العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-03-14, 10:22 PM   رقم المشاركة : 1
طرابلسي سني
عضو ذهبي







طرابلسي سني غير متصل

طرابلسي سني is on a distinguished road


جابر ابن حيان ليس له علاقة بجعفر الصادق

السلام عليكم

يقول عامة الشيعة أن جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي الكيميائي الكبير المعروف بأبو الكيمياء, يقولون أنه تلميذ جعفر الصادق و أنه أخذ علومه عنه, كذلك يقولون أن الرجل شيعي من جماعتهم.

هذا موضوع صغير مفيد إن شاء الله أجيب فيه عن بعض الأسئلة ألا و هي:

1- هل عند أئمة الشيعة علوم طبيعية و رياضية غير علم الشريعة الإسلامية؟

2- ماذا قال متقدمي الشيعة عن جابر ابن حيان؟

3- ما هو دليل متأخري الشيعة و خطباء الحسينيات على أن جابرا كان شيعيا تتلمذ على يد الصادق؟

4- ما تقوله أقدم المصادر الموثوقة بخصوص حال الرجل؟

البداية تكون مع آية الله محمد حسين فضل الله في كتابه الإجتهاد ص240 يقول:

"مفردة المعصوم تعني أن المعصوم لا يخطئ في قول و لا فعل و لا فكر أما ما هو حجم علمه؟ فهذا أمر آخر. هنالك من يقول أن المعصوم لا يعلم الغيب, فالسيد المرتضى و جماعة من علمائنا يقولون: إن النبي و الأئمة لا يعلمون إلا ما هم مكلفون بتبليغه من قضايا الدين و الشريعة. أما العلوم الأخرى كالفيزياء و الكيمياء, فذلك أمر قد لا يعلمون به."

و هذا تماما ما يؤكده رئيس الطائفة الطوسي في التلخيص للشافي ج1 ص252 حيث يقول: "ولم نوجب أن يكون [الإمام] عالماً بما لا تعلُّق له بالأحكام الشرعية."

و يقول ص321:

"يجب أن يكون الإمام عالما بما يلزم الحكم فيه، ولا يجب أن يكون عالما بما لا يتعلق بنظره كالشؤون التي لا تخصه ولا يرجع إليه فيها."

و هذا قول متقدمي الشيعة و كبارهم, مثل الرافضي المرتضى في كتابه الشافي ج3 حين قال ص 188 ما نصه بالحرف: " معاذ الله أن نوجب للإمام من العلوم إلا ما تقتضيه ولايته، وأسند إليه من الأحكام الشرعية، وعلم الغيب خارج عن هذا ". وقال في ص 189: " لا يجب أن يعلم الإمام بالحرف والمهن والصناعات، وما إلى ذاك مما لا تعلق له بالشريعة. إن هذه يرجع فيها إلى أربابها، وإن الإمام يجب أن يعلم الأحكام، ويستقل بعلمه بها، ولا يحتاج إلى غيره في معرفتها، لأنه ولي إقامتها، وتنفيذها ".

بإختصار لو اعتقد متقدمي المذهب أن الأئمة عندهم علوم الكيمياء و الفيزياء المعصومة كانوا أوجبوا لهم ذلك و أمروا الناس أن يرجعوا إليهم في كل شاردة و واردة من رياضيات و فنون و طب و هندسة و غيره...

نعود لجابر الأزدي هذا, عندما ذكره قدماء الإمامية ماذا قالوا؟ كيف ترجموا له؟ ما المؤلفات أو العلوم التي ذكروا أنه أخذها عن الصادق؟

يقول السيد محسن الأمين في الكتاب الجامع لأهم شخصيات الشيعة في التاريخ ألا و هو "أعيان الشيعة" ج1 ص669 ما نصه:

"لم يذكر أحد من أصحابنا الذين ألفوا في رجال الشيعة وأصحاب الأئمة كالطوسي والنجاشي ومن عاصرهم أو تقدمهم أو تأخر عنهم جابر بن حيان من تلاميذ الصادق ولا من أصحابه ولا ذكروه في رجال الشيعة وهم أعرف بهذا الشأن من غيرهم."

