وأما سؤالكم التالي وهو : (أليس إبطال الحدود فيه مفسدة عظيمة تصل الى درجة اطلاق يد الفسقة بدون عقاب ؟).
جوابه الآتي:
إن سبب غيبة الإمام المولى المعظم الحجة القائم عن الشيعة وفقدانهم له ، يرجع إلى كثرة معاصيهم وظلمهم لأنفسهم ولغيرهم ، ما أدى إلى حرمانهم من نيل فيوضاته المعطاء ، والأخذ منه ، والتشرف بخدمته مباشرة ومن دون وسائط ؛ إذ إن غيبته عنهم ملازمة لكثرة معاصيهم وظلمهم وغفلتهم عنه وعدم التوجه إلى جنابه المقدس.
فمعاصي الشيعة وظلمهم لأنفسهم ولغيرهم هي سدٌّ منيع يقف بوجه ظهوره المقدس ، فإذا ارتفعت الموانع المسببة للغيبة ، تحقق شرط الظهور ، وغيبته عنهم أعظم ذنباً عند الله تعالى من ترك إقامة الحد على الزانية أو الزاني ، فما نفع إقامة الحد وإمامنا الحجة القائم يخاف من الشيعة أنفسهم ، فهم يقيمون الحدود على بعضهم البعض في حين أن في أعناقهم جرم تغييبه عنهم والفرار منهم بسبب هتك معالمه المقدسة وعدم الإخلاص لله تعالى وله ما يؤدي إلى الخوف منهم ، وبالتالي الإبتعاد عنهم.
أليس الشيعة هم أنفسهم الذين سببوا غيبته الشريفة بظلمهم له ، وظلمهم لأنفسهم وظلمهم لبعضهم البعض ، وظلمهم لغيرهم لأجل مصالحهم السياسية والشخصية ؟!
إنه يخاف منا نحن الشيعة ، ولو كنا بمستوى إقامة الحدود في غيبته لما كان غاب عنا.
#موقع العترة للدرسات - المحقق العلامة محمد جميل حمو العاملي - بعنوان : نحن لم نتفرد بفتوى تحريم إقامة الحدود على مستحقيها في عصر الغيبة الكبرى