العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-04-13, 07:28 AM   رقم المشاركة : 1
خالـد
مشترك جديد







خالـد غير متصل

خالـد


التصفية المعنوية


التصفية المعنوية





هي الأسلوب الأمثل لتجريد الآخرين من أسباب الحياة، وهو النهج الذي يستسهله الكثير من الناس للتخلص ممن يتصورون أنه عدوهم، والعجب أنهم يبلغون غايتهم، وأي عجب في زمن انتصر فيه المكر والدهاء على أصحاب النوايا السليمة!! واعتلى فيه الرويبضة وأنصاف المتعلمين القمم الشاهقة.. أبطال هذه الصفة لا يعتبرهم المجتمع مجرمين، ولا يعاقبهم القانون، وليس هناك ضدهم أي دليل، ولكن أسلحتهم أشد فتكاً وضراوة على النفس من الحسام المهند، يحيكون المؤامرات وينسجون خيوط جريمتهم ببراعة، ولا تنقصهم أساليب الغش وتلفيق التهم والإيقاع بالآخرين، وإن مكرهم لتزول منه الجبال.
قد يبدو الموضوع إلى الآن مبهماً وقد يطرح القارئ سؤالاً على نفسه ماذا تعني الكاتبة بهذا الحديث؟ ومن تعني؟
وأقول إنني أعني كل الأشخاص الذين تخلوا عن مبادئهم وصوبوا سهامهم للناجحين للنيل منهم، إما بدوافع غيرة صفراء أو حقد أسود، فلم يتركوا في جسد هذا الناجح موضعاً لطعنة رمح أو ضربة سيف، ولولا تثبيت من الله يساعده على الاستمرار بطريقه لتعثرت خطواته، وانطوى في مقبرة النسيان!!
أما ماذا أعني: فهو البكاء من حال الدنيا التي ما أنصفت الأنبياء لتنصف الأتقياء، فإذا الرسل أطلق عليهم مجنون وساحر وكذاب.... فماذا سيطلق على من هو دونهم؟!
إن كثيراً من الحالات النفسية التي يمر بها الناس وتدعوهم إلى الانزواء والانكفاء على الذات هي نتيجة الظلم والضغوط التي تعرضوا لها في حياتهم وما وجدوا من ينصفهم، بل تكالبت عليهم الدنيا بطعناتها حتى فقدوا ثقتهم بأنفسهم وبالآخرين. لقد بنوا لأنفسهم صوامع يختلون فيها بذاتهم، في رعنة صارمة بارتداء الكفن قبل حلول وقته بزمن طويل؟
إن هذه الحالة الشعورية لازمت الكثير من العظماء أو المجتهدين الذين برز نجمهم في وقت ثم لم تعد تسمح لهم حسيساً، وعندما تطرح استفساراً أين فلان؟!!
تكون الإجابة: هو موجود ولكن.........
نعم ولكن في حالة عزلة اختيارية مع مفردات حياته التي يحبها ويثق فيها، وهي إما أن تكون كتاباً، أو مهدئات، أو عزبة يربي فيها أغنامه، بعد قناعة تامة بأنهم لا يجيدون فن الصراع!
تحياتي لكل الذين لامس هذا المقال جروحهم وأطلقوا تنهداتهم معلنة إفلاسها من الرغبة في الحياة.
لكل المغرورين والمتعالين والذين تفخمت ذواتهم في أنفسهم وأصيبوا بسهام النرجسية والفوقية وتخيلوا أنهم الشمس، وأن الكرة الأرضية تلف حولهم، وأن هذا الكون لا يتسع لصفاتهم، وأن الله سبحانه وتعالى قسم لهم من الصفات ما لم يقسم لغيرهم، تذكروا أن إبليس استطاع أن يضمكم إلى فريقه ويخوض بكم مباريات خاسرة أمام فريق أبيكم آدم، فإذاً أنتم ستعاقبون مرتين، مرة لاعتناقكم صفة عدو أبيكم، ومرة لأنكم عققتم أبيكم بانضمامكم لفريق عدوه.


منقول عن
جريدة العرب القطرية
http://www.alarab.qa/details.php?iss...7&artid=238233






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:04 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "