العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-09-13, 01:03 AM   رقم المشاركة : 11
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


ومعاوية ( فيما فعل أداء لواجب شرعي يراه هو أنه متقدِّم على مسألة البيعة، وهو أن دم عثمان فقد (، وهو وليه هو ولي الدم هو ذو القرابة من عثمان وولي الدم لا بد أن يسلم من قتل، تحقيقا لقول الله جل وعلا ?وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا?[الإسراء:33]، وكذلك الآيات التي فيها القصاص وأن الولي ?فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ?[البقرة:178]، فمعاوية ( أراد أخذ الحق الذي جعله الله له والانتصار من قتلة عمان، وسفك دم عثمان لاشك أن دم عثمان إذ ذاك هو أطهر دم لإنسان سفك، فالانتصار لعثمان ( واجب







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» نائب سلفي يرفع الأذان خلال جلسة مجلس الشعب المصري
»» الأمير و ليم يسافر على الدرجة الثانية في رحلته الي نيوزيلندا
»» الصوم علاج ضد الشيخوخة / عن طريق تقليل السعرات الحرارية
»» صورة مبسطة جدا ً توضح خطوات الحج بالأرقام مرتبة .. مفيدة للقادمين للحج لأول مرة
»» جواب من هو الناصبي عنذ الشيعة الاثناعشرية انهم اهل السنة
 
قديم 15-09-13, 03:39 PM   رقم المشاركة : 12
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


ابن عباس يتهم سيدنا علي بقتل المسلمين في كتب الشيعة

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=143557







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» السيّد علي الأمين: ولاية الفقيه شأن إيراني وحزب الله وأمل أساء الشيعة العرب
»» اعتراف حسن نصرالله بمشاركة حزب الله في قتل اهل السنة في سوريا
»» اقوال القرطبي ابن حجر الالوسي السبكي و غيرهم عن الصوفية
»» جند الشام واليمن والجزيرة العربية
»» ملف الأحباش
 
قديم 15-09-13, 04:06 PM   رقم المشاركة : 13
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


اقتباس:
##
المسألة هي قضية دم ، ودم خليفة مقتول ...
وبسببها هدرت دم الوف الانصار والمهاجرين والتابعين ...
والامر ليس بجاهلية حتى يتم العفو ـــ وحتى في الاحكام الوضعية هناك جانب يسمى بالحق العام ـــ فأين حق عمار بن ياسر مثلا ؟؟؟؟
###


قضية دم عثمان كان على سيدنا علي ان يقتص من المجرمين القتلة الذين كانوا في جيشه
لكن الذي حدث ان الخوارج المجرمين الذين قتلوا سيدنا عثمان ذو النورين هم انفسهم كفروا سيدنا علي وقتله احدهم الشيعي الخارجي ابن ملجم
اما عمار قتل في داخل المعركة و كان سبب قتله هم الشيعة الخوارج

فالتحليل المنطقي للاحداث التاريخية يقول
ان اهل الجمل على حق وان معاوية على حق
===========
=============


لو كان معاوية يحارب الامام على طلبا للخلافة لكان الحق كل الحق مع الامام علي
اما وان معاوية يحارب من اجل تسليم قتلة عثمان او اقامة الحد عليهم فهو معه كل الحق في ذلك
اضافة الي اعتراف من كانوا في جيش علي انهم قتلوا سيدنا عثمان
فماذا نفعل بحديث الفئة الباغية ؟
الفئة الباغية هي الفئة التى اثارت الفتن وهي الفئة التي قتلت عثمان
ففتحت باب الحروب بين المسلمين وكانت سببا في قتل عمار بن ياسر
(تقتله الفئة الباغية) اي يكون سبب قتله الفئة الباغية
يقول القاضي ابن العربي
( وقد كان معاوية يعرف من نفسه أنه لم يكن منه البغى في حرب صفين ، لأنه لم يردها ، ولم يبتدئها ، ولم يأت لها إلا بعد أن خرج على من الكوفة وضرب معسكره في النخيلة ليسير إلى الشام ولذلك لما قتل عمار قال معاوية (( إنما قتله من أخرجه )) وفي اعتقادي الشخصي أن كل من قتل من المسلمين بأيدى المسلمين منذ قتل عثمان فإنما إثمه على قتلة عثمان لأنهم فتحوا باب الفتنة . ولأنهم واصلوا تسعير نارها ، لأنهم الذين أوغروا صدور المسلمين بعضهم على بعض ، فكما كانوا قتلة عثمان فإنهم كانوا للقائلين لكل من قتل بعده ، ومنهم عمار ومن هم أفضل من عمار كطلحة والزبير) انتهى الاقتباس من قول القاضي

======================
عمار
من اخرجه اي من كان سبب خروجه كان الفئة الباغية التي قتلت سيدنا عثمان بما سببته من فتن واشعال حروب
وليس من اخرجة الامام علي وهذا ما اوضحه ابن العربي
ولكن السؤال الكبير الذي نتداوله هنا هو
لماذا قتلة عثمان في جيش الامام علي ويحاربون معه ؟
واعترفوا انهم قتلوا الخليفة المظلوم عثمان ذوالنورين
كما ذكر في كتب الشيعة
وقعة صفين لنصر بن مزاحم

ورسالة معاوية التي نقلها ابامسلم الخولاني الي علي

اقتباس:
##
ثم اين معاوية من هذه الاية الكريمة ( وهو كاتب وحي القرأن كما تدعون ) :
###


سيدنا معاوية هو كاتب الوحي وليس ادعاء يا هذا اضافة الي ان معاوية ابن عم رسول الله ومن اشراف العرب وبايعة الحسن والحسين على السمع والطاعة



اقتباس:
##
{ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً }
سورة النساء الآية 93
الله لا يعفو عن قاتل مؤمنا واحدا ، فكيف يعفو عن قاتلي الالوف ؟
(لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم)رواه الترمذي وهو حديث صحيح كما قال العلامة الألباني في صحيح سنن الترمذي 2/56.

ولكنها الخلافة من اجلها يهون دم المؤمن !
###


هل جريمة قتل الخليفة المظلوم امام الامة عثمان ذو النورين امر هين
اضافة ان سيدنا معاوية طالب سيدنا علي بالقصاص من المجرمين في جيش علي لكن سيدنا لم يقم بالقصاص منهم فهذا تقصير من سيدنا علي
لانه سكت على وجود مجرمين في جيشه قتلوا سيدنا عثمان ثم واصلوا اجرامهم وقتلوا سيدنا علي



اقتباس:
##
اثبت اولا انه ولي الدم شرعا ، واجيب انه ليس وليا شرعيا للدم ، لأنه ليس من ورثته بوجود ابنائه وزوجاته ، فمن اين جئتم بولايته للدم ؟
###


هههههه

سيدنا معاوية رضي الله عنه بصفته ابن عم عثمان ذو النورين هو ولي الدم من جهة له الحق بالمطالبة بالقصاص من قتلة الامام الخليفة المظلوم عثمان ذو النورين
اما ادخالك الورثة هذا متعلق بالدية وليس بحق الطلب بالقصاص ومعاوية بصفته ولي الدم له الحق بالمطالبة بالقصاص من قاتلي ابن عمه عثمان ذوالنورين
وانت اتيت بنص ابنة عثمان التي كانت تطالب سيدنا معاوية بالقصاص من قتل الخليفة المظلوم عثمان ذو النوري وهذا توكيل منهم لابن عمهم معاوية القوي
بالقصاص من قتلت والدهم الخليفة المظلوم عثمان ذوالنورين




اقتباس:
##
اذن رجع الامر جاهلية وعصبياتها !!
اليس الاسلام الحق هو اقوى من معاوية ؟
اين شرع الاسلام من هذا التصرف ؟
ومتى يحق لأبناء القتيل توكيل ابناء العم للمطالبة بدم قتيلهم حسب الشرع الاسلامي ؟ نعم يحق لهم ذلك عند طلبهم من الحاكم الشرعي ( وهو الامام علي عليه السلام انذاك ) وبموافقته حصرا ، وهذا يستوجب مبايعته اولا ليطلبوا ذلك ، ولم يفعلوا ، فولاية الدم باطلة وما بني على باطل فهو باطل ، ومعاوية يعرف ذلك ، فلذلك عندما تحققت امنيته ضرب هذه ولاية الدم عرض الحائط في سبيل المُلك وترك قاتلي عثمان ...
###


لقد اعترف من في جيش علي انهم قتلوا الخليفة المظلوم عثمان ذوالنورين ومع ذلك لم يقم سيدنا علي بالقصاص من القتلة المجرمين
وكانت النتيجة ان قتلة عثمان ذو النورين وكانوا في جيش علي هم من كفروا علي و قتله احد الشيعة الخوارج
ومادام لم يقم سيدنا علي بالقصاص من القتلة فكان من حق اولياء الدم القصاص من القتلة المجرمين
ونقلت انت خير مطالبة ابنة عثمان ذوالنورين ابن عمها معاوية بالقصاص من القتلة



اقتباس:
##
ومعاوية ليس وارثا لأبن عمه بوجود ابنائه وزوجاته ، وبذلك سقطت حجتك !

فإن كان ورثة الميت المذكور محصورين فيمن ذكر، فإن الوارث منهم هو أولاده الذكور والإناث وزوجته فقط.
ولا شيء للشقيق وأبناء الشقيق لأنهم محجوبون بالأبناء حجب حرمان، فتقسم التركة على النحو التالي: لزوجته الثمن فرضا لوجود الفرع الوارث، قال الله تعالى: فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ {النساء: 12}
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...waid&id=137225

###


لاتخلط الحابل في النابل
سيدنا معاوية ولي الدم من جهة انه ابن عم عثمان ذو النورين له الحق بالمطالبة بالقصاص من قتلة الامام الخليفة المظلوم عثمان ذو النورين
اما ادخالك الورثة هذا متعلق بالدية وليس بحق الطلب بالقصاص ومعاوية بصفته ولي الدم له الحق بالمطالب بالقصاص من قاتلي ابن عمه عثمان ذوالنورين
وانت اتيت بنص ابنة عثمان التي كانت تطالب سيدنا معاوية بالقصاص من قتل الخليفة المظلوم عثمان ذو النوري وهذا توكيل منهم لابن عمهم معاوية القوي
بالقصاص من قتلت والدهم الخليفة المظلوم عثمان ذوالنورين


اقتباس:
##


يظهر ان اطلاعك على التاريخ فيه خلل !:

كان اشد الناس على عثمان طلحة والزبير ومحمد ابن أبي بكر وعائشة ، وخذله المهاجرون والأنصار ، وتكلمت عائشة في أمره ، وأطلعت شعرة من شعرات رسول الله صلى الله عليه وآله ونعله وثيابه وقالت : ما أسرع ما نسيتم سنة نبيكم ، فقال عثمان في آل أبي قحافة ما قال وغضب حتى ما كان يدري ما يقول ، انتهى .

أنساب الاشراف 5 / 205 .


كان عثمان يخطب إذ دلت عائشة قميص رسول الله ونادت : " يا معشر المسلمين ! هذا جلباب رسول الله لم يبل وقد أبلى عثمان سنته " فقال عثمان : " رب اصرف عني كيدهن إن كيدهن عظيم " .

أنساب الاشراف 2 / 175

وروى البلاذري وقال : لم يكن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله أشد على عثمان من طلحة

أنساب الاشراف 5 / 81

لا ادري هل طلحة والزبير وعائشة من الخوارج الشيعة ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقال البلاذري: (فحاصر الناس عثمان ومنعوه الماء فأشرف على الناس فقال: أفيكم عليّ؟ فقالوا: لا، فقال: أفيكم سعد؟ فقالوا: لا، فسكت، ثمّ قال: ألا أحد يبلّغ عليّاً فيسقينا، فبلغ ذلك عليّاً فبعث إليه بثلاث قرب مملوءة فما كادت تصل إليه وجرح بسببها عدّة من موالي بني هاشم وبني أُمية، حتّى وصلت إليه)
أنساب الاشراف 5 / 68 ـ 69.

قال: وكان الزبير وطلحة قد استوليا على الامر ومنع طلحة عثمان أن يدخل عليه الماء العذب فأرسل عليّ إلى طلحة وهو في أرض له على ميل من المدينة أن دع هذا الرجل فليشرب من مائه ومن بئره يعني من رومة ولا تقتلوه من العطش فأبى
أنساب الاشراف 5 / 90.
###

الواقع ينسف الاخبار الغير مسندة بدليل

ان طلحة والزبير وام المؤمنين عائشة رضي الله عنهم هم الذين قادوا المطالبة بالقصاص
من القتلة المجرمين الذين قتلوا الخليفة المظلوم عثمان ذوالنورين و واصلوا اجرامهم بان كفروا سيدنا علي و قتله احد الشيعة الخوارج ابن ملجم



اقتباس:
##
والامام علي عليه السلام على خطأ .... صح ؟
انتظر الاجابة ...
###



فالتحليل المنطقي للاحداث التاريخية يقول
ان اهل الجمل على حق وان معاوية على حق
===========
=============


لو كان معاوية يحارب الامام على طلبا للخلافة لكان الحق كل الحق مع الامام علي
اما وان معاوية يحارب من اجل تسليم قتلة عثمان او اقامة الحد عليهم فهو معه كل الحق في ذلك
خاصة ان سيدنا علي لم يقم بالقصاص من الخوارج القتلة الذين قتلوا الخليفة المظلوم عثمان ذوالنورين
وكان الخوارج القتلة في جيش علي واعترفوا بجريمتهم ولم يقم سيدنا علي بالقصاص منهم
وواصل المجرمين القتلة اجرامهم بعد ان قتلوا سيدنا عثمان ذوالنورين كفروا سيدنا علي وقتله احد الشيعة الخوراج


=============
===========
اقتباس:
##
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارف مشاهدة المشاركة

ومن الذين ضعفوا البلاذري ؟

نعم لعل في نفس بعض علماؤكم شيئا بسبب ايراده للرواية الاتية :

حدثني إسحاق وبكر بن الهيثم قالا حدثنا عبد الرزاق بن همام انبأنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت على غير ملتي، قال: وكنت تركت أبي قد وضع له وضوء، فكنت كحابس البول مخافة أن يجيء، قال: فطلع معاوية فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هو هذا

###

تفرد به البلاذري ولم يوثق
- وفيه عبد الرزاق ثقة إذا روى من كتابه وإذا روى من حفظه جاء بمناكير، عن عبد الرزاق قال: قال لي وكيع: أنت رجل عندك حديث وحفظك ليس بذاك، فإذا سئلت عن حديث فلا تقل ليس هو عندي ولكن قل لا أحفظه.
قال يحيى بن معين: قال عبد الرزاق: اكتب عني ولو حديثا واحدا من غير كتاب.فقلت: لا! ولا حرف
قال النسائي: عبد الرزاق بن همام من لم يكتب عنه من كتاب ففيه نظر، ومن كتب عنه بأخرة جاء عنه بأحاديث مناكير.
قال الدارقطني: عبد الرزاق فيه نظر لمن كتب عنه بأخرة. { بأخرة يعني في آخر حياته}
وقال: ثقة يخطئ على معمر في أحاديث لم تكن في الكتاب.
وإسحاق بن أبي إسرائيل، الراوي عن عبد الرزاق، لا يُعرف متى سمع هذا الحديث منه، هل كان ذلك قبل التغير والاختلاط أم بعده؟
- طاوس كان يرويه عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أو عن غيره، على جهة الشك منه؛ هل سمعه من عبد الله أم من رجل آخر غيره.
- عبد الرزاق تارة صرح بالواسطة بين ابن طاوس وأبيه، وذكر بينهما فرخاش وهو مجهول
وتارة حذف الواسطة وجعله عن ابن طاوس عن أبيه.
- طاوس كان يشك هل سمع هذا الخبر من عبد الله بن عمرو بن العاص أم من غيره








التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» درس تاريخ إسلامي شيعي و تاويلات الامور وفق نظر الشيعة
»» كشف خداع ايران و شعارات يوم القدس
»» الرد على كذبة تورط مدير مسجد لندن أحمد الدبيان مع زانية
»» ايران مشايخ الشيعة علماء السلطان بل السلطان نفسه و خيانتهم صور
»» يردد الشيعة ان الحكم الاموي وراثي كذلك الامامة وراثية
 
قديم 21-10-13, 01:57 AM   رقم المشاركة : 14
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


مختصر أحداث خلافة علي رضي الله عنه وأرضاه ( البداية والنهاية )
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=8030







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» تحليل اللواط فتوى اباحة اللواط من المرجع مصباح يزدي وغيره
»» الرد على شبهة احراق النبي الاحاديث و أبوبكر و عمر حرق كتب الاحاديث
»» في كتب الاثناعشرية تحل الصدقة و الزكاة على اهل البيت ****
»» اثبات تواتر تفضيل علي بن أبي طالب لأبي بكر و عمر رضي الله عنهم
»» ذو القرنين من ملوك اليمن
 
قديم 09-06-14, 06:13 AM   رقم المشاركة : 15
بحار400
عضو ماسي







بحار400 غير متصل

بحار400 is on a distinguished road




قصاص معاوية من قتلة عثمان رضي الله عنه

مقتل عثمان وموقف علي ومعاوية من قتلته

السؤال حول مقتل عثمان رضي الله عنه، من هم قتلته ولماذا قتلوه؟ ماذا فعل الإمام علي رضي الله عنه بمن اشتركوا في قتل عثمان رضي الله عنه؟ وهل فعل معاوية رضي الله عنه شيئاً بعد تسلمه الخلافة؟ وهل حوكم منهم أحد في أي عهد؟
الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد قتل الخليفة الراشد الثالث ذو النورين صهر النبي صلى الله عليه وسلم، على اثنتين من بناته رقية وأم كلثوم رضي الله عنهما، وأشد هذه الأمة حياء، جامع القرآن، الذي كان يقوم به وربما يقرؤه كله في ركعة واحدة من الليل، أمير المؤمنين المقتول ظلماً عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان مقتله في 18 من ذي الحجة 35هـ على أيدي جماعة مارقة قارب عددهم الألفين، اختلفت أغراضهم وأهواؤهم غير أنهم اتفقوا جميعاً على عزله أولاً ثم على قتله بعد ذلك وكلهم قتلة له.
غير أن الذين باشروا قتله هم: كنانة بن بشر التجيبي وهو الذي ذبحه: وقيل سودان بن حمران السكوني بعد أن طعنه قتيرة السكوني تسع طعنات من خنجر، وكان الذي ابتدأ ضربه، بعد أن هاب الناس ذلك لكونه كان يقرأ القرآن هو الغافقي بن حرب العكي، ضربه بالسيف وركل المصحف برجله فسقط في حجره، وسقطت قطرة دم على قوله تعالى: فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ [البقرة:137].
وهؤلاء المذكورون من أهل مصر، وشاركتهم جماعة من أهل البصرة كحرقوص بن زهير السعدي وحكيم بن جبلة، ومن أهل الكوفة جماعة مثل الأشتر مالك بن الحارث النخعي.
وقد كفى الله تعالى عثمان رضي الله عنه كل من شارك في قتله فمات مقتولاً حتى قتل آخر رجلين منهم بعد أربعين سنة من ذلك قتلهما الحجاج بن يوسف الثقفي من أجل قتلهما عثمان وهما: عمير بن ضابىء البرجمي، وكميل بن زياد النخعي. ومن القتلة المباشرين قُتِل اثنان فور مقتله، قتلهما عبيد عثمان وهما قتيرة السكوني وقيل الآخر هو سودان بن حمران السكوني.
وقتل كنانة النخعي مخذولاً في الحرب بين محمد بن أبي بكر وعمرو بن العاص وقتل محمد بن أبي بكر بعدها، ومات الأشتر النخعي من شربة عسل مسمومة بالسويس، وقتل حكيم بن جبلة اللص في معركة البصرة قتلته جماعة عائشة وطلحة والزبير.
وكان قتل أكثرهم بأمر طلحة والزبير رضي الله عنهما بعد معارك بالبصرة فقتلوا كل من شارك من أهل البصرة وكانوا نحو ستمائة رجل ولم ينج منهم إلا حرقوص بن زهير السعدي قتل بعد ذلك بمدة وكانت قد منعته قبيلته.
أما ماذا فعل معهم علي رضي الله عنه؟ فإنه لم يمكنه قتلهم لأنه كان يرى أن تتم البيعة له أولاً وتستقر وتهدأ الأمور ثم يحاكمهم ويقتص منهم، ولم يمكنه ذلك لعدم مبايعة كثير من الصحابة له وعلى رأسهم عائشة وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام، وخروج كثير من البلاد عليه وقيام الثورات الداخلية والفتن.. وأهم من ذلك اختلاط هؤلاء القتلة بالناس بعد استيلائهم على المدينة وكانوا هم الغالبين وبيدهم السلاح ثم اختلاطهم بجيشه، حتى أعلن بعد صلحه أولاً مع طلحة والزبير ألا يرجع معه للمدينة أحد شارك في قتل عثمان، ثم حدثت بعد ذلك الفتنة بسبب هؤلاء بأن هجموا على كلا المعسكرين معسكر علي ومعسكر طلحة والزبير ليلاً وأوقعوا فيهم القتل وظن كل معسكر أن الآخر هو الذي هجم عليه، فكانت بينهم واقعة الجمل، ثم انفرط عقد الأمورمن يد علي فاستقل معاوية بالشام وأعلن نفسه خليفة، وخرجت مصر واليمن ومكة والمدينة نفسها والبصرة ولم يبق لعلي إلا الكوفة وهي لا تستقر وفيها معه عدد كبير من هؤلاء القتلة، وكان قد خرج عليه الخوارج وما زالوا ينازعونه الأمر حتى قتلوه مظلوماً في سنة 40 هـ فرضي الله عنه ورحمه من إمام عادل وحبر عامل.
أما ماذا فعل معاوية معهم؟ فالذي يظهر أنه لم يحاكم من بقي منهم وكان أكثرهم قد قتل قبل مبايعته بالخلافة، وأهم سبب -والله أعلم- هو الشرط الذي اشترطه عليه الحسن بن علي لما تنازل لمعاوية عن الخلافة في ربيع الأول سنة 41هـ وذلك أنه اشترط عليه حقن دماء المسلمين جميعاً -خاصة الذين قاتلهم معاوية من جماعة علي- وأن يرفع السيف حتى تجتمع الأمة، وتخمد الفتنة لأنه وضح للجميع أن الحروب التي كانت من أجل دم عثمان ثار منها شر مستطير وأضعفت الأمة حتى طمع فيها الأعداء من الروم وأرادوا غزو الشام، وتعطل الجهاد، وتوقفت الفتوحات.
والخلاصة: لا نعلم من حوكم من قتلة عثمان لا من قبل علي ولا الحسن ولا معاوية ولا من أحد بعدهم اللهم إلا من قتلهم الحجاج.
أما لماذا قتلوه؟ فقد نسبوا إلى عثمان جملة أمور أخذوها عليه لا نريد الخوض فيها حتى نحتاج للرد عليها فيطول بنا المقام، ولكننا نحيل السائل على كتاب مهم للغاية في ذلك وهو كتاب "العواصم من القواصم".. في تحقيق مواقف الصحابة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم للقاضي أبي بكر بن العربي المالكي، وعليه تعليقات قيمة جداً لمحب الدين الخطيب عليهما رحمة الله.
وإجمالاً فقد أخذوا عليه توليته لعدد من أقاربه الولايات كمعاوية ومروان بن الحكم، وإنفاقه الأموال الضخمة على أقاربه من بني أمية.. وقد أثبت لهم أنه كان ينفق عليهم من ماله الخاص وكان أغنى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ونقموا عليه أنه عاقب عدداً من الصحابة كأبي ذر نفاه إلى الربذة، وضرب ابن مسعود وغيره، وأخذوا عليه جمع الناس على حرف واحد من الأحرف السبعة للقرآن، وتحريقه المصاحف، وأنه علا درجة في المنبر على درجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد انحط أبو بكر وعمر عنها، ومنهم من كان يرى أنه خدع علياً وتولى مكانه وكان الأحق بالخلافة علي.
ولكل هذه الشبهات وغيرها جواب شافٍ في الكتاب والمذكور فليرجع إليه.
ثم إنه دخلت دوافع ومطامع شخصية كثيرة.. فمن هؤلاء من كان عاقبه عثمان بحد أو تعزير فنقم عليه، ومنهم من طمع في المال، ومنهم من أغراه لين عثمان ورحمته وإحسانه إليه، ومنهم من كان ناقماً على الدين مثل عبد الله بن سبأ اليهودي الذي ادعى الإسلام وهو الذي قاد هذه الفتنة من خلف الأستار، وثبت أنه جاء مع أهل مصر لقتل عثمان، وكان يرمز لنفسه بالموت الأسود، والسبئية اتباعه هم الذين كانوا سبباً في نشوب أكثر الفتن وظهور البدع والمقالات المخالفة للإسلام.
والله أعلم.

http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...twaId&Id=29774








 
قديم 09-06-14, 06:14 AM   رقم المشاركة : 16
بحار400
عضو ماسي







بحار400 غير متصل

بحار400 is on a distinguished road




من قتل عمار هم الخوارج الذين قتلوا سيدنا عثمان و واصلوا قتلهم علي و الفئة الباغية
http://www.dd-sunnah.net/forum/showt...11#post1740711







 
قديم 17-07-14, 02:18 AM   رقم المشاركة : 17
بحار400
عضو ماسي







بحار400 غير متصل

بحار400 is on a distinguished road


معركة صفين
كانت معركة صفين صراعَ عصبية (و ليس صراع مذهب) حيث برز بوضوح تفوق عصبية أهل الشام و بنو أمية على أهل العراقَين عراق العرب و عراق العجم.
فجيش العراق كان تحت قيادة أمير المؤمنين علي t، و هو القائد المغوار العارف بالحرب، و قد أمّره رسول الله r مرة على إحدى جيوش المسلمين في خيبر. و كان من قادته الأشتر النخعي من أشجع صناديد العرب و فرسانهم، و كان من قتلة عثمان. و كان جيشه أكبر من جيش الشام و يقدر بحوالي مئة ألف[1]، لكن فيهم العجم و الموالي و الأعراب و العصاة، و فيهم من بقي من قتلة عثمان. و كان ذلك الجيش مفرقاً لا تجمعه عصبية، بل يغلب عليه عصائب مفرقة متناحرة. و رغم أن علياً كان يحكم كل بلاد المسلمين عدا الشام، أي فارس و خرسان و الجزيرة و اليمن و العراق و مصر، إلا أن غالب جيشه كان من عصائب أهل العراق. و قد عاب عليه معاوية أن المهاجرين و الأنصار لم يكن منهم في جيشه إلا النذر اليسير. و لكن كان في جيشه من الصحابة أكثر مما كان في جيش معاوية.
و جيش الشام كان تحت قيادة معاوية بن أبي سفيان t. و كان معه عمرو بن العاص t العارف بالحرب، و قد أمّره رسول الله r مرة على إحدى جيوش المسلمين في ذات السلاسل و فيهم أبو بكر و عمر t. و كان جيشاً منظماً شديد الانضباط، حتى قال معاوية: «و الله ما أصبت الشام إلا بالطاعة»[2]. و كان جيشاً ذا عصبية قوية رغم قلة عدده[3]، فاستطاع أن يصمد أمام جيش جرار يقارب ضعفه.
بدأت مناوشات كثيرة بين الجيشين، ثم أرسل علي t إلى معاوية و قال له: «هل لك إلى أن نتهادن شهراً، و أن لا يحدث فيه قتال، لعل أن نتفاوض و نتفاهم؟». و كان الأمل في الصلح يحدو الجميع، حيث إن علياً t غير راغب في القتال أصلاً، فهو يريد أن يؤخر القتال قدر المستطاع و كذلك معاوية، فلم يكد يعرض عليه علي هذا الأمر حتى بادر معاوية بالموافقة على إيقاف القتال في شهر المحرم. فتوقف القتال تماماً و الجيشان في أماكنهما يتزاورون و يتسامرون في الليل. و لا غرابة في ذلك لأنه لم تكن بين الجيشين أحقاد، بل كان كل طرف ينافح عما يعتقده حقاً، و لأنهم كانو أهلاً من نفس القبائل و العشائر[4].
و انتهت الهدنة، فأمر علي جيشه بهجوم شديد عنيف[5]. و قد التزم كلٌ من الطرفين بأحكام قتال البغاة. قال أبو أمامة: «شهدت صفين، فكانو لا يجهزون على جريح، و لا يطلبون مُوَلّياً و لا يسلبون قتيلاً»[6]. و لم يكن الطرفان يكفّر بعضهما، لكن بعض الجند المتحمسين في جيش علي t كانو يلعنون و يكفرون الشاميين، فلا يلقى من قادته إلا النَّهْر و التّوبيخ[7]. و قال رجل يوم صفين: «اللهم العن أهل الشام». فقال علي: «لا تسب أهل الشام جمّاً غفيراً، فإن بها الأبدال، فإن بها الأبدال، فإن بها الأبدال»[8].
و احتدمت المعركة بضراوة شديدة حتى قـُتِل من الطرفين مقتلة عظيمة دون أن يتراجع أحد لأن كل طرف يظن أنه على حق، حتى قال الشعبي عن أهل صفين: «هم أهل الجنة، لقي بعضهم بعضاً فلم يفِرّ أحدٌ من أحد». و هذا مصداق لحديث رسول الله r الثابت بالصحيحين «لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان يقتل بينهما مقتلة عظيمة، و دعواهما واحدة». فلما قتل عمار بن ياسر t على يد أحد من جيش الشام، ارتاع عمرو بن العاص t لعلمه أنه تقتله الفئة الباغية كما جاء في الحديث الصحيح[9]، فاقترح على معاوية التحكيم فرضي بذلك. فأرسل معاوية رجلاً يحمل المصحف إلى علي و يقول: «بيننا و بينكم كتاب الله». فقال علي: «أنا أولى بذلك. بيننا كتاب الله». و توقف القتال و انسحب الفريقان.
و قد قتل من الفريقين فيما ذكره غير واحد سبعون ألفاً: خمسة و أربعون ألفاً من أهل الشام، و خمسة وعشرون ألفاً من أهل العراق[10]. كما قال رسول الله r: «لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان دعوتهما واحدة. فبينما هم كذلك، مرق منهما مارقة، تقتلهم أولى الطائفتين بالحق»[11]. قال الحافظ بن كثير: «فهذا الحديث من دلائل النبوة إذ قد وقع الأمر طبق ما أخبر به عليه الصلاة والسلام. و فيه الحكم بإسلام الطائفتين أهل الشام و أهل العراق لا كما يزعمه فرقة الرافضة و الجهلة الطـِّغام من تكفيرهم أهل الشام. و فيه أن أصحاب علي أدنى الطائفتين إلى الحق، و هذا هو مذهب أهل السنة و الجماعة: أن عليا هو المصيب، و إن كان معاوية مجتهداً و هو مأجور إن شاء الله. و لكن علي هو الإمام فله أجران، كما ثبت في صحيح البخاري من حديث عمرو بن العاص أن رسول الله r قال: إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ وَ إِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ».
فلم يُكفِّر علي t معاوية t و لا من من معه من أهل الشام أيضاً. فقد سئل علي عن قتال يوم صفين فقال: «قتلانا و قتلاهم في الجنة، و يصير الأمر إليّ و إلى معاوية»[12]. و كان علي إذا أتي بأسير يوم صفين أخذ دابته و سلاحه و أخذ عليه أن لا يعود و خلّى سبيله. و عن يزيد بن بلال قال: شهدت مع علي صفين فكان إذا أتي بالأسير قال: «لن أقتلك صبراً؛ إنّي أخاف الله رب العالمين»، و كان يأخذ سلاحه و يحلفه لا يقاتله و يعطيه أربعة دراهم. و يصف سالم بن عبيد الأشجعي –و هو صحابي شهد المعركة– موقف علي فيقول: «رأيت علياً بعد صفين و هو أخذ بيدي، و نحن نمشي في القتلى. فجعل علي يستغفر لهم حتى بلغ أهل الشام. فقلت له: «يا أمير المؤمنين إنّا في أصحاب معاوية!». فقال علي: «إنما الحساب عليّ و على معاوية»[13]. أي أنه يرى نفسه و معاوية مسؤولـَين عمّا حدث، و هما يحاسَبان على ذلك.
و عن المسيب بن نجبة قال: «كان علي آخذا بيدي يوم صفين فوقف على قتلى أصحاب معاوية فقال: يرحمكم الله، ثم مال إلى قتلى أصحابه فترحم عليهم بمثل ما ترحم على أصحاب معاوية. فقلت: يا أمير المؤمنين استحللت دماءهم ثم تترحم عليهم؟ قال: إن الله تعالى جعل قتلنا إياهم كفارة لذنوبهم».
و كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب t يقول في ليالي صفين: «لله درّ مقام عبد الله بن عمر و سعد بن مالك –و هما ممن اعتزل الفتنة– إنْ كان برّاً إنّ أجره لعظيم، و إن كان إثماً إنّ خطره ليسير»، قال إبن تيمية: «و تواترت الآثار بكراهته الأحوال في آخر الأمر، و رؤيته اختلاف الناس و تفرّقهم، و كثرة الشر، الذي أوجب أنّه لو استقبل من أمره ما استدبر، ما فعل ما فعل»[14].
فلما رجع علي من صفين، عَلِمَ أنّه لا يَملكُ أبداً، فتكلّم بأشياء كان لا يتكلم بها، و حدّثَ بأحاديث كان لا يتحدث بها، فقال فيما يقول: «أيها الناس؛ لا تكرهو إمارة معاوية! و الله لو فقدتموه لرأيتم الرؤوس تندر[15] من كواهلها كالحنظل»[16].
و ما حصل من قتال بين علي و معاوية لم يكن يريده واحد منهما، بل كان في الجيش من أهل الأهواء من يحرص على القتال، الأمر الذي أدى إلى نشوب تلك المعركة الطاحنة، و خروج الأمر من يد علي و معاوية رضي الله عنهما[17]. و أكثر الذين كانو يختارون القتال من الطائفتين لم يكونو يطيعون لا علياً و لا معاوية. و كان علي و معاوية –رضي الله عنهما– أطلب لكف الدماء من أكثر المتقاتلين، لكن غـُلِبا فيما وقع. و الفتنة إذا ثارت، عجز الحكماء عن إطفاء نارها.
و لذلك رحّب كلاهما بمبدأ تحكيم كتاب الله في نزاعهم بينهم. و أما ما يدندن عليه بعض المؤرخين من أن علياً لم يكن راغباً لا في التحكيم و لا بحقن دماء المسلمين، فهذا كذب صريح عليه. بل الثابت الصحيح أن علياً t قبل الصلح من تلقاء نفسه. و كذلك إسطورة التحكيم التي حصلت فيما بعد في أن أبا موسى الأشعري خلع علياً كما يخلع خاتمه بينما رفض عَمْر بن العاص أن يخلع معاوية، و أن النتيجة كانت أن أعلن معاوية الخلافة، فهذا كلام ظاهر البطلان، و الروايات الصحيحة تردّه. و من المستغرب فعلاً أن يردّد المؤرخون في كتبهم مثل تلك الأساطير. فمعاوية لم يدَّع الخلافة إلا بعد تنازل له عنها الحسن بن علي[18]. يقول إبن تيمية: «معاوية لم يَدَّعِ الخلافة، و لم يُبايَع له بها، حتى قـُتِـل علي. فلم يُقاتل على أنه خليفة، و لا أنه يستحقها، و كان يُقرُّ بذلك لمن يسأله»[19].
و القصة الحقيقية لحادثة رفع المصاحف هي ما أخرجه الإمام أحمد عن أبي وائل قال: كنا بصفين. فلما استحر القتل بأهل الشام، اعتصمو بتل. فقال عمرو بن العاص لمعاوية: «أرسل إلى علي بمصحف و ادعه إلى كتاب الله، فإنه لن يأبى عليك». فجاء به رجل فقال: «بيننا و بينكم كتاب الله ]ألم تر إلى الذين أوتو نصيباً من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم و هم معرضون[[20]». فقال علي: «نعم. أنا أولى بذلك[21]. بيننا و بينكم كتاب الله». فجاءته الخوارج –و نحن ندعوهم يومئذ القراء– و سيوفهم على عواتقهم، فقالو: «يا أمير المؤمنين. ما تنتظر بهؤلاء القوم الذين على التل؟ ألا نمشي إليهم بسيوفنا حتى يحكم الله بيننا و بينهم؟»[22]. فأشار عليهم كبار الصحابة بمطاوعة علي و أن لا يخالف ما يشير به لكونه أعلم بالمصلحة. و ذكر لهم سهل بن حنيف t ما وقع لهم بالحديبية و أنهم رأو يومئذ أن يستمرو على القتال و يخالفو ما دُعُو إليه من الصلح، ثم ظهر أن الأصلح هو الذي كان شرع النبي r فيه[23].


[1] تاريخ خليفة (ص193) بسند حسن. و قد خرج هذا الجيش في بداية ذي الحجة من سنة (36هـ).
[2] البداية و النهاية.
[3] كان سبعين ألفاً على أصح الروايات. مصنف ابن أبي شيبة (15/295) بإسناد حسن.
[4] المنتظم لابن الجوزي (5/117-118).
[5] المنتظم لابن الجوزي (5/118).
[6] إرواء الغليل (8/114)، و المستدرك (2/155)، و البيهقي في سننه (8/182)، و طبقات ابن سعد (7/411).
[7] مصنف ابن أبي شيبة (15/294).
[8] حدثنا معمر عن الزهري عن عبد الله بن صفوان قال: قال رجل يوم صفين... الحديث. إنظر مصنف عبد الرزاق (11/249)، و الفتن لنعيم بن حماد (1\235). و كذلك أخرجه أحمد في فضائل الصحابة (2\905). حديث صحيح مرسل.
[9] كان كثير من أهل الشام يتأمّل أن ينضمّ عمار بن ياسر إليهم، أو على الأقل أن لا يكون قتله على يدِ أحدٍ منهم. و لذلك كان جنود الشام يفرُّون منه حتى لا يقتله أحد منهم.
[10] قدر محمد بن سيرين عدد القتلى في هذه المعركة بحوالي سبعين ألف رجل. كان منهم خمس و أربعين ألف شخص من جيش الشام، أي كان نصف الجيش قد فني فما قدِرو على عدّهم إلا بالقصب، وضعو على كل إنسان قصبة، ثم عدُّو القصب. الذهبي في تاريخ الإسلام - عهد الخلفاء الراشدين (ص545)، و معجم البلدان (3/414-415)، و مصنف ابن أبي شيبة (15/295) بإسناد حسن من مرسل ابن سيرين، و هو من أصح المراسيل. و تاريخ خليفة (ص194) مختصراً.
[11] رواه الثوري عن ابن جدعان عن أبي نضرة عن أبي سعيد. و له شواهد في الصحيحين و هو صحيح.
[12] المعجم الكبير للطبراني (19/307). و في رواية الذهبي: قال علي «قتلاي و قتلى معاوية في الجنة». سير أعلام النبلاء (3\144)
[13] مصنف ابن أبي شيبة (15/303)
[14] منهاج السنة (6/209).
[15] تندر: أي تسقط.
[16] قال إبن تيمية: «و قد رُوِيَ هذا عن علي –رضي الله عنه– من وجهين أو ثلاثة». منهاج السنة (6\209).
[17] أشراط الساعة ليوسف الوابل (ص103).
[18] هناك رواية مقطوعة في تاريخ الطبري (3\166) عن سعيد بن عبد العزيز قال: « كان علي عليه السلام يدعى بالعراق أمير المؤمنين، و كان معاوية يدعى بالشام الأمير. فلما قُتِل علي عليه السلام، دُعي معاوية أمير المؤمنين». فمن المحتمل جداً أن يكون معاوية دعى نفسه للخلافة في القدس بعد وفاة علي بن أبي طالب و قبل تنازل الحسن له عنها. و السؤال هنا: من كانت خلافته قبل: الحسن أم معاوية؟ فإن كانت خلافة معاوية أولاً بطلت خلافة الحسن. و إن كانت خلافة الحسن أولاً صحّت خلافة معاوية بعد أن تنازل الحسن له عنها فقط. و لم أقع على رواية صحيحة تحسم الموقف.
[19] مجموع الفتاوى ( 35/72).
[20] (آل عمران:23).
[21] أي بالإجابة إذا دعيت إلى العمل بكتاب الله لأنني واثق بأن الحق بيدي.
[22] إنظر تمام قول سهل بن حنيف t في مسند أحمد (3\485)، فقد اختصرته هنا.
[23] إنظر فتح الباري (8\588).







 
قديم 17-07-14, 02:25 AM   رقم المشاركة : 18
بحار400
عضو ماسي







بحار400 غير متصل

بحار400 is on a distinguished road


حقيقة الخلاف بين الصحابة في معركتي الجمل وصفين وقضية التحكيم (3)
د.علي بن محمد الصلابي


المصدر: موقع الاسلام اليوم

رابعًا: خروج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب إلى الكوفة:
لم يكن الصحابة – رضي الله عنهم – في المدينة يؤيدون خروج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من المدينة؛ فقد تبين ذلك حينما همّ عليّ بالنهوض إلى الشام، ليزور أهلها وينظر ما هو رأي معاوية وما هو صانع(1), فقد كان يرى أن المدينة لم تعدُ تمتلك المقومات التي تملكها بعض الأمصار في تلك المرحلة فقال: إن الرجال والأموال بالعراق (2), فلما علم أبو أيوب الأنصاري – رضي الله عنه – بهذا الميل قال للخليفة: يا أمير المؤمنين، أقمت بهذه البلاد لأنها الدرع الحصينة، ومهاجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبها قبره ومنبره ومادة الإسلام، فإن استقامت لك العرب كنت كمن كان، وإن تشغب عليك قوم رميتهم بأعدائهم، وإن أُلجئت حينئذ إلى السير سرت وقد أُعذرت..، فأخذ الخليفة بما أشار به أبو أيوب، وعزم المقامة بالمدينة، وبعث العمال على الأمصار(3). ولكن حدث كثير من المستجدات السياسية التي أرغمت الخليفة على مغادرة المدينة، وقرر الخروج للتوجه إلى الكوفة ليكون قريبًا..من أهل الشام(4), وأثناء استعداده للخروج، بلغه خروج عائشة وطلحة والزبير إلى البصرة (5), فاستنفر أهل المدينة ودعاهم إلى نصرته، وحدث تثاقل من بعض أهل المدينة بسبب وجود الغوغاء في جيش علي، وطريقة التعامل معهم، فكان كثير من أهل المدينة يرون أن الفتنة ما زالت مستمرة، فلابد من التروي حتى تنجلي الأمور أكثر، وهم يقولون: لا والله ما ندري كيف نصنع، فإن هذا الأمر لمشتبه علينا، ونحن مقيمون حتى يضيء لنا ويسفر.. وروى الطبري أن عليًا – رضي الله عنه – خرج في تعبئته التي كان تعبّى بها إلى الشام، وخرج معه من نشط من الكوفيين والبصريين متخففين في سبعمائة رجل(6), والأدلة على تثاقل كثير من أهل المدينة عن إجابة أمير المؤمنين للخروج كثيرة، منها: خطب الخليفة التي شكا فيها من هذا التثاقل (7), وظاهرة اعتزال كثير من الصحابة بعد مقتل عثمان كما اتضح ذلك، كما أن رجالاً من أهل بدر لزموا بيوتهم بعد مقتل عثمان فلم يخرجوا إلاّ إلى قبورهم (8). وقد عبر أبو حميد الساعدى الأنصاري – وهو بدري – عن ألمه لمقتل الخليفة عثمان فقال: اللهم إن لك عليّ ألاّ أضحك حتى ألقاك (9). فقد كانوا يعدون الخروج من المدينة في تلك المرحلة يقود إلى الانزلاق في الفتنة التي يخشون عواقبها(10), على سلامة ما مضى لهم من جهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم (11) , وما سبق ذكره لا يعني أنه لم يشارك أحد من الصحابة في مسيرة الخليفة، بل شارك البعض، لكنهم كانوا قليلاً، قال الشعبي: لم يشهد موقعة الجمل من أصحاب رسول الله غير عليّ وعمّار وطلحة والزبير، فإن جاؤوا بخامس فأنا كذاب(12) , وفي رواية: من حدثك أنه شهد الجمل ممن شهد بدرًا أكثر من أربعة نفر فكذبه؛ كان علي وعمار في ناحية وطلحة والزبير في ناحية(13) , وفي رواية: لم ينهض مع علي إلى البصرة غير ستة نفر من البدريين ليس لهم سابع(14) .
وبهذا يكون المقصود في الرواية السابقة من الصحابة أهل بدر، وعلى كل حال فإن من شارك في الفتنة من الأنصار قليل. قال ابن سيرين والشعبي: وقعت الفتنة بالمدينة وأصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أكثر من عشرة آلاف، فما يعدون من خف فيها عشرين رجلاً؛ فسُمّيت حرب علي وطلحة والزبير وصفين فتنة(15), فيتضح مما سبق أن عدد الصحابة الذين خرجوا مع الخليفة علي إلى البصرة كان قليلاً، ولا يمكن الجزم بمشاركتهم في حرب الجمل، فمع شدة تلك الموقعة وكثرة أحداثها لم تذكر المصادر مشاركات الصحابة فيها أو شهداء أو جرحى(16) . إن إحدى الروايات تقول: خرج معه من نشط من الكوفين والبصريين متخففين في سبعمائة رجل(17). والذي يظهر من هذه الرواية أنها أقرب إلى واقع تلك المرحلة، وأكثر انسجامًا مع سير الأحداث، ومع موقف أهل المدينة الذي كان يتراوح بين الميل للعزلة والتثاقل عن المشاركة في الأحداث(18) .
1- نصيحة عبد الله بن سلام لأمير المؤمنين عليّ: حاول عبد الله بن سلام صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يثني عزم أمير المؤمنين عليّ عن الخروج، فأتاه وقد استعد للمسير، وأظهر له خوفه عليه، ونهاه أن يقدم على العراق قائلاً: أخشى أن يصيبك ذباب السيف، كما أخبره بأنه لو ترك منبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلن يراه أبدًا، كان عليّ يعلم هذه الأشياء من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: وأيم الله لقد أخبرني به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولكن من مع عليّ من البصريين والكوفيين بلغت بهم الجرأة أن قالوا لعليّ: دعنا فلنقتله، فقد أصبح قتل المسلمين ممن يقف في طريقهم، أو يحسون بخطره على حياتهم بالقول أو العمل أمرًا هينًا لا يرون به بأسًا، وفي قولهم وتهجمهم هذا ما يدل على قلة الورع وعدم إنزال الصحابة الكرام منازلهم التي أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الناس بعده بها، ولكن عليًا – رضي الله عنه – نهاهم قائلاً: إن عبد الله بن سلام رجل صالح(19) .
2- نصيحة الحسن بن عليّ لوالده: خرج أمير المؤمنين من المدينة وعندما بلغ الربذة(20) عسكر فيها بمن معه، ووفد عليه عدد من المسلمين بلغوا المائتين(21), وفي الربذة قام إليه ابنه الحسن – رضي الله عنهما – وهو باكٍ لا يخفي حزنه وتأثره على ما أصاب المسلمين من تفرق واختلاف، وقال الحسن لوالده: قد أمرتك فعصيتني، فتُقتل غدًا بمضيعة لا ناصر لك، فقال علي: إنك لا تزال تخن(22) خنين الجارية، وما الذي أمرتني فعصيتك؟ قال: أمرتك يوم أحيط بعثمان – رضي الله عنه – أن تخرج من المدينة فيُقتل ولست بها، ثم أمرتك يوم قُتل ألا تبايع حتى يأتيك وفود أهل الأمصار والعرب وبيعة كل مصر، ثم أمرتك حين فعل هذان الرجلان ما فعلا أن تجلس في بيتك حتى يصطلحوا، فإن كان الفساد كان على يدي غيرك، فعصيتني في ذلك كله. قال: أي بني، أما قولك: لو خرجت من المدينة حين أُحيط بعثمان، فو الله لقد أُحيط بنا كما أُحيط به، وأما قولك: لا تبايع حتى تأتى بيعة الأمصار، فإن الأمر أمر أهل المدينة، وكرهنا أن يضيع هذا الأمر، وأما قولك حين خرج طلحة والزبير، فإن ذلك كان وهنًا على أهل الإسلام، والله ما زلت مقهورًا مذ وليت، منقوصًا لا أصل إلى شيء مما ينبغي، وأما قولك: اجلس في بيتك، فكيف لي بما قد لزمني، أو من تريدني؟ أتريدني أن أكون مثل الضبع التي يُحاط بها، ويقال: دباب دباب(23) , ليست ههنا حتى يُحلّ عرقوباها ثم نُخرج، وإذا لم أنظر فيما لزمني من هذا الأمر ويعنيني، فمن ينظر فيه؟ فكفّ عنك أي بني(24) . كان موقف أمير المؤمنين علي حازمًا في هذه المشكلة، وواضحًا، ولم يستطع أحد أن يثنيه عن عزمه. وأرسل علي -رضي الله عنه- من الربذة يستنفر أهل الكوفة، ويدعوهم إلى نصرته، وكان الرسولان محمد بن أبى بكر الصديق، ومحمد بن جعفر، ولكنهما لم ينجحا في مهمتهما؛ إذ إن أبا موسى الأشعري والي الكوفة من قبل علي، ثبّط الناس ونهاهم عن الخروج والقتال في الفتنة، وأسمعهم ما سمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من التحذير من الاشتراك في الفتنة(25) , فأرسل علي بعد ذلك هاشم بن عتبة بن أبى وقاص، ففشل في مهمته، لتأثير أبى موسى عليهم(26) .
3- استنفار أمير المؤمنين علي لأهل الكوفة من ذي قار(27) : تحرك علي بجيشه إلى ذي قار فعسر به بعد ثماني ليال من خروجه من المدينة، وهو في تسعمائة رجل تقريبًا(28) , فبعث للكوفة في هذه المرة عبد الله بن عباس فأبطؤوا عليه، فأتبعه بعمار بن ياسر والحسن بن علي، وعزل أبا موسى الأشعري، واستعمل قرظة بن كعب بدلاً منه(29) . وكان للقعقاع دور عظيم في إقناع أهل الكوفة، فقد قام فيهم وقال: إني لكم ناصح وعليكم شفيق، وأحب أن ترشدوا، ولأقولن لكم قولاً هو الحق،... والقول الذي هو القول إنه لابد من إمارة تنظم الناس وتنزع الظالم، وتعز المظلوم، وهذا عليّ يلي ما ولي، وقد أنصف في الدعاء، وإنما يدعو إلى الإصلاح، فانفروا وكونوا في هذا الأمر بمرأى ومسمع(30) . وكان للحسن بن على أثر واضح، فقد قام خطيبًا في الناس وقال: أيها الناس، أجيبوا دعوة أميركم، وسيروا إلى إخوانكم، فإنه سيوجد لهذا الأمر من ينفر إليه، والله لأن يليه أولو النهى(31) أمثل في العاجلة وخير من العاقبة، فأجيبوا دعوتنا وأعينونا على ما ابتلينا به وابتليتم(32) . ولبّى كثير من أهل الكوفة وخرجوا مع عمار والحسن إلى على ما بين سبعة إلى سبة آلاف رجل، ثم انضم إليهم من أهل البصرة ألفان من عبد القيس، ثم توافدت عليه القبائل إلى أن بلغ جيشه عند حدوث المعركة اثني عشر ألف رجل تقريبًا(33) . وعندما التقى أهل الكوفة بأمير المؤمنين علي بذي قار قال لهم: يا أهل الكوفة، أنتم وليتم شوكة العجم وملوكهم وفضضتم جموعهم، حتى صارت إليكم مواريثهم، فأعنتم حوزتكم، واغتنم الناس على عدوهم، وقد دعوتكم لتشهدوا معنا إخواننا من أهل البصرة، فإن يرجعوا فذاك ما نريد، وإن يلجوا داويناهم بالرفق، وبايناهم حتى يبدؤونا بظلم، ولن ندع أمرًا فيه صلاح إلاّ آثرناه على ما فيه الفساد إن شاء الله، ولا قوة إلاّ بالله(34) .
4- اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية: وهذا القول ينطبق على حال الصحابة في هذه الفتنة، فمع اختلافهم في الرأي، لم يدخل قلب أحد الضَّغن على أخيه، وإليك هذه القصة التي حدثت بالكوفة، فقد روى البخاري عن أبى وائل قال: دخل أبو موسى الأشعري، وأبو مسعود وعقبة بن عمرو الأنصاري على عمّار حين بعثه عليّ إلى أهل الكوفة يستنفرهم، فقالا: ما رأيناك أتيت أمرًا أكره عندنا من إسراعك في هذا الأمر منذ أسلمت. فقال عمار: ما رأيت منكما منذ أسلمتما أمرًا أكره عندي من إبطائكما في هذا الأمر.. وفي رواية: فقال أبو مسعود – وكان موسرًا -: يا غلام هات حلتين فأعط إحداهما أبا موسى، والأخرى عمارًا، وقال: روحا فيه إلى الجمعة(35) . فأنت ترى أبا مسعود وعمارًا وكلاهما يرى الآخر مخطئًا ومع ذلك فأبو مسعود يكسو عمارًا حلة ليشهد بها الجمعة؛ لأنه كان بثياب السفر وهيئة الحرب، فكره أبو مسعود أن يشهد الجمعة في تلك الثياب، وهذا تصرف يدل على غاية الود، مع أن كليهما جعل تصرف صاحبه نحو الفتنة عيبًا، فعمّار يرى إبطاء أبي موسى وأبي مسعود عن تأييد علي عيبًا، وأبو موسى وأبو مسعود رأيا إسراع عمّار في تأييد أمير المؤمنين علي عيبًا، وكلاهما له حجته التي اقتنع بها؛ فمن أبطأ فذلك لما ظهر لهم من ترك مباشرة القتال في الفتنة، تمسكًا بالأحاديث الواردة في ذلك، وما في حمل السلاح على المسلم من الوعيد، وكان عمّار على رأى عليّ في قتال الباغين والناكثين، والتمسك بقوله تعالى: (فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي) [الحجرات:9] وحمل الوعيد الوارد في القتال على من كان متعديًا على صاحبه، وكلا الفريقين لم يكن حريصًا على قتل صاحبه، ويتعلق الطرفان بأدنى سبب لمنع الاشتجار قبل أن يقع، ومضي الالتحام إن وقع، لأن الطرفين كانا كارهين الاقتتال(36) .
5- تساؤلات على الطريق:
أ- ما سأله أبو رفاعة بن رافع بن مالك العجلان الأنصاري لما أراد الخروج من الرّبذة، فقال: يا أمير المؤمنين، أي شيء تريد؟ وإلى أين تذهب بنا؟ فقال: أما الذي نريد وننوي فالإصلاح، إن قبلوا منا وأجابونا إليه، قال: فإن لم يجيبونا إليه؟ قال: ندعهم بعذرهم ونعطيهم الحق ونصبر، قال: فإن لم يرضوا؟ قال: ندعهم ما تركونا، قال: فإن لم يتركونا؟ قال: امتنعنا منهم، قال: فنعم إذًا. فسمع تلك السلسلة من الأسئلة والإجابات فاطمأن إليها وارتاح لها، وقال: لأرضينك بالفعل كما أرضيتني بالقول، وقال: دراكها دراكها قبل الفوتوانفر بنا واسْمُ بنا نحو الصوتلا وَألَتْ نفسي إن هبت الموت(37)
ب- أهل الكوفة يسألون عليًا بمن فيهم الأعور بن بنان المنقري: لما قدم أهل الكوفة إلى أمير المؤمنين رضي الله عنه فيِ ذي قار، قام إليه أقوام من أهل الكوفة يسألونه عن سبب قدومهم، فقام إليه فيمن قام الأعور بن بُنان المنْقرىّ، فقال له علي رضي الله عنه: عليَّ الإصلاح وإطفاء النائرة(38) , لعل الله يجمع شمل هذه الأمة بنا ويضع حربهم، وقد أجابوني، قال: فإن لم يجيبونا؟ قال: تركناهم ما تركونا. قال: فإن لم يتركونا؟ قال: دفعناهم عن أنفسنا، قال: فهل لهم مثل ما عليهم من هذا؟ قال: نعم(39) .
جـ- أبو سلامة الدألانى، ممن سأل أمير المؤمنين رضي الله عنه فقال: أترى لهؤلاء القوم حجّة فيما طلبوا من هذا الدم، إن كانوا أرادوا الله عز وجل بذلك؟ قال: نعم. قال: فترى لك حجة بتأخيرك ذلك؟ قال: نعم، إنّ الشيء إذا كان لا يدرك فالحكم فيه أحوطه وأعمّه نفعًا، قال: فما حالنا وحالهم إن ابتلينا غدًا؟ قال: إني لأرجو ألاّ يُقتل أحد نقّى قلبه لله منّا ومنهم إلاّ أدخله الله الجنة(40) .
د- وسأل مالك بن حبيب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فقال: ما أنت صانع إذا لقيت هؤلاء القوم؟ قال: قد بان لنا ولهم أن الإصلاح، الكفّ عن هذا الأمر، فإن بايعونا فذلك، فإن أبوا وأبينا إلاّ القتال فصَدْع لا يلتئم، قال: فإن ابتلينا فما بال قتلانا؟ قال: من أراد الله -عز وجل- نفعه ذلك وكان نجاءه(41) .
إن هدف أمير المؤمنين الإصلاح وإطفاء الفتنة، وإن القتال ليس واردًا في تدابيره؛ لأنه إن حصل، فهو داء لا يُرجى شفاؤه، أما من يقتل بين الطرفين فهو مرهون بنيّته، سواء قاتل مع أمير المؤمنين أو قاتل ضده، وبذلك يقرر أمير المؤمنين أن المسلمين الذين خرجوا في هذا الأمر، بعد استشهاد عثمان – رضي الله عنه – يبتغون الإصلاح والقضاء على الفتنة مجتهدون، وأجرهم على قدر إخلاص نواياهم ونقاء قلوبهم(42) .
خامسًا: محاولات الصلح:
قبل أن يتحرك علي -رضي الله عنه- بجيشه نحو البصرة أقام في ذي قار أيامًا، وكان غرضه – رضي الله عنه – القضاء على هذه الفرقة والفتنة بالوسائل السلمية، وتجنيب المسلمين شر القتال والصدام المسلح بكل ما أُوتي من قوة وجهد، وكذلك الحال بالنسبة لطلحة والزبير، وقد اشترك في محاولات الصلح عدد من الصحابة وكبار التابعين ممن اعتزلوا الأمر، منهم:
1- عمران بن حصين رضي الله عنه: فقد أرسل في الناس يخذل الفريقين جميعًا، ثم أرسل إلى بنى عدي – وهم جمع كبير انضموا للزبير – فجاء رسوله وقال لهم في مسجدهم: أرسلني إليكم عمران بن حصين صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينصحكم ويحلف بالله الذي لا إله إلاّ هو لأن يكون عبدًا حبشيًّا مجدعًا يرعى أعنزًا في رأس جبل حتى يدركه الموت، أحب إليه من أن يرمي في أحد من الفريقين بسهم أخطأ أو أصاب، فأمسكوا فدى لكم أبي وأمي. فقال القوم: دعنا منك، فإنا والله لا ندع ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم لشيء(43) أبدًا.
2- كعب بن سور: أحد كبار التابعين، فقد بذل كل جهد، وكلف نفسه فوق طاقتها، وقام بدور يعجز عنه كثير من الرجال، فقد استمر في محاولة الصلح إلى أن وقع المحذور، وذهب ضحية جهوده؛ إذ قُتل وهو بين الصفين يدعو هؤلاء ويدعو هؤلاء إلى تحكيم كتاب الله وكف السلاح(44) .
3- القعقاع بن عمرو التميمي: أرسل أمير المؤمنين عليّ القعقاع بن عمرو التميمي -رضي الله عنهما- في مهمة الصلح إلى طلحة والزبير، وقال: القَ هذين الرجلين، فادعهما إلى الألفة والجماعة، وعظّم عليهما الاختلاف والفرقة. وذهب القعقاع إلى البصرة، فبدأ بعائشة – رضي الله عنها- وقال لها: ما أقدمك يا أماه إلى البصرة؟ قالت له: يا بني، من أجل الإصلاح بين الناس. فطلب القعقاع منها أن تبعث إلى طلحة والزبير ليحضرا، ويكلمهما في حضرتها وعلى مسمع منها.
* محاورة القعقاع لطلحة والزبير: ولما حضرا سألهما عن سبب حضورهما، فقالا كما قالت عائشة: من أجل الإصلاح بين الناس. فقال لهما: أخبراني ما وجه هذا الإصلاح؟ فو الله لئن عَرفناه لنصلحنَّ معكم، ولئن أنكرناه لا نصلح، قالا له: قتلة عثمان، رضي الله عنه، ولابد أن يُقتلوا، فإن تُركوا دون قصاص كان هذا تركًا للقرآن، وتعطيلاً لأحكامه، وإن اقُتصَّ منهم كان هذا إحياء للقرآن. قال القعقاع: لقد كان في البصرة ستُّمائة من قتلة عثمان وأنتم قتلتموهم إلاّ رجلاً واحدًا، وهو حرقوص بن زهير السعدي، فلما هرب منكم احتمى بقومه من بنى سعد، ولما أردتم أخذه منهم وقَتْله منعكم قومه من ذلك، وغضب له ستة آلاف رجل اعتزلوكم، ووقفوا أمامكم وقفة رجل واحد، فإنه تركتم حرقوصًا ولم تقتلوه، كنتم تاركين لما تقولون وتنادون به وتطالبون عليًا به، وإن قاتلتم بنى سعد من أجل حرقوص، وغلبوكم وهزموكم وأديلوا عليكم، فقد وقعتم في المحذور، وقوَّيتموهم، وأصابكم ما تكرهون، وأنتم بمطالبتكم بحرقوص أغضبتم ربيعة ومضر، من هذه البلاد، حيث اجتمعوا على حربكم وخذلانكم، نصرة لبنى سعد، وهذا ما حصل مع علي، ووجود قتلة عثمان في جيشه.
* الحل عند القعقاع: التأني والتسكين ثم القصاص: تأثرت أمُّ المؤمنين ومن معها بمنطق القعقاع وحجته المقبولة؛ فقالت له: فماذا تقول أنت يا قعقاع؟ قال: أقول: «هذا أمر دواؤه التسكين، ولابد من التأني في الاقتصاص من قتلة عثمان، فإذا انتهت الخلافات، واجتمعت كلمة الأمة على أمير المؤمنين تفرغ لقتلة عثمان، وإن أنتم بايعتم عليًا(45) واتفقتم معه، كان هذا علامة خير، وتباشير رحمة، وقدرة على الأخذ بثأر عثمان، وإن أنتم أبيتم ذلك، وأصررتم على المكابرة والقتال كان هذا علامة شر، وذهابًا لهذا الملك، فآثروا العافية ترزقوها، وكونوا مفاتيح خير كما كنتم أولاً، ولا تُعرَّضونا للبلاء، فتتعرضوا له، فيصرعنا الله وإياكم، وأيم الله إني لأقول هذا وأدعوكم إليه، وإني لخائف ألاّ يتم، حتى يأخذ الله حجته من هذه الأمة التي قلَّ متاعها، ونزل بها ما نزل، فإنّ ما نزل بها أمر عظيم، وليس كقتل الرجل الرجل، ولا قتل النفر الرجل، ولا قتل القبيلة القبيلة». اقتنعوا بكلام القعقاع المقنع الصادق المخلص، ووافقوا على دعوته إلى الصلح، وقالوا له: قد أحسنت وأصبت المقالة، فارجع، فإن قدم علي، وهو على مثل رأيك، صلح هذا الأمر إن شاء الله. عاد القعقاع إلى علي في «ذي قار» وقد نجح في مهمته، وأخبر عليًا بما جرى معه، فأُعجب علي بذلك، وأوشك القوم على الصلح، كرهه من كرهه، ورضيه من رضيه(46) .
* بشائر الاتفاق بين الفريقين: لما عاد القعقاع وأخبره بما فعل، أرسل عليّ -رضي الله عنه- رسولين(47) إلى عائشة والزبير ومن معهما يستوثق مما جاء به القعقاع بن عمرو، فجاءا عليًا، بأنه على ما فارقنا عليه القعقاع فأقدم، فارتحل عليّ حتى نزل بحيالهم، فنزلت القبائل إلى قبائلهم، مضر إلى مضر، وربيعة إلى ربيعة، واليمن إلى اليمن، وهم لا يشكون في الصلح، فكان بعضهم بحيال بعض، وبعضهم يخرج إلى بعض، ولا يذكرون ولا ينوون إلاّ الصلح(48) , وكان أمير المؤمنين علي -رضي الله عنه- لما نوى الرحيل قد أعلن قراره الخطير: ألا وإني راحل غدًا فارتحلوا – يقصد إلى البصرة – ألا ولا يرتحلن غدًا أحد أعان على عثمان بشيء في شيء من أمور الناس(49) .
سادسًا: نشوب القتال:
1- دور السبئية في نشوب الحرب: كان في عسكر علي -رضي الله عنه- من أولئك الطغاة الخوارج الذين قتلوا عثمان، من لم يُعرف بعينه، ومن تنتصر له قبيلته، ومن لم تقم عليه حجة بما فعله، ومن في قلبه نفاق لم يتمكن من إظهاره(50) , وحرص أتباع ابن سبأ على إشعال الفتنة وتأجيج نيرانها حتى يفلتوا من القصاص(51) . فلما نزل الناس منازلهم واطمأنوا، خرج علي وخرج طلحة والزبير، فتوافقوا وتكلموا فيما اختلفوا فيه فلم يجدوا أمرًا، هو أمثل من الصلح وترك الحرب حين رأوا أن الأمر أخذ في الانقشاع، فافترقوا على ذلك، ورجع عليّ إلى عسكره، ورجع طلحة والزبير إلى عسكرهما، وأرسل طلحة والزبير إلى رؤساء أصحابهما، وأرسل علي إلى رؤساء أصحابه، ماعدا أولئك الذين حاصروا عثمان – رضي الله عنه – فبات الناس على نية الصلح والعافية وهم لا يشكون في الصلح، فكان بعضهم بحيال بعض، وبعضهم يخرج إلى بعض، لا يذكرون ولا ينوون إلاّ الصّلح. وبات الذين أثاروا الفتنة بشر ليلة باتوها قط؛ إذ أشرفوا على الهلاك، وجعلوا يتشاورون ليلتهم كلها، وقال قائلهم: أما طلحة والزبير فقد عرفنا أمرهما، وأما علي فلم نعرف أمره حتى كان اليوم؛ وذلك حين طلب من الناس أن يرتحلوا في الغد، ولا يرتحل معه أحد أعان على عثمان بشيء، ورأى الناس فينا – والله – واحد، وإن يصطلحوا مع علي فعلى دمائنا(52) . وتكلم ابن السوداء عبد الله بن سبأ – وهو المشير فيهم – فقال: يا قوم إن عزّكم في خلطة الناس فصانعوهم، وإذا التقى الناس غدًا فانشبوا القتال، ولا تفرغوهم للنظر، فإذا من أنتم معه لا يجد بدًا من أن يمتنع، ويشغل الله عليًا وطلحة والزبير ومن رأى رأيهم عما تكرهونه، فأبصروا الرأي وتفرقوا عليه والناس لا يشعرون(53) . فاجتمعوا على هذا الرأي بإنشاب الحرب في السّر، فغدوا في الغلس وعليهم ظلمة، وما يشعر بهم جيرانهم، فخرج مضريّهم إلى مضريهم، وربيعيهم إلى ربيعيّهم، ويمانيهم إلى يمانيّهم، فوضعوا فيهم السيوف، فثار أهل البصرة، وثار كل قوم في وجوه الذين باغتوهم، وخرج الزبير وطلحة في وجوه الناس من مصر، فبعثا إلى الميمنة، وهم ربيعة يرأسها عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، والميسرة، يرأسها عبد الرحمن بن عتّاب بن أسيد وثبتا في القلب، فقالا: ما هذا؟ قالوا: طرقنا أهل الكوفة ليلاً، فقالا: ما علمنا أن عليًا غير منته حتى يسفك الدّماء ويستحل الحرمة، وإنه لن يطاوعنا، ثم رجعا بأهل البصرة، وقصف أهل البصرة أولئك حتى ردّوهم إلى عسكرهم(54) , فسمع علي وأهل الكوفة الصوت، وقد وضع السبئية رجلاً قريبًا من علي ليخبره بما يريدون، فلما قال: ما هذا؟ قال ذلك الرجل: ما فجئنا إلاّ وقوم منهم بيتونا فرددناهم، وقال عليّ لصاحب ميمنته: ائت الميمنة، وقال لصاحب ميسرته: ائت الميسرة، والسبئية لا تفتر إنشابًا(55). وعلى الرغم من تلك البداية للمعركة فإن الطرفين ما لبثا يملكان الرويّة حتى تتضح الحقيقة، فعلي ومن معه يتفقون على ألاّ يبدؤوا بالقتال حتى يبدؤوا طلبًا للحجة واستحقاقًا على الآخرين بها، وهم مع ذلك لا يقتلون مدبرًا، ولا يجهزون على جريح، ولكن السبئية لا تفتر إنشابًا(56), وفي الجانب الآخر ينادى طلحة وهو على دابته وقد غشيه الناس فيقول: يا أيها الناس أتنصتون؟ فجعلوا يركبونه ولا ينصتون، فما زاد أن قال: أف أف فراش نار وذبان طمع(57) , وهل يكون فراش النار وذبان الطمع غير أولئك السبئية؟ بل إن محاولات الصلح لتجري حتى آخر لحظة من لحظات المعركة.
ومن خلال هذا العرض يتبين أثر ابن سبأ وأعوانه «السبئية» في المعركة ويتضح – بما لا يدع مجالاً للشك – حرص الصحابة – رضي الله عنهم – على الإصلاح وجمع الكلمة؛ وهذا هو الحق الذي تثبته النصوص وتطمئن إليه النفوس(58) . وقبل الحديث عن جولات المعركة نشير إلى أن أثر السبئية في معركة الجمل مما يكاد يجمع عليه العلماء سواء أسموهم بالمفسدين، أو بأوباش الطائفتين، أو أسماهم البعض بقتلة عثمان، أو نبزوهم بالسفهاء، أو بالغوغاء، أو أطلقوا عليهم صراحة السبئية(59) .. وإليك بعض النصوص التي تؤكد ذلك:
أ- جاء في أخبار البصرة لعمر بن شبَّة أن الذين نسب إليهم قتل عثمان خشوا أن يصطلح الفريقان على قتلهم، فأنشبوا الحرب بينهم حتى كان ما كان(60) .
ب- قال الإمام الطحاوى: فجرت فتنة الجمل على غير اختيار من علي ولا من طلحة، وإنما أثارها المفسدون بغير اختيار السابقين(61) .
جـ- وقال الباقلاني:..وتم الصلح والتفرق على الرضا، فخاف قتلة عثمان من التمكن منهم، والإحاطة بهم، فاجتمعوا وتشاوروا واختلفوا، ثم اتفقت آراؤهم على أن يفترقوا فرقتين، ويبدؤوا بالحرب سحرة في المعسكرين ويختلطوا، ويصيح الفريق الذي في عسكر علي: غدر طلحة والزبير، ويصيح الفريق الذي في عسكر طلحة والزبير: غدر علي، فتم لهم ذلك على ما دبروه ونشبت الحرب، فكان كل فريق منهم دافعًا لمكروه عن نفسه ومانعًا من الإشاطة بدمه، وهذا صواب من الفريقين وطاعة لله تعالى إذ وقع، والامتناع منهم على هذا السبيل، فهذا هو الصحيح المشهور، وإليه نميل، وبه نقول(62) .
د- ونقل القاضي عبد الجبار: أقوال العلماء، باتفاق رأي علي وطلحة والزبير وعائشة – رضوان الله عليهم – على الصلح، وترك الحرب، واستقبال النظر في الأمر، وأنّ من كان في المعسكر من أعداء عثمان كرهوا ذلك، وخافوا أن تتفرغ الجماعة لهم، فدبّروا في إلقاء ما هو معروف، وتمّ ذلك(63) .
هـ- ويقول القاضي أبو بكر بن العربي: وقدم عليّ على البصرة، وتدانوا ليتراءوا، فلم يتركهم أصحاب الأهواء، وبادروا بإراقة الدماء، واشتجرت الحرب، وكثرت الغوغاء على البوغاء، كل ذلك حتى لا يقع برهان، ولا يقف الحال على بيان، ويخفى قتلة عثمان، وإنّ واحدًا في الجيش يفسد تدبيره، فكيف بألف(64) .
و- ويقول ابن حزم:.. وبرهان ذلك أنهم اجتمعوا ولم يقتتلوا ولا تحاربوا، فلما كان الليل عرف قتلة عثمان أن الإراغة والتدبير عليهم، فبيتوا عسكر طلحة والزبير وبذلوا السيف فيهم، فدفع القوم عن أنفسهم حتى خالطوا عسكر عليّ، فدفع أهله عن أنفسهم، كل طائفة تظن – ولا شك – أن الأخرى بدأتها القتال، واختلط الأمر اختلاطًا، ولم يقدر أحد على أكثر من الدفاع عن نفسه، والفسقة من قتلة عثمان لا يفترون من شن الحرب وإضرابها، فكلتا الطائفتين مصيبة في غرضها ومقصدها، مدافعة عن نفسها، ورجع الزبير وترك الحرب بحالها، وأتى طلحة سهم غارب، وهو قائم لا يدري حقيقة ذلك الاختلاط، فصادف جرحًا في ساقه كان أصابه يوم أحد بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فانصرف ومات من وقته – رضي الله عنه -وقتل الزبير بوادي السباع- بعد انسحابه من المعركة- على أقل من يوم من البصرة، فهكذا كان الأمر(65) . ويقول الذهبي: كانت وقعة الجمل أثارها سفهاء الفريقين(66) . ويقول: إن الفريقين اصطلحا وليس لعلي ولا لطلحة قصد القتال، بل ليتكلموا في اجتماع الكلمة، فترامى أوباش الطائفتين بالنبل، وشبت نار الحرب، وثارت النفوس(67) . وفي كتاب «دول الإسلام»: والتحم القتال من «الغوغاء» وخرج الأمر عن علي وطلحة والزبير(68) . ويقول الدكتور سليمان بن حمد العودة: ولنا بعد ذلك أن نقول: وما المانع أن تكون رواية الطبري المصرَّحة بدور «السبئية » في الجمل، تفسّر هذا التعميم، وتحدد تلك المسميات التي وردت في نقولات هؤلاء العلماء؟ وحتى لو لم تكن هذه الطوائف الغوغائية ذات صلة مباشرة بالسبئية، ولم تكن لها أهداف كأهدافهم، فأي مانع يمنع القول إن هذه شكلت أرضية استغلها ابن سبأ وأعوانه «السبئية»، كما هي العادة في بعض الحركات الغوغائية التي تُستغلّ من قبل المفسدين؟! (69) .
ولا ننسى أن للفتنة وأجوائها دورًا في الإسهام بتلك الأحداث، فمما لا شك فيه أن الناس في الفتن قد تحجب عنهم أشياء يراها غيرهم رأى العين، وقد يتأوّلون فيها صانعين أشياء يرى من سواهم حقيقته ناصعة لا تحتاج إلى عناء، وكفى بسواد الفتنة حاجبًا عن التروي والإبصار(70), ولا نبعد كثيرًا؛ فهذا الأحنف بن قيس- وهو أحد الذين عايشوا أحداث الجمل – يخرج وهو يريد نصرة علي بن أبي طالب، حتى لقيه أبو بكرة(71) , فقال: يا أحنف، ارجع فإني سمعته صلى الله عليه وسلم يقول: إذا تَواجَه المسلمان بسيفيهما، فالقاتل والمقتول في النار، فقلت أو قيل: يا رسول الله، هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: إنه كان قد أراد قتل صاحبه(72) .إن القتال مع عليّ كان حقًا وصوابًا، ومن قتل معه فهو شهيد وله أجران، ولكن أبا بكرة – رضي الله عنه – حمل حديثًا ورد في غبر الحالة التي قاتل فيها علي على حالة قتال الباغين، وهو فهم منه -رضي الله عنه- ولكنه فهم في غير محله. ومن هذه الرواية ندرك أن عقبات متعددة واجهت عليًا -رضي الله عنه- في معركته مع الآخرين، منها أمثال هذه الفتاوى التي هي أثر عن ورع أكثر منها أثرًا عن فتوى تصيب محلها(73) . هذا وقد امتنع الأحنف من الدخول مع علي – رضي الله عنهما -، فلم يشهد الجمل مع أحد من الفريقين(74) , ونقترب أكثر فإذا الزبير -رضي الله عنه – وهو طرف أساسي في المعركة – يكشف لنا عن حقيقة الأمر: إن هذه لهي الفتنة التي كنا نحدّث عنها، فقال له مولاه: أتسميها فتنة وتقاتل فيها؟ قال: ويحك؛ إنا نبصر ولا نبصر، ما كان أمر قط إلا علمت موضع قدمي فيه، غير هذا الأمر، فإني لا أدري أمقبل أنا فيه أم مدبر(75) . ويشير إلى ذلك طلحة فيقول: بينما نحن يد واحدة على من سوانا، إذ صرنا جبلين من حديد يطلب بعضنا بعضًا(76) . وفي الطرف الآخر يؤكد أصحاب علي -رضي الله عنه- على الفتنة فيقول عمار – رضي الله عنه – في الكوفة عن خروج عائشة: إنها زوجة نبيكم في الدنيا والآخرة، ولكنها مما ابتليتم(77) .
2- الجولة الأولى في معركة الجمل: زاد السبئيّون في الجيشين من جهودهم في إنشاب القتال، ومهاجمة الفريق الآخر، وإغراء كل فريق بخصمه، وتهييجه على قتاله، ونشبت المعركة عنيفة قاسية حامية شرسة، وهي معركة الجمل، وسُمّيت بذلك لأنَّ أم المؤمنين عائشة-رضي الله عنها- كانت في المعركة في الجولة الثانية وسط جيش البصرة، تركب الجمل الذي قدمه لها يعلى بن أمية في مكة، حيث اشتراه من اليمن، وخرجت على هذا الجمل من مكة إلى البصرة، ثم ركبته أثناء المعركة، وكانت المعركة يوم الجمعة في السادس عشر من جمادى الثانية، سنة ست وثلاثين، في منطقة «الزابوقة» قرب البصرة، حزن عليّ لما جرى، ونادى مناديه: كفوا عن القتال أيها الناس: ولم يسمع نداءه أحد، فالكل كان مشغولاً بقتال خصمه(78) , كانت معركة الجمل على جولتين: الجولة الأولى كان قائدا جيش البصرة فيها طلحة والزبير، واستمرت من الفجر حتى قبيل الظهيرة(79) , ونادى عليّ في جيشه،كما نادى طلحة والزبير في جيشهما: لا تقتلوا مدبرًا، ولا تُجهزوا على جريح، ولا تلحقوا خارجًا من المعركة تاركًا لها(80) . وقد كان الزبير-رضي الله عنه- وصّى ابنه عبد الله بقضاء دينه فقال: إنه لا يُقتل اليوم إلاّ ظالم أو مظلوم، وإني لا أراني إلا سأقتل مظلومًا، وإن أكبر همي ديَنْي(81) . وأثناء ذلك جاء رجل إلى الزبير، وعرض عليه أن يقتل عليًا، وذلك بأن يندس مع جيشه، ثم يفتك به، فأنكر عليه بشدة، وقال: لا؛ لا يفتك مؤمن بمؤمن، أو أن الإيمان قيَّد الفتك(82) , فالزبير-رضي الله عنه- ليس له غرض في قتل علي أو أي شخص آخر بريء من دم عثمان، وقد دعا أمير المؤمنين عليّ الزبير، فكلمه بألطف العبارة، وأجمل الحديث، وقيل ذكره بحديث سمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول له – أي الزبير - «لتقاتلنه وأنت له ظالم(83) »- وهذا الحديث ليس له إسناد صحيح(84) . وبعض الروايات ترجع السبب في انصراف الزبير – رضي الله عنه – قبيل المعركة لما علم بوجود عمار بن ياسر في الصف الآخر، وهو وإن لم يرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : «تقتل عمار الفئة الباغية»(85) , فلعله سمعه من بعض إخوانه من الصحابة لشهرته(86) , وبعضها يرجع السبب في انصرافه إلى شكّه في صحة موقفه(87) , من هذه الفتنة – كما يسميها -، وفي رواية ترجع السبب في انصرافه إلى أن ابن عباس، رضي الله عنهما، ذكّره بالقرابة القوية من علي؛ إذ قال له: أين صفية بنت عبد المطلب حيث تقاتل بسيفك علي بن أبي طالب بن عبد المطلب(88) . فخرج الزبير من المعركة، فلقيه ابن جرموز فقتله(89) كما سيأتي تفصيله بإذن الله. فالزبير، رضي الله عنه، كان على وعي لهدفه – وهو الإصلاح – ولكنه لما رأى حلول السلاح مكان الإصلاح رجع، ولم يقاتل، وقول ابن عباس: تقاتل بسيفك علي بن أبي طالب؟ فيه حذف مفهومه: أم جئت للإصلاح وجمع الشمل؟ (90) وعلى إثر هذا الحديث انصرف الزبير وترك الساحة، وربما كانت عوامل متعددة ومتداخلة ساهمت في خروج الزبير من ساحة المعركة، وأما طلحة بن عبيد الله القائد الثاني لجيش البصرة، فقد أُصيب في بداية المعركة، إذ جاءه سهم غرب لا يعرف من رماه، فأصابه إصابة مباشرة، ونزف دمه بغزاره فقالوا له: يا أبا محمد، إنك لجريح، فاذهب وادخل البيوت لتعالج فيها، فقال طلحة لغلامه: احملني، وابحث لي عن مكان مناسب، فأُدخل البصرة، ووُضع في دار فيها ليُعالج، ولكن جرحه ما زال ينزف حتى تُوفيّ في البيت، ثم دُفن في البصرة، رضي الله عنه(91) , وأما الرواية التي تشير إلى تحريض الزبير وطلحة على القتال وأن الزبير لما رأى الهزيمة على أهل البصرة ترك المعركة ومضى، فهذه الرواية لا تصح (92) ، وهذا الخبر يعارضه ما ثبت من عدالة الصحابة، رضوان الله عليهم، كما أنه يخالف الروايات الصحيحة التي تنص على أن أصحاب الجمل ما خرجوا إلاّ للإصلاح، فكيف ينسجم هذا الفعل من الزبير، رضي الله عنه، مع الهدف الذي خرج من مكة إلى البصرة من أجله ألا وهو الإصلاح بين الناس؟! وبالفعل فإن موقف الزبير، رضي الله عنه، كان السعي في الإصلاح حتى آخر لحظة، وهذا ما أخرجه الحاكم من طريق أبى حرب بن أبي الأسود الدؤلي، وفيه أن الزبير، رضي الله عنه، سعى في الصلح بين الناس ولكن قامت المعركة واختلف أمر الناس ومضى الزبير وترك القتال(93) , وكذلك طلحة؛ فقد جاء من أجل الإصلاح وليس من أجل إراقة الدماء، وأما عن مقتل طلحة – رضي الله عنه – فقد كان عند بدء القتال كما صرح بذلك الأحنف بن قيس(93) .
ويخرج الزبير من ميدان المعركة، ويموت طلحة، رضي الله عنهما، وبسقوط القتلى والجرحى من الجانبين تكون قد انتهت الجولة الأولى من معركة الجمل، وكانت الغلبة فيها لجيش علي، وكان علي رضي الله عنه يراقب سير المعركة، ويرى القتلى والجرحى في الجانبين، فيتألم ويحزن، وأقبل عليّ على ابنه الحسن، وضمّه إلى صدره، وصار يبكى ويقول له: يا بُني، ليت أباك مات قبل هذا اليوم بعشرين عامًا. فقال الحسن: يا أبت، لقد كنت نهيتك عن هذا، فقال علي: ما كنت أظن أن الأمر سيصل إلى هذا الحد، وما طعمُ الحياة بعد هذا؟ وأيُّ خير يُرجى بعد هذا؟ (95) .
3- الجولة الثانية: وصل الخبر إلى أم المؤمنين بما حدث من القتال، فخرجت على جملها تحيط بها القبائل الأزدية، ومعها كعب الذي دفعت إليه مصحفًا يدعو الناس إلى وقف الحرب، تقدمت أم المؤمنين وكلها أمل أن يسمع الناس كلامها لمكانتها في قلوب الناس؛ فتحجز بينهم وتطفئ هذه الفتنة التي بدأت تشتعل(96) , وحمل كعب بن سور المصحف، وتقدم أمام جيش البصرة، ونادى جيش علي قائلاً: يا قوم، أنا كعب بن سور، قاضي البصرة، أدعوكم إلى كتاب الله، والعمل بما فيه، والصلح على أساسه. وخشي السبئيون في مقدمة جيش علي أن تنجح محاولة كعب فرشقوه بنبالهم رشقة رجل واحد، فلقي وجه الله، ومات والمصحف في يده(97) ، وأصابت سهام السبئيين ونبالهم جمل عائشة وهودجها، فصارت تنادي، وتقول: يا بني، الله، الله، اذكروا الله ويوم الحساب، وكفوا عن القتال. والسبئيون لا يستجيبون لها، وهم مستمرون في ضرب جيش البصرة، وكان علي من الخلف يأمر بالكف عن القتال، وعدم الهجوم على البصريين، لكن السبئيين في مقدمة جيشه لا يستجيبون له، ويأبون إلاّ إقدامًا وهجومًا وقتالاً، ولما رأت عائشة عدم استجابتهم لدعوتها، ومقتل كعب بن سور أمامها، قالت: أيها الناس، العنوا قتلة عثمان وأشياعهم. وصارت عائشة تدعو على قتلة عثمان وتلعنهم، وضج أهل البصرة بالدعاء على قتلة عثمان وأشياعهم، ولعنهم، وسمع عليّ الدعاء عاليًا في جيش البصرة فقال: ما هذا؟ قالوا: عائشة تدعو على قتلة عثمان، والناس يدعون معها. قال علي: ادعوا معي على قتلة عثمان وأشياعهم والعنوهم. وضجّ جيش علي بلعن قتلة عثمان والدعاء عليهم(98) , وقال علي: اللهم العن قتلة عثمان في السهل والجبل(99) . اشتدت الحرب واشتعلت وتشابك القوم وتشاجروا بالرماح، وبعد تقصف الرماح، استلوا السيوف فتضاربوا بها حتى تقصفت (100), ودنا الناس بعضهم من بعض (101), ووجّه السبئيون جهودهم لعقر الجمل وقتل عائشة أم المؤمنين، فسارع جيش البصرة لحماية عائشة وجملها، وقاتلوا أمام الجمل، وكان لا يأخذ أحد بخطام الجمل إلا قُتل، حيث كانت المعركة أمام الجمل في غاية الشدة والقوة والعنف والسخونة، حتى أصبح الهودج كأنه قنفذ مما رمى فيه من النبل(102), وقتل حول الجمل كثير من المسلمين من الأزد وبنى ضبة وأبناء وفتيان قريش بعد أن أظهروا شجاعة منقطعة النظير(103), وقد أصيبت عائشة بحيرة شديدة وحرج، فهي لا تريد القتال، ولكنه وقع رغمًا عنهـا، وأصبحت في وسط المعمعة، وصارت تنادي بالكف، فلا مجيب، وكان كل من أخذ بخطام الجمل قتل، فجاء محمد بن طلحة (السجاد) وأخذ بخطامه وقال لأمه أم المؤمنين: يا أماه ما تأمرين؟ فقالت: كن كخيري ابني آدم – أي كف يدك – فأغمد سيفه بعد أن سلة فُقتل رحمه الله (104), كما قتل عبد الرحمن ابن عتاب بن أسيد، الذي حاول أن يقتل الأشتر حتى لو قتل معه؛ وذلك أنه صارعه فسقطا على الأرض جميعًا، فقال ابن عتاب لمن حوله: اقتلوني(105) ومالكًا، لحنقه عليه لما كان له من دور بارز في تحريض الناس على عثمان، رضي الله عنه، ولكن الأشتر لم يكن معروفًا بمالك، ولم يك قد حان أجله ولو قال الأشتر لابتدرته سيوف كثيرة (106), وأما عبد الله بن الزبير، فقد قاتل قتالاً منقطع النظير، ورمى بنفسه بين السيوف، فقد استخرج من بين القتلى وبه بضع وأربعون ضربة وطعنة، كان أشدها وآخرها ضربة الأشتر؛ إذ من حنقه على ابن الزبير لم يرض أن يضربه وهو جالس على فرسه بل وقف في الركابين فضربه على رأسه ظانًا أنه قتله (107), واستحر القتل أيضًا في بنى عدي وبني ضبة والأزد، وقد أبدى بنو ضبة حماسة وشجاعة وفداء لأم المؤمنين، وقد عبر أحد رؤسائهم وهو عمر بن يثربي الضبي برجزه.
نحن بني ضبةَ أصحابُ الجملْ
ننازلُ الموتَ إذا الموتُ نزلْ
الموتُ عندنا أحلى من العسلْ
ننعى ابنَ عفانَ بأطرافِ الأسلْ (108)
أدرك أمير المؤمنين علي – رضي الله عنه – بما أوتي من حنكة وقوة ومهارة عسكرية فذة – أن في بقاء الجمل استمرارًا للحرب، وهلاكًا للناس، وأن أصحاب الجمل لن ينهزموا أو يكفوا عن الحرب ما بقيت أم المؤمنين في الميدان، كما أن في بقائها خطرًا على حياتها؛ فالهودج الذي هي فيه أصبح كالقنفذ من السهام(109), فأمر علي نفرًا من جنده منهم محمد بن أبى بكر «أخو أم المؤمنين» وعبد الله بن بديل أن يعرقبا الجمل ويخرجا عائشة من هودجها إلى الساحة -، أي يضربا قوائم الجمل بالسيف – فعقروا الجمل(110) , واحتمل أخوها محمد وعبد الله بن بديل الهودج حتى وضعاه أمام علي، فأمر به علي، فأدخل في منزل عبد الله بن بديل(111) , وصدق حدس علي – رضي الله عنه – العسكري، فما إن زال السبب أو الدافع الذي دفع البصريين إلى الإقبال على الموت بشغف، وأخرجت أم المؤمنين من الميدان، حتى ولوا الأدبار منهزمين. ولو لم يُتّخذ هذا الإجراء لاستمرت الحرب إلى أن يفني جيش البصرة أصحاب الجمل، أو ينهزم جيش علي، وعندما بدأت الهزيمة نادى علي أو مناديه في جيشه ألاّ يتبعوا مدبرًا ولا يجهزوا على جريح، ولا يغنموا إلاّ ما حُمل إلى الميدان أو المعسكر من عتاد أو سلاح فقط، وليس لهم ما وراء ذلك من شيء، ونهاهم أن يدخلوا الدور، ليس هذا فحسب، بل قال لمن حاربه من أهل البصرة: من وجد له شيئًا من متاع عند أحد من أصحابه، فله أن يسترده، فجاء رجل إلى جماعة من جيش علي وهم يطبخون لحمًا في قدر له فأخذ منهم القدر وكفأ ما فيها حنقًا عليهم(112) .
4- عدد القتلى: أسفرت هذه الحرب الضروس عن عدد من القتلى اختلفت في تقديره الروايات, وذكر المسعودي أن هذا الاختلاف في تقدير عدد القتلى مرجعه إلى أهواء الرواة(113) .
فيذكر قتادة أن قتلى يوم الجمل عشرون ألفًا(114), ويظهر أن فيها مبالغة كبيرة، لأن عدد الجيشين حول هذا العدد أو أقل، أما أبو مخنف الرافضي الشيعي، فقد بالغ كثيرًا – بحكم ميوله – وقد أساء من حيث يظن أنه أحسن؛ إذ ذكر أن العشرين ألفًا هم من أهل البصرة (115) , وأما سيف فيذكر أنهم عشرة آلاف نصفهم من أصحاب علي -رضي الله عنه- ونصفهم من أصحاب عائشة، رضي الله عنها، وفي رواية أخرى قال: وقيل خمسة عشر ألفًا، خمسة آلاف من أهل الكوفة، وعشرة آلاف من أهل البصرة، نصفهم قُتل في المعركة الأولى ونصفهم في الجولة الثانية(116), والروايتان ضعيفتان للانقطاع وغيره، وفيهما مبالغة أيضًا، ويذكر عمر بن شيبه بسنده أن القتلى يزيدون على ستة آلاف، إلا أن الرواية ضعيفة سندًا(117) , أما اليعقوبي، فقد جاوز هؤلاء جميعًا؛ إذ وضع عدد القتلى اثنين وثلاثين ألفًا(118) , وهذه الأرقام مبالغ فيها جدًا، وكان من أسباب المبالغة:
أ- رغبة أعداء الصحابة من السبئية وأتباعهم، في توسيع دائرة الخلاف بين أبناء الأمة التي يجمعها حب الصحاب والاقتداء بهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ب- إسهام بعض الشعراء والجهلة من أبناء القبائل، في تضخيم ما جرى وتكبيره، ليتناسب مع ما يصنعونه من أشعار ينسبونها إلى بعض زعمائهم وفرسانهم، فضلاً عن وجود قصاص السمر، ورواة الأخبار الذين يجلبون اهتمام الناس بهم، من خلال الأحداث المثيرة التي يتحدثون عنها.
جـ- إيجاد الثقة في نفوس أتباع الغوغاء والسبئية لإثبات نجاح خططهم وتدابيرهم(119) أما عن العدد الحقيقي لقتلى معركة الجمل فقد كان ضئيلاً جدًا للأسباب التالية:
* قصر مدة القتال؛ إذ أخرج ابن أبي شيبه بإسناد صحيح(120), أن القتال نشب بعد الظهر فما غربت الشمس وحول الجمل أحد ممن كان يذب عنه.
* الطبيعة الدفاعية للقتال حيث كان كل فريق يدافع عن نفسه ليس إلاّ.
* قياسًا بعدد شهداء المسلمين في معركة اليرموك «ثلاثة آلاف شهيد»، ومعركة القادسية «ثمانية آلاف وخمسمائة شهيد»، وهي التي استمرت عدة أيام، فإن العدد الحقيقي لقتلى معركة الجمل يُعدّ ضئيلاً جدًا،هذا مع الأخذ بالاعتبار شراسة تلك المعارك وحدَّتها لكونها من المعارك الفاصلة في تاريخ الأمم.
* أورد خليفة بن خياط بيانًا بأسماء من حُفظ من قتلى يوم الجمل فكانوا قريبًا من المائة (121) , فلو فرضنا أن عددهم كان مائتين وليس مائة، فإن هذا يعنى أن قتلى معركة الجمل لا يتجاوز المائتين. وهذا هو الرقم الذي ترجَّح لدى الدكتور خالد بن محمد الغيث في رسالته «استشهاد عثمان ووقعة الجمل في مرويات سيف بن عمر في تاريخ الطبري- دراسة نقدية»(122) .
5- هل يصح قتل مروان بن الحكم لطلحة بن عبيد الله؟ أشار كثير من الروايات إلى أن قاتل طلحة بن عبيد الله، رضي الله عنه، هو مروان بن الحكم(123) , ولكن بعد دراسة تلك الروايات اتضح براءة مروان بن الحكم من تلك التهمة وذلك للأسباب التالية:
أ- قال ابن كثير: ويقال إن الذي رماه بهذا السهم مروان بن الحكم، وقد قيل: إن الذي رماه بهذا السهم غيره، وهذا عندي أقرب وإن كان الأول مشهورًا، والله أعلم(124) .
ب- قال ابن العربي: قالوا إن مروان قتل طلحة بن عبيد الله، ومن يعلم هذا إلا علام الغيوب، ولم ينقله ثبت(125) .
جـ- قال محب الدين الخطيب: وهذا الخبر عن طلحة ومروان لقيط لا يُعرف أبوه ولا صاحبه(126) .
د- بطلان السبب الذي قيل أن مروان قتل طلحة، رضي الله عنه، من أجله، وهو اتهام مروان لطلحة بأنه أعان على قتل عثمان، رضي الله عنه، وهذا السبب المزعوم غير صحيح؛ إذ إنه لم يثبت من طريق صحيح أن أحدًا من الصحابة قد أعان على قتل عثمان رضي الله عنه.
هـ- كون مروان وطلحة، رضي الله عنهما، من صف واحد يوم الجمل وهو صف المنادين بالإصلاح بين الناس(127) .
و- أن معاوية، رضي الله عنه، قد ولى مروان على المدينة ومكة، فلو صح ما بدر من مروان لما ولاه معاوية، رضي الله عنه، على رقاب المسلمين، وفي أقدس البقاع عند الله.
ز- وجود رواية لمروان بن الحكم في صحيح البخاري(128) – مع ما عرف عن البخاري -رحمه الله- من الدقة وشدة التحري في أمر من تُقبل روايته – فلو صح قيام مروان بقتل طلحة، رضي الله عنه، لكان هذا سببًا كافيًا لرد روايته والقدح في عدالته(129) .
6- نداء أمير المؤمنين بعد الحرب: ما إن بدأت الحرب تضع أوزارها، حتى نادى منادي علي: ألاّ يجهزوا على جريح، ولا يتبعوا مدبرًا، ولا يدخلوا دارًا، ومن ألقى السلاح فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن، وليس لجيشه من غنيمة إلاّ ما حمل إلى ميدان المعركة من سلاح وكراع، وليس لهم ما وراء ذلك من شيء، ونادى منادي أمير المؤمنين فيمن حاربه من أهل البصرة من وجد شيئًا من متاعه عند أحد من جنده، فله أن يأخذه(130) , وقد ظن بعض الناس في جيش علي أن عليًا سيقسم بينهم السبي، فتكلموا به ونشروه بين الناس، ولكن سرعان ما فاجأهم علي رضي الله عنه، حين أعلن في ندائه: وليس لكم أم ولد، والمواريث على فرائض الله، وأي امرأة قُتل زوجها فلتعتد أربعة أشهر وعشرًا، فقالوا مستنكرين متأولين: يا أمير المؤمنين، تحل لنا دماؤهم ولا تحل لنا نساؤهم؟ فقال علي: كذلك السيرة في أهل القبلة، ثم قال: فهاتوا سهامكم واقرعوها على عائشة؛ فهي رأس الأمر وقائدهم، ففرقوا وقالوا: نستغفر الله، وتبين لهم أن قولهم وظنهم خطأ فاحش، ولكن ليرضيهم قسم علي -رضي الله عنه- من بيت المال خمسمائة خمسمائة(131) .
7- تفقده للقتلى وترحمه عليهم: بعد انتهاء المعركة خرج علي يتفقد القتلى مع







 
قديم 17-07-14, 02:26 AM   رقم المشاركة : 19
بحار400
عضو ماسي







بحار400 غير متصل

بحار400 is on a distinguished road


عدد الصحابة الذين حضروا الفتنة لم يبلغ الخمسين ..... ويعني نسبة الصحابة إلى غيرهم ممن حضر الفتنة = صفر ....


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في "منهاج السنة النبوية " (ج 6 / ص 118):

"والمقصود أن الفتن التي بين الأمة والذنوب التي لها بعد الصحابة أكثر وأعظم ومع هذا فمكفرات الذنوب موجودة لهم وأما الصحابة فجمهورهم وجمهور أفاضلهم ما دخلوا في فتنة ,

قال عبد الله بن الإمام أحمد حدثنا أبي حدثنا إسماعيل يعني ابن علية حدثنا أيوب يعني السختياني عن محمد بن سيرين قال هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف فما حضرها منهم مائة بل لم يبلغوا ثلاثين وهذا الإسناد من أصح إسناد على وجه الأرض ومحمد بن سيرين من أورع الناس في منطقة ومراسيله من أصح المراسيل

وقال عبد الله حدثنا أبي حدثنا اسماعيل حدثنا منصور بن عبد الرحمن قال قال الشعبي لم يشهد الجمل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غير علي وعمار وطلحة والزبير فإن جاءوا بخامس فأنا كذاب.

وقال عبد الله بن أحمد حدثنا أبي حدثنا أمية بن خالد قال قيل لشعبة إن أبا شيبة روى عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال شهد صفين من أهل بدر سبعون رجلا فقال كذب والله لقد ذاكرت الحكم بذلك وذاكرناه في بيته فما وجدناه شهد صفين من أهل بدر غير خزيمة بن ثابت.

قلت هذا النفي يدل على قلة من حضرها وقد قيل إنه حضرها سهل بن حنيف وأبو أيوب وكلام ابن سيرين مقارب فما يكاد يذكر مائة واحد.
وقد روى ابن بطة عن بكير بن الأشج قال إما إن رجالا من أهل بدر لزموا بيوتهم بعد قتل عثمان فلم يخرجوا إلا إلى قبورهم"انتهى كلامه .

قال الشيخ عثمان الخميس في كتابه "حقبة من التاريخ" ص 189 :

"الصَّحَابَةُ الَّذِينَ شَهِدُوا « الْجَمَلَ »، أَوْ « صِفِّينَ » هُمْ: عَلِيٌّ، الزُّبَيْرُ، طَلْحَةُ، عَائِشَةُ، ابْنُ الزُّبَيْرِ، الْحَسَنُ، الْحُسَيْنُ، عَمَّارٌ، ابْنُ عبَّاسٍ، مُعَاوِيَةُ، عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، الْقَعْقَاعُ ابْنُ عَمْرٍو، جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ، أَبُو قَتَادَةَ، أَبُو الْهَيْثَمِ بْن التَّيِّهَانِ، سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ، جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ، الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ، جَارِيَةُ بْنُ قُدَامَةَ، فُضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ، النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ.
وَالَّذِينَ امْتَنَعُوا وَلَمْ يُشَارِكُوا هُمْ: سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، مُحمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، أَبُو هُرَيْرَةَ، زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ، أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَبُو بَكْرَةَ الثَّقَفِيُّ، الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ، أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ، أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، أَبُو مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيُّ، الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ، سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ، عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرٍ، عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَبُو بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيُّ، أُهْبَانُ بْنُ صَيْفِيٍّ، سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ، بَلْ جُلُّ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ"انتهى .







 
قديم 21-07-14, 06:47 PM   رقم المشاركة : 20
بحار400
عضو ماسي







بحار400 غير متصل

بحار400 is on a distinguished road


علي رضي الله عنه كان في المدينة

و أم المؤمنين رضي الله عنها كانت في مكة " الحج "

فخرجت رضي الله عنها من مكة إلي الكوفة

حيث كان بعض قتلة عثمان رضي الله عنه

فعلم علي رضي الله عنه بهذا الخروج

فذهب إلي هناك حيث حصلت المعركة

فكل عاقل أو إنسان يملك ذرة عقل في رأسه

يعلم بأن ام المؤمنين رضي الله عنها لو أرادت قتال

علي رضي الله عنه لذهبت إليه في المدينة

الرد على طعن الرافضة في قولهم أن عائشة خالفت أمر ربها وخرجت لقتال علي في حرب الجمل

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=33601







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:53 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "