العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات الخاصة > منتدى مقالات الشيخ سليمان بن صالح الخراشي رحمه الله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-11-17, 07:00 PM   رقم المشاركة : 1
سليمان الخراشي
حفظه الله







سليمان الخراشي غير متصل

سليمان الخراشي is on a distinguished road


عودة إلى " التنويري " عبدالعزيز القاسم ومناهج التوحيد .. !

بسم الله الرحمن الرحيم



يقول الله تعالى : ( ومن يُرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئًا ) ، فمن الناس من تكون فتنته في المال ، ومنهم من تكون في النساء ، ومنهم .. ومنهم .. حتى أن الفتنة إذا غلبت المرء وأحاطت به ، جعلت حياته تتمحور حولها ، فيُغرَى ويولع بها . خذ مثالاً من المعاصرين : د حمزة السالم – هداه الله – ، فتنته التي أحاطت به : تحليل الربا ! فهي محور حديثه إذا تحدث ، وكتابته إذا كتب .
وقس عليه مَن هو مفتون ممن انحرف عن الجادة ، وابحث عن فتنته ..


وأسوأ هؤلاء مَن تكون فتنته في الولع بمحادة دين الله ، والصد عن توحيده ، فيكون ممن قال الله عنهم : ( وإذا ذُكر الله اشمأزت قلوب ) ، فيشمئز قلبه من ذكر توحيد رب العالمين ، وهو التوحيد الميـسر ، المساير لفطرة المسلم ، بل فطرة الإنسان .


ولـُب هذا التوحيد الميسر : عبارتان ذهبيتان :

1-أن لا يعبد المسلم إلا الله وحده ؛ بجميع أنواع العبادة من دعاء ونذر وذبح وتوكل واستعانة واستغاثة ..الخ

2- أن لا يُعبد الله إلا بما شرع ؛ كي لا يقع المسلم في البدع والمحدثات .


هذا التوحيد النقي لم يُعجب الأستاذ عبدالعزيز القاسم – هداه الله – ، فراح يشن عليه الغارة تلو الغارة عليه ، لعله يُقنع القائمين على التعليم عندنا بتغييره .


بدأ الأستاذ غاراته بكتابة مذكرة نقدية لمناهجنا السلفية ، مع زميل له ، وزعها قديمًا أيام ما يُسمى بالحوار الوطني ، طار بها أعداء هذه البلاد ، من غربيين وصفويين وغيرهم ؛ فكانت قرة عينٍ لهم ، إذ وجدوا من أبناء هذه البلاد من يُسهم معهم في الكيد لها . وقد رُد على مذكرته حينها ، كما تجده على هذا الرابط :


http://www.saaid.net/book/open.php?cat=88&book=1226


وهذا :


https://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=1052


وقد تراجع زميله أخيرًا عن تلك المذكرة – وفقه الله وثبتنا وإياه على الحق – .


ثم قام القاسم بنقد مناهج التوحيد عندنا في لقاء صحفي معه ، وناقشته في هذا المقال :


http://majles.alukah.net/t105031/


ثم تفتق ذهنه – أخيرًا – بإخراج دراسة مستقلة سماها ( مناهج العلوم الشرعية في التعليم السعودي – استقراء – تحليل – تقويم ) ، ادعى أنها من إعداد ( فريق من الباحثين ) ! بإشرافه ، لعلها تحظى بمن يُنفذها على أرض الواقع ، اغترارًا منهم بفريق الباحثين المجهولين .



وتتمحور دراسته على نقد مناهج التوحيد عندنا ، فهو مصدر قلقه الدائم وهمه – هداه الله – !


وقد تأملتها ، فوجدته ينتقد فيها مناهج التوحيد عندنا لثلاثة أمور ، كررها كثيرًا في دراسته، سأناقشه فيها باختصار :


أولاً : أن مناهج التوحيد عندنا كلامية وصعبة على الطلاب !


يقول القاسم ( ص 14 ) :

( أما مقررات التوحيد فكانت غير متوافقة مع المعايير العلمية لما يتناسب مع مرحلة نمو الطالب، في تركيزها على تجريدات كلامية بدلاً من التعامل – وفقاً لهدي الكتاب والسنة ? مع قضايا الإيمان البسيطة ) !


ولم يوضح بالأمثلة هذه التجريدات الكلامية التي لم تُعجبه !


ويقول ( ص 135 ) :

( إن المتوقع من مادة التوحيد في هذه المرحلة العمرية أن تعالج مسألة الإيمان بطريقة مبسطة ومتدرجة، تساعد الأطفال على معرفة الله ومحبته واكتشاف صفات العظمة والرحمة والعدل فيه، وتمكنهم من البرهنة على وجوده بأدلة حسية قريبة من مجال اهتمامهم، وبلغة واضحة خالية من تعقيدات المتكلمين ) !!



أظن القارئ الذي درس في مدارسنا سيعتقد أن القاسم يتحدث عن مناهج المتكلمين والفلاسفة المعروفة ، المليئة ب المصطلحات الغامضة المتقعرة ، التي لا زال الخُلف فيها قائمًا بين أربابها فضلاً عن الطلبة ، وليس عن مناهجنا التي تتعامل مع " قضايا الإيمان البسيطة " ، التي أسها وركنها وقطب رحاها – كما سبق – : صرف أنواع العبادة لله عز وجل ، والتحذير مما يُخالف هذا الأمر ، وإثبات أسمائه وصفاته سبحانه .
فأي سهولةٍ يجدها القاسم في غير مناهجنا السلفية ؟!


لعله لم يطلع على مناهج أهل الكلام الحقيقيين ، الذين أشغلوا الأمة بكلامياتهم ، وحادوا بها عن التوحيد الصحيح ، وأورثوها الشك والحيرة ، وقسوة القلوب . فكلامه ينطبق عليها لا على مناهجنا .


وأحيله – مثلاً- إلى هذا المنهج أو المتن العقدي الذي يُدرَّس لأبناء المسلمين في بعض البلدان ؛ لعله يشرحه لنا !


فَـــقُــــدْرةٌ بِـمُــمْــكِــنٍ تَـعَــلَّــقَــتْ * بِـــــلاَ تَـنَــاهِــي مَـــــا بِـــــهِ تَـعَـلَّــقَــتْ
وَوَحْــدَةً أَوْحِــتْ لَـهَـا وَمِـثْــلُ ذِي * إِرَادَةٌ وَالْــعِـــلْـــمُ لــــكِــــنْ عَــــــــمَّ ذِي
وَعَــمَّ أَيْـضًــا وَاجِـبًــا وَالمُمْـتَـنِـعْ * وَمِــــثـــــلُ ذَا كَــــلاَمُـــــهُ فَــلْــنَــتَّــبِــعْ
وَكُــلُّ مَـوْجُـودٍ أَنِــطْ لِلسَّـمْـعِ بِـــهْ * كَـــذَا الْـبَـصَـرْ إِدْرَاكُـــهُ إِنْ قِـيــلَ بِــــهْ
وَغَـيْــرُ عِـلْــمٍ هـــذِهِ كـمــا ثَـبَــتْ * ثُــــمَّ الـحَــيَــاةُ مَـــــا بــشَـــيْ تَـعَـلَّـقَــتْ
وَكُـــــلُّ نَــــــصٍ لِــلْــحُــدُوثِ دَلاَّ * اِحْـمِــلْ عَـلَــى الـلَّـفْـظِ الــــذَّي قَــــدْ دَلاَّ
وَيَسْتَـحِـيـلُ ضِـــدُّ ذِي الـصِّـفَـات * فِـــي حَـقِّــهِ كـالْـكَــوْن فِــــي الْـجِـهَــاتِ
وَجَـائِــزٌ فِـــي حـقِّــهِ مَـــا أَمْـكَـنَـا * إِيــجَـــادًا إعْــدَامًـــا كَــرَزْقِـــهِ الْــغِــنَــا
فَـخَـالِــقٌ لِـعَـبَــدْه وَمَـــــا عَــمِـــلْ * مُـــوَفِّــــقٌ لِــــمَــــنْ أَرَادَ أَنْ يَــــصِــــلُ
وَخَــــــاذِلٌ لِـــمَـــنْ أَرَادَ بُـــعْــــدَهُ * وَمُــنْـــجِـــزٌ لِــــمَـــــنْ أَرَادَ وَعْـــــــــدَهُ
فَــوْزُ السَّعِـيـدِ عِـنْـدَهُ فِـــي اْلأَزّلِ * كَـــــذَا الـشَّــقُّــيِ ثُــــــمَّ لَــــــمْ يَـنْـتَــقِــلِ
وَعِـنْـدَنَــا لِـلْـعَـبْـدِ كَــسْــبٌ كُـلِّـفَــا * بِــــهِ وَلــكِــنْ لَـــــمْ يُــؤَثِّـــرْ فَـاعْــرِفَــا
فَـلَـيْـسَ مَـجْـبُــورًا وَلاَ اخْـتِـيَــارَا * وَلَـــيْـــسَ كَــــــلاًّ يَــفْــعَــلُ اخْــتِــيَــارَا !


قارن أيها القارئ هذه الألغاز بقول مناهجنا – مثلاً – :


( – توحيد الربوبية : هو إفراد الله بأفعاله ؛ مثل الخلق والرزق والإحياء والإماتة .
– توحيد الألوهية : هو إفراد الله بالعبادة .
– توحيد الأسماء والصفات :هو إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء الحسنى والصفات العلى ، من غير تحريف ولا تعطيل ، ولا تكييف ولا تمثيل ) .



لتعلم بعدها جناية القاسم على مناهجنا السلفية الواضحة .


ثانيًا : غياب التسامح عن مناهج التوحيد !


يقول القاسم ( ص 14 ) :

( وقد كان غياب قيم الانتماء ومحبة الناس عن مقرر التوحيد ظاهراً في 74 بالمائة من مكونات المقرر، ما يفسر تعثر التعليم في تكوين أسس الترابط الإنساني في العملية التعليمية ) !!



والناس عنده يشمل : الكفار !


وقد صدق ! فمناهجنا لا تُعلمنا محبة شر البرية ، ولكنها تُعلمنا العدل معهم ، وعدم ظلمهم . وهذا هو دين الله عز وجل القائل : ( والله لا يُحب الكافرين ) ، والقائل : ( لاتجد قومًا يؤمنون بالله واليوم الآخر يوآدون من حاد الله .. ) ، والقائل في الوقت نفسه : ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ) ، والموفق من يجمع بين هذه الأمور ، لا من يتوهم تعارضها .


وهنا مزيد بيان من الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - رد به على شبيهٍ للقاسم :


http://www.alfawzan.af.org.sa/node/2322


ثالثًا : أن مناهجنا أُحادية الرأي ، ولا تُعلّم التعددية الفكرية !


يقول القاسم ( ص 159 ) :

( يُعد اعتماد كتاب واحد مرجعاً لتدريس مادة مدرسية، مهما كانت قيمته العلمية أو التربوية، أمراً غير مقبول من الناحية البيداغوجية ,والديداكتيكية، لأنه يتضارب ومعيار تنوع مصادر المعرفة من ناحية، ولكونه يؤدي في تقديرنا إلى خلق نظرة أُحادية تُقصي المصادر العلمية الأخرى، وتحجب عن ذهن الطالب الثراء الفكري الذي تتميز به الحضارة الإسلامية في المجال المدروس، والتنوع الواسع في مقاربات المسلمين لمختلف القضايا من جهتي المنهج المضمون ) !!


فهل يُريدنا القاسم – مثلاً – أن نُعلم طلابنا في مادة التوحيد أقوال أهل البدع والفرق المنحرفة ، كي تحظى منه بالإعجاب ، كونها أصبحت غير أُحادية الرأي ؟!


وتنزلاً مع القاسم : سنؤيده في مطلبه هذا ، ولكن هل سيشمل : تعليم الطلاب عقائد الخوارج – وهم فرقة من فرق المسلمين – ؟!
إن قال : لا .
قلنا له : ما الفرق بينهم وبين غيرهم ؟ أنت بهذا أُحادي الرأي !
إن قال : آراؤهم فيها خطرٌ على الطلاب .
قلنا : وكذا غيرهم من الفرق المخالفة الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة ، فهم خطرٌ مثلهم على عقيدة طلابنا بما يُعلمونه من بدع وشركيات ، تقدح في عقيدة المسلم ، وتؤول بهم في الآخرة إلى النار – وإن كنتَ وأمثالك من مضخمي الدنيا تهونون من هذا الخطر ، لكن العبرة بالواقع لا التخيلات – .


فإن طالب القاسم بتعليم عقائد الخوارج ، علم العقلاء ومحبو هذه البلاد أنه مفسد لا مُصلح .
ثم : ماهذا التناقض منك يا أستاذ عبدالعزيز ؟
تُطالب في مواضع عديدة من دراستك أن تكون مناهجنا سهلة مُيسرة ، لا تُقحم الطلاب في الكلاميات والتشقيقات والتطويلات .. الخ .
ثم تُطالب هنا بتعليمهم الآراء المتنوعة ، ومنها عقائد الفرق الأخرى ؟!
وهو ما يلزم منه أن نُعلمهم عقائد كل فرقة ، مع أدلتها وشبهاتها بالتفصيل .. الخ .

فوقعت فيما تُحذر منه .. !


فيا أستاذ عبدالعزيز – رعاك الله – : لا تكن مع دولتك وأهلك كما قال الشاعر :

وإخوَانٌ حسِبتهُمُ دُرُوعاً
فكانوها ولكنْ للأَعَادِي
وخلتُهُمُ سِهاماً صائِباتٍ
فكانوها ولكنْ في فُؤادِي
وقالوا قد صَفَتْ منَّا قُلوبٌ
لقدْ صَدَقوا ولكنْ مِن ودَادِي
وقالوا قدْ سَعينَا كلّ سَعْيٍ
لقدْ صَدَقوا ولكنْ في فَسادِي


والله الهادي ..






  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:01 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "