الحمد لله الذي يعلم السر وأخفى والصلاة و السلام على سيدنا المصطفى وبعد :
فقد كتب هذه الرسالة الغيور على دينه وقومه الفقير إلي ربه العميد متقاعد/ يحيى بن ناصر آل يحيى بن متعب اليامي عضو مجلس منطقة نجران العمر ثمان وسبعون المولود في بلدة بدر الجنوب.
وإني والله ما كتبت هذا إلا من واقع غيرتي وحرصي على أبناء قومي ولما اعلمه فيهم من الخصال الحميدة من كرم وشجاعة ونجدة وأريد أن يكملوا ذلك بأفضل الأعمال واكرم الخصال ألا وهو اتباع السنة المحمدية فإنها راس الأمر وطريق الفلاح في الدنيا والآخرة.وأقول لقومي ما قاله أنبياء الله نوح وهود وصالح ولوط عليهم السلام لأقوامهم : ( وما أسألكم عليه من أجرٍ إن أجري إلا على الله ) وأقول لهم ما قاله هود عليه السلام ( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب ) .
وقد أمضيت وقتا من حياتي أعيش في مجتمع الأسرة والعشيرة الذين هم جزء من قبيلة يام سكان نجران وضواحيه والذين هم على منهج المعتقد الإسماعيلي المعروف بالشيعة الإسماعيلية الباطنية والفاطمية مبتدءا في سياسته بالكتمان على ما يبطنون من أسرار علومه وتعاليمه فلا يطلع على شيء من مناهجه وخصائصه إلا من كان قد حاز على درجة من علومه المكتومة من شخصيات المكارمة الموثوق فيهم لحفظ أسراره ،ومحظور على غيرهم من عامة الناس ( اتباعهم) خوفا من كشف غوامضه منذ حين وفدت به طائفة المكارمه إلى نجران وقت إجلائهم من قبل حكام اليمن لأسباب اختلافات عقائدية وذلك في منتصف القرن الحادي عشر سنة 1030هـ وهذا مولد المعتقد في نجران ؛ وقد عاشوا بهذا المعتقد ردحا من الزمن في غياب ما ينافسه ، فلا عالم ولا علم ولا دولة تتولى تنظيم سير حياتهم ، ذلك الأمر الذي ساعدهم على أن يتولوا السيطرة على البلاد وأهلها في الوقت الذي كانت قبيلة يام كغيرها من القبائل في شبه الجزيرة العربية يفتقدون الثقافة وفي فقر وخوف وسلب ونهب ، ولا شك .
فبدأت الحياة من ضعف ، ومضت بهم الحالة عصورا عصيبة . حتى أن الله سبحانه وجل شأنه قد أيقظ لهذه الأمة قائد مسيرتها جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود طيب
الله ثراه الذي قامت دولته الحديثة على تقوى وتوفيق من الله ، فأسس قاعدتها على أرضها المعطاة ، وجعل شعارها ورايتها الخضراء كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) شعارا يفتخر به كل مواطن مؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا .
ومن جلائل الأعمال التي قام بها كما هي أهدافه يرحمه الله مبتدءا بما هو آت :
1 - استتباب الأمن في ربوع المعمورة واستقرار العدل على منهج الشريعة الإسلامية.
2 - تأسيس المدارس ومناهج التعليم على ما جاء بالكتاب والسنة .
3 - لم شتات المجتمع بعد تفرقه وتمزقه وألف بينهم حتى أصبحوا بنعمة الله إخوانا.
4 - عمل يرحمه الله بكل بصيرة وحكمة وحنكة بتوفيق من الله فأخذ للبحث عن موارد الاقتصاد لسد حاجة البلاد من خيراتها وكنوزها دون اللجوء إلى أي مصادر أو موارد مستوردة وقد تحقق له يرحمه الله كل تلك المطالب بما يعود على إسعاد المواطن و النهوض بدولته حتى أصبح المواطن السعودي يعيش في نعيم و في أمن وأمان ورغد من العيش والرخاء نحسد عليه بين شعوب العالم .
قد تولت عناية الله ثم تولى أبناؤه مسيرة الخير والعطاء وحتى أصبحت حكومتنا مضرب مثل للعدل والمساواة فله الحمد والمنة ، قال تعالى (ولئن شكرتم لأزيدنكم ) ولهذا وكما هو مطلوب منا أن لا ننكر كل هذه العطاء من الله والأمن الموجودات لهذه الدولة وأن نكون قدوة بالإتباع والإخلاص في هذه الأعمال اقتداء بهذه (الأسرة) العريقة التي سخر الله لها ما تهدف إليه من نصرة الحق والدين على سبيل موحد .
في الوقت الذي قد انتشر العلم والمعرفة والمبادئ ظاهرة وواضحة كل الوضوح لا مكتومة ولا محجوبة عاشت على هذا الحال مائة عام احتفلت الدولة وشاركت كل الأمم والهيئات والصحف والأخبار ما توصلت إليه حياتنا من مجد ورقي ، وبعد أن تحقق لنا ما هناك من مخالفات ومنهج يخالف كل المبادئ والشرائع السماوية ، فقد استنكرنا على قومنا الذين هم في واد والعالم في واد يتبعون ويؤمنون بكل ما هو خاف ومكتوم ومحجوب عنهم إسراره وينكرون كل ما هو واضح وظاهر كل الوضوح.وحين يخاطبهم قول الحق جل شأنه في الآية 148 سورة الأنعام ( قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا ) وعلى ضوء ذلك فقد عملنا ما هو واجب علينا وبقدر المستطاع من رسائل في عدت نصائح أوضحت فيها ما يجب عرضه وبيانه وكانت على التوالي :
وجهتها لمشايخ الشمل كل من شرفي أبو ساق ، وحسين بن نصيب ، وحمد بن منيف ؛ طلبت منهم عقد اجتماع عندما حضروا لمقابلة الملك – حفظه الله - يشكون من صاحب مقال نشرته مجلة المنهل ذكر فيه مخالفة طائفة البهرة أهل المعتقد الإسماعيلي لقصد مقابلة من يدعي على المكارمة بالمخالفة في العقيدة وعلى أن يظهر المكارمة ما عندهم من دليل على مناهجهم ويكونون مشرفين على المقابلة مع المشايخ وفيما أنا منتظر ماذا يكون جوابهم فإذا بالإجابة تأتي بشتمي وتوعدي وخروجهم على ما هو مطلوب من الأدب والوقار وهذا أول صوت ونداء مني لهم وأول جواب منهم لي ، والمثل يقول فاقد الشيء لا يعطيه .
بعنوان : تنبيه وتوجيه
وقد أوضحت فيها شيئا من المخالفات وما هو مكتوم ، وطلبت المناقشة فيما بيني وبينهم فإذا هم لا يرغبون مقابلة الغير ، وهدفي أن نطلع بنتيجة ، فإذا هم قد ابتعدوا مني وشعرت منهم بمضايقتي هربا من طلبي .
بعنوان : أخطاء شائعة في العقيدة
وقد أوضحت شيئا من دلائل الأخطاء وسبل معالجتها، وقد كان لهذه الرسالة كبير الأثر في نفوس أهل الضمائر الحية فاستيقظوا وانظموا إلى أهل السنة والجماعة ولله الحمد والشكر والمنة .
بعنوان :علمٌ وخبرٌ
تطرقت شيئا من المؤثرات وقد حصلنا على شيء من الكتب التي دلت على منهجهم تحقق لنا لب أسرارهم وقد وجهت شيئا من الأمثلة ومنها سؤال : من هم المكارمة ؟ ولأي أصل يرجعون ؟ وما هم عليه من معتقد قبل وفود هم إلى نجران ؟
وهي لاحقة لما سبق من النصائح بعنوان : المناظرة
وهي وصيتي لإخواني وأولادي وأحفادي ، وهي هذه التي بين يدي القارئ ، خصصناها لكشف ما هو مدسوس وغامض ،معارض لمنهج الدين الإسلامي الصالح لكل زمان ومكان ، لا يقبل أيا من الإبتداع والإلتباس ، واضح كل الوضوح .