فإذا هذه المعلومات لم يدونها أرباب المذهب الشيعي القدماء و هو دليل قوي على بطلانها, ولكن ممكن أن يعترض أحدهم كما اعترض عالمهم المامقاني في كتابه تنقيح المقال ج14 ص26, فقال:

"حصيلة البحث, أقول : إنّ موضوع رجال الشيخ والنجاشي هو ترجمة وذكر رواة الشيعة وليس موضوع كتابهما ذكر المخترعين والفلاسفة والشعراء أو غيرهم من أرباب العلوم ، ولعله لهذا لم يذكرا المعنون ، فتفطّن. وقد عنونه وترجم له ابن النديم في فهرسته وابن خلكان وغيرهما ؛ لأنّ موضوع تآليفهم أعمّ من الرواة وغيرهم."

أقول, من الممكن أن نقبل هذا الإعتراض من المامقاني في حال حواد فقط, أن يكون غيرهم من العلماء المتقدمين الإمامية قد ترجم له و ذكر مسألة أخذ العلوم عن الصادق إلخ... ولكن المشكلة أن حتى مؤرخي الشيعة الكبار القدماء مثل اليعقوبي في تاريخه أو المسعودي في مروجه لم يأتي على ذكره أحد منهم.

و لهذا يقول آية الله أسد حيدر في كتابه الإمام الصادق و المذاهب الأربعة ص445 حول موضوع جابر:

"فيذهب البعض إلى أنه شخصية موهومة و أنه اسم موضوع. وضعه المصنفون في هذا الفن. و يؤيدون هذا الرأي بأن شخصية جابر تلك الشخصية العظيمة لم يكن لها ذكر في تاريخ العرب."

المامقاني ذكر مصدرين يتحدثان عن جابر ابن حيان, المصدر الأول و هو الأقدم كتاب الفهرست لابن النديم المتوفي سنة 385 بعد الهجرة أما الآخر فصاحب وفيات الأعيان, ابن خلكان الشافعي 608-681 هـ, هو مصدر متأخر.

ما هو حال ابن النديم صاحب الفهرست من وجهة نظر الإمامية؟

معجم رجال الحديث - السيد الخوئي - ج 16 - الصفحة 72:

"محمد بن إسحاق أبي يعقوب النديم: أبو الفرج صاحب الفهرست المعروف بفهرست ابن النديم، ذكره النجاشي في ترجمة بندار بن محمد بن عبد الله. وقد نقل عن فهرسته الشيخ الطوسي - قدس سره - في الفهرست في موارد، منها: ترجمة داود بن أبي زيد (285). أقول: الظاهر أن الرجل من العامة، وإلا لترجمه النجاشي والشيخ في كتابيهما، ولم يثبت وثاقته أيضا، فإن مجرد نقل النجاشي والشيخ عنه لا يدل على وثاقته."

المفيد من معجم رجال الحديث - محمد الجواهري - الصفحة 498:

"محمد بن إسحاق أبي يعقوب النديم: أبو الفرج صاحب الفهرست المعروف بفهرست ابن النديم - عامي - مجهول."

فالرجل عندهم مجهول الحال, عامي المذهب, لا يؤخذ عنه حق و لا باطل.

ولكن بغض النظر, حتى لو لم يكن عامي و لا مجهول, ماذا يقول ابن النديم عن جابر ابن حيان؟

"هو أبو عبد الله جابر بن حيان بن عبد الله الكوفي المعروف بالصوفي واختلف الناس في أمره فقالت الشيعة أنه من كبارهم وأحد الأبواب وزعموا أنه كان صاحب جعفر الصادق رضي الله عنه وكان من أهل الكوفة وزعم قوم من الفلاسفة أنه كان منهم وله في المنطق والفلسفة مصنفات وزعم أهل صناعة الذهب والفضة أن الرياسة انتهت إليه في عصره وأن أمره كان مكتوماً وزعموا أنه كان يتنقل في البلدان لا يستقر به بلد خوفاً من السلطان على نفسه وقيل أنه كان في جملة البرامكة ومنقطعاً إليها ومتحققاً بجعفر بن يحيى فمن زعم هذا قال أنه عني بسيده جعفر هو البرمكي وقالت الشيعة إنما عني جعفر الصادق وحدثني بعض الثقات ممن تعاطى الصنعة أنه كان ينزل في شارع باب الشام في درب يعرف بدرب الذهب وقال لي هذا الرجل أن جابراً كان أكثر مقامه بالكوفة..."

فهي كما ترون مجرد أقاويل و حكايات أهل الهوى على اختلاف أهوائهم و هذا كله كلام غير ثابت.

ما هي مصادر المعاصرين من الشيعة لإثبات صحبة جابر للصادق؟

معجم رجال الحديث - السيد الخوئي - ج 4 - الصفحة 328:

"جابر بن حيان:
الصوفي الطرسوسي، أبو موسى من مشاهير أصحابنا القدماء، كان عالما بالفنون الغريبة وله مؤلفات كثيرة أخذها من الصادق عليه السلام، وقد تعجب غير واحد من عدم تعرض الشيخ والنجاشي لترجمته، وقد كتب في أحواله وذكر مؤلفاته كتب عديدة من أراد الاطلاع عليها فليراجعها، قال جرجي زيدان في مجلة الهلال على ما حكي عنه: " أنه من تلامذة الصادق عليه السلام، وإن أعجب شئ عثرت عليه في أمر الرجل أن الأوروبيين اهتموا بأمره أكثر من المسلمين والعرب، وكتبوا فيه وفي مصنفاته تفاصيل، وقالوا إنه أول من وضع أساس الشيمي الجديد وكتبه في مكاتبهم كثيرة، وهو حجة الشرقي على الغربي إلى أبد الدهر."

سؤال, لو كان هنالك مصادر شيعية موثوقة كثيرة تتكلم عن الرجل مثل ما ذكر الخوئي فلماذا ترك كل تلك المصادر ليستشهد ب"مجلة الهلال"؟ هل مثل هذه المصادر يعتمد عليها متأخري الشيعة لإثبات قصص الحسينيات؟ أما كاتب المقال جرجي زيدان, فهو جورجي حبيب زيدان النصراني, كاتب علماني لبناني معاصر, كان من أتباع الماسونية أو الماسونيين الأحرار, و هو كاتب تاريخ الماسونية العام في نفس المجلة.

ماذا عن علماء أهل السنة, هل هنالك إجماع بينهم في هذه القضية؟

سيرالأعلام والمشهورين في العرب صنعة كانت متداولة بين الكتاب والوراقين. و أشهر هؤلاء على الإطلاق هو أبو عثمان الجاحظ 150-255هـ / 767 -869 م. فإننا لا نجد عنده ذكرا لعالم في الكيمياء اسمه جابر بن حيان.

أما ابن تيمية فيقول في مجموعه: وَأَمَّا جَابِرُ بْنُ حَيَّانَ صَاحِبُ الْمُصَنَّفَاتِ الْمَشْهُورَةِ عِنْدَ الْكِيمَاوِيَّةِ فَمَجْهُولٌ لَا يُعْرَفُ وَلَيْسَ لَهُ ذِكْرٌ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ وَلَا بَيْنَ أَهْلِ الدِّينِ.

يعني أن حاله مجهول, و لا يقصد بالضرورة أنه لا وجود له أو أنه معدوم.

و ذكره ابن خلدون في مقدمته قائلا:
"ثم ظهر بالمشرق جابر بن حيان كبير السحرة في هذه الملة."

وقال الصفدي في الوافي بالوفيات - (ج 3 / ص 497)
"جابر بن حيان، أبو موسى الطرسوسي قال القاضي شمس الدين أحمد بن خلكان: ألف كتاباً يشتمل على ألف ورقة يتضمن رسائل جعفر الصادق وهي خمسمائة رسالة في الكيمياء.
قلت وأنا أنزة الإمام جعفراً الصادق رضي الله عنه عن الكلام في الكيمياء، وإنما هذا الشيطان أراد الإغواء بكونه عزا ذلك إلى أن يقوله مثل جعفر الصادق لتتلقاه النفوس بالقبول ورأيته إذا ذكر الحجر يقول بعدما يرمزه: وقد أوضحته في الكتاب الفلاني فيتعب الطالب حتى يظفر بذلك المصنف المشؤوم فيجده قد قال: وقد بينته في الكتاب الفلاني.
فلا يزال يحيل على شيء بعد شيء.
ووجدت بعض الفضلاء قد كتب على بعض تصانيفه، إما الفردوسي أو غيره، : - من مجزوء الكامل -
هذا الذي بمقاله ... غر الأوائل والأواخر
ما أنت إلا كاسر ... كذب الذي سماك جابر
وتصانيفه في هذا الفن كثيرة وليس تحتها طائل واستطرد الكلام معي في أول شرح لامية العجم إلى الكلام على الكيمياء وحقيقتها وليس هذا موضعه.
الكمياء المقصودة في كتب القدماء ليست الكمياء التي بين ايدينا كعلم مستقل بل كان على ضربين.
اما الكيمياء فهو مختص بالمعادن والعطور ومن ذلك قولهم" ومن طلب المال بالكمياء افلس " وذلك انهم حاولوا صنع الذهب ..
اما الشعوذة فهي كانت تسمى السيمياء وهي ضروب من السحر والشعوذة ."


أما كتب جابر ابن حيان الموجودة, فلا نجد فيها أي إشارة إلى أنه تلقى أي من هذه العلوم عن جعفر, أو أنه كان تلميذه, حتى أن هذه الكتب نسبتها لا تصح لجابر بل من الممكن أنه كتبها شخص معروف ب"Pseudo-Geber".

أما بخصوص الخبر الشيعي المشهور ب"بتوحيد المفضّل‌" و هو ما رواه‌ العلاّمة‌ المجلسيّ عن‌ المفـضّل‌ بن‌ عمـر، عن‌ الإمام‌ الصـادق‌ فـي‌ خبـر « الإهليلجة‌ » التي‌ كانت‌ بِيَدِ طبيب‌ هندي‌ّ.

هذا سند الحديث من «بحار الانوار» ج‌ 3. ص‌ 152 و 153: حدّثني‌ محرز بن‌ سعيد النحويّ بدمشق‌ قال‌: حدّثني‌ محمّد بن‌ أبي‌ مسهر بالرملة‌، عن‌ أبيه‌، عن‌ جدّه‌ قال‌: كتب‌ المفضّل‌ بن‌ عمر الجعفي‌ّ إلي‌ أبي‌ عبد الله‌ جعفر بن‌ محمّد الصادق‌ عليهما السلام‌ يُعلمه‌ أنّ أقواماً ظهروا من‌ أهل‌ هذه‌ الملّة‌ يجحدون‌ الربوبيّة‌، ويجادلون‌ علي‌ ذلك‌، ويسأله‌ أن‌ يردّ عليهم‌ قولهم‌، ويحتجّ عليهم‌ فيما ادّعوا بحسب‌ ما احتجّ به‌ علي‌ غيرهم‌...

فهو خبر مفبرك موضوع بل لا أصل له في أي من كتب الشيعة القديمة.

و الحمد لله








 
قديم 08-03-14, 07:53 AM   رقم المشاركة : 2
خالد المخضبي
عضو ماسي






خالد المخضبي غير متصل

خالد المخضبي is on a distinguished road


بارك الله فيك

http://www.sd-sunnah.com/vb/showthre...8481#post28481







 
قديم 11-07-18, 10:46 PM   رقم المشاركة : 3
ابوكوثر
عضو ماسي







ابوكوثر غير متصل

ابوكوثر is on a distinguished road




جابر بن حيان
الشيخ جويا جهانبخش (باحثٌ متخصِّص في مجال الكلام والحديث، وله عدّة دراسات تحقيقيّة وتراثيّة قيِّمة).


(القسم الأول)



http://nosos.net/%D8%AC%D8%A7%D8%A8%...A%D9%91%D8%AA/



(القسم الثاني)


http://nosos.net/%d8%ac%d8%a7%d8%a8%...1%d8%a7%d9%86/







 
قديم 22-07-19, 10:37 PM   رقم المشاركة : 4
ابوكوثر
عضو ماسي







ابوكوثر غير متصل

ابوكوثر is on a distinguished road


جابر بن حيان شخصية وهمية


# نتفاخر كثيراً ونتمشدق على غيرنا بأنّ الإمام جعفر بن محمد الصّادق “ع” هو المؤسّس لعلم الكيمياء؛ وإنّ الغرب لم يعرف هذا العلم إلّا بعد تعرّفه على آثار تلميذه المبرّز جابر بن حيّان ومؤلّفاته، لكن الغريب إنّنا حينما نراجع كلمات كبار المصنّفيين المتقدّمين من الشّيعة الإثني عشريّة كالنّجاشي والطّوسي وأضرابهم لا نجد عيناً ولا أثراً لجابر بن حيّان بالمطلق، مع إنّ المفروض بأمثالهم أن يذكروا ولو إشارة بسيطة لهذا الرّجل ومنجزه المعرفي الكبير!!

# وحينما أراد المرحوم الشّوشتري أن يبرّر عدم ذكر النّجاشي والطّوسي لاسم جابر مع وجود اسمه في فهرست ابن النّديم المتوفّى سنة: “385هـ” بادر لاتّهام شيخ الطّائفة الإثني عشريّة الطّوسي المتوفّى سنة: “460هـ” بالغفلة عن ذلك، مدّعياً إنّ الأخير قد اكتفى بمراجعة باب متكلّمي الشّيعة وفقهائهم في فهرست ابن النّديم دون باب الكيميائيّين الّذي جاء ذكر اسمه فيه على حدّ تعبيره!! كما اتّهم النّجاشي المتوفّى سنة: “450هـ” بالغفلة أيضاً، بل نصّ على احتماليّة عدم اطّلاعه على فهرست ابن النّديم أصلاً وإنّ ما نقله عنه في مورد واحد كان نقلاً عن الطّوسي!! وبعد هذه الغرابة عاد ليختم حديثه بعبارة نقلها عن جرجي زيدان دون ذكر مصدرها تقرّر ما يلي: «وعن جرجي زيدان المتتبّع المعروف أنّه قال في مجلّة الهلال: إنّه من تلامذة الصادق، وإنّ أعجب شي‏ء عثرت عليه في أمر الرجل: إنّ الاروبيّين اهتمّوا بأمره أكثر من المسلمين والعرب! وكتبوا فيه وفي مصنّفاته تفاصيل، وقالوا: إنّه أوّل من وضع أساس الشيمي الجديد؛ وكتبه في مكاتبهم كثيرة، وهو حجّة الشرقي على الغربي إلى أبد الدهر» [قاموس الرّجال: ج2، ص507].

# وعندما رأى المرحوم الخوئي عدم وجود عين ولا أثر لجابر في كلمات متقدّمي الرّجاليين لم يجد بُدّاً من تقليد المرحوم الشّوشتري في نقل عبارة جُرجي زيدان في تعريف جابر دون ذكر مصدر للعبارة ولا لنقله كما هي عادته في نقولاته من قاموس الرّجال، فقال في معجم رجال حديثه: «جابر بن حيّان، الصوفي الطرسوسي، أبو موسى من مشاهير أصحابنا القدماء، كان عالماً بالفنون الغريبة، وله مؤلّفات كثيرة أخذها من الصادق “ع”، وقد تعجّب غير واحد من عدم تعرّض الشيخ، والنجاشي لترجمته، وقد كُتب في أحواله، وذكر مؤلفاته كتب عديدة من أراد الاطلاع عليها فليراجعها، قال جرجي زيدان في مجلة الهلال على ما حكي عنه…». [معجم رجال الحديث: ج4، ص328].

# والمؤسف إنّنا لم نعثر ـ في حدود المتابعة ـ على العبارة الّتي حكاها المرحوم الشّوشتري وبتبعه المرحوم الخوئي عن جرجي زيدان حول جابر، بل وجدنا ما يلوح بما يتناقض مع الاعتقاد السّائد بكون الصّادق “ع” هو مصدر تلك العلوم حيث قال زيدان: «لا خلاف في إنّ العرب هم الّذين أسّسوا الكيمياء الحديثة بتجاربهم ومستحضراتهم… وإنّ أوّل من اشتغل في نقلها إلى العربيّة خالد بن يزيد [بن معاوية بن أبي سفيان]، نقلها عن مدرسة الاسكندرّية وعنه أخذ جعفر الصّادق المتوفّى سنة: “140هـ” [!!]، وبعده جابر بن حيّان، ثمّ الكندي، فأبو بكر الرّازي وغيرهم، فاكتشفوا كثيراً من المركّبات الكيمياويّة الّتي بنيت عليها الكيمياء الحديثة، وقد ذكر محقّقو الافرنج: إنّ العرب هم الّذين استحضروا ماء الفضّة “حامض النّتريك” وزيت الزّاج “الحامض الكبريتك” وماء الّذهب الحامض “النيتروهيدروكلوريك”…». [تاريخ التّمدّن الإسلامي، جرجي زيدان: ج3، ص185].

# وفي الحقيقة إنّ وجود تلميذ شيعيّ للصّادق “ع” باسم جابر بن حيّان أمر لا يمكن إثباته بل هو أقرب للخيال والوهم المذهبي منه إلى الحقيقة خصوصاً لمن يرجع إلى طبيعة ترجمته في فهرست ابن النّديم بالإضافة إلى وصفه بالكوفي، وإن أبيت ذلك فإنّنا نشكّك بقوّة في تلمذته لدى الصّادق “ع”؛ وذلك لأنّ طبيعة التّلمذة الكيمياويّة تستدعي مستحضرات ومختبرات معيّنة نجزم بعدم ممارسة الصّادق “ع” لها، ومن هنا فلا تعجب إذا سمعت بعض أكابر أهل العلم والورّاقين ـ على حدّ تعبير ابن النّديم وإن رفض ذلك ـ إذا ما ذهبوا: إلى إنّ جابر بن حيّان ما هو إلّا شخصيّة أسطوريّة خياليّة لا واقع لها رغم وجود مئات الرّسائل باسمه في المكتبات الغربيّة والإسلاميّة، لكن حيث إنّ معاصري تلك المرحلة كانوا يخشون من الاتّهام بالكفر والزّندقة إذا ما نشروا هذه الأمور باسمائهم فاخترعوا شخصيّة وهميّة اسمها جابر بن حيّان ومرّروا تراجمهم وآثارهم المتأخّرة زماناً عن الصّادق “ع” بفترة طويلة عن طريقها، وقد مال بعض المستشرقين وبعض الحوزويّين المعاصرين إلى هذا الرأي أيضاً [السيّد أحمد المددي زميل وتلميذ السيّد السيستاني نموذجاً]، فتأمّل؛ لا في هذه القضيّة الجزئيّة فحسب، وإنّما في أنواع الأساطير المذهبيّة الّتي مُرّرت عليك لقرون طويلة.

#ميثاق_العسر







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:05 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "