موضوع الزميل أبي ياسين تكتنفه نقطتان رئيسيتان ألا وهما الجهل والتلفيق ونبين موضع كل منهما إن شاء الله
الزميل يتحدث عن نقباء عبد المطلب وهو لا يعرف شيئاً عن حكم النقباء عندنا, فهو بالطبع تربى على عقيدة أن رسول الله صلوات الله عليه قد نزل إليه جبريل وهو يتعبد في الغار فتلا عليه القرآن وفي حادثة أخرى شق صدره ونظفه مما فيه من الخبث و"حشاه إيمانا وحكمة" وهكذا جاء الإسلام دفعة واحدة بدون مقدمات.
طبعا هذه هي عقيدة الخرافات والتلفيقات والقوم يعتقدون بها فقط لمجرد أنها أتت في صحاحهم المعتبرة فلا مجال لمناقشتها بالرغم من أنهم يدعون أن أصحاب هذه الصحاح غير معصومين.
أنتم تعرفون تمام المعرفة أن أصحاب هذه العقائد يعانون الأمرّين عند الحديث مع الملحدين عن هذه الحوادث والتي تجزمون بصحتها بالرغم من أنها لا تتفق مع العقل.
فأنتم تحدثون الناس بما لا تقبله عقولهم وتحبون أن "يُكذّب الله ورسوله" كما حذرنا رسول الله
ولم تجعل عقيدتكم أية ضوابط لمن يحق له الحصول على معلومة ما وتنكرون وجوب وجود التفاوت في المعلومة الدينية بالرغم من كونها سنة إلهية.
بالطبع أن الإسماعيلي وان اعتقد بعقيدة النقباء فهي الأقرب للمنطق والمثبتة لكون الأديان كلها ذات مصدر واحد ولا انقطاع فيها, بعكس التخبط الفاضح والجهل في العقيدة القائلة بأن الفترة الزمنية بين عيسى ومحمد عليهما السلام هي فترة مجهولة منعدمة الأرشفة ومنعدمة القادة الدينيين. وكأن التوقيت الزمني لإنفاذ الرسل هو اعتباطٌ –جل الله تعالى أن يفعل ذلك- غير مبرر.
فهل لعقيدتك يا زميلنا ابا ياسين أن تشرح لنا شرحا عقديا واضحا لا لبس فيه كيف كانت الفترة بين النبيين الكريمين؟
نعرف أنكم لا تعرفون إلا ظاهر قوله تعالى "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا".
طيب يا زميل, ولِمَ تكفرون أبوي النبي وهم واقعون في الفترة التي لم يُبعث فيها رسولٌ كما تقول عقيدتكم؟
فإما أن الموضوع هو إهانة معتبرة لرسول الله بتكفير أبويه بدون دليل غير الخرافات التي أتت في صحاحكم وتنافحون عنها بما استطعتم بالرغم من معرفتكم بثغراتها الواضحة, أو هو نتيجة الجهل المركب باعتقادكم ان الأديان منفصلة ولا علاقة لها ببعض.
نحدث العقلاء الآن أيصح عقلا أن نأخذ بخيار أن الأقوام الذين أتوا بين عهدي عيسى ومحمد عليهما السلام لا شيء عليهم من الحساب والثواب والعقاب؟
أخلقوا عبثا؟
ولماذا لم ترسل إليهم الرسل؟
ما هي الحكمة في أن رسول الله قد أرسل في تلك الفترة الزمنية بعد مضي حوالي 600 عام على بعث المسيح؟
ما هذه السطحية والإعتباطية عندكم يا جماعة؟
طبعا سؤالي هذا هو سؤال استنكاري مع معرفتي التامة والأكيدة أنكم تعيشون نتيجة تلفيقات من كتب الصحاح وأنتم واقعون في ورطة الدفاع عنها بالرغم من أنكم متأكدون من خللها.
أيصح عقلاً أن نأخذ بخياركم ونترك الخيار القائل بأن عبد المطلب عليه السلام هو في الحقيقة مؤمن بشريعة عصره وهي شريعة المسيح المتقدمة زمنيا على شريعة محمد عليه الصلاة والسلام؟
كيف تقبلون بنزول جبريل وشق صدر رسول الله وتنظيفه من الخبائث وحشوه إيمانا وحكمة ولا تقبلون أن هنالك من أوصل حبل الله الذي لا ينقطع من شريعة عيسى إلى محمد صاحب الشريعة الجديدة بهذه الطريقة؟
كيف تستنكرون هذه الوصلة الحقيقية الواقعية المنطقية بين الشريعتين والناطقَين وتقبلون بتلفيقات تنمّ عن جهل مطبق وأخذ للعلم من غير مصدره؟
ثم ومن قال لك يا زميلنا أن النقباء يجب أن يكونوا حاضرين بأجسادهم بالغين عاقلين حتى يسلموا الأمر من عبد المطلب إلى عبدالله وأبي طالب؟
هذا هو ما يسمى حقيقةً الحكم مع الجهل والتعصب, فلا أنت تعرف عقيدتنا بجميع جوانبها في النقباء ولا أنت تركت الموضوع لأهله, بل تطفلت عليه وأنت تعلم تمام العلم أنه لا يوجد في هذه النسخة من الكتاب ولا في غيرها ما يشرح عقيدة النقباء؟
فكيف تحكم مع الجهل؟
أإجتهاد هذا تتوقع الأجر عليه؟
ما لكم كيف تحكمون
ثم ومن قال لك اننا نأخذ بما تعتقدونه وتدونونه من تواريخ ميلاد ووفاة هؤلاء النقباء؟
كيف تحكم علينا من منظورك يا أبا ياسين؟ ألا تتقِ الله؟
انتهينا من موضوع الجهل, والآن نأتي لموضوع التلفيق
طبعا أبو ياسين يعلم تمام العلم أن من حقق هذا الكتاب كان له أجندته الخاصة وأخطاؤه الواضحة سواء بقصد أو بغير قصد..
فهو كتب مرةً عبد الله ابن عثمان ثم كتب في نص آخر عبد اللات ابن عثمان هكذا بدون تفسير.
إن كان مصطفى غالب هو محققٌ جدير بالفعل لبيّن أنه نفس الشخص وكان سيتحدث جهرا عن أن هذا الشخص هو أبو بكر الصديق.
لكننا أخذنا بظاهر قوله ولم نعتبرهما نفس الشخص كما يقول ظاهر نص النسخة والتي أنت بالفعل تريد الحكم علينا من خلالها.
فَلِمَ لا تأخذ بظاهر ما في الكتاب وتعتبرهما شخصين مختلفين كونك تحب إلصاق كل ما في هذا الكتب بنا بخيره وشره؟
وإن ذهبت إلى عالم التأويلات, فَلِمَ تجزم أن قصد المؤلف هو الحديث عن أبي بكر وعمر, ما دام ظاهر نص الكتاب لا يسعك ولا يلبي رغباتك في تلفيق تكفيرنا للشيخين هكذا كيفما اتفق؟
واحدة منهما يا أبا ياسين إن كنت تبحث حقا عن الحق..
إما أن تحكم بظاهر النص وتعتبرهما شخصين مختلفين,
أو بتأويل المحتوى وتفسيره حسب فهمك وعندها يسقط ادعائك بأن هذه هي عقيدة الإسماعيلية اليوم كونك تعرف جيدا أننا رسميا لا نقرّ بكتب من تحقيق المدعو مصطفى غالب لأسباب كثيرة ونقف عن تكفير الصحابة.
طبعا يا زميلنا أنت تعرف أن الداعي جعفر بن منصور قد عاش في فترة الإمام المعز وهي فترة كان الفاطميون في أوج قوتهم, فهل من المعقول إن كانت هذه عقيدته الواضحة في الشيخين أن يخبئ ذلك وهو يعيش في فترة القوة؟
ما الذي يرغمه على المداراة والمداهنة ولم يكن ليوجد من يوقفه عن فعل ذلك؟
ثم وما الذي يجعله يتحدث بهذا الوضوح عن الشيخين كما تقول أنت وكما يقول مصطفى غالب وهو "أي الداعي جعفر بن منصور" وهو في كتابه الآخر الكشف (من تحقيق مصطفى غالب بالطبع) قد أنشأ رموزا حتى لا يصل إلى الآخرين عقيدة تكفير الداعي جعفر بن منصور للشيخين؟
ما الذي غيّر استراتيجية جعفر بن منصور تجاه الشيخين بهذه البساطة من كتاب إلى آخر وفي نفس الفترة الزمنية من عصر مولانا المعزّ؟
أعرفت لماذا ننكر الأخذ بوزر ما أتى به مصطفى غالب يا ابا ياسين؟
بسبب هذا التناقضات والسياسات العجيبة والتي هدفك منها الباس الإسماعيلية بما يستنكرون وبما لا يقرون به ..
وحتى نربط موضوع التحقيق هذا ربطا عقلانيا بما تأتي كل يوم من كتاب زهر المعاني للداعي ادريس القرشي..
هل من المعقول أن يلعن الداعي ادريس في كتابه الصحابة وأمهات المؤمنين علنا وهو قد عاش في فترة عاشت فيه الإسماعيلية عصر شدة وضعف؟
كيف يكفر القرشي الصحابة وأمهات المؤمنين علنا في فترة ضعف ويتم تكفيرهم بالرموز في عهد جعفر بن منصور ذي القوة؟
أليس مصطفى غالب هو نفس المحقق؟
لماذا لا تحدث نفسك بهذه المنطقيات ولو لمرة واحدة بدل أن تأتينا يوميا بقصاصة من كتاب أتى بها محققٍ ما له أجندته الخاصة وتحاول جاهدا أن تلزمنا بها؟
انتهينا من نقطة التلفيق أيضا..
والسلام عليكم