العودة   شبكة الدفاع عن السنة > منتدى الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم > الدفاع عن الآل والصحب

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-05-10, 12:48 PM   رقم المشاركة : 1
سني مخلص
عضو






سني مخلص غير متصل

سني مخلص is on a distinguished road


من هو عمر ابن الخطاب رضي الله عنه

سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه

تاريخ سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه
الخليفة الثاني: عمر بن الخطاب رضي الله عنه
بيعته بالخلافة
نسبه ولقبه وكنيته
أعمال عمر رضي الله عنه
مولده وصفاته
استشهاد عمر رضي الله عنه
إسلامه
بعض الأحاديث الواردة في فضل عمر


نسبه ولقبه وكنيته
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب. يلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم بالجد الثامن - كعب-.
لقب رضي الله عنه بالفاروق وكناه بأبي حفص. حيث أن حفصاً ترخيم[1] لحفصة رضي الله عنها أكبر أولاده[2].




مولده وصفاته
ولد رضي الله عنه بمكة بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة[3]، ويوافق ذلك خمسمائة وأربعة وثمانين للميلاد.
كان طويل القامة ضخم الجسم، كثير شعر البدن، قليل شعر الرأس، أبيض البشرة يميل إلى الحمرة وقيل يميل إلى السمرة، يخضب شيبه بالحناء، أعسر أيسر- أي يعمل بكلتا يديه[4].
كان رضي الله عنه سفير قريش في الجاهلية لفصاحته وشجاعته ورجاحة عقله، وعرف في الإسلام بالقوة والهيبة ومع ذلك كان متواضعاً زاهداً شديد الخوف من الله سبحانه وتعالى.




إسلامه
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب"[5] فكان أحبهما إليه عمر. فاستجاب الله دعاء نبيه فأسلم عمر رضي الله عنه في السنة السادسة من البعثة وكان عمره عند إسلامه ثلاثا وثلاثين سنة. وقد أسلم قبله تسعة وثلاثون رجلاً وإحدى عشرة امرأة.
وقد كان قبل إسلامه من أشد قريش على المسلمين.
بل إن أخته فاطمة وزوجها سعيد بن زيد لقيا منه أذى شديداً حتى كان ليوثقهما على إسلامهما[6].
ولما أراد الله له النجاة أسلم رضي الله عنه. ولشدة اقتناعه بالإسلام واعتزازه به أعلن إسلامه. فاجتمعت قريش عليه رضي الله عنه. فما برح يقاتلهم ويقاتلونه حتى جاء العاص بن وائل السهمي فدفعهم عنه[7].
وقد كان إسلامه رضي الله عنه عزاً للإِسلام ونصراً للمستضعفين في مكة. يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: " ... والله ما استطعنا أن نصلي حول البيت ظاهرين حتى أسلم عمر"[8] وقال: "مازلنا أعزة منذ أسلم عمر"[9] وذلك لما فيه من الجلد والقوة والهيبة ولما حازه بسبب هذه الصفات من مكانة في الجاهلية نفع الله بها المستضعفين من المسلمين بعد إسلامه.
موافقاته للقرآن الكريم:
كثيراً ما كان رضي الله عنه يشير بالرأي فيما يراه حقاً فتنزل الآيات موافقة لرأيه، ومن ذلك:
1- اتخاذ مقام إبراهيم مصلى: فقد قال عمر رضي الله عنه: "لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى" فنزلت قوله تعالى: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}[10].
2- آية الحجاب: حيث قال للنبي صلى الله عليه وسلم : "يا رسول الله لو أمرت نساءك أن يحتجبن فإنه يكلمهن البر و الفاجر"فنزلت قوله تعالى: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيما}[11].
3- قتل أسارى بدر: وقد كان عمر رضي الله عنه يرى القتل وأبو بكر رضي الله عنه وغيره يرون الفداء وكان النبي صلى الله عليه وسلم يميل إلى ذلك فنزل القرآن يؤيد رأي عمر وذلك في قوله تعالى: {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض}[12].
4- تحريم الخمر: حيث كان عمر رضي الله عنه يرى الآثار السلبية للخمر بين المسلمين فكان يدعو الله ويقول: اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافيا، فكانت تنزل آيات تحريمها متدرجة مراعية أحوال المسلمين في ذلك الوقت.
وقد كان تحريم الخمر في ثلاث آيات: الأولى قوله تعالى:{يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما}[13] ثم نزلت قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى}[14] وأخيراً نزلت آية التحريم وهي قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه}[15].
5- عدم الصلاة على المنافقين: وقد كان عمر رضي الله عنه يرى عدم الصلاة على جنازة عبد الله بن أبي بن سلول زعيم المنافقين فنزل قوله تعالى: {ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون}[16].
6- قول عمر رضي الله عنه لنساء النبي صلى الله عليه وسلم حينما اجتمعن عليه في
الغيرة: {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن}[17] فنزلت هذه الآية من سورة التحريم[18].
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه وقال فيه عمر إلا نزل القرآن فيه على نحو ما قال عمر"[19] وهذا يدل على ما وهبه الله لعمر رضي الله عنه من رجاحة العقل وصدق الفراسة ونفاذ البصيرة وسداد الرأي حتى يوافقه القرآن فيما يراه. وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فقال:"إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه"[20] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لقد كان فيما قبلكم من الأمم ناس محدَّثون، فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر"[21]. ومحدَّثون جمع محدَّث أي ملهم وهو الرجل الصادق الظن وقيل من يجري الصواب على لسانه من غير قصد[22].



بعض الأحاديث الواردة في فضل عمر
بالإضافة إلى ما سبق فقد وردت كثير من الأحاديث التي تبين فضل عمر رضي الله عنه وتوضح صفاتٍ تميز رضي الله عنه بها كقوة الإيمان والهيبة وسعة العلم وشدة الغيرة وسداد الرأي.
أ - فمما يدل على قوة إيمانه ما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "بينما أنا نائم رأيت الناس عرضوا علي وعليهم قمص، فمنها ما يبلغ الثدي، ومنها ما يبلغ دون ذلك، وعرض علي عمر وعليه قميص اجتره. قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: الدين"[23].
ب- وليس أدل على هيبته رضي الله عنه وقوة شخصيته، من هيبة الرجال والنساء منه، حتى الشيطان كان يهابه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "… والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجاً إلا سلك فجاً غير فجك"[24].
جـ- وتميز عمر رضي الله عنه بسعة العلم والفقه، فقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة وسبعة وثلاثين حديثاً[25]. وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى سعة علمه في الرؤيا التي رآها- ورؤيا الأنبياء حق- فقد قال عليه الصلاة والسلام: "بينما أنا نائم شربت- يعني اللبن- حتى أنظر إلى الري يجري في ظفري- أوفي أظفاري- ثم ناولت عمر. قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: العلم"[26].
د- وعرف عمر رضي الله عنه بشدة الغيرة على الحرمات والتي شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بها. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: بينما أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر. فذكرت غيرته فوليت مدبراً، فبكى عمر وقال: أعليك أغار يا رسول الله؟"[27].
هـ- وقد بشره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة حينما كان في بئر أريس[28] وأبو موسى الأشعري بباب البئر فاستأذن عمر فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي موسى: " …. ائذن له وبشره بالجنة…"[29].
و- وأخبر عليه الصلاة والسلام أنه يموت شهيداً، فعن أنس ابن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحدا وأبا بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال: "أثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان"[30].




بيعته بالخلافة
لما أحس أبو بكر رضي الله عنه بدنو أجله إثر مرضه استشار الصحابة رضي الله عنهم فمن يولي عليهم ففوضوه بذلك[31]. فأمر عثمان رضي الله عنه أن يكتب عهداً للخليفة من بعده، فكتب هذا العهد وكتب فيه اسم عمر رضي الله عنه فأقره أبو بكر رضي الله عنه على ما كتب[32].
ولما توفي أبو بكر رضي الله عنه في يوم الاثنين لإحدى وعشرين ليلة خلت من شهر جمادى الآخر من السنة الثالثة عشرة من الهجرة، وبعد الفراغ من دفنه انعقدت الخلافة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وهنا تجدر الإشارة إلى موقف أبي بكر رضي الله عنه وهو الرجل الذي نذر كل حياته في خدمة الإسلام فمع معاناته للمرض وآلامه فلم يشغله ذلك عن البحث في أمور المسلمين، فلا زال مع معاناته يفكر في شأنهم ويبحث عن صالحهم ويخشى عليهم الفرقة والاختلاف من بعده. ثم إن الصحابة رضوان الله عليهم يعلمون هذا الحرص على مصالحهم من أبي بكر فيفوضونه أمر اختيار من يصلح لهذا الأمر من بعده لخبرته به وهو الذي جربه وباشر أعماله وعرف ظروف الدولة وما يحيط بها من أخطار وما يترتب عليها من تبعات، فكان عمر رضي الله عنه هو الرجل المناسب لتحمل هذه المسؤولية لقربه من أبي بكر ومباشرته لكثير من المهام في عهده.























































أعمال عمر رضي الله عنه
أولا: استمرار عملية الفتوح:
كان من سمات الفتوح في عهد الصديق رضي الله عنه في كل من العراق والشام أن أقدام المسلمين لم تستقر في هذه المناطق لكونها بدايات الفتوح الإسلامية خارج شبه الجزيرة العربية.
وفي خلافة الفاروق كانت الفتوحات تثبيتاً لأقدام المسلمين في هاتين المنطقتين، واستكمالاً للفتوح فيها، ومواصلة لها في مناطق أخرى.
أ- فتوح العراق:
لما ترك خالد بن الوليد رضي الله عنه العراق متوجهاً إلى الشام بأمر من أبي بكر الصديق رضي الله عنه ترك على جيش المسلمين هناك المثنى بن حارثة الشيباني الذي انسحب بالمسلمين من الحيرة إلى الصحراء لما رأى استعدادات الفرس وعزمهم على القضاء على المسلمين، حيث حضر إلى المدينة ليخبر أبا بكر في ذلك ويطلب منه المدد، حيث وجده في مرض الوفاة إلا أن أبا بكر رضي الله عنه أوصى عمر رضي الله عنه باستنفار الناس والحاقهم بجيش المثنى. ثم عاد المثنى إلى العراق ولحق به أبو عبيد بن مسعود الثقفي الذي أرسله عمر رضي الله عنه بعد تسلمه الخلافة، وكتب إلى المثنى كتاباً يأمره أن ينضم بجيشه إلى أبي عبيد.
معركة الجسر:
لما وصل أبو عبيد إلى العراق وانضم إليه المثنى ومن معه كان أول لقاء له مع الفرس في مكان يقال له النمارق حيث انتصر عليهم وتقدم إلى الحيرة. وهناك عبأ الفرس لملاقاته جيشا كبيراً جعلوا قيادته لبهمن جاذويه وجهزوه بالفيلة ثم التقى الجيشان عند نهر الفرات الذي كان يفصل بينهما، وكان عليه جسرا. وقد خير الفرس أبا عبيد أن يعبر إليهم أو يعبروا إليه فاختار العبور على الرغم من معارضة بعض المسلمين له. إذ بعبوره أصبح النهر من ورائه فضاق مجال الحركة على جيشه، وفي بداية المعركة رجحت كفة المسلمين إلا أن الفيلة أرعبت خيلهم فخلخلت مواقعهم فتغلب الفرس واستشهد أبو عبيد وقطع الجسر فزاد ذلك من خسائر المسلمين التي بلغت أربعة آلاف شهيد تقريبا، ثم أُصلح الجسر وانحاز المثنى ببقية المسلمين. ولما بلغ النبأ عمر قال: يرحم الله أبا عبيد لو انحاز إلي لكنت له فئة. وكانت هذه المعركة في شعبان سنة ثلاث عشرة من الهجرة[33].
معركة البويب:
كان لابد للمسلمين أن يثأروا للجسر من أجل دفع الأثر السيئ الذي خلفته هذه المعركة على جيوشهم في العراق، ولزعزعة الثقة في جيوش الفرس التي تعيش نشوة الانتصار في تلك المعركة.
لذلك أمر عمر رضي الله عنه المثنى بن حارثة رضي الله عنه الذي سار إلى الفرس حيث التقى معهم في مكان يقال له البويب قرب الكوفة فانتصر عليهم وقتل قائد هم مهران، كما قام المثنى بتعقب الفارين. واستعاد المسلمون بهذا النصر معنوياتهم. وكانت هذه المعركة بعد الجسر بشهر تقريبا. ثم انحاز المثنى إلى مكان يقال له ذي قرن، وهناك تسمم عليه جرح أصابه يوم الجسر فمات رحمه الله رحمة واسعة[34].
معركة القادسية:
وقعت هذه المعركة في العام الخامس عشر[35] من الهجرة، فبعد هزيمة الفرس في البويب ازداد إحساسهم بخطر المسلمين عليهم فاجتمع أمراؤهم على تمليك يزدجرد بن شهريار بن كسري وعزموا على الدخول مع المسلمين في معركة فاصلة فأثاروا السكان وألبوهم ضد المسلمين. وكان المثنى قبل وفاته قد أخبر عمر رضي الله عنه بذلك. فأعد مدداً أراد أن يقوده بنفسه لولا نصيحة الصحابة له بالبقاء، فولى القيادة سعد بن أبي وقاص. ويذكر أن جيشه بلغ بمن التحق به في طريقه إلى العراق حوالي عشرين ألف مجاهد، وبعد وصوله إلى العراق وانضمام جيش المثنى إليه أصبح ثمان وعشرون ألف مجاهد تقريباً.
وبعد إكتمال الجيش في العراق عسكر سعد رضي الله عنه في مكان يقال له القادسية- وهي قرية في الصحراء قرب الحيرة- وهناك وافاهم الفرس بقيادة رستم بمائة وعشرين ألف مقاتل وثلاثين فيلا مدرباً. ثم دارت المراسلات بين الطرفين، وكان في البداية ممن يقوم بها من طرف المسلمين المغيرة بن شعبة والنعمان بن مقرن المزني رضي الله عنهما. ولكن هذه المراسلات والمفاوضات لم تسفر عن نتيجة. وعندما اقترب الجيشان من بعضهما أرسل سعد ربعي بن عامر ثم المغيرة بن شعبة لمفاوضة قائد الفرس رستم، ولم يسفر ذلك عن شيء.
ثم قسم سعد رضي الله عنه الجيش إلى خمسة أقسام مقدمة وميمنة وميسرة وقلب وساقه. ثم دار القتال بين الفريقين في ثلاثة أيام هي أرماث وأغواث وعماس ولياليها الهدأة والسواد والهرير[36] وهي أشدها.
وفي اليوم الأول اشتد الأمر على المسلمين لدور الفيلة في القتال ونفور خيل المسلمين منها فانتدب سعد إليها من يقطع الحبال التي تشد الصناديق على ظهورها. وكانت الكفة في هذا اليوم لصالح الفرس.
وفي اليوم الثاني وصلت الإمدادات من الشام بقيادة هاشم بن عتبة بن أبي وقاص والذي جعل على مقدمته القعقاع بن عمرو الذي نادى بالمبارزة بمجرد وصوله فخرج له بهمن جاذويه فصاح القعقاع بثارات أبي عبيد في الجسر ثم بارزه فقتله. وفي هذا اليوم اختفت الفيلة عن الظهور ليصلحوا من أمرها فكان يوماً طيباً بالنسبة للمسلمين.
وفي اليوم الثالث عادت الفيلة للظهور ولكن خيل المسلمين لم تنفر منها لأنها تعودت على مواجهتها في اليوم الأول، إضافة إلى أن سعداً انتدب إليها من يقطع خراطيمها ويوجه النبل إلى عيونها. فلما فُعل ذلك بها استدارت وأعملت الخلل في صفوف الفرس فتحولت الكفة إلى المسلمين حتى انتهى الأمر بنصرهم وقتل رستم على يد هلال بن علفة. هذا ولم يشارك سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في هذه المعركة لمرضه، فكان يقودها ويشرف عليها من مكان أعد له من فوق سطح القصر القريب من ساحتها[37].
وقد كان انتصار المسلمين في هذه المعركة على الفرس على الرغم من استعداداتهم لها، نصراً حاسماً حطم معنوياتهم وأذل كبريائهم وزاد من خلافاتهم وقطع آمالهم بالانتصار على المسلمين. فكانت هذه المعركة البداية الفعلية لسقوط دولة الفرس.
فتح المدائن:[38]
تم فتح المدائن سنة ست عشرة للهجرة، وتعد هذه المدينة عاصمة الفرس وتقع شرقي نهر دجلة. فبعد أن أقام سعد رضي الله عنه في القادسية شهرين وقيل أكثر ينتظر أمر الخليفة وتوجيهاته أتاه الأذن بفتحها، وفي طريقه إليها قاتل حامية فارسية في بابل ثم انطلق إلى المدائن الغربية ودخلها دون مقاومة وكان يزدجرد قد فر منها إلى جلوان تاركا فيها حامية للدفاع عنها. بعد ذلك اقتحم المسلمون نهر دجلة بجرأة نادرة لم يستطع الفرس معها صدهم حيث سلمت الحامية لهم على الجزية ودخل المسلمون القصر الأبيض الذي وعدهم الرسول صلى الله عليه وسلم بفتحه.
ثم سير سعد بعد ذلك هاشم بن عتبة بن أبي وقاص و القعقاع بن عمرو إلى جلولاء ثم حلوان سنة ست عشرة من الهجرة حيث تم فتحهما[39].
بناء الكوفة والبصرة:
بعد مقام المسلمين في المدائن بعد فتحها استوخموها فتغيرت ألوانهم وضعفت أبدانهم فكتب سعد بذلك إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكتب إليه عمر أن لا يوغل في بلاد الفرس وأن يبني للمسلمين مدينة لا يفصلها عن الصحراء ماء لتكون منطلقاً للجيوش الإسلامية في العراق. فبعث سعد حذيفة بن اليمان وسلمان الفارسي يرتادان للمسلمين منزلاً مناسباً يصلح لاقامتهم فكان اختيارهما لأرض الكوفة حيث أمر سعد باختطاطها ثم انتقل من المدائن إليها سنة سبع عشرة من الهجرة.
وكان عتبة بن غزوان قد بنى مدينة البصرة في منطقة الأبلة سنة أربع عشرة. حيث بناها بالقصب ثم أُعيد بناؤها باللبن سنة ست عشرة تفادياً للحريق[40].
نهاوند:[41]
كان عمر رضي الله عنه يرى عدم الإنسياح[42] في بلاد الفرس وتقضي خطته رضي الله عنه بعدم تعقب فلول الفرس في إيران، فلذلك تمكن بعض قادتهم كملكهم يزدجرد وأبرز قوادهم الهرمزان من إعادة تنظيم صفوفهم و بدأوا في تجميع الفرس ضد المسلمين في منطقتين هما:
نهاوند تحت إمرة يزدجرد والأهواز تحت إمرة الهرمزان. فكانت هاتان المدينتان منطلقاً لتحرشات الفرس بالمسلمين في العراق.
فأما الهرمزان فتم القضاء على فلوله بعد ملاحقته في عدة مناطق وفتحها ابتداء من الأهواز ثم رامهرمز ثم أسره أخيراً في تستر وإرساله إلى عمر في المدينة.
أما يزدجرد فلا زال يجمع جموعه في نهاوند ويحرض على المسلمين فاجتمع حوله ما يقرب من مائة وخمسين ألف مقاتل جعل على قيادتهم الفيرزان. فلما علم عمر رضي الله عنه بهذه الحشود هم أن يقود الجيش بنفسه لولا نصيحة الصحابة له بالبقاء. فعين النعمان بن مقرن المزني على الجيش وبعده حذيفة بن اليمان، وقد قيل إن تعداد المسلمين ثلاثون ألف مجاهد.
أرسل النعمان رضي الله عنه عمرو بن معد يكرب الزبيدي ثم طليحة بن خويلد الأسدي للاستطلاع. وبعدما أتياه بأخبار نهاوند وتحصيناتها سار إليها ووضع خطته العسكرية التي تقضي باستدراج الفرس خارج حصونهم ومن ثم مهاجمتهم بعد ذلك، فكانت المقدمة بقيادة القعقاع بن عمرو الذي تمكن من تحقيق هذا الغرض، ثم أشار النعمان إشارة البدء بالقتال فدارت معركة قوية بين الفريقين استشهد فيها النعمان رضي الله عنه، فتولى القيادة بعده حذيفة بن اليمان الذي أخفى خبر استشهاده حتى نهاية المعركة وانتصار المسلمين.
حيث فر بعد ذلك يزدجرد الذي قتل فيما بعد على يد بعض اتباعه في مرو في خلافة عثمان رضي الله عنه.
وقد تشتت الفرس بعد هذه المعركة فلم تقم لهم قائمة، ولم تعد لهم مقاومة منظمة، ولذلك سميت معركة نهاوند لأهميتها بفتح الفتوح وقد كانت في سنة إحدى وعشرين للهجرة[43].
الإنسياح في بلاد الفرس:
بعد انتهاء معركة نهاوند سنة إحدى وعشرين للهجرة، وفي سنة ثنتين وعشرين أخذ عمر رضي الله عنه برأي الأحنف بن قيس والذي يقضي بملاحقة فلول الفرس والقضاء عليهم لئلا ينظموا صفوفهم فتقوى شوكتهم فيثيروا القلاقل في المناطق المفتوحة ويهددوا استقرار المسلمين فيها، فلذلك أذن عمر رضي الله عنه بالإِنسياح في بلاد الفرس فأعد لذلك سبعة ألوية على النحو التالي: انظر (شكل رقم "3")
















ل دولة الاسلامية في نهاية خلافة عمر رضي الله عنه وأولية الانسياح في بلاد الفرس بعد نهاوند
شكل - 3 -
1- لواء خرا سان[44] للأحنف بن قيس.
2- لواء سجستان[45] لعاصم بن عمر.
3- لواء مكران[46] للحكم بن عمرو التغلبي.
4- لواء كرمان[47] لسهيل بن عدي.
5- لواء اصطخر[48] لعثمان بن أبي العاص الثقفي.
6- لواء درابجرد[49] لسارية بن زنيم.
7- لواء اردشير وسابور[50] لمجاشع بن مسعود.
حيث سار هؤلاء القواد إلى المناطق التي أمروا بفتحها في سنة ثنتين وعشرين من الهجرة والعمل على تثبيت الإسلام فيها الأمر الذي قلل من انتقاضها على المسلمين بعد ذلك[51].
هذا وقد اقتضى الإنسياح في بلاد الفرس من المسلمين تضحيات عظيمة فكانت الفتوح فيها أعنف من غيرها بسبب طبيعة هذه المناطق الجبلية التي تمكن السكان من المقاومة، وبعدها عن مراكز الجيش في البصرة والكوفة، إضافة إلى أن هذه البلاد مركز للمجوسية فكان الحقد المجوسي على الإسلام يثير السكان على المسلمين الفاتحين.
ب- فتوح الشام:
في الوقت الذي كانت تسير فيه الفتوحات في العراق كانت جيوش المسلمين أيضا تواصل فتوحاتها في الشام.
فتح دمشق:
بعد معركة اليرموك اجتمعت فلول من الروم في فحل. ووصل مدد عظيم من قبل ملك الروم إلى دمشق، فكتب أبو عبيده رضي الله عنه إلى أمير المؤمنين يستشيره في أي البلدين يبدأ، فأشار عليه أن يرسل فرقة إلى فحل يشغل من بها ويتوجه هو إلى دمشق لأنها حصن الشام وبيت ملكه. فسير فرقة من جيشه إلى فحل وتوجه هو إلى دمشق وعلى مقدمته خالد بن الوليد. فلما وصل أبو عبيدة دمشق تحصن أهلها فحاصرها ستة أشهر. هومن جهة وخالد من جهة أخرى. ثم فتح خالد الباب الشرقي عنوة وفتح أبو عبيده باب الجابية صلحاً وأجرى أبو عبيده الصلح مع دمشق وكان ذلك أوائل سنة أربع عشرة من الهجرة[52].
وبعد فتح دمشق توجه المسلمون بقيادة شرحبيل بن حسنة إلى فحل حيث هزموا من كان فيها من الروم. ثم تمكن المسلمون من بسط نفوذهم على سوريا والجزيرة والأردن، إذ تمكن أبو عبيده من فتح حمص ثم حماه صلحا و اللاذقية عنوة، وكذلك تمكن خالد رضي الله عنه من فتح قنسرين - قرب حلب- عنوة.
فتح بيت المقدس:
في الوقت الذي تسير فيه الفتوح في أنحاء الشام كان عمرو بن العاص رضي الله عنه يتقدم في فلسطين حيث حاصر أرطبون وجيشه في أجنادين سنة ثلاث عشرة من الهجرة وبعدما هزمه اضطر أرطبون إلى الاعتصام بحصون بيت المقدس، فاتجه المسلمون إلى مدن الساحل حيث فتحوا رفح وغزة ونابلس ويافا وغيرها بعضها عنوة وبعضها صلحا.
بعد ذلك اتجه عمرو إلى بيت المقدس فحاصره طويلاً حتى قطع الإمدادات عنه، لذلك رغب أهله في الصلح على أن يكون المتولي للعقد عمر بن الخطاب رضي الله عنه. فقدم عمر بنفسه إلى الجابية وكتب كتاب الصلح للقدس وسلمت مفاتيحها إليه.
أما أرطبون قائد حامية القدس فانسحب إلى مصر[53].
وهكذا تم فتح بلاد الشام في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
هذا ومجيء عمر للشام من أجل استلام مفاتيح بيت المقدس كان في سنة خمس عشرة من الهجرة، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يأتي فيها عمر للشام، وفي سنة ثمان عشرة أراد رضي الله عنه السفر إليها فحال بينه وبينها طاعون عمواس الذي مات فيه أبو عبيده ومعاذ و شرحبيل ابن حسنة ويزيد بن أبي سفيان رضي الله عنهم وغيرهم. وفي العام نفسه عاد عمر رضي الله عنه إلى الشام بعد زوال الطاعون عنها فقسم المواريث ونظر في مصالح الناس هناك.
جـ – فتح مصر:
كانت مصر تابعة للدولة البيزنطية ومتصلة بها عن طريق الشام، ولما تم للمسلمين فتح الشام شطروا بذلك هذه الإمبراطورية إلى شطرين يفصلهما البحر. ومع وجود حامية قوية للروم في مصر وتوافر أسطول قوي لهم في البحر المتوسط فلا يأمن المسلمون في الشام- ومصر تحت نفوذ الروم-، إضافة إلى ما تتميز به من ناحية الموقع كبوابة للدخول إلى أفريقيا وما يتوفر بها من ثروات اقتصادية لها أثرها في قوة الدولة الإسلامية، وما يعيشه أهلها القبط من ظلم الروم لهم الأمر الذي جعلهم يرحبون بالفتح الإسلامي بل ويساعدون المسلمين بإصلاح الطرق وإقامة الجسور وإمدادهم بالمؤمن. وفوق كل ذلك الرغبة الشديدة لدى الفاتحين في نشر الإسلام والتمكين للعقيدة في كل مكان[54].
لذلك كله استأذن عمرو بن العاص عمر بن الخطاب في فتح مصر فأذن له، وبعد تثبيت أقدام المسلمين في فلسطين سار عمرو إلى مصر حيث بدأ بالعريش ودخلها سنة تسع عشرة وقيل عشرين ثم الفرما ثم بلبيس حيث واجه الروم فيها بقيادة أرطبون فهزمه وقتل أرطبون نفسه.
فتح حصن بابليون:





فتح مصر في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
شكل رقم 4

ثم تقدم عمرو بن العاص إلى أم دنين فهزم الروم وتوجه بعدها إلى حصن بابليون الذي اعتصمت به قوات رومية برئاسة المقوقس والي مصر من قبل الروم وقيادة ثيودور. وقد جاء مدد من المدينة إلى المسلمين بقيادة الزبير ابن العوام على رأس أربعة آلاف مجاهد فيهم المقداد بن الأسود وعبادة بن الصامت ومسلمة بن مخلد. وقد تمكن عمرو بن العاص من هزيمة الروم خارج الحصن فلجأوا إليه وفر ثيودور إلى الإسكندرية فحاصرهم المسلمون وطالت مدة الحصار ودارت المفاوضات التي لم تؤد إلى نتيجة فاقتحم المسلمون الحصن فسارع المقوقس إلى الصلح فقبل منه عمرو[55].
فتح الإسكندرية:
اتجه المسلمون بعد بابليون إلى الإسكندرية التي كانت عاصمة الروم في مصر حيث حاصرها المسلمون وطالت مدة الحصار وذلك لسهولة اتصال الروم بها من جهة البحر ووصول الإمدادات إليها. فعقد عمرو بن العاص القيادة لعبادة بن الصامت الذي واصل حصارها. وكان هرقل قد عزل المقوقس إثر الصلح الذي عقده مع المسلمين في بابليون فلما مات هرقل، عاد المقوقس إلى مصر فوجد الإسكندرية محاصرة فصالح المسلمين عليها. وفتحها عبادة رضي الله عنه صلحاً في المحرم من سنة إحدى وعشرين للهجرة.
بعد الإسكندرية أنشأ عمرو الفسطاط ثم سار إلى الغرب ففتح برقة صلحاً سنة إحدى وعشرين ثم فتح طرابلس سنة ثنتين وعشرين[56].
ثانيا: الإصلاحات التنظيمية في عهد عمر:
تميز عهد عمر رضي الله عنه بكثير من الإصلاحات والتنظيمات في الدولة الإسلامية وذلك نتيجة لعبقريته رضي الله عنه وطول فترة خلافته
وتوسع الدولة في عهده وظهور الحاجة إلى مثل هذه التنظيمات من أجل تسهيل إدارتها، خصوصا مع اطلاع المسلمين على بعض هذه التنظيمات في البلاد المفتوحة.
ومن أهم هذه التنظيمات ما يلي:
1- نظام ولاية الأمصار: حيث قسم عمر رضي الله عنه الدولة إلى أقسام إدارية وجعل لكل مصر وال وقاض وصاحب خراج وكل منهم له مسئوليته الخاصة وارتباطه مباشرة بالخليفة. بينما كان في عهد أبي بكر رضي الله عنه قائد الجيش هو الذي يدير المقاطعات التي يفتحها[57].
2- نظام الدواوين: وهو رضي الله عنه أول من أدخل ذلك في الدولة الإسلامية، حيث أنشأ ديوان الجند سنة عشرين من الهجرة، وديوان الخراج لمعرفة ما يرد إلى بيت المال وما يفرض لكل مسلم من العطاء[58].
بيت المال: ويقصد به بيت مال المسلمين، وفي عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن هناك بيت للمال وكذلك في عهد أبي بكر رضي الله عنه فكان ما يرد من أموال للدولة يصرف في حينه في مصالح المسلمين.
ومع اتساع الدولة الإسلامية في عهد عمر وكثرة الأموال تبعاً لذلك أنشأ رضي الله عنه بيتاً للمال لضبط موارد الدولة ومصروفاتها وعين عبد الله بن الأرقم أميناً له. وجعل لكل ولاية أميناً لبيت المال له اختصاصات مستقلة عن الوالي والقاضي.
وأهم موارد بيت المال: الزكاة، والخراج، والجزية، وخمس الغنيمة، والفيء، والهبات، ومواريث من ليس لهم وارث.
أما مصارفه فما يرد من الزكاة يصرف في مصارفها المنصوص عليها، والبقية في مصالح المسلمين العامة، وأما السهام فتوزع على أصحابها في حينه.
4- القضاء: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاضياً للمسلمين في عهده كما كان مبلغاً للشريعة ولما ولي أبو بكر الصديق رضي الله عنه أسند القضاء إلى عمر رضي الله عنه إلا أنه لم يتلقب بلقب القاضي.
وفي الأمصار يقوم الولاة بهذه المهمة.
ومع اتساع الدولة الإسلامية وانتشار المسلمين في البلاد واختلاطهم بغيرهم قام عمر رضي الله عنه بتعيين القضاة في الولايات الإسلامية كأبي الدرداء في المدينة و شريح بن الحارث في الكوفة وأبي موسى الأشعري في البصرة. وغيرهم. وبذلك فصل السلطة القضائية عن سلطة الوالي، حيث يرتبط القاضي مباشرة بالخليفة[59].
5- البناء والتشييد: وقد اهتم عمر رضي الله عنه بهذا الجانب حيث قام بتوسعة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم[60]، ووضع سوراً صغيراً يحيط بالكعبة، وأخر المقام عنها للحاجة، وكان متصلقاً بها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر[61].
واهتم كذلك ببناء المدن للمسلمين في البلاد المفتوحة، وأشار باختيار مواقعها في أماكن يسهل اتصالها بمركز الخلافة. ومن أهم المدن التي بنيت في عهده: البصرة والكوفة في العراق والفسطاط في مصر[62].
6- وعمر رضي الله عنه أول من دعي أمير المؤمنين[63]، وأول من كتب التاريخ الهجري، وجمع الناس على صلاة التراويح[64]، وأول من عس بالمدينة وحمل الدرة وأدب بها وجلد في الخمر ثمانين[65].




استشهاد عمر رضي الله عنه
كان المغيرة بن شعبة والي الكوفة لعمر فكتب يستأذن بدخول غلام له يقال له: أبو لؤلؤة المجوسي، وذكر المغيرة أن لدى الغلام أعمالا تنفع الناس فهو حداد ونقاش ونجار. فأذن له عمر. وقد ضرب عليه المغيرة مائة درهم كل شهر.
وفي ذات يوم لقي أبو لؤلؤة عمر في إحدى سكك المدينة فشكى إليه شدة الخراج. فقال عمر: ما خراجك بكثير في جنب ما تعمل، فانصرف ساخطاً.
ثم لقيه عمر مرة أخرى فسأله عن رحى يريد أن يصنعها تطحن بالريح. فرد أبو لؤلؤة عابساً وقال: لأصنعن لك رحى يتحدث الناس بها. فأقبل عمر على من معه فقال توعدني الغلام. وبعد أيام اشتمل أبو لؤلؤة خنجراً ذا رأسين نصابه وسطه فكمن لعمر في زاوية من زوايا المسجد في الغلس حتى خرج عمر يوقظ الناس للصلاة. ولما تقدم إليها وكبر طعنه عدة طعنات إحداهن في خاصرتِه ثم التفت على الصفوف يطعن يمنة ويسرة حتى أصاب ثلاثة عشر رجلاً مات منهم سبعة ولم يتوقف حتى ألقي عليه برنساً، فلما رأى أبو لؤلؤة أنه مقتول نحر نفسه.
أما عمر فقدم عبد الرحمن بن عوف للصلاة بالناس فصلاها خفيفة ثم حمل عمر إلى بيته وجرحه ينزف حيث طلب من ابن عباس أن ينظر من طعنه فلما أخبره قال: الحمد لله الذي لم يجعل ميتتي على يد رجل يدعي الإسلام. ثم أتي له بنبيذ فشربه فخرج من جوفه، وهذا النبيذ عبارة عن تمرات نبذت في ماء- أي نقعت فيه- كانوا يصنعون ذلك لاستعذاب الماء، ثم أوصى عمر رضي الله عنه ابنه عبد الله بأن يوفي ما عليه من الدين ثم بعثه يستأذن عائشة في أن يدفن مع صاحبيه فأذنت له[66]. ثم توفي رضي الله عنه متأثراً بجرحه بعد أن أوصى بالخلافة لأهل الشورى الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض.
وكانت وفاته قبل نهاية ذي الحجة بأربع ليال من سنة ثلاث وعشرين من الهجرة. بعد خلافة دامت عشر سنوات وستة أشهر[67]. وكان عمره ثلاثاً وستين سنة[68] رضي الله عنه وأرضاه.







 
قديم 16-02-19, 07:13 AM   رقم المشاركة : 2
ابو عيسى السني
عضو نشيط







ابو عيسى السني غير متصل

ابو عيسى السني is on a distinguished road


هِجْرَة عمر وابنه عبد الله - رضي الله عنهما - ومبايعتهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:609 -



قال البخاري: حدثني محمد بن صبَّاح -أو بلغني عنه-، حدثنا إسماعيل، عن عاصم، عن أبي عثمان، قال: "سمعتُ ابنَ عمر - رضي الله عنهما- إذا قيل له: هَاجَرَ قبل أبيه؛ يَغْضَبُ.قال: وقدمتُ أنا وعمر على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فوجَدْنَاه قائلاَ، فرجَعْنَا إلى المنزلِ، فأرسلني عمرُ، وقال: اذهَبْ فانظُرْ هَلِ استيقَظَ.فأتيتُه، فدخَلْتُ عليه؛ فبايَعْتُهُ، ثم انطَلَقْتُ إلى عمرَ؛ فأخبرتُه أنه قدِ استيقظَ، فانطلقنا إليه نُهَرْوِلُ هَرْوَلَةَ، حتى دخَلَ عليه فبايعَهُ، ثم بَايَعْتُهُ".أخرجه البخاري (3916).


واخرجه برقم (4186)، قال: حدثني شُجاع بن الوليد؛ سمع النضر بن محمد، حدثنا صخر، عن نافع، قال: "إن الناسَ يتحدَّثونَ: أن ابنَ عمر أَسْلَمَ قبل عمر! وليس كذلك؛ ولكن عمرُ يوم الحديبية أرسلَ عبدَ الله إلى فرس له عند رجل من الأنصار، يأتي به ليقاتل عليه - ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُبَايَعُ تحت الشجرة- وعمر لا يدري بذلك، فبايعه عبدُ الله ثم ذهب إلى الفرسِ، فجاء به إلى عمر، وعمر يستلئم للقتالِ، فأخبره أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يُبايَعُ تحت الشجرة، قال: فانطلقَ، فذهبَ معه حتى بايع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فهي التي يتحدَّثُ الناس؛ أن ابنَ عمر أسلم قبل عمر".







التوقيع :
لاي شخص الحق باقتباس مواضيعي وردودي ونشرها دون نسبها الي فهو في حل فكل الحقوق محفوظة لكل مسلم
من مواضيعي في المنتدى
»» تلك عشرة كاملة من الاسئلة يا اباضية في صفة كلام رب البرية من لها يبني اباض؟
»» 164سؤال وجواب في عقائد الشيعة الإثني عشرية الشيخ الشتري موثق بالمصادر
»» الكتاب: الثاني من فضائل عمر بن الخطاب المؤلف: عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور
»» الرد على شبهة وقائع تاريخيه مؤلمه إنه مما عهد إليّ النبي : أن الأمة ستغدر بي بعده
»» بوسترات وانفوجرافيك مهمة للسنة والشيعه
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:37 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "