف من الكاتب ان هذا قد يكون إقرار كاشف الغطاء بهذه الأوصاف للفاروق رضي الله عنه , وإلا لو كان مقصوده أجنبي عن ما ذكرناه لما ثقل على الكاتب نقله كما نقل غيره مما سبقه وما تأخر عنه !
على أن في كلام الكاتب أيضا تقرير ما قرره كاشف الغطاء وذلك عند قوله (
النتيجة هكذا : ان الخليفة استاء من إساءة التصرف بالمتعة في مواقف متعددة فتألم من ذلك ، وتكلم بشئ من النهي عنها ، ثم تراجع بعد ذلك ) مما يؤكد أن الأمر لم يكن مؤامرة على الإسلام وطعنا فيه وتخريبا له ومعارضة كلام الله جل وعلا وكلام رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
وسيأتي كلام العالم الشيعي الإثني عشري الدكتور أحمد الوائلي في ترضيه على الفاروق وبيان هذه الحقيقة .
# هل في كلام الفاروق رضي الله عنه شطح وتجاوز ولا يرتضيه كل مسلم ؟ وهل رد كلام الفاروق في أمر المتعة هو الصواب أم الصواب خلافه ؟!
أصل الشيعة وأصولها - الشيخ كاشف الغطاء - ص 265 - 266
ثم أن الراغب ذكر عقيب هذه الحكاية رواية أخرى فقال : سأل يحيى ابن أكثم شيخا من أهل البصرة فقال له : بمن اقتديت في جواز المتعة ؟ فقال : بعمر بن الخطاب . فقال له : كيف وعمر كان من أشد الناس فيها ؟ ! قال : نعم ، صح الحديث عنه أنه صعد المنبر فقال : يا أيها الناس ، متعتان أحلهما الله ورسوله لكم وأنا أحرمها عليكم وأعاقب عليهما ،
فقبلنا شهادته ولم نقبل تحريمه . إنتهى. وقريب منها ما ينقل عن عبد الله بن عمر .
ولكن في عبارة شيخ أهل البصرة من الشطح والتجاوز ما لا يرتضيه كل مسلم ، والعبارة الشائعة عن أبي حفص أخف وألطف من ذلك ، وهي قوله : متعتان كانتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وأنا أحرمهما . وإذا كان مراده ما أوعزنا إليه ،
وكشفنا حجابه ، وحللنا عقدته ، يهون الأمر ، وتخف الوطأة . انتهى
قلت : يقصد بذلك ما سبق ذكره من بحثه حول نهي الفاروق رضوان الله عليه
# ماذا فعل الصديق رضي الله عنه حينما تخلف على المسلمين ؟
أصل الشيعة وأصولها - الشيخ كاشف الغطاء - ص 222
وزد على ذلك أنه
رأى الرجل الذي تخلف على المسلمين قد نصح للاسلام ، وصار يبذل جهده في قوته وإعزازه ، وبسط رايته على البسيطة ،
وهذا أقصى ما يتوخاه أمير المؤمنين من الخلافة والإمرة ، فمن ذلك كله
تابع وبايع ، حيث رأى أن بذلك مصلحة الاسلام ، وهو على منصبه الإلهي من الإمامة ، وإن سلم لغيره التصرف والرئاسة العامة ، فإن ذلك المقام مما يمتنع التنازل عنه بحال من الأحوال أما حين انتهى الأمر إلى معاوية ، وعلم أن موافقته ومسالمته وإبقائه واليا فضلا عن الإمرة ضرر كبير ، وفتق واسع على الاسلام لا يمكن بعد ذلك رتقه لم يجد بدا من حربه ومنابذته . والخلاصة : أن الإمامية يقولون : نحن شيعة علي وتابعوه ،
نسالم من سالمه ، ونحارب من حاربه ، ونعادي من عاداه ، ونوالي من والاه ، إجابة وامتثالا لدعوة النبي صلى الله عليه وآله : " اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه .انتهى
أقول : أجابنا كاشف الغطاء بقوله :
1- نصح للإسلام
2- صار يبذل ( جهده ) في :
أ- قوة الإسلام
ب- إعزازه
ج- بسط رآيته على البسيطة
3- أن الصديق رضي الله عنه قام بـ (
أقصى ) ما يتوخاه الكرار رضي الله عنه من الخلافة والإمرة , وهذه عزيزة فلا تفتك أيها القارئ المنصف , فلم يقل كاشف الغطاء (
وهذا ما يتوخاه أمير المؤمنين ) بل قال (
وهذا [ أقصـــــــــــى ] ما يتوخاه أمير المؤمنين من الخلافة والإمرة ) بحيث يمكننا أن نقول : ليس من البعيد القول بأن الكرار لو كان مكان الصديق في الخلافة لفعل ما فعله إجمالا من نصح الإسلام وبذل الجهد في قوته واعزازه وبسط رآيته , فهذا (
أقصى ) ما يريده رضي الله عنه .
4- أن موافقة ومسالمة الصديق لم يكن فيها ضرر على الإسلام كبير ولم يكن فيها فتق للإسلام .
5- بناءا على أن الإمامية الإثني عشرية يسالمون من سالمه الكرار رضي الله عنه فليسالموا الصديق والفاروق رضي الله عنهما لأنه سالمهما , بمعنى فليسعهم ما وسعه .
# هل الصديق والفاروق رضي الله عنهما خلفاء ( راشــــدين ) ؟ وماهي سيرتهما التي خالفهم فيها معاوية وسار بضدها ؟! وهل كانا يصرفان فئ المسلمين في صالح الأمة والإسلام والمسلمين أم كانوا مبذرين مسرفين يلعبون بالأموال ويفعلون القبيح ؟!
أصل الشيعة وأصولها - الشيخ كاشف الغطاء - ص 196 - 199
ثم لما قتل علي عليه السلام واستتب الأمر لمعاوية ، وانقضى دور
الخلفاء الراشدين ، سار معاوية بسيرة الجبابرة في المسلمين ، واستبد واستأثر عليهم ، وفعل في شريعة الاسلام ما لا مجال لتعداده في هذا المقام ،
ولكن باتفاق المسلمين سار بضد سيرة من تقدمه من الخلفاء ، وتغلب على الأمة قهرا عليها ، وكانت أحوال أمير المؤمنين عليه السلام وأطواره في جميع شؤونه جارية على نواميس الزهد والورع ، وخشونة العيش ،
وعدم المخادعة والمداهنة في شئ من أقواله وأفعاله ، وأطوار معاوية كلها على الضد من ذلك تماما . وقضية إعطائه مصر لابن العاص على الغدر والخيانة مشهورة ، وقهر الأمة على بيعة يزيد ، واستلحاق زياد أشهر ، وتوسعه بالموائد وألوان المطاعم الأنيقة معلوم ، وكل ذلك من أموال الأمة ،
وفئ المسلمين الذي كان يصرفه الخليفتان في الكراع والسلاح والجند . انتهى
أقول : غير خفي عليك أيها القارئ المنصف ما سجله الكاتب من نقاط :
1- تسميه الخلفاء بأنهم (
راشـــــــــدين )
2- قوله : (
ولكن باتفاق المسلمين سار بضد سيرة من تقدمه من الخلفاء ) لا شك أنه يقصد في كلامه الإثني عشرية أيضا لأنهم مسلمين ولا شك في تقريره عقائدهم , وهنا يثار سؤال : ماهي سيرة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم التي سار (
بضدها ) معاوية ؟! فمثلا معاوية قد تقاتل مع جيش علي , فهل هذا يعني أن الشيخين لم يقاتلاه وبهذا فعل معاوية الضد ؟! واذا ما جئنا إلى ما يعتقده القوم من بعض معاوية لعلي رضي الله عنه فهل هذا يعني حب الشيخين له وبهذا حصل من معاوية الضد ؟! وقس على هذا الكثيــــــــــــــــــر واخبرني ماذا سيخرج لك من الأضداد التي تسجل لصالح الشيخين رضي الله عنهما وأرضاهما .
3- قوله (
وكانت أحوال أمير المؤمنين عليه السلام وأطواره في جميع شؤونه جارية على نواميس الزهد والورع ، وخشونة العيش ، وعدم المخادعة والمداهنة في شئ من أقواله وأفعاله ) هل يمكن أن نفهم من هذه العبارة أن مبايعة الكرار رضي الله عنه للشيخين رضي الله عنهما لم يكن من باب (
المداهنة ) وأن زواج أم كلثوم بنت علي من عمر لم تكن من باب (
المداهنة ) , وأن قتاله المرتدين تحت راية الصديق لم تكن من باب (
المداهنة ) – كما نص على ذلك الصدر وسيأتي - وأن أحوال مع الشيخين في المشاورة والنصيحة وغالب أموره معهم لم تكن من باب (
المداهنة ) ؟ بناءا على كلمة (
جميـــــع شؤونه ) ؟!
# من مآثر الشيخين رضي الله عنهما وحسن سياستهما وإدارتهما جمع السلطة المدنية والدينية .
أصل الشيعة وأصولها - الشيخ كاشف الغطاء - ص 201
ومن ذلك اليوم أعني يوم خلافة معاوية ويزيد انفصلت السلطة المدنية عن الدينية ،
وكانت مجتمعة في الخلفاء الأولين ، فكان الخليفة يقبض على إحداهما باليمين وعلى الأخرى بالشمال ، ولكن من عهد معاوية عرفوا أنه ليس من الدين على شئ ، انتهى
# هل كان عهد الخلفاء الراشدين ومنهم الشيخين رضي الله عنهما محبي للدنيا وزخارفها وشهواتها الباطلة , أم كانوا متجافين عنها ؟!
أصل الشيعة وأصولها - الشيخ كاشف الغطاء - ص 200
هذا كله والناس قريبو عهد بالنبي
والخلفاء ، وما كانوا عليه من التجافي عن زخارف الدنيا وشهواتها , انتهى
أصل الشيعة وأصولها - الشيخ كاشف الغطاء - ص 209
ثم لا يذهبن عنك أنه ليس معنى هذا أنا نريد أن ننكر ما لأولئك الخلفاء من الحسنات ، وبعض الخدمات للاسلام ، التي لا يجحدها إلا مكابر ، ولسنا بحمد الله من المكابرين ، ولا سبابين ولا شتامين ، بل ممن يشكر الحسنة ويغضي عن السيئة ، ونقول : تلك أمة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ، وحسابهم على الله ، فإن عفا فبفضله ، وإن عاقب فبعدله ، وما كنا نسمح لصل القلم أن ينفث بتلك النفثات لولا أن بعض كتاب العصر بتحاملهم الشنيع على الشيعة أحرجونا فأحوجونا إلى بثها ( نفثة مصدور ) وما كان صميم الغرض إلا الدلالة على غارس بذرة التشيع ، انتهى
أقول : الكاتب هنا إما أنه أراد الكلام عن الخلفاء الراشدين , أو أرد الكلام عن الخلفاء في الدولة الأموية والعباسية , فإن أراد الثاني فتطبيقه على الخلفاء الراشدين من باب الأولى , لا سيما وقد عرفت كلامه عنهما رضي الله عنهما ورفع قدرهما وأعلى مكانتهما , فأين هؤلاء الذين أضاعوا أوقاتهم وأعمارهم في الوقوع على أمكان الجرح التي لا يقع عليها إلا الذباب ربما ! هذا على فرض أن ما يقولوه حق حملهم الإنصاف عليه ! فإن كان كلام الكاتب عن الخلفاء المتأخرين عن الخلفاء الراشدين فحمله عليهم آكد هدانا الله وإياكم .
# تلقيب أبي بكر رضي الله عنه بـ ( الصديق ) و بنته الصديقة عائشة بـ ( أم المؤمنين )
أصل الشيعة وأصولها - الشيخ كاشف الغطاء - ص 265
وأنت تعلم من هي أم عبد الله بن الزبير ، هي أسماء ذات النطاقين ،
بنت أبي بكر الصديق ، أخت عائشة أم المؤمنين ، وزوجها الزبير من حواري رسول الله ، وقد تزوجها بالمتعة ، فما تقول بعد هذا أيها المكابر المجادل ؟ . انتهى
أقول : وحتى لا يتكلف المخالف تفسير هذا النص بأنه للإزام وليس للإقرار ! فقد صدر مثله من السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي في وصفه أبي بكر بالصديق والترضي عليه كما وأيضا وصف جعفر السبحاني الصديقة بـ ( أم المؤمنين ) وكذلك فضل الله المرجع العلامة وكيل الخوئي كما سيأتي .
# اعتراض وجوابه حول اقرار كاشف الغطاء بهذه الحقائق
اعتراض : ما ذكر في كتاب ( أصل الشيعة وأصولها ) لا يمكن الإعتماد عليه لأن مؤلفه قد كتبه تقية !
والجواب : قال العالم الشيعي الإثني عشري علي آل محسن في كتابه ( لله وللحقيقة ) ص 37 في معرض رده الضمني على القول بأن الكتاب قد كتب تقية متسائلا ومستنكرا بقوله : "
وهل كتب كاشف الغطاء كتابه ( أصل الشيعة وأصولها )الذي يعبر فيه عن عقائد الشيعة تقية ?! كيف يتم له كتابة كتاب في بيان عقائد الشيعة التي يخالف فيها القوم ,ومع ذلك يكتبه تقية ?! والذي يظهر من هذا الكلام وأشباهه أن الكاتب لا يعرف المعنى الصحيح للتقية , ويظن أن المراد بالتقية هو الكذب المحض غير المبرر , وهذا هو الفهم المعروف للتقية عند كثير من أهل السنة . . . " انتهى
# كاشف الغطاء وكرامة الخلفاء !
هذا النقل لم نحصل عليه في تتبعنا لعبض المصادر , وانما سننقله نقلا عن من نقله على ذمته لا سيما وأن الناقل له من المخالفين الإثني عشرية ,
نظرات في الكتب الخالدة - حامد حفني داود - ص 127 - 128
وأحب أن أشير في هذه العرض إلى كلمة الإنصاف التي ذكرها الأستاذ
أسد حيدر في معرض حديثه عن نقد الصحابة حين استعرض رأي
العلامة الجليل آل كاشف الغطاء في أمر سب الخلفاء والصحابة وأنا أقفل للقارئ الكلمة بنصها بين قوسين احتراما للأمانة العلمية و و . . . لعل قائلا يقول : إن سبب العداء بين الطائفتين أن الشيعة ترى
جواز المس من كرامة الخلفاء أو الطعن فيهم ، وقد يتجاوز البعض إلى السب والقدح مما يسئ الفريق الآخر طبعا ويهيج عواطفهم فيشتد العداء والخصومة بينهم . والجواب إن هذا لو تبصرنا به قليلا ورجعنا إلى حكم العقل بل والشرع أيضا لم نجده مقتضيا للعداء أيضا أما ( أولا ) فليس هذا من رأي جميع الشيعة وإنما هو رأي فردي من بعضهم
وربما لا يوافق عليه الأكثر كيف وفي أخبار أئمة الشيعة النهي عن ذلك فلا يصح معاداة الشيعة أجمع لإساءات بعض المتطرفين . . . ) إلى آخر ما قاله آل كاشف الغطاء مما هو مدون بقلم المؤلف في هذا الكتاب
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
هوية الكتب
الكتاب | المؤلف | جزء | الوفاة | المجموعة | تحقيق | الطبعة | سنة الطبع | المطبعة | الناشر | ردمك | ملاحظات
نظرات في الكتب الخالدة|حامد حفني داود||معاصر|مصادر سيرة النبي والائمة|مراجعة وتعليق : السيد مرتضى الرضوي|الأولى|1399 - 1979 م||دار العلم للطباعة – القاهرة
وفي كتاب ( الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ) الجزء الخامس / لأسد حيدر , ما نصه : ولنترك الجواب لسماحة الاُستاذ الأكبر المغفور له حجة الإسلام الشيخ محمدالحسين آل كاشف الغطاء رحمه الله , قال بعد ذكر الاختلاف في الخلافة في بحث الفروق الجوهرية بين الطائفتين ( [279]): «نعم ونريد أن نكون أشدّ صراحة من ذلك، ولا نبقي ما لعلّه يعتلج أو يختلج في نفس القراء فنقول: لعلّ قائلا يقول: إنّ سبب العداء بين الطائفتين أنّ الشيعة ترى جواز
المس من كرامة الخلفاء، أو الطعن فيهم، وقد يتجاوز إلى السبّ والقدح، ممّا يسيء الفريق الآخر ويهيج عواطفهم فيشتدّ العداء والخصومة بينهم , والجواب أنّ هذا لو تبصرنا قليلا ورجعنا إلى حكم العقل، بل والشرع أيضاً لم نجده مقتضياً للعداء أيضاً.
أمّا أوّلاً: فليس هذا من رأي جميع الشيعة، وإنّما هو رأي فردي من بعضهم، وربّما لا يوافق عليه الأكثر، كيف وفي أخبار أئمّة الشيعة النهي عن ذلك؟ فلا يصحّ معاداة الشيعة أجمع لإساءة بعض المتطرفين منهم... الخ انتهى
ووضع في الهامش :
[279] مجلة الإسلام السنة الثانية العدد 2 ص 227 ـ 228 تحت عنوان بيان للمسلمين
المصدر :
http://www.ahl-ul-bayt.org/Final_lib.../5.htm#_ftn279
# بين طريقة المعصومين وطريقة الصحابة , وهل بينهما تضاد ؟! وهل التمسك بالثقلين يعني ترك طريقة الصحابة والنظر ( فقط ) في سيرة أهل البيت – مع غض الطرف عن المقصود بأهل البيت هل هم من تقصدهم الزيدية أم الجعفرية أم الواقفة أو الفطحية – ؟!
منهج الرشاد لمن أراد السداد - الشيخ جعفر كاشف الغطاء - ص 529 - 530
ولكن من أراد رضا الجبار ، ورجا الفوز بالجنة ، وخاف عذاب النار ، ينظر إلى المعادلة في الدلالات ، ثم ينظر المرجحات الخارجيات ،
وأولاها التأمل في
طريقة الصحابة وسيرتهم ، فأنها أعظم شاهد على ما حكم به الجبار ، وجرت عليه سنة النبي المختار صلى الله عليه وآله وسلم فأن لكل ملة طريقة يرجعون إليها ، ويعولون عند وقوع الاشتباه عليها .
وقد يحصل العلم بما عليه الأمراء ، من النظر إلى عمل أتباعهم ، وأشياعهم ، ورعاياهم ، وخدمهم ، وحشمهم ، لأن الأثر يدل على مؤثره ، والمنتهى يدل على مصدره . وبعد العهد بيننا وبين زمان ( الصدور ) ، ربما أخفى علينا كثيرا من الأمور ، فإذا حصل الاجماع والاتفاق ، ارتفع النزاع والشقاق ، وكذلك إذا اشتهر أمر بين السلف وظهر ، فلا وجه للانصراف عنه إلى ما شذ وندر . فقد علم أن الميزان الذي لا عيب فيه ، ولا نقص يعتريه ،
هو الرجوع إلى كلام الصحابة ، والتابعين ، وتابعي التابعين ، لأنه موضح
وكاشف لحكم سيد المرسلين . ولما اختلفت الأخبار في بعض ما أوردناه وشرحناه ، لزم الرجوع إليهم ، والاعتماد في تصحيح الأخبار - بعد الله – عليهم . انتهى
منهج الرشاد لمن أراد السداد - الشيخ جعفر كاشف الغطاء - ص 535
فإذا فقدت المرجحات ، وقامت الحيرة ، فلا يبقى مدار إلا على
سيرة الأصحاب ، وطريقتهم ، والنظر إلى ما هم عليه صاغرا عن كابر ، وما عليه الأول والآخر . وما نحن عليه اليوم من طريقة القوم أكثر الروايات موصلة إليه ،
وطريقة الأصحاب والصحابة مستمرة عليه ، وقد ذكرت منها قليلا من كثير ليعلم حال السلف ، ويرتفع الإنكار على خلفهم . انتهى
تابع . . تابع . .