العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-10-16, 08:13 PM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


تفسير( ( ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ )

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قوله تعالى ( ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ )قال،إلى أرذل العمر،
أي،إلى النار،
والمراد بأسفل سافلين مقام منحط هو أسفل من سفل من أهل الشقوة والخسران، والمعنى،ثم رددنا الإنسان إلى أسفل من سفل من أهل العذاب،ورده إلى الهرم بتضعيف قواه الظاهرة والباطنة،
قاله مجاهد، وأبو العالية، والحسن، وابن زيد،ثم بعد هذا الحسن والنضارة مصيره إلى النار إن لم يطع الله ويتبع الرسل،ولهذا قال( إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ )
وقوله(فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ )أي،غير مقطوع،تفسير ابن كثير،
والمراد(بأسْفَلَ سَافِلِينَ)مقام منحط هو أسفل من سفل من أهل الشقوة والخسران،
والمراد بالسفالة،الشقاء والعذاب،
وهنا يبدأ المولى سبحانه وتعالى،بتذكير الإنسان بأول خسران له، وذلك عندما عصى أدم ربه، وكلنا يعلم أن آدم أسكنه الله تعالى الجنة، وجعله بها حتى وقت وقوعه في غواية الشيطان، فلما عصى آدم ربه بأكله من الشجرة رده الله إلى الأرض التي خلق منها، فنزل من الجنة إليها،قال سبحانه﴿فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ﴾البقرة،
ولم ينعم بالاستقرار الحقيقي، حيث ظلت العداوة بين الآدميين إلى يوم القيامة﴿ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ﴾
وإنما كانت مستقراً ومتاعاً من حيث ما يطلبه بنو آدم لأنفسهم من السعي لطلب الرزق، فمهما سعي الإنسان وعانى من المشقة ما عانى كان تحصيله للرزق والمتاع لا يتجاوز ما قضاه الله تعالى وقدَّره ﴿وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ﴾البقرة،
فالآية،تشير إلى أن النفس البشرية لما تدنست بفعل المعصية كان جزاؤها الهبوط،
قال تعالى﴿فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾الأعراف،
فالذي حمله على الأكل من الشجرة المحرمة هو استشعار الحاجة إليها، وعدم تذكر أن الله تعالى أغناه عنها بإحسان خلقه له،وأنه لم يكن بحاجة إليها لو نفذ أمر الله تعالى بالامتناع عن أكلها،لكنه لما ذاقها لم يشبع منها، وإنما ازداد جوعاً وفقراً وحاجة حتى إنه لم يقدر أن يستر عورته إلا بورق الشجر﴿يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾الأعراف،
فكلما استجابت النفس لمتطلبات هذا الجسد دون حد أو قيد،كلما سفلت ولم تزك،
وهنا يبدأ الابتلاء الذي ابتلاه الله تعالى للإنسان، حيث يقاس مدى استجابة ابن آدم لمتطبات جسده وشهواته التي أخرجته من الجنة، أم أنه سوف يأخذ على نفسه ليحملها على طاعة الله تعالى، فلا يلبي من مطلبات جسده إلا بحسب القدر الذي أمر الله به دون إسراف أو تقتير،
فإن الله خلق خلقه قسمين،علية،وسفلة،
وجعل عليين مستقر العلية،من أهل طاعته الأعلين في الدنيا والآخرة،ومن أكرم خلقه عليه،وجعل العزة لهؤلاء،
وأسفل سافلين مستقر السفلة،من أهل معصيته الأسفلين في الدنيا والآخرة،وأهون خلقه عليه،والذلة والصغار لهؤلاء،
كما في مسند أحمد،من حديث عبد الله بن عمرو،عن النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(بعثت بالسيف بين يدي الساعة،وجعل رزقي تحت ظل رمحي،وجعل الذل والصغار على من خالف أمري)
فكلما عمل العبد معصية نزل إلى أسفل،درجة،ولا يزال في نزول حتى يكون من الأسفلين،وكلما عمل طاعة ارتفع بها درجة،ولا يزال في ارتفاع حتى يكون من الأعلين،
ومنهم من يكون نزوله إلى معصية،إما صغيرة،أو كبيرة،فهذا يحتاج إلى توبة نصوح،وإنابة صادقة تمحو أثر الذنب،وهذا بحسب قوة التوبة وكمالها،وما أحدثته المعصية للعبد من الذل والخضوع والإنابة،والحذر والخوف من الله،والبكاء من خشية الله،فقد تقوى هذه الأمور،حتى يعود التائب إلى أرفع من درجته،ويصير بعد التوبة خيرا منه قبل الخطيئة،فهذا قد تكون الخطيئة في حقه رحمة ، فإنها نفت عنه داء العجب، وخلصته من ثقته بنفسه وإدلاله بأعماله،وذله وانكساره على عتبة باب سيده ومولاه،وإلى عفوه عنه ومغفرته له،وأوقفته بين يدي ربه موقف الخطائين المذنبين،ناكس الرأس بين يدي ربه،مستحياً خائفاً منه وجلاً،محتقراً لطاعته مستعظماً لمعصيته،
ولولا أن رحمته سبقت غضبه،ومغفرته سبقت عقوبته،ولولا حلمه ومغفرته لزلزلت السماوات،والأرض من معاصي العباد،
فتأمل،اسمين من أسمائه،وهما،الحليم،والغفور،ولولا حلمه عن الجناة ومغفرته للعصاة لما استقرت السماوات والأرض،
وقد أخبر سبحانه وتعالى،عن كفر بعض عباده أنه(تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا) سورة مريم،
وقد أخرج الله سبحانه الأبوين من الجنة بذنب واحد ارتكباه وخالفا فيه نهيه ، ولعن إبليس وطرده وأخرجه من ملكوت السماوات والأرض بذنب واحد ارتكبه وخالف فيه أمره ،
أن العبد قد يكون بعد التوبة خيراً مما كان قبل الخطيئة وأرفع درجة ،
اللهم اجعل كتابنا في عليين واحفظ لساننا عن العالمين،واحسن خاتمتنا وتوفنا وانت راض عنا،غير غضبان،واجعلنا في موقف القيامة آمنين مع الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون برحمتك يا أرحم الراحمين،
اللهم يامصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك،
اللهم آميــــــن.







 
قديم 05-10-16, 02:31 AM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
قديم 06-10-16, 03:33 PM   رقم المشاركة : 3
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد السباعى مشاهدة المشاركة
   جزاك الله خيرا

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس






 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:03 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "